أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           

كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله هذا الركن يختص بعرض كتب سيدي فضيلة الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله ونفعنا به وبعلومه وبركاته

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-26-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 96 } من الأخلاق المحمدية مناصرة الصادق ، ولو كان ضعيفاً وفقيراً ، والدافع لهذه المناصرة والدعم للصادق موجود في قلب كل مؤمن ، ما لم يفسد الإيمان .

{ 97 } الصدق إذا دخل عليه شائبة تشوب الإخلاص ، من عجب وغرور ، وحب ظهور ، وتعالٍ على الخلق ، فإنه يذهب به ، وبمقدار ذهاب الصدق يضعف الإيمان ، لأن صاحب الإيمان القوي لا يترك الصدق بحال من الأحوال ، فهو لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا يخشى أحداً إلا الله ، والله أحق أن يخشاه ، كيف يترك الصدق خشية من الناس ؟ ولا يترك الكذب خشية من الله ؟
صاحب الصدق لا يلتفت إلى أحد من المخلوقين ، ولا يلتفت إلى أي حظ من الحظوظ الدنيوية والأخروية ، ولا يهمه حديث

ـــــــــــــــــــ
85 ـــــــــــــــــــــــــــــ
الناس مهما قالوا عنه ، ولو قالوا جميعاً عنه كاذب فإن قولهم لا ينقص من صدقه ذرة واحدة ، كما لو أن الناس جميعاً قالوا عن فلان إنه صادق وهو كاذب ، فإنهم لا يجعلون فيه ذرة واحدة من الصدق ، الصادق من كان صادقاً عند الله والكاذب من كان كاذباً عند الله قال تعالى
: { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ} سورة الاحزاب / 8

هذا الصادق الذي خرج عن كل حظوظه الدنيوية والأخروية هو الذي ينفعه الله بصدقه يوم القيامة ، لقوله تعالى
: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة المائدة / 119

عندما خرجوا من حظوظهم نالوا جنات عدن ، وتُوجوا بعد ذلك برضا الله عزوجل عنهم بموافقَتهم لمولاهم ، ورضوا عن الله عزوجل بما حباهم من نعم ، وأكرمهم بالنظر إلى وجهه الكريم حيث قال تعالى
: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
} سورة القيامة / 23

وإن لم يكن الصادقون ـــ الذين خرجوا عن جميع حظوظهم ــــ أصحابَ هذا المقام ، فمن هم أهل هذا المقام ؟ جعلنا الله تعالى منهم
. آمين .
{ 98 } المؤمن الصادق الذي خرج من جميع حظوظه يكرمه

ـــــــــــــــــــــــ ص 86 ــــــــــــــــــــــــــــــ
الله عزوجل بملكة دينية ، وبها تصبح فراسته قوية ، فيفرق بفراسته بين الموافق والمخالف ، لأن ظاهر الناس يدل على باطنهم وفي الحديث الشريف : ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) رواه الطبراني والترمذي
ولا يمكن أن ينظر بنور الله إلا إذا صفت سريرته ، ومن صفت سريرته جرى الصدق على لسانه بدون تكلف
. هذا الصادق لا يغتر بمدح المادحين ، ولا يتأثر بذم الذّامّين ، لأن كل شئ مع الله مفقود ، سواء كان مدحاً أم ذماً . والله عزوجل أعلم بأحوال عباده .
{ 99 } المؤمن الصادق لا يأمن على نفسه من أن تدخل عليه شائبة تشوب الإشخاص ، فهو على حذر وخوف ، وكلما كملت شخصيته كلما عظم خوفه من الله ، وخشي على نفسه أن يحبط عمله من حيث لايدري ، لذلك كان سيدنا عمر رضي الله عنه ، يسأل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يا حذيفة : أسألك بالله هل تجد لي اسماً مع أسماء المنافقين ؟ إذا كان حال الفاروق رضي الله عنه هكذا ، فكيف يجب أن يكون حالنا ؟ كأن الواحد منا أخذ الضمان لنفسه من ربه بأنه من أهل الصدق والاستقامة والله تعالى يقول : { فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } سورة الاعراف /99
ــــــــــــــــــــــ ص 87 ــــــــــــــــــــــــ
{ 100 } الصدق صفة كسبية وليست وهبية ، لأنه داخل في دائرة التكليف حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ) رواه البخاري ومسلم
والله تعالى أمر المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين حتى يكتسبوا هذه الصفة منهم فقال
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } سورة التوبة 119

ولما كان الصدق كسبياً ، وبإرادة المؤمن ، أمر الله به عباده ، وبالكينونة مع أهله ، ووعدهم بالجنة وبرضاه عليهم حيث قال تعالى
: { قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }سورة المائدة / 119
{101 } رأس كل العبادات الإخلاص ، والبناء على الصحيح صحيح ، والبناء على الفاسد فاسد ، والإخلاص محله القلب ، فلابد من تفتيش القلب عن إرادته كلها ، فإن وجد فيه خلاف الإخلاص وجب رميه ، لأن العبد قد يقوم بالعبادات وتكون في شبحها موافقة للشرع . ونحن نقول : صلى وصام
ـــــــــــــــــــــ ص
88 ـــــــــــــــــــــــــ
وذكر وأمر ونهى
.... ولكن إذا فقد منها الإخلاص فلا قيمة لها ، وبالتالي لاتقوى جنود القلب على النفس ، وجنود النفس تفسد الأعمال الصالحة ، فلابد من الإخلاص في كل العبادات ، وبعد ذلك نستغفر ونتضرع إلى الله عزوجل في أن يقبل منا تلك الأعمال وألا يضرب بها وجوهنا إنه المستعان .
{ 102 } صاحب العلم ينظر إلى الأعلى وصاحب الإخلاص ينظر إلى الأسفل أي ينظر إلى أصله ، وأصله العدم ، والمخلص بإخلاصه يصل إلى العلم ، وصاحب العلم ينزل إلى الأسفل إذا لم يقترن عمله وعلمه بالإخلاص . فمن وقف على هذه الحقيقة خرج عن البين وعندها يرفع إلى أعلى عليين ، وإلا فقد ينزل إلى أسفل السافلين بسبب غروره بما آتاه الله من النعم وحجُب بها عن المنعم . فالإنسان لا يكبر وتعظم مكانته إلا بالقرآن الكريم وباتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا تمسك بالكتاب ظاهراً وباطناً واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه كان محبوباً عند الله عزوجل ، وعندها يُلقى له القبولُ بين المؤمنين ، فيجب علينا أن لا نعطي الإنسان فوق طاقته ولا فوق قامته لأن ذلك يوقعه في الغرور .
{ 103 } من كان من أهل الدنيا وكان مخلصاً لها فإنه لا يفرط فيها ، والدنيا كلها لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، فوجب على أهل الدين الإخلاصُ لدينهم وأن لا يفرطوا فيه ، والغيرة
ـــــــــــــــــــ ص
89 ــــــــــــــــــــ
على أولياء الله من الدين ، ووالله غيرتي على أولياء الله تعالى كغيرتي على ديني وإيماني
.

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 06-11-2013 01:41 PM
المنازل البهية في الوصايا الشاذلية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 09-05-2012 07:15 AM
من الوصايا الموجهة للنساء عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-02-2011 01:55 PM
الدرر في احصار المغازي والسير ل يوسف بن عبد البر النمري أشعري مالكي المكتبة الاسلامية 0 05-05-2010 10:48 PM
جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 17 01-27-2010 10:27 PM


الساعة الآن 02:18 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir