أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2010
  #1
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
افتراضي تعالوا أيها الأحبّة في الله أن نجعل لنا هدفاً في هذه الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:

فقد غذَّى الإسلام الدافع الجماعي, وعمل على تنميته بين المسلمين, وحثَّ على لزوم الجماعة, وحذَّر من الفرقة والانفرادية, ما لم تفسد الجماعة فساداً عاماً, وذلك لما في الجماعة من خير عظيم, وفوائد جلية للفرد والجماعة.

لأن لزوم الجماعة يزيد مقادير القوة, والقوّة المجتمعة تصمد أمام القوى المعادية, ولزوم الجماعة يهذِّب الأخلاق ويدرِّب على اكتساب الفضائل, هذا إذا كانت الجماعة صالحة.

وإذا كان الإنسان يُتَّهم في النصح فعند المؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصادق الأمين المأمون, لذلك لنلق السمع لوصايا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك:

يروي الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا, فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا, وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا, وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ).

ويروي الإمام الترمذي عن عبد الله بن عمر عن عمر رضي الله عنهما, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ, وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ, فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ, وَهُوَ مِنْ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ, مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ).

ولزوم الجماعة أمر طبيعي في الإنسان السويّ صاحب الخلق الحسن, لأنه آلف مألوف, كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم العبد المؤمن في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الْمُؤْمِنُ مُؤْلَفٌ, وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ). فالذي لا يألف ولا يؤلف لا خير فيه, لأنه أناني لا يحب إلا ذاته.

والإنسان الأنانيّ نافر ومنفِّر, ولا يستطيع أن يعمِّق الصلة مع الآخرين, وهو على العكس مما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من وجوب التماسك والتعاون, كما يروي الإمام مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ, إِنْ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ, وَإِنْ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ). وكما يروي الإمام البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).

هكذا أراد الإسلام منا, وهكذا علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم, وحتى جاءت كثير من النصوص القرآنية تشير إلى ذلك التماسك, وعلى أن الفرد المؤمن في الجماعة المؤمنة هو جزء منها لا ينفكّ عنها, قال تعالى في مسألة الأموال وأكلها: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ}, وقال سبحانه: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ الله لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا}, وقال في مسألة اللمز: {وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ}.

لذلك أقول أيها الإخوة الكرام يجب علينا أن ننمّي روح الجماعة في المسلمين, وذلك من خلال أمور أهمها:

أولاً: لزوم صلاة الجماعة مع الانتباه إلى التراصّ بالمناكب وتقارب الصفوف مع تسويتها, تشبُّهاً بالملائكة الكرام, كما جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أَلا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا)؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله, وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: (يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ).

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَقِيمُوا الصُّفُوفَ, فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلائِكَةِ, وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ, وَسُدُّوا الْخَلَلَ, وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ, وَلا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ, وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى, وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ الله).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يهتمّ بتسوية الصفوف, ويقوم على تسويتها, كما جاء في سنن أبي داود عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَى نَاحِيَةٍ يَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا, وَيَقُولُ: (لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ), وَكَانَ يَقُولُ: (إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ).

وكان يقول لهم كما روى الطبراني في الأوسط: (استووا تستوي قلوبكم, وتماسوا تراحموا). تماسوا: ازدحموا في الصلاة.

ثانياً: الصبر على بعضنا البعض, وذلك لقول الله عز وجل: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}. ولما روى الترمذي وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ, أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ).

ومن أكرمه الله تعالى بالصبر كان كاظماً لغيظه ويدفع بالتي هي أحسن, وبذلك ينال درجة المتقين التي أشار إليها تعالى بقوله: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِين}.

لذلك وجّهنا ربنا عزّ وجل إلى هذا بقوله: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم}.

ثالثاً: الإيثار الذي هو رتبة عالية من مراتب الأخلاق الفاضلة التي يستحق الإنسان الحمد عليها في الدنيا والآخرة, لأن صاحب الإيثار قلبه محبٌّ رحيم, وهذا لا يكون إلا عند المؤمن الصادق الذي يتعامل مع الله تعالى, ويبتغي رضوانه, ويرجو لقاء الله تعالى.

وهذا جسّده الله تعالى لنا في أطهر مجتمع كان على وجه الأرض ألا وهو مجتمع الصحابة رضي الله تعالى عنهم, فقال تعالى فيهم: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ الله وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}. ونحن علينا أن نتأسّى بهم رضي الله عنهم, وذلك لننال ما نالوا, كما قال مولانا عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}, فإن كنّا ممّن اتبعهم انطبق علينا قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}, هؤلاء الذين سلمت قلوبهم وطهرت من كل خلق ذميم فأحبّوا غيرهم, ومن أحبَّ غيره آثره على نفسه.

وأخيراً أسوق لنفسي ولكم هذا المثل الرائع في الإيثار.

روى البخاري ومسلم واللفظ له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ, فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلا مَاءٌ, ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ, حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ: لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلا مَاءٌ, فَقَالَ: (مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ الله)؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ الله, فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ لامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لا إِلا قُوتُ صِبْيَانِي, قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ, فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئْ السِّرَاجَ وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ, فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ, قَالَ: فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ, فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (قَدْ عَجِبَ الله مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ).

تعالوا أيها الأحبّة في الله أن نجعل لنا هدفاً في هذه الحياة, وهو أن نكون كما يحب الله لنا ورسوله صلى الله عليه وسلم. اللهم اجعلنا كذلك يا أرحم الراحمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المؤلف : الشيخ أحمد النعسان
__________________
ابو خالد الحسيني
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-02-2010
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي

جـــزاك الله خير

وجعــلها بموازين حسنــاااااااتك

دمتبحفظ الله ورعاايته
تحياتي الــــــفراتي
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سبحان الله ... الشمس سر الحياة على الأرض هاجر المواضيع الاسلامية 1 10-18-2010 07:02 AM
هنيئاً لك أيها الصائم بعطاء الله تعالى لك في رمضان الكريم هبة الله المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 08-25-2010 12:08 AM
كيف نجعل منتدانا من اروع المنتديات ؟؟؟ تواقة للجنة القسم العام 6 06-29-2009 09:19 PM
تعالوا معي الى تركيا مروه القسم العام 4 04-17-2009 04:43 PM
على ضفاف الفرات. تعالوا لاتتأخروا نوح ركن وادي الفرات 4 09-25-2008 04:51 AM


الساعة الآن 01:16 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir