بسم الله الرحمن الرحيم

دمشق اسمها سام ومؤسسها أوزبن آرام بن شام بن نوح وسميت بالرومية وأصل اسمها دورمسكس أي مسك مضاعف لطيبها ,
آثارها تقع تحت التراب قرب باب شرقي ومخطط المدينة يشبه مخطط أوغاريت المعروفة, لم يستطع الآثاريون حتى الآن إعطاء أي صورة عن ملك أو عهد لمدينة دمشق بسبب غياب المعلومات بصورة تامة وتظهر اشارات متواضعة ومتقطعة عن تاريخ المدينة رغم وجود تطورات سياسية مهمة في شمال سورية والعراق (صعود الدولة الآشورية الحديثة) .‏


فقد قدم الدكتور فيصل عبد اللّه أستاذ التاريخ القديم في جامعة دمشق الاربعاء الماضي محاضرة في مكتبة الأسد عن دمشق وغوطتها في العصور القديمة.‏


فهذه المدينة الموغلة في القدم تبعد عن البحر الأبيض المتوسط 80 كم لكن سلسلتي جبال لبنان والقلمون تحرمانها من نسبة الهطول الكافية للزراعة ولايصل دمشق اكثر من (150-200) مم سنوياً مايجعلها جزءاً من بادية الشام القاحلة لكن الطبيعة سخية فقد عوضت دمشق بنهر بردى الذي ينقل إلى غوطتها مياه سهل الزبداني وجباله . إن دمشق وغوطتها حوض رسوبي خصب يبدأ من سفوح جبل قاسيون وتحول هذا الحوض بفضل مياه نهرها إلى بساتين غناء كثيفة الانتاج الزراعي من كل نوع ولون.‏


لكن دمشق وإن تمتعت بالخصوبة إلا أنها غير محمية بدفاعات طبيعية وإن دفاعاتها الحربية متواضعة ويعود أقدم بنية لأسوارها إلى العصور الوسطى.‏


تأسيس المدينة أسطورياً :‏


يذكر جوزيفوس في كتابه العصور القديمة أن مؤسس دمشق يدعى أوز بن آرام بن شام بن نوح وجاء في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر أن قيل :‏


سميت الشام نسبة لسام بن نوح وسام بالسيريانية شام.‏


لما هبط نوح من السفينة أتى حران فخطها ثم أتى دمشق فخطها.‏


المدن القديمة : الكعبة ,مصر , دمشق , الجزيرة والأيلة (القدس) ونينوى وخرام و السوس والأقصى .‏


سميت دمشق بالرومية وأصل اسمها دورمسكس أي مسك مضاعف لطيبها ثم عربت فقيل دمشق .‏


إن اختلاط التقاليد والروايات غير الدقيقة واضح من خلال ارجاع اسم دمشق إلى الرومية بينما هو آرامي أو ينطق دمشق ودمسق إلا أن أحداً لايستطيع تحديد تاريخ محدد لتأسيس دمشق نظراً لغياب الشواهد الكتابية والأثرية باستثناء بعض الأوابد التاريخية اليونانية والرومانية وهي إما في بناء الجامع الأموي أو من حوله تلقي ضوءاً على تاريخها في تلك الحقب أو عن الآثار المطمورة للمدينة القديمة فيظن الآثاريون أنها تقع تحت تراب مرتفع قرب باب شرقي إلا أن السكن الحالي يمنع أي تنقيب أوسبر ويظنون أن مخطط دمشق القديمة يشبه مخطط أوغاريت المعروفة وهي تضم معبد حدد وقصر الملك في عصر البرونز أونهائيات الألف الثاني .‏


دمشق في الكتابات:‏


راح الباحثون يتتبعون ظهور اسم دمشق في الوثائق المصرية والآشورية المعاصرة وكذلك اسماء مدن أو قرى قريبة من منطقة دمشق لعلها تقدم بعض الاشارات المضيئة عن تاريخ دمشق القديمة.‏


فقد ظهر اسم دمشق بلفظ تمَسْق ُ بالمصرية (الهيدوجيلفية) في لائحة المدن التي هاجمها تحوتمس الثالث في معبد الكرنك ثم ورد اسمها في عهد أمينوفيس الثالث ويرد اسم المدينة بلفظ آرامي هودَمِسْقُ ثلاث مرات في موقع كامد اللوز في لبنان كما تلفظ تَمَسْقَ وورد أخيراً في العهد القديم دَمسِقْ , ودار مسق أما لدى الاشوريين فوردت بلفظ دِمَشق لكن من الصعب أن ترد هذه الألفاظ إلى اصل واحد أو معنى واحد وهناك من ذهب لاعتبار الاسم مسق من مشق وهو الشمس الغاربة في ملحمةجلجامش وأن الجبل هو حرمون فدمشق تعني مدينة جبل الشمس لكن الشروحات السابقة لمعنى دمشق لاتؤدي إلى أي معطى تاريخي.‏


أسماء منطقة دمشق:‏


ورد في نصوص ماري اسم بلاد أبوم بتشديد الباء منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد وكذلك في النصوص المصرية وكان يدل على منطقة حوض دمشق يختفي هذا الاسم يظهر اسم آرام في مطلع الألف الأول حيث تغدو دمشق ذات تاريخ ومكانة سياسية منذ ذلك الزمن ويرد في نص آشوري من ماري ذكر لبعض المواقع ضمن أبوم التي تعني القصب والغيضة مثل نازالا ( القريتين) وآدرا(عدرا) .‏


عندما تغدو دمشق عاصمة لدولة ارامية حملت منطقتها اسم آرام وكأن أصل الآراميين الاعتق هو من دمشق فهناك بعض النقوش الآرامية لآرام ويتحدث نصب سفيرة عن امارات عليا وسفلى في الجنوب والشمال وخاصة آرفاد/ حلب ويأتي أول ذكر لملك آرامي هو بيرحدد ملك دمشق .‏


وفي النصوص الآشورية أواخر القرن الثامن ق.م نجد اسماً جغرافياً ولقباً اشتهرت به منطقة دمشق ألا وهو مات امريشو أي البلاد التي تهتم بتربية حمير النقل كما اصطدم تجلات بلاصر الثالث الآشوري مع بلاد آرام الواقعة أقصى شمال دجلة وهذا يدل على أن الاراميين انتشروا في معظم أرجاء سورية الطبيعية كما تذكر مناطق دمشق في نصوص ماري بالتسلسل على أن بلاد أمورو / العموريين وذلك بعد ذكر يمحاض/ حلب وقطينة حمص / دوسان/ في النصوص المصرية و خاصة رسائل تل العمارنة وقد تحدد اسم أبو بلفظ مصري هو أوبي و الأمر يعني دمشق