أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
قديم 10-14-2008
  #91
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاجر مشاهدة المشاركة
:sm278:شكرا لك عمو الحسيني بس الموضوع طويل
هذا كتاب وفيه من الفوائد

ونحن امة أقرأ

ولم ينتهي الكتاب بعد

يتبع ان شاء الله
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-14-2008
  #92
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

القَابِضُ جَلَّ جلالُهُ



"هو الذي يقبض النفوس بقهره، ويقبض الأرواح بعدله إذا انتهى أجلها، ويقبض الأرزاق بحكمته، ويقبض القلوب إذا خوفها من جلاله (1).


فالقبض نعمة الله على عباده لأنهم يستحضرون معنى أنوار "القابض"، فيتَّصلوا بالله تعالى، فإذا قبض الأرزاق عن إنسان توجَّه بكلّيته إلى الله يستعطفه، وإذا قبض القلوب بجلاله فرت داعية في تفريج ما عندها، فلا تنسب القبض والبسط لغير الله فهو القابض الباسط (2) .


قال تعالى: { وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }(3) .


والعارف بالله تعالى هو من تخلَّق بهذا الاسم، فيقبض أهل المعاصي، ويزعج أهل المخالفات، ويقبض يده فلا يعطي لأهل الفجور مالاً، ويقبض بشاشته، فلا يوالي الكفار ولا أهل الإنكار، ويقبض على نفسه بزمام الجهاد فلا يجعلها تمرح وتفرح بغير الله (4).


ويقبض لسانه فلا يجعله يتكلَّم في غيبة ولا نميمة، ولا أذى، ويقبض على سمعه فلا يصغي به إلى عورة ولا منكر.


ومتى قبض الإنسان على قواه الظاهرة بالحدود الشرعية، وقبض على قواه العقلية بمراقبة مولاه صاحب العزة الجبروتية، عرف نور "القابض" في نفسه، وكان له أوفر نصيب من معنى هذا الاسم الشريف (5) .




الدُّعـــــــاءُ


" إلهي ... أنت القابض على نواصي العباد، المتصرِّف في القلوب والأرواح بسبب الاستعداد، القبض في الظاهر بليَّه ولكنه عين العطية، فلولا القبض ما تأدَّب معك العبد، لأنك حكيم تفعل ما تريد، تقبض الأرزاق فتقبل عليك العباد بالتوبة، وتقبض القلوب فتتأدب معك النفوس من جلال الهيبة. وامنحنا قوة نقبض بها على زمام أنفسنا، حتى تخرج إلى مرضاتك، وامنحنا همة نقبض بها على كل من اتصل بنا فيكون قائماً بطاعتك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ." اهـ




اقتباس:=================== الحاشية ==============

(1) - : وقيل: القابض: هو الذي يكاشفك بجلاله فيقيك، والذي يخوفك من فراقه. وقال القشيري رضي الله عنه: القابض هو قابض الأرواح عن الأشباح عند الموت. وقيل: القابض: الذي يقبض العباد بدلائل الخوف من الكبرياء.

(2) : حكي عن بعضهم قال: كنت مع الخواص في سفر، فنـزلنا تحت شجرة، فجاء أسد وربض بقربنا، ففزعت فزعاً شديداً، وصعدت إلى الشجرة، وقعدت على غصن إلى الصباح من خوف الأسد، ونام الخواص تحت الشجرة ولم يحتفل بالأسد، فلما كانت الليلة الثانية، نزلنا في مسجد فنام الخواص، فوقعت على وجهه بقَّة فضجَّ ! ، فقلت له: هذا عجب، البارحة ما جزعت من الأسد، والليلة جزعت من البقة ؟!!!. فقال: البارحة كنت مأخوذاً عني، والليلة أنا مردودٌ إلي ... فلهذا جزعت .

فالقبض والبسط عند أهل الله تعالى - نفعنا الله بهم -: حالتان تتعاقبان على القلوب تعاقب الليل والنهار، فإذا غلب حال الخوف كان مقبوضاً، وإذا غلب حال الرجاء كان مبسوطاً، وهذا حال السائرين. وأما الواصلون؛ فقد اعتدل خوفهم ورجاؤهم، فلا يؤثر فيهم قبض ولا بسط، ولذلك قال في الحكم: (بسطك كي لا يتركك مع القبض، وقبضك كي لا يتركك مع البسط، وأخرجك عنهما لتكون لله لا لشيء دونه).

(3) : سورة البقرة – الآية 245.

(4) : قال الإمام الشبلي رضي الله عنه: من عرف الله حمل السموات والأرضين على شعرة من جفن عينه، ومن لم يعرف الله جلّ وعلا، لو تعلق به جناح بعوضة لضجَّ.

(5) : فمن عرف أنه سبحانه وتعالى " القابض والباسط"، لم يغتب أحداً من الخلق، ولا يسكن إليه في إقبال ولا إدبار، ولم ييأس منه في بلاء، ولا يسكن إلى عطاء، فلا يكون له تدبير أبداً، انتهى . والتعلق بهذين الاسمين: بالانحياش إليه، في أن يقبضه، ويقبض عنه ما لا يرضاه من متابعة حظوظه وهواه. ويبسطه فيما يرضاه، ويبسط عليه ما يقربه إلى رضاه، أو بأن يستعمله بالأدب في قبضه وبسطه، ثم يخرجه عنهما إلى شهوده، ومعرفته. والتخلق بهما: بالقبض عما سواه، والبسط في كل شيء يرضاه، فإن كان مجاهدة فهو تخلُّق، وإن كان طبيعة فهو تحقق، والله تعالى أعلم." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: اسمه الشريف البَاسِطُ جَلَّ جَلالُهُ.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-24-2008
  #93
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

البَاسِطُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يبسط العطاء لعباده، ويبسط القلوب بوداده، ويبسط الأرواح بشهوده، ويبسط الأشباح بالعافية والقوة بمحض جوده، بسط الأرض بتجلِّي "الباسط".


ويتجلَّى "الباسط" الكريم للقلوب برحمته الواسعة، يبسطها فتهيم إليه، وبسط أرزاق القلوب وهي العلوم والمعارف، وأرزاق الجسوم وهي الغذاء النافع .


ومتى تجلَّى لك باسمه"الباسط"، أصبح لسانك مؤانساً لمن جالسه، ويدك مبسوطة بالعطاء، ووجهك هاشٌّ باشٌّ لا يجاورك إنسان إلا وتدفع عنه الهموم، ولا تتوجّه بالدعاء لمخلوق إلا وتزول عنه الغموم، كأنك روضة مثمرة، من جلس بجوارها انتفع بظلها، وطيب أزهارها وثمارها.


فمن العارفين بالله تعالى من غلب عليه القبض، فهو خائف باكٍ حزين. ومنهم: من غلب عليه البسط فهو مسرور منشرح أمين.


والقبض والبسط مقامان من مقامات الرجال، لا بدّ منهما، واحذر أن يغلب أحدهما على الآخر فخير الأمور الوسط، فإن القبض والبسط كالجناحين للطائر يطير بهما في فضاء الملكوت، فإن غلبت إحداهما فلا ينتظم الطيران.


ومتى أكرمك الله بإدخال السرور على الفقراء وإعانة الضعفاء، فقد نلت حظاً وافراً من نور هذا الاسم الشريف.


وخير بسطٍ لك أن تدخل السرور على والديك، وأستاذك، وأقاربك، وجيرانك، حتى تبسط القلوب والنفوس.


وإذا ضاق صدرك، فتب إلى الله تعالى، وقل:" يا باسط"، بهمَّةٍ عالية، واستحضار، فلا تقوم من مجلسك إلا وقد ذهب عنك القبض. وأعظم بسط للقلوب أن يتجلَّى لها جمال حبيبها، فتأنس وتهيم.


الدُّعـــــاءُ


"إلهي ... أنت الباسط للقلوب بشهودك، والباسط للأجسام بجودك، فتجلَّ لنا بنور اسمك الباسط، حتى تظهر أنواره على جوارحنا، فمن رآنا انبسط وانشرح صدره، ومن واجهنا عمَّه الفرح.
اجعل لساننا منبسطاً لعبادك بلطف الكلام، ويدنا مبسوطة بالعطاء بين الأنام، وقلبنا في بسط وهيام، حتى لوفرق ما عندنا من البسط والسرور لوسع العالم وشرح الصدور، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) : قيل: القابض هو الذي يكاشفك بجلاله فيقيك، والباسط هو الذي يكاشفك بجماله فيبقيك. وهو الذي يقبل الصدقات من أربابها فيربيها، والباسط الذي يبسط النعمة ويهبها. والقبض والبسط حالان يهذب الله بهما الذاكرين من عباده، ويفتح بهما عليهم أبواب العلم، والحكمة، وينبغي أن يتجنب الإنسان الضجر في وقت قبضه، ويتجنب ترك الأدب في حال بسطه، إن في ذلك لآيات لكل صبَّارٍ شكور، ويبتليه الله ويختبره بالشر والخير فتنة فعليه الرضا بما نزل به القضا ليرضى الله عنه." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-29-2008
  #94
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيني مشاهدة المشاركة
هذا كتاب وفيه من الفوائد

ونحن امة أقرأ

ولم ينتهي الكتاب بعد

يتبع ان شاء الله

بارك الله في عمرك اخي الحسيني كما ذكرت الامورة هاجر الموضوع طويل وقيم وفيه من الفائده الكثير ان شاء الله في ميزان حسناتك اخي الحسيني
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2008
  #95
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الخَافِضُ (1) جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي خفض أهل الكفر بعزِّه، وخفض أهل الكبر بجلاله، خفض أهل الزور بإظهار تكذيبهم، خفض كل خارجٍ عن شريعته مهما كان غنياً بالمال عزيزاً بين الرجال.


والعبد الذي يريد أن ينال حظّاً من هذا الاسم فعليه أن يخفض نفسه؛ فيراها أقلَّ من جميع العباد، ومتى سلم من شرِّها فكل شرٍّ بعدها يزول، ثم يخفض إبليس فلا يصغي لنصحه ولا إغوائه، ثم يخفض الكفار فلا يعظم أحداً منهم إلا بقصد أن يؤلِّفه إلى الإسلام (2) . ثم يخفض أهل المعاصي فلا يحتــرم أحداً منهم، ويخفض جناح الذلِّ لوالديه وللمؤمنين (3) ." اهـ




الدُّعـــــاءُ


"إلهي أنت الخافض للجبارين بقهرك، المذلُّ للمتكبرين بجبروتك، المتعالي العلي الكبير، المتجلي بنصرك، وأنت نعم المولى ونعم النصير. أسألك أن تمنحني قوة جبروتية أخفض بها كل جبَّار عنيد، وأصغِّر بها نفسي وشيطاني المريد، أتواضع بها لوالديَّ، وأتذلَّل بها لكلِّ مسلم، وأقدِّمه عليَّ، فيكون لي أوفر حظ من نور هذا الاسم الشريف، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) : : في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي موس الأشعري قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع : ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط ويخفضه، ويرفع إليه عمل النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار) . أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - الحديث 295 .

أراد أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده، كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن، وهو تمثيل لما يقدِّره الله وينزله . انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير4/60.

(2) : ومن حظه كذلك أن يعرف نعمة الله فيما أعطاه وحكمته فيما منع منه، وفيما رفعه به، وما أكرمه وفضَّله عن كثير ممن خلق ، فيكون ذاكراً للخافض الرافع، شاكراً صابراً، وهو يستعمل ما آتاه من أسباب العيش وما مكنه من القدرة عليه، ويسَّره من الأسباب، على وجه يرقب ربه ذاكراً من قوله " لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد "،فيلتزم في أمره كله حدوده باتباع أمر ربه، يرفع ما رفعه الله، ويخفض ما خفضه، ويضع ما وضعه، ويذكر أن من اعتزَّ بغير الله ذل، ومن أراد الشرف والرفعة والسؤدد بغير مرضاة الله ، وعلا مستكبراً بغير الحق أذلَّه الله.

(3) : متمثلاً قول ربه عز وجل: { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين}، وقوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }، وقوله في حق الوالدين: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الرَّافِعُ جَلَّ جلالُهُ ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-15-2008
  #96
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الرَّافِعُ جَلَّ جلالُهُ


"هو الذي يرفع الأولياء فينصرهم على الأعداء، ويرفع الصالحين إلى أعلى علّيين، تجلَّى باسمه "الرافع" فرفع السماء بغير عمد، ورفع الغمام على متن الهواء، ورفع الطيور في الفضاء. ورفع مقام الأولياء في الحياة بخضوع القلوب لهم، واحترام العالم لأشخاصهم، ولو كانوا فقراء ضعفاء، رفع شأن الصالحين بعد مماتهم، فترى القلوب تحنُّ إليهم، وتحنو عليهم وتزورهم، وتعظمهم.


قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم } (1) .


رفع رتبة الملوك على الرعية، ورفع رتبة الحكام على المحكومين، ورفع رتبة الأغنياء على الفقراء، وذلك عين البلاء.فإذا عدل الحكام وأنصف الملوك، وتصدَّق الأغنياء من مالهم كانت الرفعة عطاء، وإلا كانت عليهم بلاء وشقاء (2) .


وإذا تجلَّى لقلبك نور اسمه "الرافع" رفعه ذلك النور إلى العلي الأعلى، فصار مرتفعاً عن الأكوان، لا ينظر إلى ما في أيدي الناس، ويتحصَّن دائماً من الوسواس.


يرفع همته أن تكون عبادته لغير الله، يرفع قدر نفسه بأن لا يجعل لذَّته في الشهوات الفانية. يرفع كل شيء رفعه الله، وعظَّمه. وأعظم شيءٍ رفعه الله هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يرى شيئاً أكمل منه ، فيسعى في سبيل مرضاته (3) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي ...تجليت باسمك الرافع فرفعت قدر أنبيائك وأوليائك، فأظهرت لهم المعجزات، وأبرزت لهم الكرامات، فعظمتهم القلوب، ورفعت أعمالهم إليك بالقبول، ورفعت أرواحهم إليك بالوصول، ورفعت همتهم فلم يطلبوا سواك، لأن عيون أرواحهم تراك، فاجعل لنا أوفر حظ من نور اسمك الرافع، حتى يرفع شأننا فنرفع أحبابك، وننفذ أحكامك، فنكون رافعين مرفوعين بفضلك، يا رافع يا معين، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ".".



اقتباس:============================================

(1) : : سورة الأنعام – الآية 165.

(2) : وقد كرم الله بني آدم ورفع قدرهم بما أنعم عليهم وما سخره لهم، والرفعة من ابتلائه بالنعم والخيرات، ومن جزائه العاجل بالخير والإنعام، وهو تعالى الذي يرفع درجات عباده المتقين بإنعامه وتقريبهم إليه، ويخفض من يشاء عن رتبته، بانتقامه وطردهم من رحمته، وميزان الحق ما يلتزم العبد من ذلك أن يرفع الحق حتى ينتصر ، ويخفض الباطل حتى يدفع ويزهق. وعلى هذا قال القشيري في شرحه للأسماء:" ليس المرفوع قدراً العلي شأناً وأمراً والمستحق مجداً وفخراً من وضع الطين على الطين، وتكبر على المساكين، وافتخر على أشكاله بكثرة ماله، واستقامة أحواله، وإنما المشرَّف شأناً والمعلى رتبةً ومكانةً من رفعه الله بتوفيقه وأيده بتصديقه، وهداه إلى طريقه، صفا مع الله قلبه، وخلا له وجهه، ولبُّه، وصعد إلى السماء أنينه، وصدق إلى الله شوقه وحنينه. وكان فوزه في آخرته يوم الواقعة وهي كما وصفها الله تعالى: { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } ، بما يلقى كلٌّ من جزائه عند ربه.

(3) : وعلى العبد أن يطلب الرفعة بأسبابها من العلم والتقوى والعمل الصالح، ومحبة الناس، وخدمتهم، والإصلاح بينهم، وعون محتاجهم، وقد "جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها" وفي صنيع هذا الخير محبة الله، ورفعة الشان بينهم ورضوان الله حتى يلحق بالصالحين من عباده الذين يحبهم ويحبونه، فيدنيهم إليه ويرفع منازلهم عنده. " اهـ





(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: المُعِزُّ جَلَّ جَلالُهُ ....... )





سُبحانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ

والحمدُ لله وَسَلامٌ على عِبَاده الذينَ اصْطَفَى


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-22-2008
  #97
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية





المُعِزُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي أعزَّ أنبياءه بالعصمة والنصر، وأعزَّ أولياءه بالحفظ والوجاهة. يعزُّ الطائع ولو كان فقيراً، ويرفع التقي ولو كان عبداً حبشياً.


يتجلَّى باسمه "المعز" على قلوب أوليائه فيجعلهم أعِزَّاء به تعالى.


يعزُّ القلوب بمشاهدته، ويعزُّ النفوس بالأدب معه، ويعزُّ الأجسام بخدمته.


وليس هناك عزٌّ للعبد أكبر من عزّ الطاعة لله تعالى (1) .


ومن أراد أن ينال حظاً وافراً من التخلُّق بهذا الاسم الكريم؛ فعليه أن يعزَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويعزَّ العارفين في عصره، فيحترمهم، ويتواضع لهم، ويبذل كل شيء في رضاهم.


وأعظم عزٍّ يناله العبد إذا دخل حضرة سيده، وواجهه بجماله ، وسجد قلبه لعزة العلي تعالى... (2) .
فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعين... ." اهـ




الدُّعـــــاءُ


" إلهي ... أنت المعزُّ لأحبابك، فأدخلتهم في رحابك، تكاشفهم بالجمال، فيفرُّون إليك، وتلاطفهم بالحنان فيركنون إليك، في القلوب يعظمون شعائرك المصونة، ويعززون كل من اعتز بعزك، وأغنيته من كنـزك. إلهي ... تجلَّ لنا باسمك المعز فأعزَّنا، حتى لا يرانا مخلوق إلا ويرى تاج عزِّك على رؤوسنا، فيخضع لك يا معز، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) ففي مقدمة أسباب إعزاز الله العبد الإيمان؛ فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، إذ جعل الله تعالى العاقبة للمتقين، ومن أبرز أسباب الاستزادة من هذه النعم الطاعة لما أمر به سبحانه وتعالى، والتعفف والقناعة في مطالب الحياة الدنيا، ومن ابتلاه ربه فصبر صبراً جميلاً اجتباه إليه وقرَّبه وأدناه، وأهَّله لمناجاته وشهوده، كما يذلُّ سبحانه وتعالى بسلب ذلك من رانت شهواته على قلبه، وطبع الله عليه، ولم تذله الحاجة بالمطامع.


(2) : فإن العزيز من اعتزَّ بربه، وتوكل عليه واستغنى به، ومن اعتزَّ بغير الله ذل، فكيف بمن اعتزَّ بآثامه وعصيانه، وفسوقه وكفره، وعتوِّه وبغيه، وطغيانه؟!. وإن الاعزاز في الدنيا بالصحة والحسن والجاه وشرف النسب وكثرة الأعوان وبالمال، وتجميل المظاهر والاستغناء به عن الناس، والإعزاز في الدين بحسن الحال مع ربه وطهارة سريرته، والتوجه إلى الله تعالى. وقد قيل: ليس العزيز من تطاول على أشكاله بماله ورياشه، وأسباب معاضه، وتطاول على أبناء جنسه ، ويعجب بسلامة نفسه، وينسى ما كان يقاسيه في أمسه، إنما العزيز من له ذرةٌ من راح أنسه بربه تعالى، وشهود قدسه، نعوذ بالله من سوء الحال والمآل، ومن الحور بعد الكور، ومن الذل بعد العز، ومن يهن الله فما له من مكرم." اهـ






(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: المُذِلُّ جَلَّ جَلالُهُ ....... )





سُبحانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ

والحمدُ لله وَسَلامٌ على عِبَاده الذينَ اصْطَفَى

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-15-2008
  #98
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

المُذِلُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يُذلُّ الكافرين بصولة الحق، ويذل الجبارين بتسليط الأمراض (1) . وما من ظالمٍ أو جبار إلا وأذلَّه الله بشيء.


وشرُّ المصائب أن يكون العبد ذليلاً لشهوته؛ فتذلَّه امرأة، وتتصرف بعقله، وهي قاصرة، فيضيع دينه!! (2) . وأشرُّ من ذلك: أن يسلِّط الله الكفار على المسلمين فيذلّوهم، وذلك بسبب عصيانهم لله، وتكبّرهم على الشريعة.


وقد ورد في الحديث الصحيح: (لا زلتم منصورين على أعدائكم ما دمتم متمسكين بسنتي ، فإن خالفتم السنة سلَّط الله عليكم من يخوفكم؛ فلا ينـزع خوفه من قلوبكم حتى تعودوا لسُنَّتي) (3) .


وقد قال الإمام أبو العزائم [ ] :" إن الذلَّ لإخوانك - وإن أساؤوا - هو العز، والذلّ للعلماء هو السعادة".


وإذا تعسَّرت الأمور فتوجَّه إلى الله تعالى وقل له: "يا مذلُّ!"، وأنت تستمدُّ منه القوة التي تستعين بها على الأعداء." اهـ





الدُّعـــــاءُ


"إلهي ... أنت المذلُّ لأعدائك، المهين للعصاة بحلول بلائك، أسألك أن تتجلى بمدد اسمك المذلّ حتى أذلَّ نفسي وشيطاني، وأذلَّ كلَّ كافر وفاجر، واحفظني من ذلِّ المعصية، وذلِّ الجهل، وذلِّل لي كلَّ صعب، وهوِّن عليَّ كلَّ عسير، وتوِّجني بتاج المهابة، حتى يذلَّ لي كلُّ كافر فاجر، إنك على كلِّ شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) وقد قال أهل الله العارفين: المعز الذي أعز أولياءه بعصمته، ثم غفر لهم برحمته، ثم نقلهم إلى دار كرامته، ثم أكرمهم برؤيته ومشاهدته. والمذل الذي أذل أعداءه بحرمان معرفته وركوب مخالفته ، ثم نقلهم إلى دار عقوبته، وأهانهم بطرده ولعنته. وقال بعضهم: ما أعز الله عبداً بمثل ما يدله على ذل نفسه، وما أذل الله عبداً بمثل ما يشغله بعز نفسه.

(2) : فالحق سبحانه يعزُّ الزاهدين بعزوف نفوسهم عن الدنيا، ويعزُّ العابدين بسلامة نفوسهم عن الرغائب والمنى، ويعز المريدين بصدق التوجه إلى المولى، ويعز العارفين بتأهبهم لمحل المسارّة والنجوى، مع حصول الكشف واللقا، والغنى به عن كل سوى، وإذا أراد إعزاز عبد قرّبه من بساطه، وأهّله لمناجاته، وإذا أراد إذلال عبده بعّده من حضرته، وقرنه مع شهوته، فلم تكتنفه الرعاية، ولم تلحظه عين العناية، وعلامته تركه وما يريد، كما قال الشاعر:-

ترك يوم نفسك وهواها *** سعي لها في رداها

فذل العبد هو أن يكون مملوكاً لنفسه، رِقَّاً لحظوظه، قد سكن قلبه الطمع، وامتلأ بالجزع والهلع.
قال حجة الإسلام رضي الله عنه : فمن رفع عن قلبه حتى شاهد جمال حضرته ، ورزقه القناعة حتى استغنى بها عن خلقه ، وأمده بالقوة والتأييد ، حتى استولى بها على صفات نفسه ، فقد أعزه وآتاه الملك عاجلاً ، وسيعزه في الآخرة بالتقرب، ويناديه : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }.

(3) : لم أجده بهذا اللفظ." اهـ





(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: السَّمِيعُ جَلَّ جَلالُهُ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-31-2008
  #99
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

السَّمِيعُ جَلَّ جَلالُهُ



"هو الذي يسمع نداء المضطرين، ويجيب دعاء المحتاجين، ويغيث الملهوفين. هو الذي يسمع دبيب النملة، وحركة الذرّة، ويسوق إليها حاجاتها، يسمع خطرات القلوب، وهواجس النفوس، ومناجاة الضمائر.


والسمع صفة إلهية تنكشف بها حقائق المسموعات انكشافاً تاماً.


واعلم ... أن الله تعالى منـزَّهٌ عن الأذن، أما سمع الإنسان فبالأذن والجارحة، ويشترط أن يكون المسموع قريباً، ويتكلم بكلام معروف للسامع.


أما سمع الله تعالى: فهو يسمع جميع اللغات، ويجيب جميع السائلين لا يشغله شأن عن شأن .


واعلم أنك إذا تقربت إلى مولاك بالنوافل أحبك الله، فأفاض على سمعك نوراً به تنفذ بصيرتك إلى ما وراء المادة من أنوار الممدّ سبحانه وتعالى، فتسمع بالله، وربما أسمعك الله الهواجس التي بالقلوب، ومناجاة الضمائر، كما يحصل ذلك لأهل الله تعالى .


فإذا دامت الاستقامة للعبد والإقبال عليه، تبدَّل السمع المقيد بالسمع المطلق، وتتسلّط الروح على الجسم فتسمع النداء الأزلي من ربها: { ألست بربكم؟ } وعند ذلك يصير العبد كله سمعاً، وكله بصراً، فيسمع بكلِّه، ويبصر بكلِّه من جميع الجهات ." اهـ




الدُّعـــــاءُ


"إلهي ...أنت السَّميع لحركات القلوب وخطرات النفوس، السَّميع لنداء المضطرين، المغيث لجميع المحتاجين، فأشرق على سمعي نوراً منك، به أسمع تسبيح الكائنات في الأرض والسماوات، وامنحني - يا الله - قوة روحية أسمع بها عهد { ألست بربكم } إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) : فحقيقة السمع والبصر له سبحانه أنهما صفتان ينكشف بهما المسموعات، والمبصرات، بل جميع الموجودات من الجائزات، والواجبات، لا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي، ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دقَّ، لا يحجب سمعه بُعْد، ولا يدفع رؤيته ظلام، يرى من غير حَدَقَة وأجفان، ويسمع من غير أصمخة وآذان، وصفاته تعالى محجوبة عن الأفهام، كذاته المقدسة، والعجز عن الإدراك إدراك.

(2) : فحظ العبد من اسمه تعالى السميع: أن يحفظ استحياءً من الله تعالى لسانه من كلمة السوء، وجنانه من خواطر السوء فلم يحدث نفسه بشر فإنه: { لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ }. وسمع فوعى ما أمر به تعالى وأطاعه وهو يعلم أنه تعالى { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } وأكثر من ذكره تعالى ليذكره في ملأٍ خير من ملئه، يذكر الله ويدعوه { تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ }.


(3) : كما في الحديث الذي أخرجه البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه،وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته ) . صحيح البخاري 8/105 - باب التواضع. وإذا علم العبد أن مولاه يسمع ما يقال، ويرى ما تختلف به الأحوال، اكتفى بسمعه وبصره، عن انتقامه وانتصاره لنفسه، فإن نصرة الحق سبحانه له أتم." اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: البَصِيرُ جَلَّ جلالُهُ ....... )

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-26-2009
  #100
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

البَصِيرُ جَلَّ جلالُهُ



" هو الذي يرى ما فوق السماء، وما تحت الثرى، يرى ما نحن عليه من طاعة فيوالينا بلطفه، وما نحن عليه من معصية، فيحاسبنا بعدله، يرى معاملتنا للعباد، ويرى مقاصدنا وضمائرنا في كل حركة وسكون، محل نظره إلى القلوب.


قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( إِنّ اللّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَىَ صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَىَ قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ) (1).


والبصر في حق الله تعالى صفةٌ تتكشف بها الموجودات، منـزهةٌ عن العين والأجفان، يستوي عنده الظاهر والباطن، والأول والآخر، ومتى تقرَّبت إلى الله بالنوافل أحبك الله وأعطاك في بصرك نوراً ترى ما لا يراه الناظرون، ويتَّحد نور البصر بنور البصيرة (2) ، فترى آيات الله في الكون، ثم يزداد النور فترى تجليات الأسماء والصفات، ثم يزداد النور فتشرق عليك أنوار مجلى الذات العلية، فيكون الخلق في حجاب الأكوان، وأنت في شهود العيان، ويعطيك فراسة نورانية بها تكاشف بطوايا السرائر، ومناجاة الضمائر، ويتجلى لك سرُّ البصير فتشهد منه نوراً لا يقع بصرك على شيء إلا وتأخذ منه عبرة، ولا ترى كائناً إلا وتذكر ربك الذي أبدعه، وتغضّ بصرك عن المنكر، وتنظر به إلى وجوه الأولياء والعلماء العاملين. وإذا كانت بصيرتك ضعيفة فقل:" يا بصير!"، حتى يكشف الله لك سرُّ البصير.


وما نال الرجال مقام المحاسبة والمراقبة إلا من تجلي اسمه البصير، فإنهم تأكدوا أنه يراهم. ومن اعتقد أنه يراه ووقع في ذنب فهو مستهين بربه، وإن اعتقد أنه لا يراه كفر (3) ." اهـ




الدُّعـــــاءُ


"إلهي ... أنت البصير بعيوبي ، الخبير بذنوبي ، المطلع على سري ، بيدك زمام أمري ، أسألك أن تجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً ، لأشاهد حقائق الأشياء ، وأتأدب معك بالظاهر والخفاء ، إلهي أشهدنا جمالك الظاهر ، ولا تحجبنا بالمظاهر ، واجعلنا لك من المشاهدين ، وفي حماك قائمين ، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) :: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ اللّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَىَ صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ. وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَىَ قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ". رواه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب البر والصلة والاداب - باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله.


(2) : والبصيرة نورٌ في القلب يستبصر به العبد فيميز بين الحق والباطل، والخير والشر، ويدرك الخفايا وعواقب الأمور.

(3) : فحظ العبد من اسمه تعالى "البصير": غضُّ بصره عن محارم الله تعالى، وتجميل صورته بالطهارة، وسريرته بالصفاء والنقاء، وأن يراقب من نفسه زلاتها، وما يلم بها فيستغفر ربه وينيب إليه حتى يعود إلى الفطرة النقية مغفوراً ذنبه صالحاً عمله، ويتأمل في آيات ربه في الآفاق وفي نفسه فيعرف مننه تعالى ويشكره ... " أسمع بهم وأبصر ما لهم - أي الخلائق جميعاً - من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا". فاللهم ... يا سميع ! يا بصير! كن لنا معيناً على غض البصر، وحفظ اللسان، واجعلنا ممن يبصر الحق وطريقه المستقيم ، ويتبعه قولاً وعملاً بصدق في السيرة والسريرة، وأنت أكرم الأكرمين. قال صلى الله عليه وآله وسلم في الإحسان:" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الحَكَمُ جَلَّ جلالُهُ ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
عظم الله اجركم اخي الشيخ عمر الحسني أبو أنور المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 12-14-2012 12:11 AM
لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 100 12-06-2012 05:08 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
أسماء الله الحسنى علاء الدين قسم الحاسوب 5 11-21-2008 01:08 PM


الساعة الآن 06:20 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir