أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت           

إضافة رد
قديم 04-16-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
3 سورة الفاتحة

سورة الفاتحة


يطيب لي أن أقدم لقرائي الأعزاء اعتباراً من هذا العدد أسلوباً جديداً في تسليط الضوء على البلاغة القرآنية يعتمد على طرح تساؤلات وتقديم إجابات عنها، مع مراعاة أن تكون الإجابة مباشرة وميسّرة من دون تعقيد .


السؤال: لماذا عدل الكلام من الغيبة في قوله سبحانه “الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم” إلى الخطاب في قوله سبحانه: “إياك نعبد وإياك نستعين” حيث كان مقتضى الظاهر أن يقال: “إياه نعبد وإياه نستعين؟” .

والجواب: سر العدول هو أن الحمد من دون العبادة فإننا نقول: نحمد فيه هذا الأمر، ولا نقول: نعبده، فلما كان الأمر كذلك استعمل لفظ (الحمد) مع الغيبة فقال: “الحمد لله” ولم يقل: الحمد لك، ولما صار إلى العبادة التي هي أقصى الطاعات قال: “إياك نعبد” تصريحاً بها، وإعلاناً وتقرباً منه سبحانه ولتعظيم شأنه تعالى . والله أعلم بمراده .


“اهدنا الصراط المستقيم”


السؤال: ما علة العدول عن الخطاب في قوله تعالى: “اهدنا الصراط المستقيم” إلى الغيبة في قوله تعالى: “غير المغضوب عليهم ولا الضالين”؟


الجواب: بلاغة الالتفات هنا بالإسناد إلى ضمير المتكلم في قوله “الذين أنعمت عليهم” عند الحديث عن المنعم عليهم تشريفاً لهم، ولقدر النعمة عليهم، ولقدر الصراط الذين هُدوا إليه؟ لذا طال الحديث عنهم . وعدل عن الخطاب إلى الغيبة عند ذكر المغضوب عليهم وذلك حطّاً من شأنهم، وتحقيراً لهم، وتنفيراً منهم، كما يتضح من إيجاز الموصول الحرفي (ال) في (المغضوب) وصلته، والاكتفاء بنائب الفاعل عنه، وهو الضمير المستتر في المغضوب بدلاً من “الذين غضبت عليهم” . والله أعلم بمراده .


السؤال: لماذا قدمت العبادة على الاستعانة في قوله تعالى “إياك نعبد وإياك نستعين” على الرغم من أن الاستعانة مُقَدمة، فالعبد يستعين بالله أولاً قبل الشروع في العبادة فيعينه الله عليها؟


والجواب من وجهين:


الأول: إن المراد بهذه العبادة التوحيد، كما قال عكرمة: (جميع ما ذكر في القرآن من العبادة فالمراد به التوحيد)، والتوحيد مقدم بدهياً على الاستعانة على أداء سائر العبادات، فإن من لم يكن مُوَحداً لا يطلب الإعانة على أداء العبادات .


الثاني: إن الواو لا تدل على الترتيب .


السؤال: ما فائدة دخول (لا) في قوله تعالى: “ولا الضالين” . ولو قيل: “غير المغضوب عليهم والضالين” لكان كافياً في الدلالة على المراد؟


الجواب: الغرض من ذِكْر (لا) في قوله تعالى “ولا الضالين” إنما هو لتأكيد النفي الذي دل عليه لفظ (غير) . والله أعلم .


“الرحمن الرحيم”


السؤال: لماذا قُدم وصف الرحمن على الرحيم في قوله تعالى “الرحمن الرحيم” خلافاً لعادة العرب في صفات المدح في الترقي من الأدنى إلى الأعلى؟


والجواب: يستحسن أولاً أن نبيّن معنى كل من الوضعين، فالرحمة في الرحمن عامة تشمل المؤمن وغير المؤمن، البار والفاجر، أما الرحمة في الرحيم فهي خاصة بالمؤمنين، (فمعنى الرحمن المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها التي يقصر عنها كل من سواه، والعاطف على جميع خلقه بالرزق لهم لا يزيد في رزق التقي بتقواه، ولا ينقص من رزق الفاجر بفجوره . والرحيم: هو الرفيق للمؤمنين خاصة يستر عليهم ذنوبهم في العاجل، ويرحمهم في الآجل) .


ونعود للإجابة عن التساؤل فنقول:


أولاً: لا يوجد إجماع على أن وصف الرحمن أبلغ من وصف الرحيم، بل هناك من يرى أن الرحيم أبلغ من الرحمن، وعليه فلا يرد السؤال، لانتفاء الترقي .


ثانياً: قيل: إنهما بمعنى واحد كنديم وندمان، قاله الجوهري .


ثالثاً: إن كلا الوصفين يدل على كمال رحمة الله تعالى، وأن جهة المبالغة فيهما مختلفة، لذلك جمع بينهما، (فمبالغة فعلان من حيث الامتلاء والغلبة) ومبالغة فعيل من حيث التكرار والوقوع بمحال الرحمة) .


كما أن وصفه سبحانه وتعالى بالوصفين الرحمن والرحيم يستغرق كل معاني الرحمة وحالاتها .


رابعاً: إن ترادف الصفتين إنما هو من باب التتميم، لأنه سبحان لما قال (الرحمن) تناول جلائل النعم وعظائمها من دون لطائفها ورقائقها، وأردف بالرحيم كالتتمة تنبيها على أن كل صنوف النعم منه سبحانه وتعالى، وأن عنايته شاملة لذوات الوجود كيلا يُتوهم أن رقائق النعم لا تليق بذاته فلا تطلب منه .


خامساً: إن المراد من الرحمن الكثير الرحمة، وهذا ما دلت عليه المبالغة في الوصف (فعلان)، والمراد من الرحيم الدائم الرحمة، وهذا مدلول الصفة المشبهة (فعيل) الدالة على الدوام، لذا فإن في الجمع بين الوصفين إشارة إلى تكاملهما وتتميمهما للمعنى .


سادساً: قيل: الرحمن أمدح، والرحيم ألطف .


تلك بعض وجوه الإجابة عن السؤال السابق، وإليك بعض الفوائد: إن الألف واللام في (الرحمن) للغلبة، وان الوصف إذا جاء مقترناً بأل فلا يطلق إلا على الله تعالى، فالرحمن وصف للذات العلية أو اسم له كلفظ الجلالة، وفيه إشعار بالألوهية، واستحقاق العبادة .


أما وصف (الرحيم) فهو وصف لله تعالى يتعلق برحمته بالعباد المكلفين المخاطبين بشريعته، ولذلك يقترن كثيراً بالتوبة والمغفرة .


وجاء وَصف الرحمن منفرداً في ستين موضعاً في كتاب الله كما في قوله تعالى: “قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن” (الإسراء 110) وقوله تعالى: “يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا” (مريم 85) وقوله: “وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم . .” (الزخرف 20) وقوله: “الرحمن علّم القرآن” (الرحمن 21) .

وذكر وصف (الرحيم) منفرداً عن الرحمن في أكثر من مائة وثلاثين آية، ويلحظ أنها جاء مضافة إلى رحمته سبحانه وتعالى بالعباد نحو قوله تعالى: “فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم” (البقرة 192) .

وقوله: “إن الله بالناس لرؤوف رحيم” (الحج) .

وجاء الوصفان (الرحمن الرحيم) مجتمعين في البسملة، كما اجتمعا في آية سورة النمل “إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم” (النمل 30) .

وفي قوله تعالى: “تنزيل من الرحمن الرحيم” (فصلت 2) .

وفي قوله تعالى: “هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم” (الحشر 22) .


الحمد والمدح والشكر


السؤال: ما الفرق بين الحمد والمدح والشكر؟


الجواب: الحمد الثناء على الجميل من نعمة أو غيرها باللسان وحده .


والمدح: الثناء على الصفات الذاتية والشخصية الطيبة .


والشكر: الثناء على النعمة خاصة، وهو بالقلب واللسان والجوارح .


السؤال: لماذا قدّم الحمد في قوله “الحمد لله” على اسمه العَلَم سبحانه وهو لفظ الجلالة؟ أفلم يكن من الأولى أن يقدّم اسم الله تعالى ليقع الاهتمام عليه بدلاً من وقوعه على الحمد لتقدمه؟


الجواب: قُدّم الحمد في الفاتحة، وأخر لفظ الجلالة، لمناسبته للمقام، لأن المقام في السورة مقام الحمد، إذ هو ابتدأ أولى النعم بالحمد وهي نعمة تنزيل الكتاب الذي فيه نجاح الدارين، فتلك المنة من أكبر ما يحمد الله عليه من جلائل صفات الكمال، فكان المقام مقام الحمد لا محالة، فلذلك قدم وأزيل عنه ما يؤذن بتأخره لمنافاته الاهتمام .


السؤال: لماذا أوثر لفظ “الحمد” في قوله “الحمد لله” على غيره من ألفاظ الثناء؟


الجواب: أوثر لفظ “الحمد” على غيره من ألفاظ الثناء كالمدح والشكر والتسبيح، لأنه إجمالاً أعم هذه الألفاظ وأشملها وأجمعها دلالة على الثناء، بيان ذلك تفصيلاً: أن الحمد إظهار لصفات الكمال ويشترط صدوره عن علم لا ظن، وأن تكون الصفات المحمودة صفات كمال . والمدح قد يكون عن ظن وبصفة مستحسة وإن كان فيها نقص . والحمد فيه من التعظيم والفخامة ما ليس في المدح، وهو أكثر إطلاقاً على الله تعالى .

والحمد إخبار عن محاسن المحمود مصحوباً بالمحبة والإجلال، والمدح إخبار عن المحاسن ولا يشترط فيه أن يكون مع المحبة والإجلال .

والحمد مأمور به في كل الأحوال في السراء والضراء، والفقر والغنى والصحة والسقم . . إلخ، والمدح ليس كذلك كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: “احثوا في وجوه المداحين التراب” .

ولم يقل: الشكر لله، لأنه لو قيل ذلك لكان فيه دلالة على أن الثناء بسبب إنعام وصل منه سبحانه إلى ذلك القائل، والحمد لله ليس كذلك لأنه لا يشترط وصول الإنعام .

كما أن الشكر يكون على الإعطاء وهو متناه وله حدّ، والحمد يكون على المنع وهو غير متناه . ولم يأت بلفظ التسبيح في ذلك المقام مع أنه مقدم على التحميد، لأن التسبيح متضمن في التحميد من دون العكس، فكل تسبيح حمد، وليس كل حمد تسبيح، لأن التسبيح تنزيه لله تعالى في ذاته وصفاته عن النقائص . والحمد يشير إلى كونه سبحانه محسناً إلى عباده، ولا يكون محسناً إلا إذا كان عالماً قادراً غنياً ليعلم مواقع الحاجات فيقدر على تحصيل ما يحتاجون إليه، ولا تشغله حاجة نفسه عن حاجة غيره .

الخلاصة إذن: أن الحمد، كما رأيت من خلال التفصيل، أشهر أنواع الثناء وأكملها وأجمعها وأشملها . . والله أعلم بمراده .


السؤال: ما سر ترتيب الصفات في قوله تعالى: “رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد . . . .”؟


الجواب: جاء الترتيب القرآني في غاية الفصاحة والتناسق، لأن صفة الربوبية يناسبها ملكه يوم القيامة (مالك يوم الدين) وصفة الرحمة تلازمها صفة العبادة .


وفي وصفه، سبحانه وتعالى، بأنه رب العالمين، ثم التعقيب بوصفه ب”الرحمن الرحيم”، دلالة على عظم رحمته سبحانه وشمولها، ثم وصفه بأنه “مالك يوم الدين” إشارة إلى مطلق قيومته وتصرفه في مخلوقاته يوم القيامة . ولعلك تلحظ الارتقاء في الوصف، فالوصف ب”مالك يوم الدين” أعظم مما قبله للسبب الذي ذكرناه . . والله أعلم .


السؤال: ما فائدة الإضافة وتخصيصها في قوله تعالى “مالك يوم الدين” والله تعالى مالك الأزمنة كلها والأمكنة والحال فيها؟


الجواب: للتنبيه على هول يوم القيامة بما يقع فيه من أحداث جسام، وأهوال عظام يشيب منها الولدان، وتضع فيه كل “ذات حمل حملها”، أو للإشارة إلى الملك المطلق لله تعالى في ذلكم اليوم، لأنه يوم يرجع فيه إلى الله تعالى جميع ما ملكه لعباده في الدنيا، ويزول فيه ملك كل ملك، كما قال سبحانه: “لمن الملك اليوم لله الواحد القهار” (غافر: 16)، وقوله تعالى: “ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة” (الأنعام: 94) .


السؤال: ما وجه طلب الهداية إلى الطريق المستقيم، أي الى الإسلام، للمؤمنين في قوله تعالى: “اهدنا الصراط المستقيم” وهم مهتدون إلى ذلك؟


الجواب: المقصود الثبات على طريق الهداية، الإسلام، والمعنى: ثبّتنا وأدمنا على الإسلام، خوفاً من سوء الخاتمة . أو معناه: طلب زيادة الهدى بدليل قوله تعالى: “والذين اهتدوا زدناهم هدى” (محمد: 17) وقوله تعالى: “ويزيد الله الذين اهتدوا هدى” (مريم: 76) . . والله أعلم.

د . عادل أحمد الرويني
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-27-2010
  #2
ابو ريهام
محب فعال
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 66
معدل تقييم المستوى: 16
ابو ريهام is on a distinguished road
افتراضي




الخلاصة إذن: أن الحمد، كما رأيت من خلال التفصيل، أشهر أنواع الثناء وأكملها وأجمعها وأشملها . . والله أعلم بمراده .
__________________
ابو ريهام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-02-2010
  #3
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي

هلا وغلا ابو ريهام
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير الذكر الحكيم: (سورة الفاتحة) عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 1 05-19-2013 06:13 PM
الفاتحة لرسول الله وآله الناظورى المواضيع الاسلامية 1 02-24-2013 09:19 PM
وقفات مع سورة الفاتحة نوح المواضيع الاسلامية 1 11-12-2010 06:25 AM
هل يجوز قراءة سورة الفاتحة على القبر عبدالقادر حمود الرد على شبهات المخالفين 9 05-30-2010 05:05 PM
سورة الفاتحة الـــــفراتي المواضيع الاسلامية 4 01-26-2009 09:13 AM


الساعة الآن 12:16 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir