أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ

خطب أ.د. محمد سعيد رمضان البوطيعودة06/01/2012خطبة الدكتور البوطي: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }
تاريخ الخطبة
‏‏‏الجمعة‏، 12‏ صفر‏، 1433 الموافق ‏06‏/01‏/2012‏
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:
إن عقد ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى في محكم تبيانه هو الإيمان بذاته العلية، ذلك هو العقد الذي يكرره بيان الله سبحانه وتعالى ويؤكده على أسماع عباده؛ الإيمان بالله إلهاً واحداً فرداً صمداً لا شريك له، منه المبتدأ وإليه الانتهاء. ولكن الشأن في بيان الله عز وجل أن يقيِّدُ الإيمان بالصدق، يكرر ذلك ويؤكده في محكم تبيانه المنزل على رسولنا r. الشأن في بيان الله عز وجل كلما تحدث عن الإيمان أن يقيَّده بضرورة الصدق، تأملوا مثلاً في قوله سبحانه وتعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
انظروا وتدبروا في قوله عز وجل:
(وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [الزمر: 33]
تأملوا في قوله سبحانه وتعالى:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [الأحزاب: 23-24].
وتحدث البيان الإلهي عن أمم ابتلاها الله عز وجل بفتن كهذه الفتنة التي نمر بها اليوم ثم تحدث عن أثر الصدق الذي يستبين في ذلك فقال:
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 3].
أجل يا عباد الله، الصدق هو الشيء الذي نفتقده ونكاد لا نعثر عليه في عالمنا الإسلامي المترامي الأبعاد والآفاق اليوم، الصدق هو السر الكامن وراء اللسان، ما أيسر على اللسان أن يدعي الإيمان ولكن الصدق إذ يهيمن على القلوب هو الذي يقود وهو الذي يسوق وهو الذي يحقق المعجزات. لو تحقق الصدق مع الله سبحانه وتعالى لقادنا الصدق جميعاً إلى التمسك بحبل الله سبحانه وتعالى انقياداً لأمره إذ قال:
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [آل عمران: 103].
وإذاً لوجدنا أن الاعتصام بحبل الله عز وجل يقودنا إلى مشاعر الأخوة الإيمانية يسري نسيجها في أرجاء العالم الإسلامي كله، وإذا لوجدنا أن مشاعر الإخوة الإيمانية تقودنا إلى التعاون الذي أمر الله عز وجل به إذ قال:
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].
الصدق يدفع إلى التمسكِ بحبل الله، والتمسكُ بحبل الله يدفع إلى مشاعر الأخوة الإيمانية يسري نسيجها بين أفراد العالم الإسلامي أجمع، والأخوة الإيمانية تدفع بدورها إلى التعاون، وأشرح لكم التعاون بكلمة واحدة موجزة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدافع من الإشفاق والغيرة والحب.
عباد الله: إنه لمما يحز في الفؤاد وأنه لمما يرمض النفس ويبعث الأسى في المشاعر أن ننظر إلى عالمنا الإسلامي المترامي الأطراف الواسع الأرجاء الكبير في حجمه الذي يبلغ من حيث الكم العددي ما يقارب المليار ونصف المليار، ننظر إلى العالم الإسلامي هذا فنجده معرضاً أو شامتاً أو متألباً عندما يتأمل في هذه الفتنة التي نمر بها اليوم. إنه لمما يحز في الفؤاد – يا عباد الله – أن ننظر إلى العالم الإسلامي المترامي الأطراف – كما قد قلت لكم – الكبير في حجمه العددي وإمكاناته المادية والمعنوية ونبحث عن الأيدي التي تمتد إلينا للتعاون الذي أمر الله به ونبحث عن الأيدي التي ينبغي أن تمتد إلينا لإصلاح الفساد، لتقويم الاعوجاج، للأمر بالمعروف، للنهي عن المنكر، نبحث هنا وهناك فلا نعثر على ما ينتظره الحلم، لا نعثر على ما يتأمله فؤاد الإنسان المؤمن المشدود إلى إخوانه المؤمنين بمشاعر الأخوة، بمشاعر التعاون، بمشاعر الألفة، عالمنا الإسلامي هذا تجسده تلك المؤسسة المشرقة في عنوانها، المتألقة بكلمتها القرآنية، منظمة التعاون الإسلامي، ونتأمل فيما وراء هذا العنوان فلا نعثر على شيء، نتأمل فيما وراء هذا العنوان الكبير والذي تتألق فيه الكلمة القرآنية كما قلت لكم – منظمة التعاون الإسلامي – فلا نعثر على شيء. بينما ننظر وإذا بأيدٍ أخرى تمتد إلينا بالتعاون، تمتد إلينا بمشاعر الغيرة، تمتد إلينا بالإيناس، وإنها لأيدي دول وأناسٍ ليس بيننا وبينهم إلا رحم المشاعر الإنسانية فقط، ليس بيننا وبينهم وراء المشاعر الإنسانية أيُّ خيوطٍ تجمع، أيُّ علاقة تدفع إلى تعاون أو ما يشبه التعاون.
هناك في عالمنا الإسلامي الذي نحن جزء لا يتجزأ منه الإعراض أو الشماتة أو التألب مع العدو على الصديق، وهنا – حيث أناس ليس بيننا وبينهم أيُّ خيوط دينية جامعة، إن هي إلا المشاعر الإنسانية وحدها – وننظر وإذا بهم يعلنون عن غيرتهم، يعلنون عن استعدادهم للتعاون إلى أقصى الحدود، وننظر وإذا بالكلمات تترجم إلى معانٍ وسلوك. لعل في الناس من يقول: إنها مصالح هي التي تدفعهم إلى هذا التعاون، حسناً ألا يوجد في عالمنا الإسلامي مصالح مشتركة تدفعهم إلى مثل هذا التعاون؟! أمصالح العالم الإسلامي الذي تعبر عنه مؤسسة التعاون الإسلامي مصالح متناقضة مع مصالحنا الإسلامية، ونحن جزء من أمتنا الإسلامية جمعاء؟!
عباد الله: ألا يحز هذا الذي أقوله لكم في النفوس؟! إخواننا وأبناء عمومتنا معرضون، بل كثير منهم شامتون، والناس الذين ليس بيننا وبينهم إلا مشاعر الرحم الإنساني يسعون سعي اللاهث لإنجادنا وللتعاون ولتقديم كل وسائل العون المختلفة، هذا ما يحز في الفؤاد.
وإنني لأقول لهذه المنظمة التي تمثل الشخصية الاعتبارية لأمتنا الإسلامية جمعاء، أقول لهذه المؤسسة متمثلة في أمينها العام، وعهدي به أنه صادق في إيمانه وإسلامه، وعهدي به أنه ذو محددٍ إسلامي رفيع، وعهدي به أن ينحدر من أسرة إسلامية متميزة مخلصة، أقول: أين هو التعاون الذي أمر الله عز وجل به:
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].
وإنني لأقول هنا وأُسْمِعُ نفسي وأسمع كل من يُتاح له أن يسمع هذا الكلام: إنني لا أُبَرِّئ الحالة التي تمر بها سورية اليوم من الأخطاء المتعددة في النوع والمختلفة في المصدر، نعم، نحن نعاني من أخطاء كثيرة، نعاني من القتل أنواعاً وأشكالاً، نعاني من التخريب والتحريق والتفجير أشكالاً وأنواعاً، نعاني من الاعتداء على الحرمات والأموال والأعراض، نعاني من تقطيع الأوصال وتمثيل الجثث، نعاني من اعتقالات، نعاني، ما الذي نريده؟ نريد ما يريده الإسلام، نريد ما يدعونا كأسرة إيمانية إسلامية إلى ما يأمرنا به الله عز وجل:
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].
ندعو إلى هذا الذي يأمركم به رسول الله r: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً).
انصره ظالماً بردعه عن ظلمه، نعم تعالوا فاردعوا الظالم عن ظلمه أياً كان، وانصر أخاك مظلوماً بأن ترد غائلة الظلم عنه، هذا ما نطلبه وهذا ما ندعو إليه يا عباد الله. كل ما في الأمر، وأقولها لكل من يسمع هذا الكلام برشده وعقله ومشاعر إيمانه بمولاه وخالقه، كل ما أريد أن أقوله هو أنه ما ينبغي أن نتخذ من هذه الأخطاء ستاراً كثيفاً لدخان تُمَرَّرُ من ورائه أخطر وأخبث المؤامرات الصهيونية الإسرائيلية الخطيرة التي تهدف إلى تدمير هذه المنطقة كلها، وليست سوريا إلا مظهراً لعقدة التماس بالنسبة لهذه المنطقة، هذا كل ما نبتغيه، هذا ما ننتظره من مؤسسة التعاون الإسلامي، هذا ما ننتظره من كل أخٍ في أرجاء عالمنا الإسلامي، تعالوا فأصلحوا الأخطاء، وليس في الناس من هو معصومٌ من خطأ – وأنا واحدٌ ممن نبَّه إلى أخطاءٍ وأنبه – أجل، كل ما في الأمر أنه ما ينبغي أن نجعل من هذه الأخطاء كما قلت لكم ستاراً كثيفاً لدخان نمرر من ورائه المؤامرات الخبيثة التي لم تُبْتَلَ المنطقة بمثلها قبل هذا اليوم من أجل تدمير هذه المنطقة وتحويلها إلى لقيمات تستساغ ثم تعدم، هذا ما نريده.
ولكن إذا عزَّت الاستجابة نادينا والتفتنا يميناً وشمالاً نبحث عن الإخوة في الإيمان، نبحث عن الإخوة في الإسلام ولم نجد إلا إعراضاً وشروداً فإنه يغنينا عن ذلك كله أن نلتجئ إلى الله ونطرق بابه، وأنا الآن أقولها وأكرر هذا الذي أقوله، قلته في مجلس خاصٍّ وأقوله الآن علناً: تعالوا نقبل إلى الله، تعالوا نتب إلى الله، والله هو الذي يدعونا إلى ذلك قائلاً:
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].
تعالوا نتلمس أخطاءنا ونعلن أمام بارئنا أنَّا قد تبنا منها، تعالوا نصلح ما قد فسد، تعالوا نُقَوِّم ما قد اعوج، تعالوا نحاسب أنفسنا ونعلن الأوبة إلى الله عز وجل وأنا الضمين بأن الله عز وجل سيكشف الغمة وسيكشفها بإذن الله، وأنا الكفيل بأن الله سيكشف الغمة.
لئن عز النصير فحسبنا الله نصيراً، ولئن عز المجير فحسبنا الله مجيراً، ولكن اجعلوا سُلَّمَ ما بين بينكم وبين نصر الله التوبة إلى الله، الأوبة إلى الله.
أقولها للقائمين بالأمر في هذه البلدة المباركة، وأقولها لكل واحدٍ واحدٍ واحدٍ منا. هؤلاء الإخوة الذين شرفهم الله عز وجل بالإقامة فوق هذه الأرض المباركة، الشام: أيها الناس اجتباكم الله وأقامكم فوق هذه الأرض المباركة فكونوا على مستوى هذا الاجتباء، كونوا على مستوى هذا الشرف، توبوا إلى الله، عودوا إلى الله في معاملة ما بينكم وبين إخوانكم، عودوا إلى الله في علاقتكم مع الله في أسركم وبيوتاتكم، عودوا إلى الله أعطوا لكل ذي حقٍّ حقه، ولسوف تجدون الاستجابة السريعة آتية من الله ولسوف يصك نداء الله في آذاننا أو على قلوبنا: لبيكم يا عبادي، ها هو ذا النصر قادم، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فائدة في قوله تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ عبدالقادر حمود المواضيع الاسلامية 1 07-21-2018 01:24 PM
{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} محمود رضوان المواضيع الاسلامية 0 03-01-2014 12:44 AM
خطبة الدكتور البوطي: (وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) admin الصوتيات والمرئيات 1 07-09-2012 01:27 PM


الساعة الآن 04:16 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir