فاعل خير يتبرع لترميم "أشهر مساجد دمشق.. وسيريانيوز "تنبش" تاريخ مسجد درويش باشا





انتهت مديرية أوقاف دمشق بالتعاون مع مديرية الآثار من ترميم مسجد الدرويشية في حي القنوات بدمشق، وذلك بتمويل من فاعل خير، وطالت أعمال الترميم "الحرم بكسوته، إضافة إلى تدعيم القباب الموجودة بالأركان، وإزالة الخطر الإنشائي عن القباب التي كانت تعاني منه بقوة، فضلاً عن الكسوة الخزفية، والتي أعيد ترميمها بمبدأ تعويض المفقود"



وكشف المسؤول عن ترميم مساجد دمشق القديمة في مديرية أوقاف دمشق جمال كبريت إنه "تم الإنفاق على ترميم المسجد من قبل جهة أهلية خاصة"، مضيفاً أن الترميم "شمل جميع المسجد بما فيها الموضأ والقباب والجدران والمئذنة" رافضاً الحديث عن قيمة الترميم او الافصاح عن اسم الجهة او الشخص الممول.



"أشهر المساجد العثمانية"



تصف الباحثة والفنانة الصينية (يان مين وي) في كتابها، (مساجد ومآذن دمشق القديمة)، جامع درويش باشا بأنه "أشهر" جوامع دمشق العثمانية، ففي واجهته الشمالية سبيل ماء من "أجمل" السبلان" في المنطقة والذي يحوي على لوحات القيشاني الجميلة".

ومسجد الدرويشية أحد المباني المبكرة التي بنيت على الطراز العثماني _قبة مركزية يحيط بها أربع أنصاف قباب_ شيده ومجموعته العمرانية- بحسب ما ذكر قتيبة الشهابي- في كتابه (مآذن دمشق تاريخ وطراز)، والي دمشق درويش باشا سنة 1571، الذي توفي في اسطنبول سنة 987 هـ/ 1579م، فطلبت زوجته نقل رفاته إلى دمشق "لشدة عشقه لها"، حيث دفن بمسجده.

ويتألف المسجد من واجهة شرقية تفتح على الشارع بمدخل رئيسي يتم الدخول منه إلى الفناء (الصحن) ومن ثم يشرف عليه من جهة الجنوب واجهة رئيسية، وهي عبارة عن رواق محمول على أعمدة، يدخل منه مباشرة إلى الواجهة الرئيسية لحرم الصلاة والتي تتميز بتكسيات القيشاني.



وللمئذنة حكاية أخرى



بنيت مئذنة مسجد درويش باشا على الطراز العثماني أيضاً، حيث تتميز بنهاية تشبه قلم الرصاص من الأعلى، وهي مبنية على الواجهة الرئيسية من الحجر بهدف إيصال الأذان باتجاه المدينة القديمة، حيث ركزت على الواجهة تماماً لعدم وجود سكن باتجاه الشرق.

وتنتهي المئذنة بشرفة، مغطاة بمظلة وقعت في بدايات القرن الماضي وأعيد بناؤها في حقبة الثلاثينات من القرن ذاته.



من الأقفاص إلى الدرويشية

ومنذ إنشاء المسجد وملحقاته تحول اسم جادة الأخصاصية أو سوق الأخصاصيين نسبة لبائعي الأخصاص والأقفاص إلى جادة الدرويشية، والتي اشتهرت منذ القدم ببيع الأدوات الخشبية ولوازمها، إضافة إلى أن أرصفتها كانت ولوقت قريب ممتلئة بباعة اللحم المشوي بأنواعه.

وتقول بعض المرويات أن درويش "سار بأهالي دمشق سيرة حسنة؛ وتعقب المجرمين ونشر الأمن في ربوع البلاد التي عرفت آنذاك أعداداً كبيراً من "العواينية"، ( أصحاب الشرور باللهجة الدمشقية حتّى اليوم ) والجيوش المحلية مثل الانكشارية.



حي القنوات وقنوات رومانية للمياه



ولد حي القنوات الذي يحتضن الجامع بعد أن شهدت دمشق في القرن التاسع عشر تطوراً عمرانياً، فشقت فيها طرقاً جديدة، وجددت بعض أسواقها، إلى أن تجمعت العائلات الأرستقراطية التركية حول مبنى السراي (دار المشيرية مكان القصر العدلي الحالي).

وأخذ حي "القنوات" اسمه لما كان في الموقع من قنوات وأقنية مائية محمولة على قناطر حجرية أقامها الرومان على نهر القنوات الذي كان يجري في المنطقة لسقاية المدينة القديمة، ولا تزال هذه القناطر ظاهرة للعيان وخاصة عند مسجد "العجلوني".

يشار إلى أن السلاطين والولاة العثمانيون كانوا يسعون إلى استرضاء فئات معينة فيبنون لها تكية أو مسجداً، وفي أحيان كثيرة يتعمدون بناء المسجد ليلحقوا به مقبرة تكون مدفناً لهم. ولكن معظم مساجدهم في دمشق كان على أنقاض مبان أُخرى.































































ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








إعداد: براء البوشي – سيريانيوز



المراجع

* كتاب (مساجد ومآذن دمشق القديمة) للفنانة والباحثة الصينية (يان مين وي)

* كتاب (مآذن دمشق تاريخ وطراز) لقتيبة الشهابي

* مكتبة الأسد بدمشق ومديرية أثار دمشق

وللمرة الثالثة في تاريخه