أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي «تلمسان»

الاثنين 28 رمضان 1431



حواضر الإسلام «مدينة الفن والتاريخ» «تلمسان» كلما سقطت نهضت أقوى أحمد الصاوي تلمسان مدينة مهمة في الغرب الجزائري وتعد ثاني أكبر مدينة بعد وهران إذ يتجاوز عدد سكانها 800 ألف نسمة ورغم أنها مدينة إسلامية النشأة فإن موقعها كان لمدن قديمة نشأت متجاورة قبل أن تأتي “تلمسان” الإسلامية وتجعلها مدينة واحدة كبرى أضحت منذ القرن السابع الهجري “13م” مركزاً حضاريا في بلاد المغرب وتعرف تلمسان بأنها “لؤلؤة المغرب العربي” وأحيانا بأنها “مدينة الفن والتاريخ” وقد تضافرت طبيعتها السخية مع جهود الإنسان المبدع لتجعلها مدينة متفوقة راقية ممتعة للفكر والقلب والروح معاً واستحقت أن تعرف بجوهرة المغرب وغرناطة أفريقيا والاختلاف على أشده حول أصل تسميتها “تلمسان” فهناك من يرى الاسم مؤلفا من كلمتين بربريتين هما”تلم” ومعناها تجمع و”سان” ومعناها اثنان لكونها جمعت بين مدينتي “تقرارات” و”أغادير” ويخالف مارسيه الفرنسي ذلك بقوله إن “تل” تعني المنبع و”مسان” بمعنى الجاف ويراها بذلك بربرية تعني المنبع الجاف وإن كان هناك من يرجع التسمية لأصل بربري بمعنى “مدينة الينابيع” أما سكانها المعتزون بأصلها العربي الإسلامي فيرون اسمها عربيا خالصا من “تلم” أي تجمع و”إنسان” أي أنها مدينة تجمع الإنسان بدأ عمران المنطقة بإنشاء معسكر روماني في عام 201م سمي باسم “بيوماريا” وهو اسم لاتيني يعني البساتين وشيدت على حوافه الجنوبية مساكن للعامة والتجار وقبل أن تحتل قبائل الوندال المدينة في عام 429م، كانت بها أبرشية كاثوليكية أعيدت إليها عقب استيلاء البيزنطيين على المدينة في منتصف القرن5م وعند بداية الفتوحات العربية كان سكانها خليطا من المسيحيين واليهود والوثنيين وتفخر تلمسان بأن قبائلها من زناتة كانت من أوائل القبائل البربرية التي دخلت الإسلام إذ كان “زمار بن صولات” أول سفير لزناته لدى الخليفة عثمان بن عفان الذي أقره واليا على زناته كلها حيث ساعدوا عقبة بن نافع في فتوحاته الأولى أول دولة للخوارج شهدت “تلمسان” قيام أول دولة للخوارج الصفارية بالمغرب بزعامة أبي قرة اليفرني الزناتي فقد ثار ضد ظلم ولاة العباسيين وأعلن نفسه إماما للمسلمين في عام 767م وإلى أبي قرة ينسب تشييد مدينة “أغادير” على أنقاض بوماريا الحصن الروماني القديم ثم أدت تطورات المواجهات بين العباسيين والعلويين إلى فرار “إدريس بن عبدالله بن الحسن” لاجئا إلى أغادير ورغم أنه توجه للمغرب الأقصى حيث أسس دولة الأدارسة فإن أغادير دخلت طوعا تحت سيطرته في عام 173 للهجرة “789م” وشيد بها مسجدا من أقدم مساجد المغرب في العام التالي وتم تجديده مرة أخرى في عام 199 للهجرة على يدي إدريس الثاني واستمر الأدارسة في حكم المدينة إلى أن تغلب الفاطميون عليها في عام 296 للهجرة وفر الأدارسة للأندلس ولكن زناته تمردوا على الفاطميين واضطر جوهر الصقلي للسيطرة عليها بالقوة عام 360 للهجرة ثم وجه الفاطميون إليها الغزوات الهلالية ودخلت معها قبائل بربرية جديدة هي لواتة وهوارة ومن بينهم بنو عبدالواد الذين يعدون من الزناتية الجدد المتأثرين بالهلالية دولة المرابطين من بعد الفاطميين سيطرت دولة المرابطين في عام 468 للهجرة “1075م” على المنطقة وعند محاصرة يوسف بن تاشفين لأغادير في عام 474 للهجرة “1081م” بنى مدينة جديدة نزلت بها جيوشه أطلق عليها “تقرارات” وهي كلمة بربرية بمعنى “المعسكر” وبعد دخوله “أغادير” قتل كل سادة زناته وشرع في إنشاء قصر الحكم بالمدينة الجديدة التي التحمت عمرانيا بأغادير الواقعة إلى الغرب منها لتظهر إلى الوجود المدينة الكبيرة “تلمسان” وسرعان ما أضحت واحدة من المدن الكبيرة في الإمبراطورية المرابطية التي امتدت بين المغرب والأندلس خضعت تلمسان بعد ذلك لدولة الموحدين عندما دخلها عبد المؤمن بن علي في عام 540 هجريا “1145م” بعد تدمير أسوارها ولذا أعاد الموحدون تزويد تلمسان بسور وقلاع جديدة إلى جانب المنازل والقصور والفنادق وخلال تلك الفترة دخل بنو عبد الواد في طاعة الموحدين واكتسبوا حق الاستيطان في المنطقة الممتدة من وهران غربا إلى تلمسان شرقا وتدريجيا استقلوا بحكمها تحت وصاية الموحدين ومن بني عبد الواد برزت الأسرة الزيانية التي تنسب ليغمراسن بن زيان الذي بدأ حكمه للبلاد في عام 633 للهجرة وتوالى من بعده السلاطين الزيانيين الذين حكموا البلاد تارة بوصفهم مستقلين وتارات أخرى كنواب عن الموحدين ثم ورثتهم من بني مرين ولم يخل الأمر من صراعات دامية بين أبناء البيت الزياني الحاكم تدفقت خلاله الدماء أنهارا ونجح الزيانيون في الحفاظ على أملاكهم بوجه الأطماع الأسبانية، خاصة في عهد السلطان “أبي عبدالله محمد” “934-947 هجريا” الذي تولى من بعده أبو زيان آخر ملوك هذه الدولة وكان هم جل سلاطين بني عبد الواد النهوض بعاصمة ملكهم إلى مصاف حواضر الغرب الإسلامي، فبدأوا يجذبون إليهم الوجوه الفكرية والعلمية، خاصة من الأندلس ولذلك كان عليهم خلق مناطق حضرية وعمرانية جديدة بجوار النسيج العمراني القديم وقد منح سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين بالأندلس في قبضة ملوك قشتالة تلمسان مسحة أندلسية ما برحت حاضرة بها فمن جهة استقبلت المدينة عدة آلاف من الأندلسيين الفارين من الاضطهاد المسيحي ومعهم تأثيرات معمارية وفنية وعادات أندلسية تشمل الطعام ومظاهر الحياة الاجتماعية ويكفي أن آخر ملوك غرناطة من بني نصر “أبو عبدالله محمد” اختارها ليقضي بها أيامه الأخيرة وبها دفن سجلات التاريخ حاول البلاط الأسباني التدخل بشدة في تلمسان واحتل المدينة محاولًا تنصيرها وفرض الطابع الكاثوليكي عليها بعد أن استعان بهم أبو حمو الثالث لطرد الجيش العثماني بقيادة الأخوة بربروس عروج وإسحاق وخير الدين ولكن الأخير نجح بعد استشهاد أخويه في استرداد السيطرة على تلمسان وطرد الأسبان منها في عام 1555م وخلال العهد العثماني تمتعت المدينة بنوع من الحكم الذاتي تحت قيادة طبقة من المولدين الأتراك “القراغلة” ثم وقعت تلمسان في قبضة الاستعمار الفرنسي عام 1844م وقاومت ببسالة تحت قيادة الأمير عبدالقادر الجزائري
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-06-2010 الساعة 06:29 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-07-2010
  #2
تواقة للجنة
محب فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 91
معدل تقييم المستوى: 16
تواقة للجنة is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا على معلوماتك السخية عن ولاية بلدي التي تزخر بأروع ما يمكن للناظر رؤيته...افادنا الله منكم
تواقة للجنة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-15-2010
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: «تلمسان»

الثلاثاء 6 شوال 1431

ومنكم نستفيد بارك الله بك
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من باب المغاربة إلى تلمسان.. قصة رجل من زمن صلاح الدين عبدالقادر حمود مقالات مختارة 3 04-21-2011 01:36 PM


الساعة الآن 03:07 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir