أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي بنت العزّ

لابد من الاعتراف بأنه على الرغم من تحرر المرأة في مجتمعاتنا العربية ما زالت النظرة إليها سطحية جداً، فيها نوع من الإذلال والإهانة والاستخفاف بعقلها في كثير من الأحيان، وجعلها مجرد سلعة إعلانية عبر قنوات من هنا وهناك، والحقيقة أن المرأة اليوم تسترقّ أكثر من أيام الرقيق، والجواري، في عصور التخلف، وفي كثير من الأحيان يجري ذلك بسبب المرأة ذاتها والتي لم تتفهم معنى تحررها الحقيقي بعد، وتتهم الرجل بأسرها في سجنه، وهي التي تهرب من قيوده، وتستعبد ذاتها وتسجنها في نظرة ضيقة على أنها مجرد متعة أو سلعة.

اشتهرت قطر الندى بنت خمارويه بالجمال والأدب، وقد تزوجها الخليفة المعتضد‏، ‏ومما يروى عن أدبها أن زوجها وضع رأسه يوماً في حجرها فنام حتى غطّ في نومه، فنقلت رأسه من حجرها، ووضعته على مخدة بلطف، وقامت، وانتبه المعتضد من نومه فوجد رأسه على مخدة، فاشتد غيظه واستدعاها وقال لها: ‏ما هذا الذي صنعت؟ أضع رأسي في حجرك فتتركيني؟‏ ‏فقالت: إن فيما أوصاني به أبي ألا أجلس بين النيام، ولا أنام بين الجلوس، فأعجب ذلك المعتضد وقال: ‏نِعم ما أوصاك به أبوك.‏ وناولها المعتضد يوما قدح خمر لتشربه، فقالت: ‏يا أمير المؤمنين، ما شربتُه قط، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عن النساء: ناقصات عقل ودين، والرجال إن شربوا الخمر ففي عقولهم وأديانهم ما يحتمل حيفها، والنساء بضدّ ذلك، ‏فاشتد ولعه بما سمع منها وأعفاها. ‏ولما قُتل أبوها خمارويه، اتصل خبرُ ذبحه بالمعتضد قبل أن يتصل بقطر الندى. واتفق أن دخل المعتضد على قطر الندى في أثر ذلك، فأحست فتوراً منه في معاملته إياها. فقالت:‏ ‏أحسن الله عزاءك يا أمير المؤمنين في خمارويه، وجعل من غلمانك خير خلف منه، ‏فقال لها: أبلغك قتلُه؟ ‏قالت: لا والله، ما يدخل إليّ خبر من غير جهتك، ‏قال: فمن أين عرفت ذلك؟ ‏ قالت: يعفيني أمير المؤمنين من هذا،‏ ‏قال: لا بد من ذكر ذلك. ‏قالت: كان أمير المؤمنين طول حياة أبي يُبدي لي برّاً وتلطفاً، فأعلم باتصال ذلك رعية لمكان أبي، فلما رأيتك اليوم قد عاملتني بفتور ولم أعلم لي ذنباً استوجب به ذلك، خطر بخاطري أن أبي مات، فاستحيا المعتضد واعتذر، ثم قال لها: ‏فما بالك لا يظهر عليك أثر الحزن عليه؟ ‏قالت: فرحي بك يغلب على حزني عليه، والرضا بحياتك يقهر السخط بموته، ‏فقبّل رأسها وحلف لها أنه يرعاها في موت أبيها أكثر من رعيه لها في حياته.

معروف الرصافي:




ألم نر في الحسان الغيد قبلاً
أوانسَ كاتبات شاعرات!

وقد كانت نساء القوم قدماً

يرُحْنَ إلى الحروب مع الغزاة






إسماعيل ديب
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir