أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
قديم 01-27-2010
  #121
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الوَدُودُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يحب الخير والإحسان لعباده، ويواليهم بأيادي الإنعام ابتداءً وختماً.

والودود أنواره خاصة بأهل السعادة الأزلية، والرحيم أنواره عامة بكل العاملين، فإن الود هو المحبة، ومحبته تعالى أزلية سابقة. قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } (1) .

ومن علامة المودة لله أن تحب من يحبهم الله من الأنبياء والأولياء والعلماء، وتحب محاب الله ومراضيه من أعمال البر، والتقوى، وفعل الخيرات، وحسن المعاملات (2) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... محبتك سابقة أزلية، وكل الخلائق معترفة لجنابك بوافر العطية، ألق المودة منك في قلوبنا، وألبسنا حلل القبول، وطهِّرنا من عيوبنا، وأشهدنا الجمال الساطع، والبهاء اللامع، حتى نهيم في جنابك، ونقيم في رحابك، ونكون المثل الأعلى لطلابك، حتى لا نؤثر عليك أحداً، فأنت الفرد الصمد، وارزقنا اتِّباع الحبيب المحبوب، حتى تحبنا يا علاّم الغيوب، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ.



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " المَجِيدُ جَلَّ جَلالُهُ ... )


(1) :سورة مريم - الآية 69.

(2) : ويستحق اسم الودود من عباد الله من يريد لخلق الله كل ما يريده لنفسه، وأعلى من ذلك من يؤثرهم على نفسه ، حتى قيل إن واحداً منهم قال: أريد أن أكون جسراً على النار يعبر عليَّ الخلق ولا يتأذَون بذلك. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-07-2010
  #122
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

المَجِيدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتناهي في الشرف في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وهو الجليل في نعوته، الجميل في ملكه وملكوته.

هو الذي لا يقطع العطاء، وله النفوذ فيما يشاء (1) .

وإذا فتَّشت عن معاني المجد الشامل وجدته راجعاً إلى حضرة الله، والكلُّ قطرةٌ من جدواه، والمجد في الأنبياء وورثتهم، وفي المجاهدين ورفعتهم، إنما هو من مواهب المجيد الغني الحميد (2) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت المجيد في الذات والصفات والأفعال، تفيض المجد على من تشاء من الرجال، كل شرف مستمد من مجدك، وكل كمال مفاض من كنوز عزك. أشهدنا نور المجيد، حتى ننال شرف العبيد، وألبسنا حلل المجد الخالد، فأنت الفرد الواحد، فنكون كعبة لمن يطلب الشرف، وغاية لمن يستخرج الدر من الصدف، فمن رآنا رآى نور المجيد، يا مجيد، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ.



(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " البَاعِثُ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : وقال بعض العارفين : " المجيد" الذي عزه غير مستفتح، وفعله غير مستقبح . وقيل: المجيد الذي بره جميل، وعطاؤه جزيل.

(2) : ومن عرف أنه المجيد خضع تحت سلطانه، ولم ينظر لغيره فيما هو من شأنه، وكل شيء منه وإليه فهو من شأنه. وحظ العبد منه أن يعرف سعة ما أنعم الله به عليه، فيؤدي حقه وشكره، وأن يضع النعم في محلها، ويحسن بها إلى العباد فيكون له بذلك من المجد حظٌ موفور في الدنيا والآخرة. والتعلق به: طلب المجد والرفعة، بالقرب لجناب حضرته، والتعلق بأسباب عزَّته، مع التعظيم والإجلال، ولسان الاعتزاز والإدلال . والتخلق به: أن تكون مجيد الذات برفع الهمة إليه، مجيد الصفات بحسن أخلاقك، مجيد الأفعال بالتزام الأدب، واكتساب الفضائل. والتحقق به: بتمكين ذلك منك حتى لا يتخلف عنك عند اختلاف الآثار، وتنقلات الأطوار، والله تعالى أعلم. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-07-2010
  #123
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

البَاعِثُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يبعث من في القبور، ويحصل ما في الصدور.

يبعث الأرواح إلى الأجسام فيحييها، ويبعث الرسل إلى الخلائق فيهديها (1) ، ويبعث الأرزاق إلى العوالم فيغذيها.

يبعث الإنسان بعد نومه فيقوم عاملاً بين قومه (2) .

يبعث نفحات لطفه إلى قلوب المحبين، فيحييها باليقين.

ومتى تجلَّى لك نور اسمه الباعث رأيت معناه ظاهراً في كل ما تراه، ومتى بعث الله في القلب نور الهدى تجلَّى له الكون ما فيه، وظاهر الأمر وخافيه، فيشهد الآخرة وأسرار البعث والنشور، ويكاشف بسرّ البرزخ، وأنه روضةٌ من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار. ويشهد سرَّ قيام العباد من قبـورهم ، وسرَّ عذابهم وسرورهم، ويفهم أن الخلق في كل حين في بعث جديد (3) .

فالإنسان وهو صبيٌ إذا بلغ رشده فقد بعث بعثاً جديداً.

والإنسان وهو جاهل إذا وصل إلى العارفين فانتبه قلبه فقد بعث بعثاً جديداً." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الباعث للأرزاق من غيب علمك، الباعث للرسل بمحض كرمك وحلمك، الباعث من في القبور بنفخ الصور، انفخ في هيكلي روح الحياة الأبدية، حتى تنبعث قواي قائمة بالخدمة، مشاهدة للذات الأحدية. واجعل لساني ناطقاً بالأسرار الروحانية، وقلبي متبعاً للحقائق الأزلية، فمن واجهني وسمع كلامي بعث من قبر جسمه، وخلع مقتضى هيكله ورسمه، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ.




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف "الشَّهِيدُ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : قال تعالى : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَات } يونس /74 .

(2) : قال تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الأنعام /60 . وهو سبحانه باعث الهمم إلى الترقي في ساحات التوحيد، والتنقي من ظلمات وصفات العبيد. وقيل: الباعث من يبعثك على عليَّات الأمور، ويرفع عن قلبك وساوس الصدور . وقيل: الباعث الذي يصفي الأسرار عن الهوس، وينقي الأفعال عن الدنس.

(3) : والتعلق به: طلب تيقظه من نوم غفلته، وبعث الواردات الإلهية إلى قلبه من خزائن غيبه، وسكون قلبه بما ضمنه أو وعد به من رزق وغيره. والتخلق به: بأن تكون باعثاً لنفسك، ولمن تعلق بك، بهمتك وحالك. والتحقق به: أن تكون ممن ينهض حاله، ويدل على الله مقاله، فتبعث القلوب إلى الحضرة بمجرد النظرة، وبالله التوفيق. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-07-2010
  #124
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الشَّهِيدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو العليم بالعباد، المشاهد لحوائجهم، وهو الحاضر المشهود للأرواح، الظاهر المعروف بالفتّاح، لا يحتاج العارف به إلى أنيس، ويستغني بودِّه عن الجليس.

وخير دواء للعبد أن يستحضر معنى "الشهيد"، ويكثر من ذكره، حتى يتحقَّق بأنه حاضر، ناظر، مشاهد لحركته وحضرته، فيمتليء قلبه بنور الشهيد، ويكون له حظ وافر من أنوار"الشهيد".

والشهيد من الخلق من يشهد ربه متجلياً حاضراً شاهداً مشهودا، فقد جعل الله هذا الفضل فيمن قتل في سبيل الله، فجعل له حياة دائمة (1) .

قال تعالى: { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون } (2) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت المطلع على أعمال العباد، الظاهر، الحاضر، الناظر للوجود بعين الوداد، أشهدنا سر الشهيد في كل الحركات، واجعلنا شهداء لأنوارك في سائر اللحظات، وأقمنا مقام المجاهدين حتى نشهد على أنفسنا بالتقصير والظلم في كل حين، وامنحنا الشهادة في سبيل جهاد النفس والهوى، فهو الجهاد الأكبر، واقتل أنفسنا بسيف المحبة حتى نرضى بالمقدَّر، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".اهـ.




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " الحَقُّ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : والتخلق به: أن تكون شهيداً على ما أُمنت عليه من جوارحك وسرائرك، مراقباً على من كُلِّفت به من أهلك وعشيرتك. والتعلق به: طلب تقواه ، ومراقبته ، حتى لايكون له وجه إلا إليه، ولا معوّل إلا عليه، فيكتفي بعلمه في كل شيء، وبرؤيته عن كل شيء، ويراه حاضراً في كل شيء، وقريباً من كل شيء. والتحقق به: بتحقيق الشهود حتى تشهده في كل شيء، وتراقبه في كل حال. وفي الحكم: من عرف الحق شهده في كل شيء، ومن فني به غاب عن كل شيء، ومن أحبه لم يؤثر عليه شيئاً، وبالله التوفيق.

(2) : سورة آل عمران - الآية 169. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-11-2010
  #125
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الحَقُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الذي يُحقُّ الحقَّ بكلماته، ويؤيد أحبابه بآياته (1) .

والحق مطلقٌ: وهو الله تعالى. وباطل مطلق: وهو الشريك، والمنازع والمدعي ما ليس له بحق (2) .

وهناك حق من جهة، وباطلٌ من جهة أخرى؛ وهي كل العوالم الكونية من أرض وسماء، وحيوان وغذاء، فهي بنفسها باطلة، وبمدد الحق هي حق.

وهذا الاسم الشريف هو سيف الأولياء، لا يرون شيئاً إلا ويصولون بهذا الاسم عليه، فيتجلَّى لهم صاحبه يمحو كل باطل (3) .

والأولياء يكثرون من ذكره حتى يتجلَّى نوره فيمحو باطل الأنانية من قلوبهم، ويفتح بصائرهم بالخشية من عين الحق، فيشهدون الحق بالحق، فتراهم مع الحق، آنسين به في أنفسهم وفي الآفاق." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الحقُّ، وكلُّ شيء سواك باطل، وقولك الحق، والمتمسك به واصل، وقد تجليت بالحق في الأكوان، فعرفك بها أهل الإيمان، وفروا من الباطل وهو كالسراب، ولم يركنوا إلى معدوم تكوَّن من تراب. أشرق على قلوبنا بنور الحق، حتى نشهد الحق بالحق، ولا نغتر بمظاهر الخلق، واجعل ذاتنا هائمة في الحق، وألسنتنا ذاكرة للحق، وجوارحنا عاملة للحق، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"..




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " الوَكِيلُ جَلَّ جَلالُهُ ... )



(1) : والله هو الحق الحقيق بالعبادة، الثابت الذي لا يزول، المتحقق وجوده أزلاً وأبداً ، واجب الوجود لذاته ، ولا وجود للوجود إلا به .

وقال بعض المشايخ: الحق اسم مطلق، وهو الظاهر الثابت الهادي إلى بواطن ما وراءه. وأما الحق في وصف غيره، فيطلق على ما يحسن فعله، ويصح اعتقاده وفعله، فيقال: هذا فعل حق، وقول حق، واعتقاد حق، وأكثر ما يجري على ألسنة القوم إطلاق هذا الاسم عليه تعالى، وذلك لما تقدم أن الحق هو الموجود الواجب لذاته لأن القوم لما ارتقوا من شهود الأفعال إلى شهود الصفات، ثم إلى شهود الذات، لم يروا في الوجود سواه، لأن ما سواه لا قيام له من ذاته، فالوجود الحقيقي إنما هو له تعالى، فهو الحق المطلق. كما أن العلماء الذين هم أهل مقام الاستدلال، أكثر ما يجري على ألسنتهم الباريء الذي هو الخالق، لأنهم لا يرون إلا الخلق، فيستدلون على الخالق، فعبَّروا عما أدركوا .

(2) : وعلى ذلك فأحق الأقوال قول : لا إله إلا الله، لأنه صادقٌ أبداً وأزلاً لذاته لا لغيره، إذ يطلق الحق على الوجود في الأعيان، وعلى الوجود في الأذهان وهو المعرفة، وعلى الوجود الذي في اللسان وهو النطق، فأحق الأشياء بأن يكون حقاً هو الذي يكون وجوده ثابتاً لذاته أزلاً وأبداً، ومعرفته حقاً أزلاً وأبداً، والشهادة له حقاً أزلاً وأبداً، ومعرفته حقاً أزلاً وأبداً، والشهادة له حقاً أزلاً وأبداً، وكل ذلك لذات الموجود الحقيقي لا لغيره.

وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تهجد من الليل يدعو فيقول: ( اللهم لك الحمد أنت رب السموات والأرض وما فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك حق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ماقدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت) .

(3) : فمن عرف أنه الحق، نسي بذكره الخلق، وآثر الصدق، وغاب بالجمع عن الفرق، بالفناء لا بالشوق. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-11-2010
  #126
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الوَكِيلُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو الموكول إليه جميع الأمور، ويقوم بنفاذها مع القدرة التامة. وليس ذلك إلا لله تعالى (1) .

وإن العبد قد يعجز عن بعض شئون الحياة فيوكِّل من ينوب عنه بقضائها، مثل المحامي في القضايا، ولكن هناك أموراً يعجز الكلُّ عن نفاذها، فيلجؤون جميعاً إلى الله فينفذها.

ومقام التوكل يتحقق به العبد، وإذ انكشف له نور اسمه تعالى"الوكيل" فيثق بما عند الله أعظم مما عند نفسه (2) .

قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } (3) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الوكيل، وكل أعمالنا إليك موكولة، رفعنا إلى جنابك حاجاتنا، فاجعلها عندك مقبولة، أشهدنا نور اسمك "الوكيل" حتى نتوكل عليك في كل حال، ونعتمد على جنابك في سائر الأعمال. وخلِّقنا بأنوار هذا الاسم حتى نقوم لإخواننا بقضاء الحاجات، ونسعى للمسلمين في سائر المهمات، وامنحنا سلاح النصر فأنت القوي الجليل، فنقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"..




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " القَويُّ جَلَّ جلالُهُ ... )



(1) : فهو سبحانه المتولي لأمر عباده، يصرفهم على وفق مراده، وإذا تولى سبحانه أمر عبده أغناه عن غيره، وتولاه بكفالته، فكفاه كل شغل، وأغناه عن كل غير ومثل، فلا يستكثر العبد حوائجه لأنه يعلم أن كافيه مولاه؛ ولهذا قيل: من علامة اليقين كثرة العيال على بساط التوكل.

(2) : ولهذا كان سيدي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير من تحقق بالتوكل على الله الوكيل، وسماه الله المتوكل - كما في صحيح البخاري - قال الله تعالى في الحديث القدسي :" أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل". وأمره سبحانه بذلك فقال: { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }، أي إذا عزمت بعد المشاورة في الأمر فتوكل على الله في إمضائه، وكن واثقاً بمعونته وتأييده، فهو الوكيل وهو الكفيل، يحب عباده الذين يتجهون إليه، ويعتمدون عليه، مع بذل الجهد واتخاذ الأسباب، لأن التوكل ليس كما يروجه أعداء هذا الدين أنه ترك الأسباب، وإنما هو العمل بالأسباب وتفويض النتائج لمسبب الأسباب، ألا ترى أن الله تعالى قال في سورة الكهف: { آتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا }، إذ التوكل إنما هو من عمل القلوب لا الجوارح فافهم ذلك جيداً يا أخي الحبيب، فهَّمني الله وإياك .

(3) : سورة التوبة - الآية 139. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-27-2010
  #127
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

القَويُّ جَلَّ جلالُهُ


"هو المتناهي في القوة، الذي تتصاغر كل قوة أمام حضرته، وتتضاءل كل حيثية عند ذكر عظمته(1) .

ومظاهر القوة الملائكة؛ فإن الله أعطى للواحد منهم قوة يمكنه أن يقتلع الجبال، ويقلب المدن، ومع ذلك فإنهم يرتعدون من هيبته، ويخشون سطوته.

وأعلى قوة أودعها الله في الأنبياء والمرسلين، فإنهم تحمَّلوا أعباء الدعوة إلى الله تعالى، وصبروا على الأذى والبلاء، وتحمَّلوا نيران الغرام والأشواق إلى الواحد العلام ( 2 ) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أظهرت معاني القوة في مظاهر الكائنات، وأبرزتها في سائر الموجودات، وماهي إلا ستائر، وأنت القوي القادر والظاهر، وقوتك فوق الجميع وأنت عليم بالكل، ولدعائهم سميع، اكشف عن بصائرنا حجاب الغفلة حتى نشهد نور القوي يمد العباد، ويوصلهم إلى المراد، وأشهدنا حقيقة الضعف في أنفسنا مشهوداً، حتى ننال بك قوة وعناية، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " .المَتِينُ جَلَّ جَلالُهُ.. )



(1) : وعن بعض المشايخ: القوي من القوة، وهو وسط ما بين حال باطن الحول، وظاهر القول، لأن أول ما يوجد في الباطن ممن منه العمل سمي حولاً، ثم ما يحس به في الأعضاء سمي قوة، وظهور العمل بصورة البطش والتناول يسمى قدرة، ولذلك كان في "لا حول ولا قوة إلا بالله" رجع بالأمور والأعمال إلى سند أمرالله. والتعلق به: استمداد قوته بتحقق ضعفك، "تحقق بوصفك يمدك بوصفه، تحقق بضعفك يمدك بقوته". ومظهر ذلك إسقاط التدبير ونفي الدعوى، ورؤية المنة له تعالى في كل شيء، ونفي خوف الخلق وهمِّ الرزق، بل نفي الهموم كلها.

( 2 ) : قال الشيخ زروق: هو الذي له كمال القوة، بحيث لا يعارض ولا يشارك، ولا يدانى، ولا يقبل الضعف في قوته، ولا يمانَع في أمره، بل هو الغالِبُ الذي لا يغالَب، ولا يُغلَب، ولا يحتاج في قوته إلى مادة ولا سبب، وفي قوله { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } إشارة إلى ذلك، انتهى. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010
  #128
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

المَتِينُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتناهي في المتانة، يؤثِّر في كل الأشياء، ولا تؤثِّر فيه.

ومتى أكثر العبد من ذكر هذا الاسم حتى تشرق عليه أنواره، فإن الله يمنحه المتانة في نفسه، فيعافيها من الضعف والوهن، ويمنحه قوة في جسمه فيعافيه من العلة والمرض، ويتجلَّى له بسر اسمه المتين على عقله، فيجعله سليم الرأي والتفكير، ويمنحه عيوناً في ضميره تشاهد سر "المتين" متجلياً في الجبال الشامخات، وفي المعادن والكائنات... (1) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت المتين المعين ، تمد الوجود بالقوة، وتجعل أحبابك في حصن حصين، أعطنا متانة في أجسامنا نصبر بها على الطاعة، وامنحنا قوة في قلوبنا نكون بها على السنة والجماعة. وأعطنا مدداً من غيب قدرتك نهزم به النفس والشيطان والكفار وأهل العصيان، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الإسم الشريف " الوَلِيُّ جَلَّ جَلالُهُ... )



(1) : ومن عرف قوته تعالى ومتانتها، لم يخف من شيء، ولم يقف بهمته مع شيء دونها، استناداً إليه، واعتماداً عليه.

والتعلق به: باستمداد متانة الدين، وقوة اليقين، قائلاً:يا متين اجعل ديني متيناً، ويقيني قوياً، مكيناً.

والتخلق به: أن تكون متين الدين، قوي اليقين، متيناً في العلم والمعرفة، صليباً في الحق، غائباً عن إذاية الخلق.

والتحقق به: كالتحقق باسمه "القوي" ، وبالله التوفيق. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-22-2010
  #129
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي


الوَلِيُّ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المحب للأولياء، الناصر للأنبياء.

هو الذي تولَّى شئون العباد فأوصلهم إلى غاية المراد.

وولاية الله لأحبابه أزلية، وعنايته بهم أبدية (1) .

والأولياء رجلان: رجل تولاه الله فحجبه عن كل شيء سواه.

والثاني : رجلٌ تولى الله بالخدمة فغمره بمزيد النعمة.

والرجل الكامل هو الذي جذبته العناية فلم يشتغل عن خدمة سيده بكرامة أو آية.

والولي وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَة } (2) ." اهـ





"إلهي .... أنت الولي للأحباب، والمعين للطلاب، ألبستهم حلل القبول، ومنحتهم الوصول، أشرق على قلوبنا بنور اسمك الولي، لنرى ولايتك للعارفين، ونأنس بوجهك العلي، واجعل لنا عيناً في السريرة نشهد بها الولي ظاهراً للبصيرة، ويظهر الولي عليَّ الشان فلا يرانا مخلوق إلا ويراك ظاهراً بالولاية، ولا يجالسنا مخلص إلا ويشهد أنوار العناية، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".








(1) : فالولي هو الذي نصر أولياءه، وقهر أعداءه، ومنها النفس والشيطان، فمن خذلهما ونصر أمر الله، ووالى أولياء الله، وعادى أعداءه ، فهو الولي من العباد - كما يقول حجة الإسلام الغزالي رحمه الله ورحمنا بمحبته - .

وقيل: الولي الذي أحب أولياءه بلا علة، ولا يردهم بارتكاب زلة. وقيل: هو الذي تولى سياسة النفوس فأدَّبها، وحراسة القلوب فهذَّبها .

(2) : سورة يونس - الآية 62.

قال سيدي عبد الكريم القشيري في التحبير:" وشروط الولاية أربعة: علم، وحال، وهمة، واستقامة.وعلامة ولاية الله لعبده، أن يديم توفيقه، حتى لو أراد سوءاً، أو قصد محظوراً عصمه الله من ارتكابه، ولو جنح إلى تقصير في طاعة أبى الله إلا توفيقاً له وتأييداً. وهي من أمارة السعادة، وعكسها من أمارة الشقاوة. ومن علامة ولايته أيضاً: أن يرزقه مودة في قلوب أوليائه، فإن الله تعالى ينظر إلى قلوب أوليائه في كل وقت، فإذا رآى للعبد في قلوبهم نظر إليه باللطف والمبرّة، وإذا رأى همة ولي من أوليائه في شأن عبد، أو سمع دعاء ولي في شأن شخص يأبى إلا الفضل والإحسان إليه، بذلك أجرى سنته. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-22-2010
  #130
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي



الحَمِيدُ جَلَّ جَلالُهُ

" هو المحمود لنفسه في الأزل، المحمود على ألسنة العباد فيما لم يزل، وهو الذي يوفق العبد للطاعة، ويثني عليه بها (1) .

والحميد من العباد هو من حسنت عقيدته، وأخلاقه وأعماله، وأقواله، من غير نقص ولا خلل(2) .

ولم تظهر أنوار اسمه "الحميد" جليةً في فرد في الوجود إلا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أعطى لكل حقيقة في الوجود كمالها ونصيبها:

فأعطى للروح حقيقة إطلاقها من قيودها، وشهودها لأنوار حبيبها.

وأعطى للنفس قيودها، وأدَّبها حتى تزكَّت واتحدت بالروح.

وأعطى للجسم حظه من الغذاء والملابس، والنظافة والطيب، والزواج، والأخذ بالأسباب.

وأعطى للعقل حرية التفكير والتجول في آيات الله.

وأعطى لكل طبقة في الوجود ما يناسبها من التشريع لمصالحها (3) ." اهـ





"إلهي .... أنت الحميد الذي حمدتك جميع الخلائق، وعظمتك جميع الحقائق، حمدت نفسك بنفسك، وعلَّمتنا كيف نحمدك، امنحنا نور اسمك الحميد حتى تكون أخلاقنا وأفعالنا وأقوالنا حميدة، وتكون نفوسنا برضاك سعيدة، وافتح عين البصيرة حتى لا ترى محموداً على الحقيقة سواك، ونشهد نور الحقيقة تجلى في نبيك صاحب المقام المحمود صلى الله عليه وآله وسلم، الذي سميته في السماء محموداً، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".








(1) : وقيل: الحميد: هو الموصوف بالصفات العلية التي لا يصح معها الحمد لغيره، ولا يقدر أن يثني بها حقيقة سواه، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) .

ومن عرف أنه الحميد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، شغله ذكره والثناء عليه، عن ذكر نفسه والثناء عليها، كما قال في الحكم: "المؤمن يشغله الثناء على الله عن أن يكون لنفسه شاكراً ، ويشغله حقوق الله عن أن يكون لحقوقه ذاكراً".

وقال القشيري: إن حمد العبد للرب إذا كان بمعنى المدح والثناء لا يقبل منه إلا إذا كان عن تحقق، والتحقق عرفان القلب بما يثنى به الرب، لأن الله تعالى نهى أن يقول العبد في وصفه مالم يعلمه وإن كان صادقاً في قوله، قال تعالى: { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } .

(2) : فيكتسب المحامد ويثني على ربه، ويرضى بحكمه وحكمته عند النوازل، وهو يبصر العواقب بما وعد الله به الصابرين الشاكرين، ويجزي به العاملين من المؤمنين ولأجر الآخرة خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتقون.

(3) : فالحميد من العباد - كما يذكر حجة الإسلام - من حمدت عقائده وأخلاقه، وأعماله وأقواله بسريرته وظاهره، وبهذا أسمى الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما سماه بالنسبة لمن سبقه من المرسلين أحمدا، وهو أحمد عباد الله تعالى لله، وأعرفهم به، وله المقام المحمود عنده تعالى حتى قرن اسمه تعالى باسمه بالشهادتين، جعلهما مدار الإيمان، "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" وهو وسيلة العباد العظمى إلى الله تعالى بما أرسله به للناس كافة بشيراً ونذيرا، قائلاً { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ، { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }، وهو أسوة المؤمنين الصادقين، { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم أحمد الخلق سيرة في الدنيا، وجعل الصلاة والتسليم عليه فريضة، وجعل أكمل صيغها ما علمنا من ذلك للصلاة بالصلاة الإبراهيمية، وهو بذلك يصلي عليه ويسلم في كل مناسبة إلى قيام الساعة، وهو صلى الله عليه وآله وسلم أحمد الخلق عند ربه مقاما، وبهذا كان شفيع الخلق يوم الدين حين يسجد تحت العرش لرب العالمين، فيثني عليه بمحامد يلهمه إياها يوم الفزع الأكبر يوم الحساب والجزاء بين يدي الله رب العالمين، وهو صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود، والحوض المورود، من شرب منه يومئذ شربة لا يظمأ بعدها أبدا، ويكون من أهل الخلود في دار النعيم المقيم، حيث تكون آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

وإن العامة: يحمدون الله تعالى شكراً لنعمه من اللذات الدنيوية، من مال وبنين وشرف ومجد، ومتاع الدنيا.

والخواص: يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية، ونعم الهداية ومزيدها.

والعارفون: الحمَّادون يحمدونه على كل حال، لأنه أهل الحمد ومستحقه، بذاته وصفاته وأفعاله، وأقواله، وهو الحميد المجيد. " اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المزدوجة الحسنى للاستغاثة بأسماء الله الحسنى عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 12 09-05-2013 03:55 PM
عظم الله اجركم اخي الشيخ عمر الحسني أبو أنور المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 12-14-2012 12:11 AM
لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 100 12-06-2012 05:08 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
أسماء الله الحسنى علاء الدين قسم الحاسوب 5 11-21-2008 01:08 PM


الساعة الآن 03:20 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir