أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
الفتنة أشد من القتل

يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون” (البقرة: 217) .

وقعت في السنة الثانية من الهجرة حادثة نزلت فيها هذه الآية، وكانت البداية حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن جحش رضي الله عنه حين صلى العشاء فقال: “واف مع الصبح، معك سلاحك، أبعثك وجها”، يقول عبدالله: فوافيت الصبح وعليّ قوسي وسيفي وجعبتي ومعي درقتي، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بالناس، ثم انصرف، فيجدني قد سبقت واقفا عند بابه، وأجد نفرا من قريش، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيّ بن كعب، فدخل عليه، فأمره فكتب كتابا، ثم دعاني فأعطاني صحيفة من أديم خولاني وقال: “قد استعملتك على هؤلاء النفر، فامض حتى إذا سرت ليلتين فانظر كتابي هذا ثم امض لما فيه”، قلت: يا رسول الله: أي ناحية؟، قال: “اسلك النجدية تؤم ركبة” .


غنيمة وأسيران


وخرجت السرية تضم اثني عشر صحابيا من المهاجرين ليس من بينهم أحد من الأنصار، كل اثنين يعتقبان بعيرا، وكانت تلك أول راية رفعت في الإسلام، انطلق عبدالله بن جحش حتى إذا كان مسيرة يومين، فتح الكتاب، فإذا فيه: “سر باسم الله وبركاته ولا تكرهن أحداً من أصحابك على السير معك، وامض لأمري فيمن تبعك حتى تأتي بطن نخلة، فترصد عير قريش وتعلم لنا أخبارهم”، فلما نظر في الكتاب قال: سمعاً وطاعة، وقرأه على أصحابه وقال: “قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمضي إلى نخلة أرصد بها قريشاً حتى آتيه منهم بخبر”، وقد نهاني أن أستكره أحداً منكم، فمن كان يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع، فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا أجمعين: “نحن سامعون مطيعون لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولك، فسر على بركة الله”، فسار ومعه أصحابه لم يتخلف منهم أحد، وسلك على الحجاز، حتى إذا كان بمكان يقال له بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه، فتخلفا في طلبه يومين، وكان ذلك سببا في أنهما لم يشهدا الموقعة، وقدما المدينة بعدهم بأيام، ومضى عبدالله بن جحش في بقية أصحابه حتى نزل بنخلة، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش جاؤوا بها من الطائف، فلما رآهم أصحاب العير هابوهم وأنكروا أمرهم، وقد نزلوا قريباً منهم، فقال عبدالله بن جحش: إن القوم قد ذعروا منكم، فاحلقوا رأس رجل منكم فليتعرض لهم، فإذا رأوه محلوقاً أمنوا، وقالوا قوم عمار، فحلقوا رأس عكاشة بن محصن، ثم أشرف عليهم فقالوا كما توقع المسلمون، قوم عمار، لا بأس عليكم، فأمنوهم، وقيدوا ركابهم وسرحوها وصنعوا طعاما، فاشتور المسلمون في أمرهم وذلك في آخر يوم من رجب، ويقال أول يوم من شعبان، وقيل في آخر يوم من جمادى الآخرة، فشكوا في ذلك اليوم أهو من الشهر الحرام أم لا، فقالوا: والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به، وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم، فرمى واقد بن عبدالله “التميمي” عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، وكان أول قتيل من المشركين، وشد المسلمون عليهم فأسروا عثمان بن عبدالله بن المغيرة، والحكم بن كيسان، فكانا أول أسيرين في الإسلام، وحاز المسلمون العير، وعزل عبدالله بن جحش لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمس تلك الغنيمة، وقسم سائرها بين أصحابه، فكان أول خمس خمس في الإسلام، “وذلك قبل أن يفرض الخمس من المغانم”، وكانت هذه أول غنيمة، ثم سار عبدالله بن جحش بالعير والأسيرين إلى المدينة، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام”، فقالوا يا رسول الله إنا قتلنا الحضرمي ثم أمسينا فنظرنا إلى هلال رجب فلا ندري أفي رجب أصبناه أو في جمادى، فأوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا .


حرب إعلامية


وشن الكافرون حرباً إعلامية على المسلمين، وقالت قريش: “قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، شهرا يأمن فيه الخائف، فسفك فيه الدماء، وأخذ فيه الحرائب، وأسروا فيه الرجال”، وعير بذلك أهل مكة من كان بها من المسلمين، فقالوا: “يا معشر الصباة استحللتم الشهر الحرام، فقاتلتم فيه”، وتفاءلت اليهود وقالوا: “واقد، وقدت الحرب، وعمرو عمرت الحرب، والحضرمي حضرت الحرب”، فقال من يرد ذلك عليهم من المسلمين ممن كان بمكة: إنما أصابوا ما أصابوا في جمادى، وأكثر الناس في الحديث عما جرى فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم يحاجج عن المسلمين: “يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل”، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العير، فعزل منها الخمس، وقسم الباقي بين أصحاب السرية .


وبعثت إليه قريش في فداء الأسيرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا نفديكموها حتى يقدم صاحبانا يعني سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان فإنا نخشاكم عليهما، فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم”، فقدم سعد وعتبة، فأفدى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسيرين عند ذلك بأربعين أوقية عن كل أسير، فأما الحكم بن كيسان فأسلم وحسن إسلامه، وأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما عثمان بن عبدالله فلحق بمكة فمات كافرا .


حكم اللعان


“والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين” (النور: 6) .


هذه الآية الكريمة فيها فرج للأزواج، كما قال ابن كثير في تفسيره، وفيها المخرج للذين يقذف أحدهم زوجته، وتعسر عليه إقامة البينة، فجعلت له الآية مخرجا: أن يلاعنها، يحضر معها إلى القاضي، فيدعي عليها بما رماها به، فيحلفه أربع شهادات بالله، في مقابلة أربعة شهداء: “إنه لمن الصادقين”، أي: في ما رماها به من الزنى، “والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين”، فإذا قال ذلك، بانت منه بنفس هذا اللعان عند الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء، وحرمت عليه أبدا، ويعطيها مهرها، ويتوجب عليها حد الزنى، ولا يدرأ عنها العذاب إلا أن تلاعنه، وملاعنتها: “أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين”، أي: في ما رماها به، “والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين”، قالوا خصها بالغضب، لأن الغالب أن الرجل لا يتجشم فضيحة أهله ورميها بالزنى، إلا وهو صادق معذور، وهي تعلم صدقه في ما رماها به، ولهذا كانت الخامسة في حقها: أن غضب الله عليها، والمغضوب عليه هو الذي يعلم الحق، ثم يحيد عنه .


وفي كتب الحديث والتفاسير روايات متعددة حول سبب نزول هذه الآية، وفيمن نزلت فيه من الصحابة، وفيها أنه لما نزلت: “والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون” (النور: 4)، قال سيد الأنصار سعد بن عبادة: أهكذا نزلت يا رسول الله؟، لو أني رأيت مع أهلي رجلا أنتظر حتى آتي بأربعة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، قال سعد: لا، والذي بعثك بالحق لو رأيته لعاجلته بالسيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟، قالوا: يا رسول الله لا تلمه، فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا، وما طلق امرأة له قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته، وقال صلى الله عليه وسلم: إن سعدا لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير مني، فقال سعد: والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق، وأنها من الله تعالى، ولكني قد تعجبت أني لو وجدت لكاعا تفخذها رجل، لم يكن لي أن أهيجه، ولا أحركه، حتى آتي بأربعة شهداء، فوالله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته .


هلال بن أمية


ولم يمض وقت طويل حتى ابتلي المؤمنون بهذه الآية، فقد صح أن هلال بن أمية، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، وكانوا قد تغيبوا عن غزوة تبوك، رجع من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلاً، فرأى بعينه، وسمع بأذنيه، فلم يهجه، وانطلق إلى المسجد فقال: أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلاً، إن قتله، قتلتموه، وإن تكلم، جلدتموه، وإن سكت، سكت على غيظ، والله لئن أصبحت صالحاً، لأسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم .


ولما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني، وسمعت بأذني، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به، واشتد عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “البينة أو حد في ظهرك”، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا، ينطلق يلتمس البينة؟ فجعل صلى الله عليه وسلم يقول: “البينة وإلا حد في ظهرك”، فقال هلال: يا رسول الله إني قد أرى ما اشتد عليك مما جئت به، والذي بعثك بالحق إني لصادق، ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد .


ولما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر بضرب هلال بن أمية، أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الآيات: “والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين . والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين . والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين . ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم” (النور: 6 10) ولما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا، فقال هلال: قد كنت أرجو ذاك من ربي عز وجل .


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلوا إليها، فأرسلوا إليها فجاءت، فقرأها رسول الله- صلى الله عليه وسلم عليهما، وذكرهما، وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا، فقال هلال: والله يا رسول الله لقد صدقت عليها، فقالت: كذب، فقيل لهلال: اشهد، فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين، فلما كان في الخامسة، قيل له: يا هلال اتق الله، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب، فقال: والله لا يعذبني الله عليها، كما لم يجلدني عليها، فشهد في الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم قيل للمرأة: اشهدي أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، وقيل لها عند الخامسة: اتق الله، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب، فتلكأت ساعة، وهمت بالاعتراف، ثم قالت: والله لا أفضح قومي، فشهدت في الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وقضى بألا يدعى ولدها لأب، ولا يرمى ولدها، ومن رماها أو رمى ولدها، فعليه الحد .


وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الاليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء، فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لولا ما مضى من كتاب الله، لكان لي ولها شأن”، ويروى أن ولدها صار بعد ذلك أميرا على مصر، وكان يدعى لأمه، وما يدعى لأبيه .
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 02-01-2012
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الفتنة أشد من القتل

جزاكم الله خير
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرد على موريس صادق والذين أشعلوا الفتنة وأنتجوا الفيلم المسئ لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبدالقادر حمود الانشاد والشعر الاسلامي 2 09-26-2012 02:03 PM
كشف أسرار البيوت يفتح أبواب الفتنة عبدالقادر حمود القسم العام 5 04-12-2012 03:34 AM
أول من تحدث عن هذه الفتنة هو أولى الناس بالحديث عن حلها عبدالقادر حمود القسم العام 0 11-18-2011 12:40 AM
الفتنة والدجل والأدوية غير الآمنة وراء إغلاق 12 فضائية عبدالقادر حمود القسم العام 0 10-21-2010 08:21 AM


الساعة الآن 03:14 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir