أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ،والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > ركن بلاد الشام

ركن بلاد الشام عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-30-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي «ست الشام» سيدة ملكات عصرها في العلم والمعرفة

المرأة وفنون الإسلام.. حصلت على لقبها من الشعب لا من السلطان
«ست الشام» سيدة ملكات عصرها في العلم والمعرفة


من المصدر ©عقود الواجهة في المدرسة الشامية الجوانية

د. أحمد الصاوي

عن جدارة ورضا من الجميع استحقت تلك السيدة أن يسميها أهل بلاد الشام في زمانها ست الشام ولم يكن لقبها هبة من ملك أو تشريفاً من سلطان. هي الأميرة «ست الشام زمردة بنت نجم الدين أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان» التي توصف بأنها أم الفقراء وراعية العلم والعلماء وأخت الملوك وعمتهم وزوجة الملك ناصر الدين محمد بن شيركوه بن أيوب».

إنها أخت الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، ويقال إن لها من المحارم خمسة وثلاثين ملكاً منهم صلاح الدين والملك العادل أهم سلاطين الأيوبيين بمصر والشام والملك المعظم توران شاه ملك اليمن.

لقب أبوها بالملك «الأفضل» عندما كان يعمل تحت إمرة أخيه في خدمة نور الدين محمود زنكي وقد تزوجت في مقتبل حياتها أحد أمراء الجيش الزنكي، وهو «عمر لاشين»، ولكنه توفي بعد أن أنجبت منه ابنها «محمد بن عمر لاشين» المعروف بحسام الدين، فتزوجت محمد بن شيركوه بن أيوب أحد أبناء عمومتها.




أجواء الجهاد
عاشت السيدة «زمردة خاتون» أجواء الجهاد ضد الصليبيين الذي كان لأمراء الزنكيين الدور الأكبر فيه فتجاوبت مع هذه الأجواء، وبينما كان الأمراء من بني أيوب يحملون السلاح دفاعاً عن حياض الإسلام كانت السيدة زمردة تقوم بدور اجتماعي وتعليمي لا يقل أهمية عن الأدوار الجهادية.

توصف في مصادر التاريخ بأنها سيدة ملكات عصرها في العلم والمعرفة والدراية، وكانت كثيرة البر والصدقة، فقد كانت لها صدقة سنوية تعملها في دارها وتوزع على الفقراء والمحتاجين لتصلح من حالهم، وكان بابها مفتوحا وملجأ لكل قاصد ممن عجزت الدولة عن إعانتهم.

يذكر عنها أبو شامة في كتابه «ذيل الروضتين» أنها كانت «سيدة الخواتين» عاقلة كثيرة البر والإحسان والصدقات، وكان يعمل في دارها من الأشربة والمعاجين والعقاقير في كل سنة بألوف الدنانير». ويبدو أن سبب اهتمامها بصناعة الأدوية والعقاقير هو وجود دارها أمام «البيمارستان النوري» ذلك المستشفى الشهير الذي شيده نور الدين محمود زنكي بدمشق ليقدم خدماته الطبية بالمجان للغني والفقير على حد سواء، وقد كرَّست «زمردة خاتون» جزءاً من جهودها الخيرية لمعاونة وظيفة البيمارستان بإعداد الأدوية والعقاقير. ومن المعروف أن البيمارستان النوري كان يقدم الأدوية بالمجان ليس فقط للمرضى المقيمين به بل وللذين يترددون للعلاج فيما يعرف اليوم بالعيادات الخارجية.

المدرسة البرانية

ونظراً لتحمس الأيوبيين كافة للمذهب الشافعي فقد سارت السيدة «زمردة خاتون» على درب أخيها السلطان الناصر صلاح الدين الذي رعى إنشاء المدارس الشافعية بمصر منذ كان وزيراً للعاضد آخر خلفاء الفاطميين، فعهدت أولا إلى «شبل الدولة كافور الحسامي» الذي كان يتولى خدمتها وخدمة ولدها حسام الدين محمد بن عمر لاشين ببناء مدرسة للشافعية بمحلة العوينة قرب دمشق، وعرفت هذه المدرسة بالمدرسة الشامية «البرانية» لوقوعها خارج أسوار دمشق كما عرفت بالمدرسة الحسامية سواء لقيام كافور الحسامي بالإشراف على بنائها أو لدفن حسام الدين بن زمردة خاتون في التربة الملحقة بها. وقد ووري جثمانها الثرى بتلك التربة عقب وفاتها في 16 ذي القعدة عام 616 هـ «1195م» ودفن بها أيضا أخوها الملك المعظم توران شاه ملك اليمن.

وكانت المدرسة الشامية البرانية من أكبر المدارس وأعظمها وأكثرها فقهاء وأكبرها أوقافاً وظلت وظائف التدريس قائمة فيها حتى بداية القرن العشرين، حيث كانت بها مدرسة ابتدائية للأيتام تابعة لجمعية الإسعاف الخيرية، وطوال ستة قرون عملت على تخريج الفقهاء والعلماء ودرس بتلك المدرسة عدد من مشاهير علماء الشام ومنهم: «قاضي القضاة ابن سني الدولة» و»ابن أبي عصرون» و»شيخ الشافعية ابن قاضي شهبه» و«قاضي القضاة تقي الدين ابن عجلون» و«الشيخ تقي الدين السبكي» والشيخ «تاج الدين السبكي» و«قاضي القضاة ابن الزكي» و«الشيخ» «زين الدين الفارقي»، وغيرهم من فقهاء الشافعية.

«ساروجة»

وتقع المدرسة اليوم بحي «ساروجة» بدمشق وهو حاشد بالمباني الأثرية حتى أنه يعرف باسم «كوجك استانبول» أو استانبول الصغيرة. ويتم الدخول للمدرسة من الضلع الشمالي، وهي تتألف من صحن أوسط مستطيل المساحة في الجنوب الشرقي من إيوان القبلة المغطى بقبو طولي ويتم الدخول إليه من مدخل ثلاثي العقود وهناك في الجنوب الغربي التربة أو المدفن ثم مجموعة من الغرف التي تتقدمها ظلة معقودة في الجانبين الآخرين من الصحن المكشوف، وبوسط الصحن فوارة ماء ولهذه المدرسة مئذنة ذات بدن متعامد الأضلاع في الشمال الشرقي من بنائها.

ولم تكتف زمردة خاتون بذلك بل أمرت بتحويل دارها المواجهة للبيمارستان النوري إلى مدرسة عرفت بالمدرسة الشامية الجوانية تمييزاً لها عن مدرستها السابقة وكان ذلك قبيل عام 582هـ. وكان أول من درس بها شيخ الإسلام ابن الصلاح الشهرزوري ثم جاء من بعده «شرف الدين عبدالله بن زين القضاة عبدالرحمن بن يحي الدمشقي»، وعلماء وفقهاء كبار آخرون.

ورصدت زمردة خاتون في حياتها الأوقاف الجزيلة للإنفاق من ريعها على رواتب المدرسين وصيانة المدرستين ومن أوقافها «الوقف السلطاني» ويقدر بنحو ثلاثمئة فدان تبدأ من قناة الريحانية إلى أوائل القبيبات ودرب البويضة ومنه الوادي التحتاني المسمى «وادي السفرجل وقدره نحو عشرين فداناً ومن أوقافها أيضاً بستان الصاحب غرب المصلى ومنه ثلاثمئة فدان من الكروم وطاحونة باب السلامة فضلا عن عدة أحكار أخرى ذهبت جميعها اليوم. وقد ساعدت تلك الأوقاف المدرستين على الاستمرار في أداء وظائفهما حتى القرن العشرين وظلت مكتبتها عامرة بالكتب القيمة.

«الخانقاة»

وزيادة على المدرستين شيدت زمردة خاتون أيضاً «الخانقاة الحسامية» لرعاية المتصوفة، وهي عبارة عن أمكنة وزوايا للطلبة والمتصوفة وجعلت لها أوقافاً للإنفاق من ريعها على وظائف العلم والتصوف.

وللسيدة التي عرفت بست الشام ذكر في وقائع التاريخ يتصل بالحروب الصليبية والجهود المظفرة التي قام بها أخوها صلاح الدين الأيوبي.

فقد خرجت زمردة خاتون صحبة قافلة الحج الشامي لأداء الفريضة وبرفقتها ابنها محمد بن عمر لاشين الملقب بحسام الدين حتى إذا وصلت القافلة إلى منطقة قريبة من الشوبك ببادية الأردن تعرضت جيوش «أرناط» القائد الصليبي بحصن الكرك للقافلة ونهبت الحجاج بعد أن قتلت بعضهم، ولما ناشده المسلمون الصلح الذي كان جارياً وقتذاك بين المسلمين والفرنجة لم يلتفت أرناط بغطرسة لتوسلاتهم، بل وزاد على ذلك بسب الرسول صلى الله عليه وسلم. وحين بلغ صلاح الدين الأيوبي ما تعرضت له أخته وحجاج بيت الله الحرام أقسم أن يقتل أرناط بيده جزاء فعلته. وتجدر الإشارة هنا إلى أن «ست الشام» التي تزوجت محمد بن شيركوه حاكم حمص، ما برحت تذكر هناك باعتبارها رأس آل «الحسامي» إحدى أسر المدينة التي تتيه بأن نسبها ينتهي إلى حسام الدين محمد بن عمر لاشين ابن زمردة خاتون راعية الفقراء والعلم والعلماء «ست الشام».


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجنون العلم والمعرفة والوطن والمدنية والإنسانية عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 5 07-05-2012 08:58 PM
كتاب اليقين والمعرفة لابن عربى النزلاوى المكتبة الاسلامية 1 01-07-2011 07:26 PM
فضل سجدة الشكر نوح الفقه والعبادات 6 06-14-2010 11:52 PM
رحيل آخر ملكات ليبيا.. فاطمة السنوسي عبدالقادر حمود القسم العام 1 10-05-2009 12:04 AM
سيدة نساء العالمين نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 3 12-28-2008 11:36 AM


الساعة الآن 10:59 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir