نقود بلاد الشام في عهد الحكومة العربية‏

يئس العرب من تفهم العثمانية لقضاياهم المصيرية وفي طليعتها استقلالهم الإداري فعقدوا العزم على تخليص البلاد من نفوذها خصوصا بعد المجازر التي ارتكبها السفاح / جمال باشا / فقرروا إعلان الثورة العربية الكبرى التي انطلقت شرارتها الأولى في العاشر من حزيران سنة 1334 هـ 1916 م حينما أعلن / الشريف حسين / أمير مكة المكرمة الجهاد المقدس على الأتراك في عهد السلطان محمد رشاد الخامس واحتل جيشه مكة والطائف وجدة ثم المدينة المنورة 0‏

دخلت قوات الثورة العربية الكبرى مدينة / دمشق بقيادة الأمير فيصل بن الحسين في مطلع شهر تشرين الأول من سنة 1336 هـ 1918 م أيام السلطان محمد السادس / وحيد الدين فانسحب منها الجيش التركي كما انسحب من بقية المدن السورية حتى تم تحرير كافة الاراضي في منتصف تشرين الثاني من العام نفسه ثم تشكلت الحكومة العربية برئاسة الفريق / رضا باشا الركابي / وبموافقة الأمير فيصل عليها 0‏

وفي الثامن من اذار سنة 1338 هـ 1920 م نودي بالأمير فيصل ملكا على سورية وفي 25 تموز من نفس السنة احتلت القوات الفرنسية مدينة دمشق وأجبرت الملك فيصل على مغادرتها فأصبحت سورية تحت الانتداب الفرنسي واستمر الحال بها حتى الجلاء يوم 17 نيسان سنة 1946 م 0‏

نقود العهد الفيصلي :‏

بقي التعامل بالنقود العثمانية المعدنية والورقية في دمشق وسائر إرجاء سورية مستمرا بين الناس بعد خروج الأتراك منها وتشكيل الحكومة العربية عام 1918م ثم الاحتلال الفرنسي 1920 م إلى جانب العملة السورية التي أصدرتها فرنسة واستمر الحال بها حتى أواسط الثلاثينات حين اختفت نهائيا لكن الليرة الذهبية العثمانية المعروفة / بالرشادية / بقيت موجودة بين أيدي الناس إلى أيامنا رغم ان التعامل بالنقود الذهبية لم يعد قائما بصورة رسمية 0‏

واعتمدت الحكومة العربية الجنيه المصري رسميا كما سمحت بتداول النقود الذهبية الأجنبية في سورية وكذلك النقود العثمانية المعدنية لكنها منعت تداول الورقية منها غير ان تداولها بقي قائما بين الناس رغم هبوط قيمتها الشرائية ويقول د 0 عبد الرحمن العطار في رائعته / قصة النقود والمصارف في سورية / : ( وتشددت الحكومة في منع إخراج الذهب من سورية لان الاستمرار بتصديره يلحق بالثروة العامة أضرارا فادحة إذ تفقد الأموال الورقية عمادها الحقيقي 000 ولذلك أصدرت الحكومة في 12 نيسان / ابريل 1920 م قانونا أقرت فيه إيجاد نقد ذهبي وحدته الدينار السوري وجعلته مائة قرش سوري وكان وزنه 6,45161 غرامات من عيار 0,900 وكان معادلا لليرة الفرنسية الذهبية كما أوجدت إلى جانبه الليرة الفضية وهي الريال السوري أو العربي ويزن الواحد منها 25 غراما من عيار 0,800 وكان يعادل ربع الدينار أو 25 قرشا وضربت من النيكل أجزاء القرش ) 0‏

لكن هذه العملة العربية لم يتم التداول بها وأصبحت في ذمة التاريخ لان الجنرال الانكليزي / اللنبي / ومن بعده الفرنسيين حالوا دون ذلك 0‏

والدينار Dinar تسمية اصلها / دنار / وتجمع على دنانير وكان الدينار عند العرب يساوي عشرة دراهم فضية والدينار ضرب قديم من النقود الذهبية والدينار من اللاتينية / ديناريوس Denqrius / وهي قطعة نقد فضية عند الرومان ولا زالت بعض عملات اليوم تسمى بها كالدينار الأردني والدينار‏