أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-21-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي لا تكرهوا الفتن .....فإن فيها حصاد المنافقين

لا تكرهوا الفتن .....فإن فيها حصاد المنافقين

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسند ضعيف أنه قال: ( لا تكرهوا الفتن فإن فيها حصاد المنافقين) ،
ومعنى هذا الكلام النبوي أن المسلمين عندما يكونوا في أمن وطمأنينة وعندما تكون الفتن بعيدة عنهم ينبغي أن يستعيذوا بالله منها كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا وقعت الفتنة فليعلم المسلم أن لله عز وجل في ذلك حكمة وأنها في الظاهر فتنة وابتلاء ولكنها في الباطن منحة ونعمة من النعم الخفية، هذه النعمة الخفية يشير إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إذ يقول: فإن فيها حصاد المنافقين، أي إن المنافقين عندما يكونون في ظلٍّ من الأمن والطمأنينة ورغد العيش فإن نفاقهم يختفي ولا يستبين لأنهم لا يُكلَّفون بمغرمٍ إسلامي يدفعونه وإنما هي المغانم يقتطفونها مع إخوانهم المسلمين الصادقين ، ولكن إذا انتابت المجتمعَ الإسلامي هِزَّةٌ وتسرب إليها زلزالُ فتنة فعندئذٍ يختفي غطاء النفاق ويتجلى ما هو مستكن في القلوب ، فهذا هو المعنى الذي أراده المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: فإن فيها حصاد المنافقين.
قلتُ لكم إن الحديث مرويٌّ بطرق ضعيفة ولكن بيان الله عز وجل في محكم تبيانه يدعم هذا الحديث ويقويه،هنالك آيات كثيرة يبين الله سبحانه وتعالى فيها الحكمة من الفتن التي يبعثها بين الحين والآخر في حياة المجتمعات الإسلامية، إنه يقول مثلاً: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ) [آل عمران: من الآية166-167]، لاحظوا كيف أن البيان الإلهي يوضح لنا الحكمة من الابتلاء أو الفتنة التي أصابت المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، ما الحكمة؟ أجاب البيان الإلهي عن ذلك ( وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ) أي ليستبين علم الله الخفي السابق حقيقة ساطعة واضحة للناس جميعاً، وتأملوا في قوله عز وجل: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) [آل عمران: من الآية179}، وتأملوا في قوله عز وجل: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا) [آل عمران: من الآية120] وانظروا إلى قوله سبحانه وتعالى: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ، وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 138-141].
أرأيتم كيف أن البيان الإلهي جاء تبياناً لسنة من سُنَنِ الله في الكون عبَّرَ عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تكرهوا الفتن، أي بعد وقوعها، فإن فيها حصادَ المنافقين. وإنكم لترون مصداق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بل مصداق كلام الله سبحانه وتعالى في الآيات التي تلوتُها على مسامعكم في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به أمتنا الإسلامية.
عبادَ الله ما رأيت مظهراً من مظاهر النفاق تفوح رائحته النتنة كالمظهر التالي؛ عندما يستعلن الذين يبينون للناس مظاهر إسلامهم ويمضغون شعاراته وكلماته في كل مناسبة عندما يجدون عدواً لله ولرسوله ولعباد الله المؤمنين قد استشرى طغيانه واتجه بالطغيان الذي يشبه هذا الطغيانَ الهمجي الذي نراه اليوم يكون موقفهم هو الانحياز إلى العدو، يكون موقفهم دعم هذا العدو إن بالكلام وإن بالفعل وإن بالسكوت، والساكت على ظلم الظالم إنما يعتبر سكوته لوناً من أخطر ألوان الدعم له.
ما رأيت نفاقاً تبرز حقيقته وتنتشر رائحته كالنفاق الذي تظهر دلائله في هذا الأمر، إنها مخالفة حادة لأمر الله سبحانه وتعالى القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) [الممتحنة: من الآية1]، وقد تلوت عليكم آيات كثيرة كلها تحذير للمسلمين الصادقين من أن يعرضوا عن الانتصار لإخوانهم المسلمين ثم يتجهوا بالانتصار إن باللسان أو باليد أو بالصمت لأعداء الله سبحانه وتعالى وأعداء عباده المسلمين، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما رواه الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن عباس: ( من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً فقد برئت منه ذمةُ الله ورسوله) ، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم المعنى ذاتَه بألفاظ أخرى في حديث آخر ( من أعان ظالماً سُلِّطَ عليه).
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتنة طائفية في الشام عبدالقادر حمود ركن التاريخ 1 07-15-2018 10:03 AM
كثرت الفتن في هذا الزمان محمد الميانى المواضيع الاسلامية 0 12-01-2014 02:15 AM
موقف المسلم أيام الفتن حمامة المدينة المواضيع الاسلامية 2 03-22-2013 07:28 PM
"إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار” نوح المواضيع الاسلامية 2 04-06-2009 04:43 PM
من حصاد زيارة الثلاثاء 11/11/2008 ابوعبدالله رسائل ووصايا في التزكية 6 11-15-2008 04:06 PM


الساعة الآن 05:35 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir