أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > ركن بلاد الشام

ركن بلاد الشام عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي دمشق في أدب الرحالة العرب


دمشق في أدب الرحالة العرب



عرف العرب الرحلة قبل الإسلام، فمارس بعضهم الترحال في مواطنهم والبلدان المتاخمة لهم، وقاموا برحلتي الشتاء والصيف، ورحل بعضهم عن طريق السفن فوصلوا إلى الهند وأفريقيا.

ولما انتشر الإسلام واتسعت رقعة دولته، وما أن جاء القرن الثالث الهجري، حتى كانت جيوش العرب تفتح بلاد ما وراء النهر وبلاد الأندلس، فصارت إمبراطورية العرب المسلمين ممتدة من حدود الهند والصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن آسيا الوسطى وجبال القوقاز شمالاً، إلى الصحراء الأفريقية الكبرى جنوباً. ‏

ويومها لم يكن في هذه الدولة الواسعة جواز سفر ولا تأشيرة خروج من بلد لآخر، مما سهل الرحلة لمن أراد السفر في طلب العلم أو التجارة أو كليهما معاً. ‏

وكثر الرحالة العرب في العصور الأولى والوسطى، ودونوا ما شاهدوه وما سمعوه وما لاقوه في رحلاتهم بسرد سلس، ووصف رائع للأحداث.







ودخل معظم الرحالة مدينة دمشق الشام، وأقاموا بين جنباتها إما لطلب العلم أو للتجارة، وتنزهوا في غوطتها وروابيها، فجاء وصفهم لها وصف المحب المشتاق، وتحدثوا عنها حديث العاشق الولهان، وكيف لا...!؟ ودمشق مدينة السحر والعجائب. ‏

والرحالة العرب تكلموا عن دمشق عندما دونوا رحلاتهم، فجاءت نصوص كثيرة في وصفها، ولم يخل كتاب جغرافي أو أدبي أو تاريخي من الحديث عنها. ‏

وسأختار بعض النصوص للرحالة العرب في وصف دمشق: ‏

1 ـ البلدان للهمذاني: ‏

صنف ابن الفقيه الهمذاني المتوفى بعد سنة (290هـ) كتاباً سماه (البلدان) بعد أن قام برحلة طويلة، وقد وصلنا مختصر له، وفيه قسم خاص عن دمشق وفضلها والشام وتسميتها، وذكر الأحاديث الشريفة التي وردت فيها مثل: ‏

الشام صفوة الله من بلاده، وإليه يجتبي صفوته من عباده، يا أهل اليمن عليكم بالشام، فإن صفوة الله من الأرض الشام، وذكر قول ابن القرية للحجاج لما سأله عن الشام فقال: ‏

«عروس في نسوة جلوس كلهن يزفنها ويرفدنها» ‏

وذكر قول يحيي بن أكثم عن دمشق: ‏

«ليس في الأرض بقعة أنزه من ثلاث بقاع: قهندز سمرقند، وغوطة دمشق، ونهر الأبلة» ‏

ذكر بعد ذلك موقعها الجغرافي وفتحها وقول البحتري في دمشق: ‏

أما دمشق فقد أبدت محاسنها وقد وفيّ لك مطريها بما وعدا ‏

إذا أردت ملأت العين من بلد مستحسن وزمان يشبه البلدا ‏

ثم ذكر مسجدها وأبوابها. ‏

2 ـ صورة الأقاليم للبلخي: ‏

البلخي المتوفى سنة (322هـ) عالم كبير جمع بين الشريعة والفلسفة والأدب والفنون، صنف حوالي ستين مصنفاً، وأهم مصنفاته (صورة الأقاليم) وهو مصنف جغرافي كبير، وما يزال مخطوطاً لكن الباحث صلاح الدين المنجد نشر منه النص المتعلق بدمشق، ومنه قوله: ‏

«مدينة دمشق، وهي من أجمل مدن الشام، وهي في أرض واسعة بين جبال، تحف بها مياه كثيرة وأشجار وزروع متصلة، وتسمى البقعة الغوطة، ومخرج مائها من تحت كنيسة يقال لها الفيجة، وهو يسقي دمشق وبيوتها والغوطة وقراها». ‏

3 ـ المسالك والممالك للإصطخري: ‏

الإصطخري المتوفى سنة (346هـ) مصنف معروف قام بسياحة طاف فيها بلاد العرب وبعض بلاد الهند، فقد كان محباً للأسفار والرحلات، فصنف كتابه (المسالك والممالك) وزوده بالخرائط المفضلة، ولما تكلم عن دمشق وموقعها، تكلم عن مائها وغوطتها ومسجدها وطولها وعرضها، فجاء كلامه كلام العالم المتمكن من كل العلوم. ‏

4 ـ مروج الذهب للمسعودي: ‏

أما المسعودي المتوفى سنة (346هـ) فقد زار دمشق عدة مرات، ذكر ذلك في كتابه مروج الذهب، وله عدة كتب عن رحلاته، فقد تكلم عن دمشق وعمّن بناها ومسجدها وأسواقها وقصورها، وأبوابها وأوصافها وموقعها ومن حكمها إلى تاريخه، وقال: (دمشق طولها سبعون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة). ‏

5 ـ الديارات للأصبهاني: ‏

وللأصبهاني أبو الفرج المتوفى بعد سنة (362هـ) صاحب كتاب الأغاني، كتاب سماه (الديارات) وقد جمع فيه أخبار الأديرة المعروفة في عصره بالعراق والشام وفلسطين، وحشد فيه أخبار من مر بها من الخلفاء والشعراء والأمراء والظرفاء، والأديرة التي كان يرتادها بنفسه، ومما ذكره أبو الفرج، دير سمعان بدمشق قال: ‏

«هو بنواحي دمشق بالقرب من الغوطة، حوله البساتين والأنهار، وعنده دفن عمر بن عبد العزيز». ‏

وقال: «وأما دير بطرس ودير بولس فهما بظاهر دمشق، بنواحي بني حنيفة في ناحية الغوطة بين البساتين والأشجار والمياه». ‏

وقال: ‏

«وأما دير مران فهو بناحية من دمشق على تلة مشرفة على مزارع ورياض بهيجة نزهة، نزل به الرشيد واستحسنه وأعجبه إشرافه على بساتين حسنة، وقد أكل فيه من طعام قدمه له راهب الدير، بعد أن جالسه وحادثه وكذلك نزل فيه المستعصم». ‏

6 ـ أحسن التقاسيم للمقدسي: ‏

وللمقدسي المتوفى سنة (335هـ) كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) وهو شخصية عجيبة ومهمة، اعتبره المستشرق الروسي (كراتشكوفسكي) ‏

آخر عظماء المدرسة الكلاسيكية في الجغرافيا العربية، بينما يعتبره المستشرق الألماني (شبرنكر) أكبر جغرافي عرفته البشرية قاطبة، لأنه لم يسبقه شخص في اتساع أسفاره، وعمق ملاحظاته، وإخضاعه المادة التي جمعها لصياغة منظمة، فكتابه من أكثر المصنفات الجغرافية في الأدب العربي قيمة، لذلك يعد من أهم المصادر في إعطاء المعلومات الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والسياسية، فهو غني جداً، ويلمس القارئ فيه أصالة الوصف المستند إلى المشاهد الشخصية، فهو يتكلم عن دمشق بما رآه بأم عينه، وليس نقلاً عن غيره، قال: ‏

«دمشق هي مصر الشام، ودار الملك أيام بني أمية، وقصورهم وآثارهم، بنيانهم خشب وطين، أكثر أسواقها مغطاة، وهو بلد قد خرقته الأنهار، وأحدقت به الأشجار، وكثرت به الثمار، مع رخص أسعار، وثلج وأضداد، لاترى أحسن من حماماتها، ولا أعجب من فوارانها، ولا أحزم من أهلها» ‏

واستمر بعد ذلك في الحديث عن أبوابها، ووصف مسجدها، وكأنه هو الذي بناه. ‏

7 ـ نزهة المشتاق للإدريسي: ‏

زار الشريف الإدريسي المتوفى سنة (560هـ) كثيراً من الأقاليم والأماكن غير المألوفة، فصنف كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) ووصف فيه دمشق فقال: ‏

«دمشق من أجلّ بلاد الشام وأحسنها مكاناً، وأعدلها هواء، وأطيبها ثرى، وأكثرها مياها، وأغزرها فواكه، وأعمها خصباً، وأوفرها مالاً، لها جبال ومزارع تعرف بالغوطة..» ‏

وقال: «دمشق جامعة لصنوف من المحاسن وضروب من الصناعات، فديباجها يضاهي ديباج الروم» ‏

وقال عن حلوياتها: « وأما الحلاوات فيها، فمنها ما لا يوجد بغيرها، ولا يوصف كثرة وطيبا وجودة». ‏

8 ـ مقامة وصف دمشق للجلياني: ‏

ولبعد المنعم الجلياني الأندلسي المتوفى سنة( 612هـ) عدة كتب وعشرة دواوين ومقامات أدبية، منها مقامة في مدح الشام ودمشق،وهو رحالة عاصر ابن جبير، قال: ‏

«وإن مدينة جلّق لمن أبدع ماخلق،جلل ظاهرها الزاهران الخصب والإيناس، وتخلل باطنها الطاهران الذكر وباناس، يطرد بالتنظيف أدرانها، ويبرد في المصيف بحرانها، ويسري عروقاً في أعضائها نابضة،كأن القنوات في أزقتها أفواه تمج فضل ريقتها» ‏

ووصف الغوطة وجمالها وزهرها، ومائها وفاكهتها،بحديث جذاب طويل،وهذا مايسمى بالجغرافيا الأدبية، وله قصيدة يمدح فيها دمشق والربوة والغوطة، وقد ذكرها محمد كرد علي في كتابه غوطة دمشق مطلعها: ‏

وليلة الربوة الشماء معلمة حتى الصباح بروح الذكرنحييها ‏

مأوى ابن مريم في مسرى سياحتها قد بوركت بمعانيه مغانيها ‏

6 ـ الرّحالة ابن جبير: ‏

أما ابن جبير الأندلسي المتوفى سنة (614هـ)فقد قام بثلاث رحلات إلى الشرق، ولما دخل دُهش بازدهارها العلمي،وجاء وصفه لها آية في الحُسن، ومما قاله: «دمشق جنة المشرق، ومطلع حسنه المؤنق المشرق،وعروس تحلت بأزاهير الرياحين، وتجلت في حلل سندسية من البساتين، وتشرفت بأن آوى الله المسيح وأمه إلى ربوة ذات قرار ومعين، ظل ظليل وماء سلسبيل» ‏

وقال: « إن كانت الجنة في الأرض فدمشق لا شك فيها،وإن كانت في السماء فهي بحيث تسامتها وتحاذيها...» ‏

ثم وصف مسجدها بوصف دقيق عجيب، أنه صعد للقبة ووصف داخلها. ‏

10 ـ نخبة الدهر لشيخ الربوة: ‏

وشيخ الربوة الدمشقي المتوفى سنة( 727هـ) ألف كتابه الشهير ( نخبة الدهر في عجائب البر والبحر) الذي ضم معلومات نفتقدها في باقي المؤلفات، لاسيما ما يتعلق بالشام وفلسطين، فيعتبر كتابه مصدراً أساسيا لجغرافية وتاريخ الشام، ووصف دمشق وضواحيها وأنهارها ومسجدها، ومما ذكره عن دمشق: « دمشق مقسومة ثلاث قسمات: قسم بثوث العمارة في غوطتها لو جمع لكان مدينة عظيمة ما بين جواسق وقصور، وقاعات واسطبلات وطواحين وحمامات، وأسواق ومدارس وترب وجوامع، ومساجد ومشاهد، غير القرى والضياع الأمهات» ‏

وهذا الذي ذكره لم يذكره غيره. ‏

«والقسم الثاني: تحت الأرض منها مدينة أخرى من متصرفات المياه والقنيّ، وجداول ومسارب ومخازن، وكلها تحت الأرض. ‏

والقسم الثالث: مسوّرها وما فيه وحوله من المعمور.» ‏

وتميز بوصفه الدقيق لصناعة تقطير الورد المعروف عن الدماشقة، فذكر حقول الورد الدمشقي، ومراحل التقطير كلها من قطف الزهور، على حمل العطر المستخرج منه، إلى سائر البلاد كالحجاز والهند والصين. ‏

وأخيراً إن ما ذكرته عن دمشق ووصفها في أدب الرحالة ما هو إلا نزر يسير، فلو جُمع ما ذكر في كتب الرحالة عن دمشق لبلغ المجلدات الكبار،ولكن ألمحت بإشارة إلى قيمة هذا الأدب الذي عرفه الأدب العربي في القرن الثالث الهجري، ولعلنا بذلك نوفّي دمشق بعض حقها علينا. ‏

__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتح دمشق عبدالقادر حمود ركن التاريخ 0 03-23-2010 06:12 PM
عيد دمشق عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 1 09-21-2009 07:47 AM
القدس في عيون الرحالة.. عرباً وأجانب الرشيد ركن بلاد الشام 1 05-20-2009 03:32 PM
سبل دمشق عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 3 02-22-2009 02:53 PM
من بركات دمشق عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 12 01-16-2009 11:29 AM


الساعة الآن 02:50 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir