أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي "لا يدخل الجنة نمّام"

(لا يدخل الجنة نمام) متفق عليه وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال (إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله) متفق عليه.

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس” (رواه مسلم) العَضه: بفتح العين المهملة وإسكان الضاد المعجمة وبالهاء على وزن الوجه وروي العضه بكسر العين وفتح الضاد المعجمة على وزن العدة وهي الكذب والبهتان وعلى الرواية الأولى العضه مصدر يقال عضهه، عضهها: أي رماه بالعضه

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت” وفي هذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنّه لا ينبغي أن يتكلم الشخص إلاّ إذا كان الكلام خيرا، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم.

وصية لقمان

قال لقمان لابنه: “يا بني أوصيك بخلال إن تمسكت بهن لم تزل سيدا: ابسط خلقك للقريب والبعيد، وأمسك جهلك عن الكريم، واحفظ إخوانك، وصل أقاربك وآمنهم من قبول قول ساع أو سماع باغ يريد فسادك ويروم خداعك، وليكن إخوانك من إذا فارقتهم وفارقوك لم تعبهم ولم يعيبوك”. وقال بعضهم: “النميمة مبنية على الكذب والحسد والنفاق وهي أثافي الذل”.

ولو صح ما نقله النمام إليك لكان هو المجترئ بالشتم عليك، والمنقول عنه أولى بحلمك لأنّه لم يقابلك بشتمك. كان سليمان بن عبدالملك جالسا وعنده الزهري فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنّك وقعت فيَّ وقلت كذا وكذا، فقال الرجل: ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان: إنّ الذي أخبرني صادق. فقال له الزهري: لا يكون النمام صادقا. فقال سليمان: صدقت قم، ثم قال للرجل: اذهب بسلام.

وفي ذلك يقول الشاعر:

من نمّ في النّاس لم تؤمن عقاربه

على الصديق ولم تؤمن أفاعيه

كالسيل بالليل لا يدري به أحد

من أين جاء ولا من أين يأتيه

الويل للعهد منه، كيف ينقضه؟

والويل للود منه، كيف ينعيه؟

ورويَ عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه أنَّ رجلاً أتاه يسعى بِرَجُل، فقال: علي (يا هذا، نحن نسأل عمَّا قلت، فإن كنت صادقاً مقتناك، وإن كنت كاذباً عاقبناك، فإن شئت أن نقيلك أقلناك).

وجاء في العهد القديم أَنَّه أصاب بني إسرائيل قحط، فاستسقى موسى عليه السلام مرات فما أجيب، فأوحى الله تعالى اليه : إنّي لا أستجيب لك ولمن معك وفيكم نمَّام قد أصرَّ على النميمة. فقال موسى: ياربِّ من هو حتى نخرجه من بيننا؟ فقال: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمّاماً، فتابوا بأجمعهم، فسقوا (أي سقاهم غيث السماء)

وقال رجلٌ لأحد الصالحين: إنّ فلاناً يقول فيك ويقول. فقال له: (والله ما حفظت حق أخيك، إذ خنته وقد استأمنك، ولا حفظت حرمتنا إذ سَمَّعتنا مالم يكن لنا حاجة بسماعه، أما علمت أنَّ نَقَلَةَ النميمة هم كلاب النار؟ قل لأخيك: انّ الموت يعمّنا، والقبر يضمّنا، والقيامة موعدنا، والله يحكم بيننا).

وقال الحسن البصري رحمه الله (يُحشَرُ العبد يوم القيامة وما ندا دماً، فيدفع اليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان. فيقول: ياربّ، انَّك لتعلم أنَّك قبضتني وما سفكت دماً. فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا، فرويتها عليه فنقلت حتى صارت الى فلان الجبَّار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه).

الموقف من النمّام

ذكر العلماء جملة من التدابير التي ينبغي الالتزام بها عند مواجهة النمَّام للحدّ من خَطرهِ، وللخروج من تلك المواجهة بموقفٍ يضمن الأجر والسلامة من الإثم، ومنها عدم تصديقه في ما يقول، لأنه فاسق، وقد قال تعالى: (يا أيّها اَّلذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُم فاسِقٌ بِنَبأ فَتَبَينُوا أن تُصيبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلى مَا فَعلتُم نَادِمين) (سورة الحجرات الآية 6)

ثم نهيه عن فعله وردعه عند الإمكان، لأنه منكر وينبغي النهي عنه، قال تعالى (وَأمر بِالمَعرُوفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ). (سورة لقمان، الآية 17). وعدم ترتيب أَثرٍ سلبيّ في ما يُسمَعُ منه، من قبيل إساءة الظن بالغير ومقاطعته، أو التحري والتجسُّسِ لكشف الأمر وكتمِ ما سُمِعَ منه وعدم حكايته للغير واظهار البغض له والابتعاد عنه، ما لم يتب وَيَظهَرُ صَلاَحُهُ. ويجب على الإنسان إذا أراد الكلام أن يفكر فيه قبل النطق، فإن كان فيه خير تكلم، وإذا شك فيه فلا يتكلم ، لأنه قد ينجر في الكلام إلى كلام مكروه كما جرت العادة، وأيضاً يجب عدم تقبل كلام أهل النميمة من أصحاب القلوب المريضة، وصدق قول المثل السائد (من قال لك قال عليك ومن نقل إليك نقل عنك)

ويقول الإمام الشافعي:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلك عورات وللناس ألسن

مرض أخلاقي

والنميمة مرض أخلاقيّ له آثاره الخطيرة، إن هي تُركت بلا علاج استشرت وأخذت في تدمير العلاقات الاجتماعية بين الناس، فضلاً عن أنها تنم عن شكل ذميم من أشكال الضعف النفسي، والنفاق الاجتماعي الذي يقلب موازين الأخلاق بين المسلمين، ويضفي على المجتمع ظلالاً كئيبة تقلّص روح السلام والوئام والحب والتآخي، والتي أقام الإسلام بنيانها على تقوى من الله ورضوان، فإذا تسرّبت آفة (النميمة) نخرت في هذا الأساس حتى تصل قيم التواصل والتراحم بين الناس إلى درجة الانهيار. فهل أصبحت النميمة مرض العصر الذي يستعصي على العلاج؟ وهل تحوّلت إلى ظاهرة تتفشى في المجتمعات ليس بين النساء فقط بل انتقلت إلى الرجال أيضاً؟

إن الأسباب التي تقف وراء النميمة متعددة فالأمر غير مقتصر على الفراغ، بالرغم من أنه سبب رئيسي، وإنما يرجع أيضاً إلى عدم التنشئة السوية، وأحياناً إلى عدم التعليم، كما أن العامل الاقتصادي يلعب دوراً مهماً من خلال البطالة ووجود مساحة واسعة من الوقت للاهتمام بتجميع أخبار الآخرين والزيادة عليها، وهي مرض معدٍ، لأن هناك ثقافة في مجتمعاتنا العربية، وهي أن الاستماع من دون المشاركة في الحديث يعد نقيصة.

ووجد في حكم القدماء “أبغض الناس إلى الله المثلث”، قال الأصمعي: “هو الرجل يسعى بأخيه إلى الإمام فيهلك نفسه وأخاه وإمامه”، وقال أحد الحكماء: “احذروا أعداء العقول ولصوص المودات وهم السعاة والنمامون، إذا سرق اللصوص المتاع سرقوا هم المودات”.

وفي المثل الساير:” من أطاع الواشي ضيع الصديق، وقد تقطع الشجرة فتنبت، ويقطع اللحم السيف فيندمل، واللسان لا يندمل جرحه”.

دفع إنسان رقعة إلى الصاحب بن عباد يحثه فيها على أخذ مال يتيم وكان مالاً كثيراً ، فكتب إليه على ظهرها: “النميمة قبيحة وإن كانت صحيحة، والميت رحمه الله واليتيم جبره الله والساعي لعنه الله ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

إيمان ناقص

في صحيح البخاري باب بعنوان (باب العلم قبل القول والعمل)..

فإذا علمنا أن النميمة محرمة بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وانها كبيرة من كبائر الذنوب. فيجب على الإنسان إذا رأى من نفسه إيذاء لأخيه المسلم أو أخته المسلمة بالغيبة أو بالسبّ أو بالكذب أو غير هذا، فليعرف أن في إيمانه نقصاً و في أخلاقه ضعفاً، وأن قلبه قد داخله مرض.

قال صلى الله عليه وآله وسلّم في الحديث القدسي: (إنَّ الله تعالى لمّا خلق الجنّةَ، قال لها: تكلّمي، فقالت: سَعُدَ من دخلني. قال الجبّار جلّ جلاله: وعِزَّتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس ... الخ) وذكر منهم القتات وهو النمام.

لقد كان خوف السلف الصالح من آفات اللسان عظيما، كان أبوبكر يمسك لسانه ويقول: “هذا الذي أوردني الموارد”، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بلسانه وهو يقول: “ويحك قل خيراً تغنم، أو اسكت عن سوء تسلم، وإلا أنك ستندم” فقيل له: يا ابن عباس لم تقول هذا؟ قال: “إنه بلغني أن الإنسان ليس على شيء من جسده أشد حنقاً أو غيظاً منه على لسانه، إلا من قال به خيراً”، أو أملى به خيراً. وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من اللسان. وقال الحسن: اللسان أمير البدن، فإذا جنى على الأعضاء شيئاً، وإذا عف عفت”، وكان الربيع بن خيثم إذا أصبح أعد قلما ودواة وقرطاساً لكي يكتب كل ما يتكلم به ثم يحاسب نفسه عند المساء. وقال عمر: “من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به”.

ورد أن رجلاً باع عبداً، فقال للمشتري: ما فيه عيب إلا النميمة، قال: رضيت، فاشتراه، فمكث الغلامُ أياماً، ثمَّ قال لزوجة مولاه: إنَّ زوجك لا يُحبُّكِ، وهو يريد أن يتسرى عليك، وأَنا أسحره لك في شعره، فقالت: كيف أقدِر على أخذ شعره؟ فقال: إذا نام فخذي الموسى واحلقي من قفاه عند نومه شعرات، ثمَّ قال للزوج: إن امرأتك اتخذت خليلاً وتريد أن تقتلك، فتناوم لها حتى تعرف. فتناوم فجاءَته المرأة بالموسى فظنّ أنها ستقتله، فقام وقتلها، فجاء أهلها وقتلوا الزوج، فوقع القتال بين القبيلتين، وطال الأمر بينهم.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 07-06-2010
  #2
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
افتراضي بوركت يداك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

يا بني أوصيك بخلال إن تمسكت بهن لم تزل سيدا: ابسط خلقك للقريب والبعيد، وأمسك جهلك عن الكريم، واحفظ إخوانك، وصل أقاربك وآمنهم من قبول قول ساع أو سماع باغ يريد فسادك ويروم خداعك، وليكن إخوانك من إذا فارقتهم وفارقوك لم تعبهم ولم يعيبوك
__________________
ابو خالد الحسيني
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM
في دير الزور "الحوت".....مصدر الخطر على القمر سامر ركن وادي الفرات 0 09-30-2010 08:19 PM
جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 04-20-2010 11:38 AM
أسماء بنت عميس هاجرت مرتين مع "طائر الجنة" نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 11-02-2008 02:20 PM


الساعة الآن 01:10 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir