أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           

إضافة رد
قديم 08-31-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب


أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب




هي السيدة الفاضلة التي حباها الله لقب أم المؤمنين واختارها من بين قومها واصطفاها من بين نساء بني جلدتها «يهود خيبر»، ليمّن عليها بنعمة الإسلام وليخرجها من ظلمة التعصب إلى نور الإيمان، ثم يمّن عليها ربها مرة أخرى فيجعلها زوجاً للنبي صلى الله عليه وسلم، وأماً من أمهات المؤمنين اللاتي تٌتلى سيرتهن العطرة إلى يوم القيامة.


أبوها سيد بني النضير، وأمها برة بنت شموال من يهود بنى قريظة، وينتهي نسب السيدة صفية إلى نبي الله هارون أخو موسى رسول بني إسرائيل، عليهما السلام. وكان لدخول السيدة صفية بنت حيي في الإسلام قصة طويلة تبرهن لنا أن الله سبحانه وتعالى يصطفي من الناس من يطّلع على سرائرهم فيجدها نقية تقية متحلية بالمكارم من الأفعال والأقوال، فيجتبيها ويصطفيها كما فعل سبحانه وتعالى مع هذه السيدة الكريمة صفية بنت حيي «رضي الله عنها وأرضاها».


ففي السنة السابعة من الهجرة النبوية الشريفة ومع بزوغ هلال شهر المحرم تهيأ جيش المسلمين بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم لمواجهة طال انتظارها مع يهود خيبر اللّذين نقضوا عهدهم مع رسول الله، وألّبوا عليه القبائل، وخططوا لغزو المدينة المنورة وقتل المسلمين.


فما كان من الله تعالى إلا أن نصر المسلمين وفتح لهم حصون خيبر ومكنهم من اليهود اللّذين بيّتوا الغدر والقتل لهم، وليس ذلك فقط بل أجلاهم خارج المدينة إلى الأبد فلا يدخلوها ما بقوا، وفى ذلك يقول الله سبحانه وتعالى في أوائل سورة الحشر: «هو الذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب». الحشر آية 2


وكان هناك في خضم المعركة سيدة شريفة جميلة هي عقيلة بني النضير وابنة سيد القوم، والتي كانت قد وقعت أسيرة بين أسيرات النساء من يهود بني النضير، وكانت تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، وعلى صغر سنها كانت قد تزوجت مرتين، أولهما من فارس قومها وشاعرهم سلام بن مكشم القرظي ثم خلف عليها كنانة بن الربيع النضري ويقال انه كان ابن عمها، وسيقت نساء حصون خيبر أسارى، وفى مقدمتهم السيدة صفية التي كانت تحاول أن تتماسك في ظل هزيمة قومها.


وفى نفس الوقت كانت نفسها تحدثها بأن أمراً ما سيحدث لها وسيرضيها، كما كانت نفسها تهفو إلى رؤية النبي الجديد الذي طالما سمعت عنه من قومها، فظلت ترقب ما يحدث حولها وتتعلق عيناها برسول الله صلى الله عليه وسلم، تستمع لما يقوله وتطابقه بما سمعته عنه من أنه نبي آخر الزمان وتذكرت رؤياها التي رأتها من قبل، فانشرح صدرها للدين الجديد ولنبيه، وكأن رسولنا الكريم قد أحس بها، وأطلعه الله سبحانه وتعالى على حديث نفسها، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً لها: «اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي ـ أي: تزوّجتك ـ، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك».


فقالت: يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني، حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي.


فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن أعتقها وتزوّجها، وجعل عتقها صداقها. ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخدها لطمة فقال: (ما هذه؟)، فقالت: إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب، فسقط في حجري، فقصصت المنام على ابن عمي فلطمني، وقال: تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب، فهذه من لطمته.


ولا يخفى علينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يهم بفعل شيء إلا بوحي من الله تعالى، وقد تظهر الحكمة الإلهية من زواجها، بأن نبينا بٌعث برسالته إلى كافة الأنحاء والأرجاء والأديان التي جاءت قبل الإسلام.


كما جاء من أسباب زواج النبي صلى الله عليه وسلم رغبته الكريمة في إعزازها وإكرامها ورفع مكانتها، إلى جانب تعويضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها، ويضاف إلى ذلك إيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين اليهود لعله يخفّف عداءهم، ويمهد لقبولهم دعوة الحق التي جاء بها.


وأدركت سيدتنا صفية رضي الله عنها ذلك الهدف العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجدت الدلائل والقرائن عليه في بيت النبوة، فأحست بالفرق العظيم بين الجاهلية اليهودية ونور الإسلام، وذاقت حلاوة الإيمان، وتأثّرت بخلق سيد الأنام، حتى نافس حبّه حب أبيها وذويها والناس أجمعين.


لما دخلت السيدة صفية بيت النبوة كانت تخاف من التعريض بأصلها اليهودي، أو من عدم محبة أهل بيت النبوة لها، فحرصت على إبقاء روح المحبة والود بين زوجات النبي جميعاً، كما كانت تحب سيدتنا فاطمة الزهراء ابنة رسول الله حباً كبيراً حتى أنها أهدت إليها قلادة من ذهب كانت ترتديها.


كانت رضي الله عنها امرأة شريفة، عاقلة، ذات حسب أصيل، وجمال ورثته من أسلافها، وكان من شأن هذا الجمال أن يؤجّج مشاعر الغيرة في نفوس نساء النبي صلى الله عليه وسلم: فتقول صفيّة: رضي الله عنها: «دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام، فقلت له: بلغني أن عائشة وحفصة تقولان نحن خير من صفية، نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه. فقال: (ألا قلت: وكيف تكونان خيراً مني؟ وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمّي موسى).


ويا للطف رسول الله صلى الله عليه وسلم معها ورحمته لغربتها ومراعاته لمشاعرها، ويالحنوه ومراعاته لمشاعر كل من حوله.


أحبت السيدة صفية حياتها الجديدة، وأسلمت كما علمنا وحسٌن إسلامها، فذهبت تنهل من نور القرآن وتتعلمه، وأخذت بحظ وافر من العلم النبوي الشريف وظلت تعي فقه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى أنها روت عنه بعض الأحاديث، ولم تكتف بنفسها فقط بل كانت تدعو إلى الإسلام كل من تجد قلبه مستعداً لاستقبال نور الإسلام وتعاليمه، فدخل في الإسلام من يهود بني النضير كنانة ابن أخيها، وغيره.


علمت السيدة صفية مكانة الزوج في الإسلام وعلمت أنّ مفتاح جنتها على الأرض هو زوجها، فتفانت رضي الله عنها في إرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت السيدة صفية صانعة طعام، أي طاهية ماهرة، وعلمت أن النبي قد أحب هذه الصفة منها فكانت تصنع له الأطباق الشهية وتبعث بها إليه حتى في غير يومها، وقد علمت أن للسيدة عائشة مكانتها الخاصة عند النبي فأبقت على حبائل المودة معها ومع كل من كان حول النبي فأحبت ما يحبه، وبعدت عما يكره.


ومن مواقفها الدالة على حلمها وعقلها، ما ذكرته كُتب السير من أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فقالت: إن صفية تحب السبت، وتصل اليهود، فبعث عمر يسألها، فقالت: أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملكِ على ما صنعت؟ قالت: الشيطان، قالت: اذهبي فأنت حرة.


ولم تكن ـ رضي الله عنها ـ تدّخر جهداً في النصح وهداية الناس، ووعظهم وتذكيرهم بالله عز وجل، ومن ذلك أن نفراً اجتمعوا في حجرتها، يذكرون الله تعالى ويتلون القرآن، حتى تُليت آية كريمة فيها موضع سجدة، فسجدوا، فنادتهم من وراء حجاب قائلة: هذا السجود وتلاوة القرآن، فأين البكاء؟
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-12-2008
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي رد: أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب

:extra159:


ابو معاوية جزاكم الله كل خير
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-02-2008
  #3
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب

عليكم السلام اشكرك اخي الفراتي
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ساحة ومبنى محطة الحجاز 1907 م عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 0 04-10-2012 08:21 AM
بدء تنفيذ محطة توليد كهرباء بدير الزور الـــــفراتي ركن وادي الفرات 2 07-04-2011 01:53 PM
أول محطة قطار في دمشق عبدالقادر حمود ركن التاريخ 3 03-17-2009 08:04 PM
صفحة من نور أبو أنور المواضيع الاسلامية 5 01-09-2009 12:47 AM


الساعة الآن 05:06 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir