القرود أمة تتميز بالذكاء وتقيم العدل وتتمسك بالتقاليد
ارتبطت بالمسخ وورد ذكرها في 3 سور قرآنية
القرود أمة تتميز بالذكاء وتقيم العدل وتتمسك بالتقاليد
من المصدر ©القرود تعيش حياة اجتماعية يرعى خلالها الأب صغاره
أحمد محمد
تتفوق القرود في الذكاء على العديد من الحيوانات وهي قريبة للبشر من الناحية التقسيمية، كثيرة الحيوية والنشاط، ومكنها ذكاؤها من التكيف مع العديد من البيئات. كما تتمسك بالتقاليد وتقيم منظومة اجتماعية متكاملة. جسم القرد مناسب للعيش على الأشجار ـ بما في ذلك القرود التي تعيش على الأرض ـ حيث إن الذراعين والرجلين طويلة، وهذا يساعد القرد على التسلق والقفز والجري، كما يمكنه من استعمال يديه ورجليه في التقاط الأشياء بما في ذلك أغصان الأشجار، ولدى معظم أنواع القرود ذيول طويلة تساعدها في الحفاظ على التوازن، وتستخدم بعض أنواع القرود أذيالها كأياد للامساك بالأغصان والطعام أثناء تجوالها بين الأشجار.
تعتمد القرود، على أعينها وحاسة شمها القوية في جمع المعلومات عن البيئة التي تعيش فيها، فلديها أعين أمامية مما يتيح لها تحديد الأبعاد وتمييز الألوان ولدى بعضها فك ضخم وتتغذى بالأعشاب وأوراق الأشجار. وأقدام غالبية القرود أكبر وأقوى من أيديها، وكل القرود ذات خمسة أصابع في كل قدم، والأصبع الكبيرة في كل قدم تشبه إبهام اليد البشرية مما يمكن القرود من الامساك بالأشياء. والذيل يهيئ للقرود التوازن عند الجري والقفز، وتستعمله كذلك كمكابح هوائية تمكنها من الهبوط ببطء وسلام في حالة القفز من غصن لآخر.
طعام القرود
وتأكل غالبية القرود أي شيء تجده، حيث يتكون غذاؤها من الطيور والبيض والأزهار والضفادع والعشب والحشرات وأوراق الأشجار والسحالي والبندق والجزر، بينما تصطاد قرود الرباح صغار الظباء الإفريقية وتأكلها.
وتلد غالبية القرود صغيرا واحدا في كل حمل، وتعتمد الصغار اعتمادا تاما على أمهاتها لتوفير الغذاء والحماية، حيث تتراوح فترة الفطام بين أسابيع قليلة وعامين، ويتعلق الصغير بفرو أمه منذ لحظة ولادته، وتحمله حتى يستطيع السير بمفرده بأمان، ويتعلق في بداية عمره بالأجزاء السفلى من جسم أمه ولكنه بعد ذلك يمتطي ظهرها ويتولى الأب حمل الصغار وإعطائهم للأم للرضاعة.
وتعيش كل أنواع القرود في مجموعات اجتماعية، وقلما تتكون المجموعة في حالة قرود العالم الجديد من 20 قردا، بينما تضم مجموعة قرود العالم القديم بين 30 و100 قرد، وتتكون المجموعات الأسرية من ذكر واحد مكتمل النمو وأنثاه الوحيدة وصغارهما.
ولأن القرد حيوان قبيح، ذكي وسريع الفهم فإنه يتعلم الصنعة بسرعة، ولأنه شبيه بالإنسان في غالب حالاته فقد عاش معه في الخيام والأكواخ والبيوت والقصور، وخالط كل أصناف البشر منذ القدم بل يزعم البعض أن القرد سبق الإنسان في عمارة الأرض.
وفي القرآن الكريم ارتبط القرد بالمسخ وورد ذكره في السياق نفسه ثلاث مرات في سور البقرة والمائدة والأعراف، فإن الله عندما غضب على بني إسرائيل جعل منهم القردة والخنازير كما قال تعالى: «ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين» سورة البقرة الآية 65 وهذا لا ينتقص من شأن هذه المخلوقات، فعندما مسخ الله طائفة من اليهود قردة، اختار لهم أفضل وأذكى الحيوانات، والتي تشبه البشر بدرجة كبيرة.
ويوجد حوالي 200 نوع معروف من القرود، يعيش معظمها في المناطق المدارية بأميركا الوسطى، والجنوبية، وإفريقيا، وآسيا، وتعيش غالبية أنواع القرود في الغابات، وبعضها يمضي كل حياته فوق الأشجار، وتنام كل القرود، بما في ذلك القرود الأرضية، فوق الأشجار أو على الجروف الصخرية الشديدة الانحدار، للحماية من الأعداء أثناء الليل، وتعيش القرود متكاتفة في قطعان. واكد بحث جديد أن القردة، لها أخلاق بالفطرة، وتستطيع التمييز بين الخير والشر وتقيم العدل، وتشبه بذلك المجتمعات الإنسانية.
التمييز بين العدل والظلم
وأظهر بحث آخر أنه يمكن للقرود أن تستنتج ما تفكر فيه القردة الأخرى وايضا ما يفكر فيه الإنسان وذلك استنادا الى الإشارات البصرية.
وتستطيع القردة التمييز بين العدل والظلم حيث تبدي اعتراضها عندما يتم إعطاء قرود أخرى مكافأة أكبر على أداء نفس العمل أو نفس الحركة، وأكد الباحثون أن القرود تتبادل الهدايا المختلفة بالطعام، فتشعر القردة عادة بالرضا عندما تستبدل «النقود» بالخيار لكن إذا رأت القردة أن قردا آخر حصل على كميات أكبر من الطعام تبدي الاعتراض.
ويصنف العلماء القرود في مجموعتين، قرود العالم الجديد وقرود العالم القديم، تعيش قرود العالم الجديد في أميركا الوسطى والجنوبية، وقرود العالم القديم في إفريقيا وآسيا، وهنالك اختلافات عديدة بين المجموعتين وتتباين قرود العالم الجديد تباينا كبيرا من حيث الحجم والشكل واللون.
السلوك المسالم
ويعتقد العلماء أن سلوك الغوريلا المسالم في حالة الغوريلا الغربية، يشير إلى وجود روابط عائلية بين ذكور الجماعات، فعندما يغادر ذكر الغوريلا الجماعة التي ولد فيها، ويبدأ تكوين أسرته الخاصة، يظل في نفس المنطقة التي ولد بها، ويظل محتفظا بعلاقات مع جماعته الأصلية التي يقودها في الغالب أبوه أو أخوه، ولوحظ نفس السلوك في الشمبانزي، وهي القردة العليا الأقرب للإنسان، مما يشير إلى أن المجتمعات البشرية الأولى تكونت بنفس الطريقة، والغوريلا هي الأكبر حجما بين القردة العليا، وهي من بين أكثر الكائنات تعرضا لخطر الانقراض.
وتبين أن «اورنجتان» أو إنسان الغابة، وهو نوع راق من القردة، حيوانات مدركة للتجارة بالفطرة، حتى وان كانت تجارة بدائية.
لقد قللت نشاطات البشر المختلفة أعداد القرود في العالم كثيرا، حيث يصطادها البعض للغذاء، ولاستعمالها حيوانات مدللة، كما قلل استصلاح الأراضي لأغراض الزراعة والسكن والصناعة من المساحات التي تقطنها القرود، ولهذا فإن العديد من أنواع القرود مهدد بالانقراض.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
09-30-2011
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
