أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > ركن التاريخ

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-26-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي ديانة العرب قبل الإسلام (الحلقة الثانية)




ديانة العرب قبل الإسلام (الحلقة الثانية)



احمد قشعم
إنّ الوثنيّة هي العبادة الأكثر انتشاراً بين العرب، ثمّ تلتها المسيحيّة، وهناك قلّةٌ قليلةٌ من اليهود، وقلّةٌ أخرى من الموحّدين, وأقلّيّاتٌ من المجوس والصّابئة والزّنادقة وغير ذلك، ورغم وجود هذه العبادات كلّها إلاّ أنّ فئةً من النّاس

ظلّت إلى مجيء الإسلام تؤمن بالله الواحد الذي لا إله إلاّ هو، وظلّت على دين إبراهيم الخليل عليه السّلام، وكانوا يسمّون: (الأحناف) وقد ذكر المؤرّخون بعضاً من أسماء هؤلاء الأحناف، فالدّكتور جواد عليّ في كتابه التّاريخيّ الموسوعيّ يقول:‏

((كانت العرب في الجاهليّة على أديانٍ ومذاهب: كان منهم من آمن بالله، وآمن بالتّوحيد، وكان منهم من آمن بالله، وكان منهم من تعبّد للأصنام... زاعمين أنّها تنفع وتضرّ، وأنّها هي الضّارّة النّافعة. وكان منهم من دان باليهوديّة والنّصرانيّة، ومنهم من دان بالمجوسيّة، ومنهم من توقّف، فلم يعتقد بشيءٍ، ومنهم من تزندق، ومنهم من آمن بتحكّم الآلهة في الإنسان في هذه الحياة، وببطلان كلّ شيءٍ بعد الموت، فلا حسابٌ ولا نشرٌ ولا كتابٌ، ولا كلّ شيءٍ ممّا جاء في الإسلام عن يوم ا لدّين)). " "‏

فهذه الفئة التّوحيديّة ظلّت محافظةً على ديانة التّوحيد، ولكنّ أعداد هؤلاء كان في تناقصٍ وتراجعٍ مستمرّين، وكانوا مختلفين عن بقيّة النّاس في ذلك المجتمع الذي يموج بعبادة الأوثان، وكأنّهم قد صاروا غرباء في ديارهم، وبين أهلهم وذويهم.‏

إذنْ فقد أجمع أهل الأخبار أنّ أصل الدّين هو التّوحيد لله تعالى، ولكنّ النّاس ضلّوا وتاهوا بسبب عوامل كثيرةٍ كنّا قد عدّدنا بعضها، والبعض الآخر لم نذكره لكثرة هذه الأسباب التي جعلت النّاس يضلّون عن عبادة الله الواحد، فراحوا ينسبون لله أولاداً، واتّخذوا أصناماً ورموزاً وسطاء بينهم وبين الله، وممّا يدلّ على أنّ التّوحيد هو الأصل عند العرب هو ما وجده الباحثون من إشاراتٍ ودلالاتٍ ورموزٍ تشير إلى الله الذي في السّماء، وأكّدوا أنّ لفظة (إيل) جاءت من اسم الله تعالى، ولكنّها حرّفت مع تعاقب الأيّام‏

إنّ عقيدة التّوحيد هي العقيدة الأساس والفطرة التي جبل عليها الإنسان منذ بدء الخليقة، وهذه الفطرة الرّبّانيّة تغيّرت وتشوّهت بسبب عوامل كثيرةٍ ستمرّ معنا لاحقاً، وقد أشار إليها الكثير من الباحثين والآثاريّين الذي درسوا تاريخ الأديان والعقائد، وقالوا بأنّ هناك إشاراتٍ تدلّ على الإيمان بوحدانيّة الخالق، وقد وجدت بعض الكتابات التي تذكر صفات الله مثل: (ذو سموى وذو سموى) أي: ربّ السّماوات أو صاحب السّماوات، وهذة الدّلالات والمؤشّرات تشير إلى أنّ الإنسان يشعر في قرارة نفسه ومبدأ تكوينه بوحدانيّة الخالق، وهذه الفطرة مكنونةٌ ومحفوظةٌ في مكوّنات وجزيئات كلّ فردٍ، ولكنّها تحتاج إلى من يبعثها من سباتها، وإلى من يلتقط بذرة الفطرة الأولى، لكي يزرعها لتنبت من جديدٍ، ولتعطي خير الثّمر.‏

ولقد سمّى المهتمّون بهذا الشّأن هذه العقيدة باسم: التّوحيد القديم، وهذا التّوحيد هو الفطرة التي أشار إليها القرآن الكريم، والرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وذكروا أيضاً أنّ العرب موحّدون بالفطرة، وهذه أدلّةٌ واضحةٌ على وجود هذه البذرة التّوحيديّة منذ وجود الإنسان:‏

((ومذهب أهل الأخبار، أنّ العرب كانوا على دينٍ واحدٍ، هو دين إبراهيم، دين الحنيفيّة، ودين التّوحيد، الدّين الذي بعث بأمر اللّه من جديدٍ، فتجسّد وتمثّل في الإسلام، وكان العرب مثل غيرهم، قد ضلّوا الطّريق، وعموا عن الحقّ، وغووا بعبادتهم الأصنام، حبّبها لهم الشّيطان، ومن اتّبع هواه من العرب، وعلى رأسهم ناشر عبادة الأصنام في جزيرة العرب: عمرو بن لحيّ.... وذهب (رينان Renan) إلى أنّ العرب هم مثل سائر السّاميّين الآخرين موحّدون بطبعهم، وأنّ ديانتهم هي من ديانات التّوحيد، وهو رأيٌ يخالفه فيه نفرٌ من المستشرقين.‏

وقد أقام "رينان" نظريّته هذه في ظهور عقيدة التّوحيد عند السّاميّين من دراسته للآلهة التي تعبّد لها السّاميّون، ومن وجود أصل كلمة (إل= إيل) في لهجاتهم، فادّعى أنّ الشّعوب السّاميّة كانت تتعبّد لإلهٍ واحدٍ هو (إل= إيل) الذي تحرّف اسمه بين هذه اللهجات، فدعي بأسماءٍ أبعدته عن الأصل، غير أنّ أصلها كلّها هو إلهٌ واحدٌ، هو الإله (إل= إيل)..............‏

ونظريّة أنّ العرب جميعاً كانوا في الأصل موحّدين، ثمّ حادوا بعد ذلك عن التّوحيد فعبدوا الأوثان وأشركوا، نظريّةٌ يقول بها اليوم بعض العلماء مثل (ويليم شميد) الذي درس أحوال القبائل البدائيّة وأنواع معتقداتها، فرأى أنّ عقائد هذه القبائل البدائيّة الوثنيّة ترجع بعد تحليلها وتشريحها ودرسها إلى عقيدةٍ أساسيّةٍ قائمةٍ على الاعتقاد بوجود "القديم الكلّ " أو "الأب الأكبر". الذي هو في نظرها العلّة والأساس، فهو إلهٌ واحدٌ، وتوصّل إلى أنّ هذه العقيدة هي عقيدةٌ سبقت التّوحيد، ثم ظهر من بعدها الشّرك. وقد أطلق عليها في الألمانيّة مصطلح/Urmonotheismus/ أي:‏

التّوحيد القديم.‏

ويأخذ بهذه النّظريّة علماء اللاهوت وبعض الفلاسفة، وفي الكتب السّماويّة تأييدٌ لها أيضاً. فالشّرك وعبادة الأصنام بحسب هذه النّظريّة، نكوصٌ عن التّوحيد، ساق إليه الانحطاط الذي طرأ على عقائد الإنسان فأبعده عن عبادة الله.‏
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديانة العرب قبل الإسلام (الحلقة الأولى ) ساره ركن التاريخ 2 04-08-2009 06:48 PM


الساعة الآن 10:18 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir