أقام المركز الثقافي العربي في العشارة حفلا تأبينيا للمرحوم الشيخ فيصل النجرس, , وقد بدأ الحفل بتلاوة من القرآن الكريم للشيخ أبي عايشة. . ثم ألقى السيد مدير المركز الثقافي في العشارة كلمة مقتضبة تكلم فيها عن السيرة العطرة لصاحب التأبين. .
الدكتور ابراهيم المزيد . . كانت مشاركته بقراءة نبذة مختصرة عن حياة المرحوم :
فيصل النجرس في سطور
ولد الفقيد في أواخر 1939 وقد أبصر الدنيا يتيماً حيث توفي والده قبل ولادته بشهور ليعيش في كنف أخواله في منزل جده البيج ومن المعروف أن البيج هو ضابط تخرج من كلية الأستانة العسكرية في استنبول برتبة ملازم أول و كانت خدمته في البداية في استنبول عاصمة الدولة وفيها قلده السلطان عبد الحميد عدة أوسمة لقمعه تمرد انفصالي في الدولة العثمانية ثم انتقل منها إلى لبنان ومن ثم إلى حماة ليتسرح من الجيش عندها عاد إلى العشارة مسقط رأسه و بعد وفاة أخيه عبد الكريم باشا انتقلت المشيخة إليه ، وبعد ذلك أصبح ممثلا في محافظة الفرات في مجلس المبعوثان ( وهو بمثابة برلمان ) حيث كانت محافظة الفرات آنذاك مؤلفة من ثلاث محافظات هي دير الزور ، والرقة ، والحسكة .
عاش الفقيد في بيت جده البيج محاطاًًً برعاية فائقة حيث أن جده البيج كان له فيه فراسة لذلك كان يوليه عناية كبيرة يصطحبه معه رغم أن عمره في الثالثة و الرابعة في زياراته لشيوخ المنطقة وكبرائها وقد نقل أنه كان يأخذه من يده يسلم باليد على كل شيوخ المنطقة ويجلسه معه حتى على مائدة الطعام مثله كمثل أي منهم مما انعكس على جرأته وتعود مجالسة الكبار وهو في عمر الرابعة ولم يقف الأمر عند هذا الحد . بل كان يصطحبه معه في أسفاره إلى دمشق وبيروت حيث كان يرى ويحتك بالشخصيات التي تزور البيج هناك أمثال سلطان باشا الأطرش وسعد الله الجابري رئيس مجلس الوزراء في وقته . درس التعليم الابتدائي في العشارة ثم انتقل إلى مدينة دير الزور ليتابع دراسته الإعدادية هناك ولكنه لم ينهي دراستها لعدم رغبته في متابعة التعليم بعد ذلك عاد إلى العشارة .
في مرحلة الشباب كان لديه طموح كبير حيث كان يجنح نحو الزعامة . في عام 1959 دخل الجيش أثناء الوحدة حيث كان من مناصريها وبعد إنهائه الخدمة وحدوث الانفصال انضم إلى حزب البعث الذي بدأ النضال بقوة ضد الانفصال .
بعد حدوث ثورة الثامن من آذار 1963 أصبح عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد العام للفلاحين . وفي عام 1965 دخل المجلس الوطني لقيادة الثورة أيام أمين الحافظ حيث كان يترأس المجلس منصور الأطرش وكان المجلس يتألف من الحزب ومنظمات الشعب وضباط جيش, وفي نفس العام تم زواجه الأول.
تقلد منصب رئيس اتحاد الفلاحين دير الزور وعلى إثر انقلاب 23/شباط 1966 الذي قام به صلاح جديد ويوسف زعيّن تم إلغاء المجلس الوطني لقيادة الثورة وبالتالي ألغيت عضويته ولكنه بقي في منصب رئيس اتحاد فلاحي ديرالزور .
عام1967اعتقل لأنه لم يكن من مؤيدي الانقلاب وقد اتهم بتعاونه مع الحكومة السابقة فتعرض إلى تنكيل شديد . وبعد بضعة شهور تم الإفراج عنه .
وفي عام 1968 جدد اعتقاله بحجة التقائه بالقيادة السابقة في بيروت وحين لم يثبت ذلك تم إطلاق سراحه .
في عام 1970 مع انطلاقة الحركة التصحيحية أصبح عضو في المكتب التنفيذي في الإدارة المحلية وعضو قيادة في شعبة الحزب .
في عام 1971/1973 لم يشترك في الانتخابات لصا لح قائمة الجبهة كونه بعثي على أمل أن يتم إدراج اسمه في قائمة الجبهة في الانتخابات المقبلة وحين لم يتم إدراج اسمه في القائمة . في عام 1977 اتخذ خطوة جريئة ورشح بشكل مستقل خارج صفوف الحزب على إثر ذلك قام فرع الحزب بفصله من التنظيم .
تمت الانتخابات ونجح نجاحاً ساحقاً . بعد ذلك تمت إعادة تنظيمه إلى صفوف الحزب بتوجيهات من القيادة .
في الأعوام ( 1981 ، 1986 ، 1990 ) التزم ولم يرشح لصالح قائمة الجبهة . وفي عام 1994 رشح من جديد مستقلاً فتم فصله مجدداً من الحزب ، ونجح بأغلبية ساحقة . تكرر ذلك في الدورات ( 1998/ 2003 / 2007 ) .
كانت له علاقات واسعة وكبيرة مع الكثير من رجالات سورية ، من وزراء ، وضباط ، وغير ذلك من الشخصيات الكبيرة ، كذلك بنا شبكة من العلاقات والصداقات مع الكثير من الأمراء والنواب في الكويت ، والسعودية ، والبحرين ، والإمارات ، والأردن . وكانت تربطه صداقة قوية مع رئيس مجلس النواب اليمني عبدالله الأحمر ، كما ارتبط بعلاقات مع شيوخ العشائر في سوريا ، والعراق ، والخليج .
امتاز بمروءته وشهامته حيث كان يقضي حوائج الناس داخل الوزارات ، والجيش ، ومؤسسات الأمن . ولم يكن عشائرياً في ذلك ، بل كان للجميع ، وحتى أبناء المحافظات الأخرى . وهناك عشرات القصص شاهدة على ذلك . وامتاز بالكرم والسخاء والتواضع ، فقد كان يرحب بأيّ إنسان يطرق بابه لأمر ما ولو كان صغير السن . يتمتع بقلب كبير وطيب استطاع أن يتسع لكل الناس .
تميز بصلته لأرحامه ، رؤوفاً ، عطوفاً عليهم ، عنيداً في مجالدة خصومه . كان له دور كبير في حل النزاعات بين العشائر ، والحوادث التي تدل على ذلك كثيرة . ففي عام 1972 حدث نزاع بين عشيرتين كبيرتين ، وقد خلّف النزاع 12 إصابة ، وتدخل محافظ دير الزور وفرع الحزب لحل النزاع ، لكنهما لم يفلحا ، فتمكن هو بفضل الله من حل النزاع وإرساء المصالحة بين العشيرتين ، ولم يحدث شقاق بينهما إلى يومنا هذا .
التقيت به شخصياً مطلع صيف عام 2006 في دمشق من خلال عدة لقاءات ، ودارت بيننا نقاشات عديدة ، في أمور مختلفة ، حيث اتضح لي جلياً مدى تواضعه الكبير ، وصفاء قلبه وشجاعته ، وكرمه . وكان صاحب ثقافة سياسية عملية ، لم يكتسبها من الكتب .. بل من خلال ممارسته العملية ونشاطاته الواسعة . ولاحظت مدى تواصله مع كافة الفئات ، وخاصة فئة الشباب ، وتوافق آراؤه مع آراء هذه الفئة ، وخاصة في الأمور التي تمس قضايا الأمة ، منها نصرة المقاومة العراقية ، والفلسطينية ، وازدراءه الكبير للشخصيات التي هجعت في كنف الاحتلال ، بتعدد أشكالها وانتماءاتها .
كان رحمه الله على فراش المرض ، مهتماً بأمور الناس ، حاملاً لهمومهم . فقد حدّث أحد الوزراء بعد وفاته أن الفقيد اتصل به قبل وفاته بيومين وكان صوته ضعيفاً جداً من أجل وظيفة لممرضة يتيمة .
انتقل إلى رحمة الله تعالى ، الساعة الثالثة فجر الخميس 3/4/2008 وشيع جثمانه بحشد جماهيري كبير من أبناء محافظة دير الزور والمحافظات الأخرى ، وشخصيات رسمية كبيرة في 4/4/2008 / عن عمر يناهز السبعين عاماً ، وله 25 ولداً ، (12 ذكور ) و ( 13 إناث ) وزوجتان .
إنا لله وإنا إليه راجعون
يتبع ............
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-29-2011 الساعة 06:57 PM
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
08-31-2008
تأبين الشيخ فيصل النجرس- ثقافي العشارة
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري