أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > ركن بلاد الشام

ركن بلاد الشام عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي ذكرى «الغزو»: صدّام.. وجعنا الذي لن يطيب!

ذكرى «الغزو»: صدّام.. وجعنا الذي لن يطيب!
العرب القطرية
GMT 3:36:00 2010 الإثنين 2 أغسطس

شريف عبدالغني


اليوم 2 أغسطس.. في نفس هذا اليوم قبل 20 عاماً هي نصف عمري الآن، بدأتُ حلماً لم تنته فصوله بعد. المقدمة كانت وردية حسب تفكيري الساذج وقتها بحكم فترة مراهقتي العُمرية والسياسية، لكن محطاته كانت كوابيس مفزعة، أبرزها رجل يتقدم بثبات إلى»المشنقة» ليترك أمة مشوّشة في الحكم عليه، فبعضها يصب عليه اللعنات كلما ورد اسمه، وبعضها الآخر يضعه في مصاف الشهداء الخالدين.
صباح 2 أغسطس 1990، كنت كالعادة أستمع إلى «بي.بي.سي». جاء صوت المذيع أكثر جدية: «القوات العراقية تدخل الكويت، وتقيم حكومة برئاسة عقيد في الجيش الكويتي». وقتها لم أتمهل لسماع التفاصيل، أيقظت شقيقي من نومه: «العراق دخل الكويت، وأقام حكومة ثورية». هللنا معا. ولم لا. كنا نحلم بزعيم يشبه عبدالناصر الذي لم نعش عصره، لكن انتشينا بخطاباته الحماسية. شعرنا -كما رسم ناجي العلي- أن براويز قادة الأمة بقيت خالية من الصور بعد غياب ناصر. في تكويننا نريد من يملأ هذا الفراغ.. إذن إنه صدام الذي ألهب حماسنا ووصل بنا إلى ذرى الجبال حينما هدد قبل نحو 10 أيام من غزو الكويت بتدمير نصف إسرائيل بالأسلحة الكيماوية... رحنا نتذكر ما يحكيه عنه المصريون البسطاء الذين نشلهم من الفقر والبطالة، وكثير منهم زعم أنه التقاه شخصيا وسلم عليه وأنه حمّله السلام أمانة للشعب المصري كله. إذن كنا مؤهلين لتقبّل أي شيء من هذا الزعيم الذي يهدد إسرائيل ويتحدى أميركا ويدعم الغلابة. ليس مهما أن يغزو شعبا مسالما ولا دولة مستقلة أسهمت بأحد أعظم مشروعات الثقافة العربية «مجلة العربي».
طوال نفس اليوم «2 أغسطس» تسمرنا حول الراديو والتلفزيون.. القوات العراقية تسيطر في ساعات على كامل الأراضي الكويتية، الولايات المتحدة ترفض الغزو وتدرس الموقف، دول عربية تشجب وغيرها تطالب بالتعامل مع الأمر بحكمة. العراق يؤكد تسلم حكومة «العقيد علاء حسين» السلطة في قصر دسمان.
كل شيء على ما يرام، وصدام قادر على مواجهة الأعداء. هكذا قلنا لأنفسنا قبل أن نحضر عصر نفس اليوم في دار مناسبات العائلة عقد قران أحد الأقارب. الكل حتى العريس يتحدث بإعجاب عن صدام المغوار.
ودارت العجلة سريعاً، قمة عربية طارئة في القاهرة تطالب العراق بالانسحاب الفوري دون قيد أو شرط، ورئيس عربي يحذر صدام من «الصورة القاتمة» المقبلة، مجلس الأمن يجتمع وقبل أن يصدر قراراً تبدأ الولايات المتحدة تحريك قواتها باتجاه الخليج. صدام -كما ذكر محضر رسمي لحكومته بعد ذلك- تأكد أن هدف تلك القوات ليس إخراجه من الكويت وإنما تدمير العراق وأن الحرب واقعة لا محالة، ومن هنا تم الإعلان سريعا «الكويت المحافظة العراقية الـ19»، ليدافع عنها الجندي العراقي باستماتة باعتبارها أرضه. لفظنا الإعلام الحكومي الذي أعلنها حرباً شرسة ضد العراق، لجأنا لكتابات الراحل عادل حسين في جريدة «الشعب» -الموقوفة حاليا- الذي أكد قدرة صدام على دحر الأعداء. رسمتُ وقتها كاريكاتيرا يصور السكين الأميركي وهو يستعد لذبح العراق وسط فرحة من أشخاص يمثلون الأنظمة الرسمية العربية، وأرسلتُه لنفس الصحيفة فيسرق رسامها الفكرة ويعيدها بريشته موّقعا باسمه عليها. «الحرب تندلع في الخليج» هكذا أعلن مذيع الـ»بي.بي.سى» ليلة 16-17 يناير 1991.. الطائرات تدك العراق.. ياسر عرفات بصوته مساء: «العراق امتص الضربة الأولى، وقادر على النصر بقيادة الفارس صدام». عادل حسين يكتب في اليوم التالي «أيها العرب.. أيها المسلمون.. إخوانكم يبادون فهبوا إلى نجدتهم». 42 يوماً وفكرنا الضحل لا يشكك في انتصار الأشاوس.. وفجأة راديو «مونت كارلو» ينقل صوت الزعيم نفسه وهو يطالب «القوات العراقية البطلة بالانسحاب من الكويت»، وسريعا يرسل مندوبه ليوقع «وثيقة الاستسلام» في خيمة «صفوان» على الحدود الكويتية.
على هذا الحال استمر الأمر 13 سنة أخرى، في كل مرة يبشرنا فيها صدام بقمة المجد، نجد أنفسنا في جُب الانكسار.
بعد سقوط التمثال في ميدان الفردوس كنت من أوائل الصحافيين في العالم الذين دخلوا العراق، هالني ما سمعت ورأيت عن المآسي الإنسانية في عهد صدام. كل السقوط النفسي الذي سببه لي وللعرب، جعلني أصمم على كرهه. حاولت.. وفشلت!
تعاطفت مع صدام الطفل الصغير ابن العشر سنوات، الذي كان زوج أمه يضع قطعة من أسفلت الشوارع في نهاية عصا ليضربه على رأسه، فيهيم على وجهه في البرية، وفي طريق عودته للمنزل في «العوجة» يقابله الصبية الأشقياء فيضربونه. لم يستطع التحمل.. ضرب في المنزل وخارجه. عقد العزم وأحضر سيخا حديديا وانهال به على أحد الصبية في بطنه ويقال إنه قتله. خافت عليه أمه فذهبت به إلى بغداد عند شقيقها خيرالله طلفاح. رأى صدام ابن خاله ذا الستة أعوام يكتب، بينما هو لا يعرف، وأدرك خاله ماذا يريد الصبي، فأدخله سنة أولى وقد تخطى عامه العاشر، ورسم له خريطة العراق بعد أن ضم إليها حدود الكويت، ليضع هذا الخال اللبنة الأولى في عقلية ابن أخته، لكنه في الوقت نفسه رسم له طريق النهاية!
ودارت الأيام دورتها ويصبح صدام قائدا، ويأتي بابن خاله الذي سبقه في التعليم «عدنان خيرالله» ليكون وزير دفاعه.
اندهشت من إقدام صدام الشاب وهو يشارك في التاسعة عشرة في محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم، ثم يهرب إلى سوريا ليلتقي مؤسس «البعث» ميشيل عفلق، فيعجب هذا المفكر والمنظّر الكبير بجرأة ذلك الشاب الصغير، وفي الوقت نفسه ينبهر الشاب بثقافة المفكر ويقرر أن يقرأ ليكون مثله.
تمنيت أن أرى صدام لأواسيه في الحدث الجلل الذي يهز أعتى الجبال.. مقتل ولديه عدي وقصي وحفيده مصطفى بعيداً عنه في الموصل.
احترمت اختياره المأساوي برفض العرض السخي من الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بترك السلطة والعيش معززا مكرما هو وعائلته في الإمارات. رفض لأنه قرر أن يبقى وجعنا الذي لن يطيب.
المفارقة أن قريبي الذي تزوج يوم غزو الكويت، لم ينجب حتى الآن، وكأنه تعبير عن «العقم» الذي أصاب الأمة منذ ذلك اليوم المشؤوم!!
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثابت بن قيس خطيب الإسلام جازت وصيته بعد موته عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 08-04-2011 05:25 PM
مفهوم الغزو.. إشكاليات قديمة عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 1 10-22-2010 09:33 PM
هم سادة منهم يطيب خضوعهم *** للـحـب حـيـث بـه تنير ربـوعهم عبدالرحمن الحسيني الانشاد والشعر الاسلامي 4 07-27-2010 09:13 AM
في ذكرى الهجرة أبو أنور الانشاد والشعر الاسلامي 4 12-18-2009 02:41 PM
ذكرى عطرة أبو أنور المواضيع الاسلامية 9 12-25-2008 04:46 PM


الساعة الآن 09:34 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir