أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > الرد على شبهات المخالفين

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2022
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي سؤال وجواب حول تلقي العلم عن بُعد

سؤال وجواب حول تلقي العلم عن بُعد
سؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توجد جامعات ومعاهد تقوم بتدريس العلوم الشرعية عن بُعد (أونلاين)، وفي نهاية الدراسة تُجري امتحانات، وإذا نجح الطالب تمنحه شهادةً شرعية، فما رأيكم بالدراسة في هذه الجامعات والمعاهد؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العلم الشرعيُّ يُؤخَذ بالتلقِّي، لا عن بُعد.. ولكن في مثل هذه الظروف إذا تلقَّى الإنسان في بعض الأحيان بعضَ العلوم عن بُعد للضرورة، مع حرصه على مجالسة العلماء والتلقِّي عنهم، فنرجو الله تعالى أن يكون فيه الخير.. وإلا فالأغلب في مثل هذه الأحوال أنها لا تُثمر، بل ربَّما أثمرت شوكاً وحنظلاً.
فالأصل في التعلُّم والتعليم أن يكون باللقاء والحضور؛ لأنَّ الفائدةَ المرجوَّةَ من التعلُّم والتعليم ليست مجرَّدَ المعلوماتِ وإتقانِ المادَّةِ العلميَّة، وإنما الفائدة من حُسن السَّمْت للعلماء العاملين والصالحين الربانيين وأخلاقهم وآدابهم، ولذا قالوا: العلمُ روحٌ تُنفَخ لا مسائلُ تُنسَخ.
أما التعليم عن بُعد ـ سواء التلاوة أو العقيدة أو الفقه أو غير ذلك ـ فإنَّه لا حرج فيه عند تعذُّر اللقاء للأسباب الكثيرة والمختلفة، لا سيما في هذا العصر، ومن باب: (ما لا يُدرَك كُلُّه لا يُترَك جُلُّه).. فإذا لم يتيسَّرِ اللقاءُ فلا حرج عليكم في ذلك إن شاء الله تعالى إن توفَّرتِ الضوابطُ الشرعية والأدبية، واطمأننتم لذلك، وبمقدار الحاجة التي لم تتيسر باللقاء، وليس استبدالاً لِلقاء العلماء بالتعليم عن بُعد.
جاء في كتاب «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» لفضيلة الشيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى:
لقد كان التعلُّم بالتلقِّي والمزاحمةِ بالرُّكب، ووقوفِ طالب العلم على أبواب العلماء، وبقراءةِ عددٍ من الكتب المعتمدة في كلِّ فنٍّ، وبحفظِ أمَّهاتِ المختصرات في كلِّ علم، وكان الطالبُ يتدرَّج في التحصيل تدرُّجاً مشتركاً: بين تحصيل التلقِّي، وتحصيل الجهد الشخصي، أقصد في مطالعاته الخاصَّة، مع رجوعه إلى شيوخه فيما يُشكِل عليه، فيصلُ بتوفيق الله تعالى إلى مرحلة يكون فيها مرجعاً للجيل اللاحق له من الطلابِ أو عامَّةِ المسلمين في استفتاءاتهم، مع الضعف المشهود: ضعف الجيل الثاني عن الجيل الأول، وضعف الجيل الثالث عن الجيل الثاني، وهكذا..
لكننا انتقلنا إلى مرحلة خطيرة أدَّت بنا إلى مرحلة أشدَّ خطراً، فكان الأمر كما قال سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الفتن آخر الزمان: (يُرقِّق بعضُها بعضاً) [رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى].
أما المرحلة الأولى الخطيرة: فهي الدراسة في الجامعات الشرعية «كليات الشريعة» من غير مطالبةِ الطالب بالحضور والدوام، ولا يشترطون لقبوله أن يكون طالبَ علمٍ شرعيٍّ قبلَ دخوله المرحلة الجامعية، أي: إنه لم يدرس المرحلة الإعدادية والثانوية في المدارس الشرعية، بل يُقبَل طالباً منتسباً في كلية الشريعة ولو كان طالبَ ثانوياتٍ عامة، ليس له أساس في العلوم الشرعية، ولم يدرس مبادئها وضرورياتها.
يدخل هذا الطالب المرحلةَ الجامعية، فيدرس في كليَّة الشريعة أربعَ سنوات، يتخرَّج بعدها مدرِّساً ومعلِّماً للأجيال دينَها، وينظر إلى نفسه أنه صار (عالماً) إذا جلس بين العامَّة، يتكلَّم في دين الله بما تقتضيه ضرورة المجلس.
ولكلِّ إنسانٍ ثلاثةُ أعمار:
عُمُر زمني: من يوم ولادته.
وعُمُر عقلي: حسب ما وهبه الله من مدارك، فقد يكون عقله أكبرَ من عمره الزمني، وقد يكون متناسباً معه، وقد يكون أصغر.
وعمرٌ علميٌّ: وذلك من يوم بدء دراسته لهذا العلم.
فهذا الطالب الذي درس في كلية الشريعة أربع سنوات، وكان قبلها طالباً في الثانويات العامة، يكون عمرُه العلميُّ الشرعيُّ يومَ تخرُّجه أربعَ سنوات، ومع ذلك يبدأ بتدريس الأجيال، أو بتصدُّر المجالس!.
والفرق بينه وبين ذاك الطالب الذي درس العلوم الشرعية ستَّ سنوات، في المرحلة الإعدادية والثانوية، ثم ارتقى إلى المرحلة الجامعية فدرسها أربع سنوات.. أنَّه صارت سنواتُ عمره العلمي الشرعي عشرَ سنوات.
هذا من حيثُ العددُ والرقم.
أما من حيثُ الأهميَّة: فالفرق أكبر بكثير، إذْ إنَّ هذا الطالب درس ستَّ سنوات زائدةً، لكنَّها من حيثُ الأثرُ والفائدة تعدِل أضعافَ الرقم العددي، إذ هي ستُّ سنوات تأسيسية لمراحلِ عمره العلميِّ كلِّها، وهي تشكِّل في ارتقائه العلميِّ تدرُّجاً سليماً وارتقاءً صحيحاً، أما ذاك فيحاول الرقيَّ إلى السطح دون مراقٍ (دَرَج)، وهذا لا يكون أبداً.
وضرر هذه الدراسة ـ على مستوى الفرد ـ كما وصفتُ: تُخرِّج طالبَ علم ضعيفاً لا يصلح لشيء، مع ما يحمله من شذوذات، إلا إذا كانت رغبته في تحصيل العلم قويةً نابعة من قلبه، فحينئذ تشمله العناية الإلهية، ويوفَّق لتدارك تقصيره، فيطلب العلوم التأسيسية، ويلحق بالركب.. وهذا قليلٌ قليل.
أما ضرر هذه الدراسة على مستوى الأمَّة: فخطير خطير، إذ إنها أوجدت في الأمَّة (أنصاف المتعلِّمين)، وما أكثرهم فينا! انتهى.
ولذا يُنصح من درس العلم بهذه الطريقة وهو جادٌّ في طلب العلم، صادقٌ مخلص؛ أن يلتحق بالعلماء العاملين والإخوان الصادقين، ويأخذ عنهم ويستفيد منهم، ولقد كان سيدي فضيلة الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى ونفعنا به إذا جاءه من يُخبره من إخوانه أنه تخرَّج في الجامعة في كلية الشريعة، فإنه يبارك له ويهنِّئه ويشجِّعه ويذكِّره بأهمية العلم والعمل والإخلاص، حتى يُثمرَ الأخلاق، وينبِّهه إلى أنَّ تخرُّجه من الجامعة لا يعني أنه صار عالماً أو طالبَ علمٍ مُتقِن، بل إنَّه أخذ مفتاح العلم، فصار يستطيع أن يفتح الكتاب ويبحث عن المسألة التي يريد، وصار له شيء من المعرفة بمظانِّ البحث الذي يريد.. ويرجع في المسائل التي يحتاج إلى الرجوع فيها إلى أشياخه في العلوم تفسيراً وحديثاً وفقهاً وأصولاً وغير ذلك.
ثم يقول له: إن سلكتَ هذا المسلك تكون طالبَ علم، ثم تكون عالماً بإذن الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم العلمَ النافع الذي يزداد به الإنسان خشيةَ وتواضعاً، وإقبالاً على الله تعالى، وخدمةً لدين الله جلَّ وعلا.
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://t.me/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال وجواب في السير والسلوك الى الله عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 12-03-2018 12:01 PM
سؤال وجواب 26/11/2018 عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 11-28-2018 09:02 PM
العقيدة المختصرة ( سؤال وجواب ) عبدالقادر حمود الرد على شبهات المخالفين 0 09-18-2015 01:33 PM
سؤال جميل وجواب اجمل أبو أنور الآذكار والآدعية 4 09-10-2011 09:18 AM
بأي وجه تلقى الله ابوعبدالرحمن المواضيع الاسلامية 4 11-16-2009 09:19 PM


الساعة الآن 01:49 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir