أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           أعوذ بكلمات الله التَّامَّة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأنْ يحضرون           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > ركن بلاد الشام

ركن بلاد الشام عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي نداء الملك توقيت حاسم لإخراج العراق من الطائفية إلى الوحدة

طالب نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي جميع التيارات والأحزاب العراقية تأييد دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للقيادات العراقية للاجتماع في الرياض، وعدم تفويت الفرصة التاريخية التي سنحت للعراقيين بهدف الوصول إلى حلول توافقية لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية. وأفاد في حديث لـ «عكاظ» أن دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أتت من شخصية لها ثقلها، تحب الخير للشعب العراقي وتحرص على أمن واستقرار وسيادة العراق، مؤكدا أن الدعوة جاءت في وقت مناسب، وباتت ضرورية بعد أن فشلت الجهود التي بذلتها الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات على مدى الشهور الماضية في الوصول إلى توافق وطني يسهل مهمة تشكيل حكومة شراكة وتكافؤ. وتابع قائلا «أقدر مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وحرصه على العراق»، مؤكدا أن المملكة مؤهلة للعب مثل هذا الدور كما أن لها سجلا طيبا في مجال دعم أمن واستقرار العراق، معربا عن أمله أن تلقى دعوة الملك عبدالله استجابة مختلف الفرقاء والأحزاب العراقية. ودعا العراقيين عدم تضيع الفرصة التاريخية التي توفرت لهم لعقد اجتماع في الرياض بعد الحج. وطالب دول الجوار بل كل الدول المعنية بأمن واستقرار العراق، دعم الشعب العراق في هذه الظروف. وقال إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يضطلع بدور إيجابي وريادي في سياق المبادرات بين الدول العربية ولحل الأزمات الداخلية، وتسجل له مبادرته لعقد المصالحة العربية في قمة الكويت الاقتصادية، والتي فتحت ثغرة مهمة أدت إلى تنفيس الاحتقان العربي ككل، وسمحت باستئناف العمل العربي المشترك. وخلص إلى أن «الملك عبدالله يعالج قضايا العالم العربي برؤية ثاقبة، وهو يحمل هدفاً نبيلاً، إذ ليس همه تحقيق مكاسب سياسية بل إنهاء الأزمة المستعصية في العراق، ووقف حمام الدم بين أبنائه، وتأتي مبادرته الأخيرة تجاه العراق من باب الحرص على وحدة الأمة واستقرارها».

ساسة أمريكيون لـ «عكاظ»:

نداء الملك يعكس أبعاد الدبلوماسية السعودية الناضجة

وقفت «عكاظ» على رؤى عدد من الخبراء والسياسيين الأمريكيين حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين دعوة الرئيس العراقي جلال طلباني والنخب السياسية الحزبية في العراق إلى الرياض بعد عيد الأضحى المبارك لرأب الصدع الحزبي، والعمل معا لتشكيل الحكومة العراقية في إطار مظلة الجامعة العربية.
مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق السفير نيكولاي فاليوتيس أوضح أن نداء الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو خطوة مهمة وجريئة وتأتي في موعدها بعدما أصبح أمر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة أمرا من الصعب إنجازه من قبل الفرقاء السياسيين العراقيين، دون تدخل من جانب دولة لها وزنها وثقلها السياسي في المنطقة مثل المملكة. ويعتقد السفير فاليوتيس أن الملك عبدالله من الحكماء السياسيين القلائل في عصره الذين لهم وزنهم الدولي. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز له رؤيته الثاقبة التي ساهمت في خلق أجواء إيجابية جديدة في قضايا تهم المجتمع الدولي بكامله. فهو صاحب مبادرات ناضجة تشكل أبعادا جديدة في السياسة الدولية. فهو صاحب مبادرة السلام وصاحب مبادرة حوار الأديان ولا غرابة أن يكون اليوم صاحب دعوة الفرقاء العراقيين للجلوس معا، بغية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. ويعتبر فاليوتيس أن الشجاعة التي كانت سمة كل مبادرات الملك جاءت جميعها ضمن إطار زمني بالغ الأهمية لتفادي تفاقم أزمات مؤكدة، إذ يبقى النداء هو دليل آخر على ذلك. ويؤكد السفير فاليوتيس أن هذه الخطوة تعكس معها أبعاد السياسة السعودية في معالجة الأزمات الخارجية لدول المنطقة، ودول الجوار قبل استفحالها، خاصة فيما يخص الدول العربية والإسلامية التي تعتبر أن للمملكة دورا قيادىا إيجابىا في معالجة مثل هذه الأزمات.
الدكتور تيد كاربنتر كبير الباحثين في مركز كاتو للأبحاث السياسية في واشنطن والمتخصص في قضايا الشرق الأوسط، أفاد أن دعوة خادم الحرمين للنخبة العراقية في الرياض الشهر المقبل دليل على يقظة المملكة في معالجة قضايا دول الجوار قبل أن تأخذ منحى خطيرا يهدد ليس أمن واستقرار العراق والعراقيين، بل وإنما أيضا يهدد أمن واستقرار الدول المجاورة لها. ويرى الدكتور كاربنتر بأن استمرار تفاقم أزمة تشكيل حكومة عراقية على مدى عدة شهور بات يمس استقرار وأمن المنطقة، ولذا نجد أن الملك عبدالله يتابع عن كثب ما يجري في المنطقة وعندما يرى بأن هناك مشكلة قد تتفجر وقد يكون لها دويها، يسارع من أجل نزع فتيل هذه الأزمة وخلق الأجواء المناسبة لعلاجها. ولذا، فإن نداءه للعراقيين يمثل خطوة جوهرية نحو إيجاد المخرج والحل للمشكلة. ويضيف الدكتور تيد كاربنتر «إن الباحثين في الشؤون الدولية يعرفون جيدا بأن المملكة لها مكانتها السياسية في معالجة واحتواء الكثير من الأزمات، وأنها باتت تشكل أبعادا فاعلة لأمن واستقرار المنطقة، كما وأن المجتمع الدولي بات يرى مدى الحاجة الملحة لسياسة المملكة في احتواء العديد من الأزمات، خاصة إذا ما كنا نتحدث عن الدول العربية والإسلامية».
البروفسير خليل جهشان أستاذ العلوم السياسية في جامعة ببر داين الأمريكية وأحد العرب الأمريكيين النشطين على الساحة السياسية في الولايات المتحدة، ذكر أن نداء خادم الحرمين الشريفين هو جيد وإيجابي للغاية. بمعنى أنه يعبئ فراغا له أثره الشديد على الوضع الداخلي في العراق، فضلا عن أثره على الوضع الإقليمى. ولذا يبدو أن المملكة لاحظت هذا الفراغ وقررت أن تحتويه بشكل إيجابي، لأن هذا الفراغ إن ترك، فإنه سيعبأ من قبل أطراف لا تأخذ المصالح العراقية أو العربية ولا المصالح الإقليمية بعين الاعتبار. عليه، فإن هذه الخطوة ستكون إيجابية بالنسبة للتأثير على الوضع داخل العراق وحث جميع الأطراف تحت لواء جامعة الدول العربية، وضمن خطوة المملكة على المضي قدما في تشكيل حكومة عراقية جديدة، إذ أن الفراغ الذي تركه عدم تشكيل هذه الحكومة منذ الانتخابات وحتى الآن، لاشك أنه يؤثر على الوضع الأمني الداخلي في العراق وبالتالي على دول المنطقة ككل.
وحول دعوة خادم الحرمين الشريفين التي وضعت الجامعة العربية كمظلة أساسية لها، يقول الدكتور خليل جهشان «وجود الجامعة العربية في هذه المبادرة يعكس أسلوب وطريقة عمل المملكة دبلوماسيا، وهي التي تسعى دائما نحو حلول عربية وجماعية لمثل هذه القضايا، بدلا من أن تكون هناك حلول فردية منعزلة عن الإرادة العربية ككل». ويرى الدكتور جهشان أن وجود الجامعة العربية في هذه الدعوة يؤكد على أن المملكة حريصة أيضا على الالتزام بقرارات الإجماع العربي فيما يتعلق بالعمل المشترك من خلال تفعيل قرارات القمة العربية. كما أن وجود الجامعة في هذه الدعوة يعطي نوعا من الزخم للجهود المشتركة، ويؤكد على أن هناك نوعا من التوافق حول هذه الأمور. كما ويرى الدكتور خليل جهشان بأن المتوقع من هذا اللقاء هو التغلب على الخلافات الداخلية في العراق والتي حالت دون أن يكون هناك إجماع كاف لتشكيل حكومة فاعلة وقادرة على العمل في تلبية احتياجات الشعب العراقي، وكي يعود العراق ليلعب دوره إقليميا ودوليا خصوصا في إطار التعاون مع دول الجوار. ويضيف «هناك أطراف أخرى تسعى إلى حث العراقيين على اتخاذ مثل هذه الخطوة، ولكن يبدو واضحا بأن الطرف العربي كان دائما وقبل هذه المبادرة من قبل خادم الحرمين الشريفين، بعيدا عن مثل هذه الخطوات، بمعنى أنها كانت تأتى إما من خارج العالم العربى أو من خارج المنطقة ككل. الآن وفي إطار هذه الدعوة، هناك دور فاعل ومباشر من قبل الأطراف العربية لاحتواء هذه الأزمة».

الشارع العراقي يستبشر بجمع الفرقاء في الرياض

انعكست دعوة خادم الحرمين الشريفين لاجتماع القوى السياسية العراقية على أرض الرياض بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وبهدف تدارس أزمة تشكيل الحكومة ومحاولة إيجاد المخرج المناسب لها. انعكست تلك المبادرة إيجابا على الشارع العراقي، خاصة أن الشعب ضاق ذرعا من التأجيل المستمر لحل مشاكله، وبات يخشى على مصير بلده حيث يشعر بأنه دخل في المجهول بعد تزايد التدخلات الخارجية ومحاولات الهيمنة على قراره الوطني. ورأى المعلم في المدارس الثانوية رأفت إبراهيم أنه حان للمملكة أن تستعيد زمام الأمور في العراق، وأن تلعب دورا فاعلا في المساعدة على ترتيب أوضاعه، علما بأن للعراق والمملكة تاريخا من العلاقات، وللمملكة دور كبير إقليميا ودوليا يمكنها من التأثير على الكثير من المعوقات التي تؤجل حل الأزمة العراقية. وأضاف أن العراقيين تواقون لعودة الدور العربي الفاعل إلى ساحتهم السياسية بعد بروز أدوار إقليمية مختلفة، في الوقت الذي يشعر فيه الشعب العراقي في الآونة الأخيرة بسحب المظلة العربية من فوق رأسه وتحويله إلى دولة إقليمية من دون وجه محدد وواضح. أما السيدة إيناس مصطفى، موظفة في إحدى وزارات الدولة، فقد باركت دعوة خادم الحرمين الشريفين، وأملت من خلالها بلوغ العراق آخر النفق المظلم الذي دخل فيه بعد الانتخابات الأخيرة، حين لم تتمكن الأطراف السياسية العراقية من التفاهم فيما بينها حول مصير البلاد وطريقة الحكم فيها. وأضافت أن ثمانية أشهر مرت حتى الآن، وما زالت الخلافات تعصف بالقيادات السياسية. فيما رأى محمود رافد، صاحب محل تجاري، أن الدعوة السعودية هي الأولى من نوعها حيث دعت جميع الأطراف العراقية للاجتماع في مدينة الرياض، وبرعاية خادم الحرمين الشريفين ومظلة جامعة الدول العربية. ولم تتجه المملكة إلى الاجتماع بأطراف دون أخرى أو تمييز بين القوى السياسية، كما فعلت دول أخرى فاستقبلت هذا الفريق ورفضت فرقاء آخرين. وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الرغبة الصادقة من المملكة على حل الأزمة العراقية المستعصية، ومن خلال جمع الأطراف، لابد أن يصل الجميع في النهاية إلى مشترك يسهل عملية تشكيل الحكومة، وتخرج البلاد من عنق الزجاجة ومن الأخطار الكبيرة التي باتت تحيط ببلادنا جراء تلك الأزمة.

العروبة الخالصة

محمد سمان

في 30 يوليو (تموز) الماضي، صدر بيان ختامي عن نتائج لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، جرى التأكيد فيه على مسألة «عروبة العراق».

حينها، كانت إشارة قوية من الملك عبد الله، وربما كانت «رمزا»، فالتشكيك في عروبة العراق ربما سينساق على عروبة الكثير من الدول العربية. إذا، لا مجال.. فالعراق شأن عربي، ومصيره يهم العرب جميعا، وعروبته لا مساومة فيها، وجاء الصوت العربي من الرياض ليدق جرس الإنذار، فتداعيات المنطقة وصلت مرحلة الخط الأحمر.

أليست دعوة الرياض متأخرة ودخولها على الملف العراقي كان سؤالا مطروحا بقوة على الساحة فور صدور نداء الملك عبد الله للشعب العراقي ومبادرته بدعوة قياداته السياسية إلى الرياض.
إن قدرا كبيرا من الإجابة على هذا السؤال يستدعي أولا الإشارة إلى أنه ليس غريبا أن يتمتع الملك عبد الله بخلق كريم وحكمة نادرة وبصيرة ثاقبة، فهو ابن الملك المؤسس وسليل أسرة وحدت البلاد وألفت بين قلوب العباد، إذ تربى في بيت الحكم فأخذ عن الملك المؤسس عبد العزيز الحكمة وأصول الحكم، وعايش أشقاءه من الملوك الذين سبقوه في تحمل المسؤولية ــ رحمهم الله ــ فاستقى الدروس والعبر، وزاد عليها خلال توليه ولاية العهد من عصارة التجارب ما جعلها تواكب العصر وتختصر الزمان. كان الملك مستشرفا للمستقبل وممتلكا لرؤية استراتيجية متكاملة، إنه ملك متوج في عواصم العالم، وإذا تحرك باتجاه القضايا العربية والإسلامية تذهب الخلافات كلها إلى مهب الريح. من ينظر إلى تحركات الملك الفترة الماضية، بدءا من قمة العشرين في كندا، ثم جولته في مصر وسورية ولبنان والأردن، يجد أن تحركاته مدفوعة بإيمانه الكامل بالعروبة الخالصة النقية من الأيديولوجيات الثورية. عروبة الملك عبد الله «أصيلة» أساسها إسلامي معتدل، فالتضامن العربي ــ بحسب رؤيته ــ ينبغي أن يتحقق ضمن المضمون الإسلامي، فلا عزة للعرب دون الإسلام، وهي مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى قبل أن تكون تجاه خلقه من العرب أو غير العرب، وبوحي من العقيدة الإسلامية. وجاء في محاضرة لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل أن الملك عبد الله أكد أنه سيسير على نهج أسلافه الذين ركزوا على أن يكون للدبلوماسية دور أساسي في جمع كلمة المسلمين، وتسخير كل الإمكانات من أجل مواجهة التحديات التي قد تتعرض لها المملكة، قبل اللجوء إلى الخيارات الأخرى، وعدم التدخل في شؤون الغير، كما تؤيد دبلوماسية الملك السلام العالمي ونزع السلاح، وتعمل من أجل خير البشرية، والتعاون إلى أقصى حد مع الدول العربية الشقيقة، والعمل من أجل تحرير الأجزاء المحتلة من الوطن العربي.

أوروبا: الملك رجل القرن واهتمامه بالعراق حنكة سياسية

أشتون لـ «عكاظ»: الدعوة جاءت في توقيت استراتيجي حاسم

أكدت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية كاثرين أشتون والتي تشغل حاليا منصب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي جوهرية الدور السعودي الفاعل على الساحة الدولية والشراكة السعودية الأوروبية، مشيدة بمبادرة خادم الحرمين الشريفين حول العراق داعيا جميع الأحزاب والفصائل السياسية العراقية تحت مظلة جامعة الدول العربية إلى الرياض بعد موسم الحج للتشاور حول تشكيل حكومة وطنية في العراق. ونوهت في حديثها لـ «عكاظ» أن هذه المبادرة تتوافق مع المواقف الأوروبية الرامية لدعم دولة الرافدين لتحقيق السلام والطمأنينة في ربوعه، وإعلان حكومة عراقية تشمل جميع الفصائل. ورأت أشتون أن خادم الحرمين الشريفين من الشخصيات السياسية المهمة في هذا القرن، وأنه صاحب مبادرات عديدة، موضحة أن مبادرة حوار الأديان والثقافات التي أطلقها منذ 3 سنوات تدل على أن المملكة تفتح الحوار في جميع المجالات، وتناشد نداءات السلام والحوار البناء، وهو ما يجعلها شريكا دوليا وسياسيا مهما، فضلا عن الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية. وأضافت أشتون أن العراق بات من التحديات الكبرى في الشرق الأوسط وأن تواصل أعمال العنف والتفجير في العراق يهدد مفهوم إعلان الحكومة الديمقراطية والتي هي هدف عربي، أوروبي، ودولي. وشددت على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والنداء الذي أطلقه حول العراق، مشيرة إلى مقولته بأن العراق بكل المعطيات التاريخية جدير بأن يجد لنفسه مخرجا من أزمته ومحنه. وقدرت في نفس الإطار أن دعوة المليك تأتي تحت مظلة جامعة الدول العربية ما اعتبر أنه توجه عربي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشددة على أهمية وجود موقف عربي موحد في هذا الصدد الأمر الذي يسهل الخروج من أزمة العراق. من جانب آخر، رأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط البروفوسور د. أودو شتاينباخ أن نداء المليك حول العراق يكرس الاستقرار، مشيرا في حديثه لـ «عكاظ» إلى أن هذه الخطوة تعني حنكة دبلوماسية كبيرة في نفس الوقت تؤدي بالتالي إلى فتح قنوات اتصال مع إيران، مشيرا إلى أن السعودية حريصة على علاقات الجوار وهو ما يدل على سياسة حكيمة للمملكة. واعتبر شتاينباخ مبادرة الملك للحوار حول العراق تواصل لما بدأت به الدبلوماسية السعودية في فتح قنوات اتصال وتقريب وجهات النظر، لافتا إلى مبادرة الطائف التي أنهت الحرب الأهلية في لبنان، ثم حوار مكة بين الفصائل الفلسطينية، ثم مبادرة حوار الأديان إلى الحوار الوطني السعودي والذي شدد البروفوسور على أهميته، معتبرا أن هذا الحوار أعطى المملكة مصداقية وطنية ومحلية ودولية تجعلها قادرة على دعوة الأحزاب العراقية للتشاور في الرياض.

عراقيون: وقف نزيف الدم والضحايا الأبرياء




وصف العراقيون المقيمون في مصر دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفرقاء العراقيين للاجتماع في الرياض بعد عيد الأضحى لتحقيق مصالحة عراقية شاملة وتشكيل الحكومة الجديدة بأنها فرصة تاريخية وذهبية لانتشال العراق من حمامات الدم، الاقتتال، العنف، وتحقيق مصالحة تاريخية تهيئ العراق للعودة للأسرة الدولية، والمساهمة في مشروعات العمل العربي المشترك. وأن تلك الدعوة إنما تؤكد سعي خادم الحرمين الشريفين إلى وقف إراقة الدماء وتحقيق الأمن والسلم والاستقرار بين أشقائه في العراق وتلك هي السياسة السعودية الحكيمة في الوقوف بجانب الأشقاء ومد يد العون لهم، وضرورة السعي لتحقيق الأمن والاستقرار حول العالم. من جانبها، تؤكد الدكتورة مريم زين العابدين أستاذ الإدارة ومدير مكتب أحد الوزراء في عهد صدام حسين وتعمل حاليا مترجمة في مصر أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للساسة العراقيين للاجتماع به في الرياض دعوة كريمة، وتأتي من شخص يحظى بعقل راجح واحترام جميع الكتل السياسية العراقية، مؤكدة أنها ذات طابع خاص وفرصة تاريخية للعراقيين والقادة السياسيين. وأردفت «إن الكرة الآن في ملعب الساسة العراقيين، بل والعراقيين أنفسهم»، مؤكدة أنه ليس على الساسة العراقيين تلبية الدعوة فقط وإنما الذهاب إلى الرياض بعقول متفتحة، وقلوب متسامحة واستعداد للتنازل على المستوى الحزبي والشخصي.
وشددت على ضرورة التنازل من أجل العراقيين، ولتشكيل حكومة شراكة وطنية قادرة على التغيير وإعادة الحياة للعراقيين، إذ أن المواطن العراقي عانى الكثير منذ بداية الاحتلال الأمريكي. وأضافت زين العابدين أن المملكة طالبت أن تكون الاجتماعات العراقية في الرياض تحت مظلة الجامعة العربية، نظرا لأنها لا تريد أن يكون لها أي تدخلات في الشأن العراقي مثل بعض الدول الأخرى. ونحن نتمنى أن يسفر هذا الاجتماع عن نتائج يلمسها المواطن العراقي وبالذات المهاجرون والمغتربون،بعد حالة الشتات التي عاشها أبناء العراق. وكل الأمل أن يخرج هذا الاجتماع بضرورة عودة الأهل والتئام شمل العراقيين. وأفاد الموظف السابق أبو تمارا النمرسي أن النداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين إلى شعب العراق وكل الفعاليات السياسية داخل العراق بأنه يشكل مبادرة مهمة، تأتي في التوقيت المناسب وتعبر عن الدور الريادي للقيادة السعودية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والإسلامية والعالم ككل. وإن تركيز المبادرة السعودية على العراق ينبغي أن يجد تجاوبا عاجلا من كل القوى السياسية العراقية، بل والعربية، الإسلامية، والدولية، خاصة من القوى التي يقلقها استمرار الوضع الراهن في العراق، والذي لا تنحصر آثاره السلبية على العراقيين فحسب، بل على المحيطين بالعالم الإسلامي والعربي.

نداء الحكمة بصوت عربي

خالد سيف

بحنكة ودهاء سياسي أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أن الوضع في العراق لن يستقيم، ولن ينال الشرعية الدستورية بعيدا عن المظلة العربية، في ظل الوضع المتأزم، وبعد قراءة مستفيضة لمجريات الأحداث، توصل الملك إلى أن استمرار الجدل حول مستقبل النظام السياسي في بلاد الرافدين طال أمده، وأن المشاركة العربية باتت مطلوبة .. من منطلق روابط الجوار ووحدة المصير، وعلى الرغم من أن الرياض كانت تراقب عن كثب المشاحنات بين الأطياف العراقية على مدى الشهور الماضية لم تتدخل لمعرفة ما قد يتمخض من أحداث تحسم الأمور. وصاغت رؤية الملك عبدالله مبادرة أطلقها البارحة الأولى، في خطوة تدعم الشرعية ولا تنتقص من أطرافها، وتوفر مناخا عربيا بعيدا عن التدخل، وتقدم المصلحة العامة لإنهاء الوضع المعلق. ولم يدرك البعض مفهوم الرسالة التي جاءت في مضامين المبادرة، وفسروها على أنها مؤشر لفرض الحلول ودعم طرف ضد آخر ولم يلتفتوا لحساسية الموقف، وإظهار حسن النوايا. وأعطت المبادرة الأطياف العراقية فاصلا زمنيا، تجمع خلاله صفوفها وتوحد كلمتها قبل الوصول إلى الرياض، لتحدد مصيرها، وتصوغ اتفاقا ينهي الفراغ الدستوري الذي تسبب في بلوغ الأزمة ذروتها. ولم تشر المبادرة إلى ماذهب إليه البعض، من أن الرياض تسعى إلى التدخل في لقاءات التشاور، وفرض أجندتها، ولكنها تأمل في حلحلة القضية، وفك طلاسمها .. من خلال خلق أجواء من التوافق، بين الأطراف وتتويج الاتفاق على الشرعية، بصناعة عربية بعيدا عن المراهنات السياسية، وهاجس فرض الإرادات على الشؤون الداخلية للشعب العراقي.
ولأن الأزمة في العراق لا تعني الشعب العراقي وحده بل تشغل الرأي العام العربي وتقلق مضجعه وتوهن كل عزيمة تسعى لاستقرار الأمة العربية والإسلامية، طرح خادم الحرمين الشريفين بنظرته الثاقبة فرصة لا يمكن للعقلاء تفويتها بعد أن تخطت أزمة تشكيل الحكومة الجدول الزمني المفترض، ولم تصل إلى حلول تحت ضغط المؤثرات الداخلية والخارجية، ولا يمكن أن ينقسم الفرقاء في العراق، حول أهمية وتوقيت هذه الدعوة، التي جاءت بعد أن نفدت جميع الحلول، وعجزت كل القوى السياسية عن التوافق، وتضاءل الأمل في الخروج من عنق الزجاجة، ولبت المبادرة النداء بتدخل عربي لاحتواء الأزمة، واستضافة جميع الأطياف برعاية سياسية عربية تنهي القطيعة وتؤلف القلوب وتبارك الاتفاق. ولم تحمل المبادرة مسودة عمل أو دعوة خاصة ولم تلفت الرياض إلى من سيختار العراقيون بل قدمت مباركتها للاختيار وعلى هذا النحو جاءت الدعوة الحكيمة .. (من أجل كل ذلك فإني أدعو فخامة الأخ الرئيس جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الشقيق، وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، والفعاليات السياسية، إلى وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي إلى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والرد فيها. ولتتدارسوا، وتتشاوروا، لتقرروا أي طريق نبيل تسلكون، وأي وجهة كريمة تتجهون، فمن يملك زمام القرار جدير به أن يتحلى بالحكمة، فالهدم سهلة دروبه، والبناء إرادة صلبة عمادها القوة - بعد الله -. إن الجميع يدرك بأنكم على مفترق طرق تستدعي بالضرورة السعي بكل ما أوتيتم من جهد لتوحيد الصف، والتسامي على الجراح، وإبعاد شبح الخلافات، وإطفاء نار الطائفية البغيضة).
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتنة طائفية في الشام عبدالقادر حمود ركن التاريخ 1 07-15-2018 10:03 AM
أهمية المذاهب الفقهية في رعاية الوحدة الإسلامية عبدالقادر حمود الفقه والعبادات 2 06-11-2013 01:07 PM
الطائفية دخيلة على أمتنا عبدالقادر حمود القسم العام 0 01-23-2012 03:49 PM
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تم تشييع الحاج جاسم امس نوح ركن وادي الفرات 7 11-24-2011 06:32 AM
توقيت الأذان‏ في دير الزور نوح ركن وادي الفرات 1 10-18-2008 12:04 PM


الساعة الآن 05:07 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir