أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           
العودة   منتدى الإحسان > الصوتيات والكتب > الانشاد والشعر الاسلامي

الانشاد والشعر الاسلامي كل ما يختص بالشعر والأدب الصوفي من قصائد في المديح النبوي

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-13-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الإنشاد الديني يوقد في النفس جذوة الإيمان ويوقظ قبس الفكر

الإنشاد يذكّر بعظمة الله وحبه وسيرة النبي العطرة
الإنشاد الديني يوقد في النفس جذوة الإيمان ويوقظ قبس الفكر

ارشيفية ©إحدى فرق الإنشاد الديني
الاتحاد
الإنشاد الديني هو الإنشاد الذي يتصل بالدين من كل جوانبه، من خلال كلماته وموسيقاه، وهو أحد الفنون الإنسانية التي يلجأ إليها المرء، ليروي بها ظمأ روحه العطشى إلى السكينة والأمان، وقد يلوي عليها ليثبت في نفسه جواً من الفرح والسرور والأنس والطرب، وقد لاقى هذا النوع من الإنشاد عناية خاصة عبر تاريخنا الإسلامي، وثبت أنّ النبي استمع إلى الشعر والإنشاد في مسجده، كما استمع إلى الإنشاد والغناء مع الضرب بالدف في مناسبة العيد، من ذلك أن جَارِيَة فقَالَتْ للنبي صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ وَأَتَغَنَّى، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ: “إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي وَإِلاّ فَلا”، فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَأَلْقَتِ الدُّفَّ تَحْتَ اسْتِهَا، ثُمَّ قَعَدَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ، فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ”، وروت السيدة عائشة أيضاً: أنها زَفَّتِ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ: “يَا عَائِشَةُ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ؟ فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ”، وفي رواية: “هل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني”؟ قالت: نقول ماذا؟ قال: تقول:
أتيناكم أتيناكم
فحيونا نحييـــكم
ولولا الذهب الأحمر
ما حلّت بواديـكم
ولولا الحنطة السمرا
ما سمنت عذاريكم
السلف الصالح
هناك الكثير من الأحاديث الأخرى التي تُوحي بإباحة هذا اللون من الإنشاد، بل التشجيع عليه أحياناً، وكذلك روي عن العديد من الصحابة الكرام والتابعين والسلف الصالح أنهم كانوا يستحسنون هذا النوع من الإنشاد، لأنه يحيي في النفس جذوة الإيمان، ويوقظ في العقل قبس الفكر، ويشجع على مكارم الأخلاق والأعمال الصالحة، أو هو من اللهو المباح الذي يروَّح به عن النفس في ساعة الضيق.
وعبر التاريخ الإسلامي عُني ثلة من الشعراء بنظم قصائد مغنّاة وأناشيد هادفة، كالتي تذكّر بعظمة الله وحبه، أو التي فيها ذكر للنبي وسيرته العطرة ومعجزاته، ووصفه خلقاً وخُلقاً، وتشوف المؤمنين لرؤيته، وكذا حب الصحابة والصالحين، أو التي فيها وصف للجنة والنار، وأحوال الآخرة، أو تلك التي تعبِّر عن قيمة دينية، أو تنطق بموعظة إسلامية، أو حكمة بالغة مستقاة من صميم الشريعة أو من وحي تجارب الحياة وصراعاتها.. وقد عبّرت هذه الأناشيد - في كثير من الأحيان - خير تعبير عن المعاني الإسلامية الهادفة، التي رنا إليها الإسلام.
العصر الحديث
الملاحظ أنَّ هذا النوع من الإنشاد الديني ازداد انتشاراً في العصر الحديث، حتى صارت له مدارس مستقلة في تعليمه وصياغته، وفرق خاصة تمتهن هذا الفنّ، ودخل فيه التصوير، والمؤثرات الصوتية، واحتل مساحات واسعة في الفضائيات، وصارت الحفلات الإنشادية بديلاً عن الفرق الفنية المعتادة عند كثير من الناس في حفلات أعراسهم ومناسباتهم الخاصة والعامة. وقد ساهمت هذه الأناشيد إلى حدّ ما في نشر الصورة السمحة للإسلام، والتعريف بالقيم الأخلاقية والإنسانية، ولاقت قبولاً وإقبالاً من الشباب، زاد من جماهيريتها بشكل ملحوظ.
ويُعزى الدافع الأول في انتشار هذه الأناشيد - وخاصة في زماننا هذا - إلى الرغبة في تسويق الأنشودة كبديل عن الغناء غير المنضبط، الذي يحمل في طياته كلمات غير لائقة، وكذلك تحقيق أهداف تربوية من خلال هذا الفنّ، تعزز في نفوس الفتيان والفتيات الانتماء لدينهم وتاريخهم وأمجادهم، وتزكّي فيهم المعاني الإسلامية السامية، ولا شك في أنّ هذه الأسباب والأهداف وغيرها جديرة بالاهتمام، لأنَّ شخصية الإنسان بطبيعتها تطلب نوعاً معيناً من الطرب والسماع، أي إنَّ السماع من الأبعاد الوجودية للإنسان التي لا يجوز معاداتها، فإذا لم تجد النفس أمامها إلا هذا النوع من الغناء، تعلَّقت به، وعندها ستتغلغل معاني تلك الأغاني في نفس المستمع، لتصل إلى عقله الباطن، وتسهم في تكوين أفكاره، ومن هنا تبرز الحاجة لإشباع هذه النزعة الفطرية بما يتوافق مع الشرع والدين عن طريق هذا الإنشاد الديني الهادف والمفيد.
غايات نبيلة
هذه الغايات النبيلة كغيرها من مثيلاتها، لابدَّ أن تقيَّد بالضوابط الشرعية حتى نضمن تحقيق الأهداف المأمولة منها، فمن هذه الضوابط:
◆ مراعاة القيم الأخلاقية بانتقاء الكلمات والموضوعات التي تعبر عن المعاني السامية.
◆ مراعاة الأصول الفنية: فلابد أن تؤدى الأنشودة بألحان تتقبلها الآذان من غير إزعاج أو صخب.
◆ مراعاة الأحكام الشرعية: كمسألة الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، والانشغال بالنشيد عن طاعة الله وأداء الواجبات، إذ لا إشكال في السماع، وإنما في حصر الهمة فيه وترك باقي الأبعاد الإنسانية مثل البعد الديني والأخلاقي والروحي والعقلاني.
◆ مراعاة الأعراف العامة، وذلك بالابتعاد عن كلِّ ما يؤدي إلى حدوث خلافات، أو نزاعات، أو تحديات لعموم الناس.
◆ التوازن والاعتدال: فينبغي على المنشد أن يتجنب الإطراء الموصل إلى الوقوع في المنهيات الشرعية وخاصة فيما يتعلق بمدح النبي وذكر أوصافه.

(دع ما ادعته النصارى فى نبيهم. واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم.)


◆ مراعاة خصائص الفنّ الإسلامي ورونقه وبريقه ورنينه الخاص وسماته التي تميزه عن الأغنية، وتجعله في منزلة علية ودرجة رفيعة.
◆ مراعاة السمات العامة: فلا بدّ من تميز المنشدين بالمظهر اللائق، والإلقاء المتزن.
- مراعاة الجانب الوجداني: فلا ينبغي أن يكون الهدف الأول للمنشد الكسب المادي، لأنَّ هذا الأمر أيضاً يتنافى مع مقاصد هذا الفنّ الهادف.
◆ مناصحة أهل العلم والمعرفة للاستنارة بتوجيهاتهم وآرائهم، بغية الوصول إلى النهضة الفنية الإسلامية على وجهها الصحيح.
◆ الاهتمام باللغة العربية وعدم الاستهانة أو التفريط بها، عن طريق استخدام الكلمات واللهجات الغريبة، أو تركيب الجمل بطريقة ركيكة، بحجة ضعف المستوى اللغوي عند الناس.
الإطار الإنساني للإنشاد الديني
يجب أن نعترف بأن الإنشاد الديني تمكن من عبور الإطار الخاص إلى الإطار العام الإنساني، الذي يخاطب النفس البشرية التواقة للخير، وبات من الضروري أن يرقى النشيد إلى العالمية ليسهم في عرض كل القضايا الإنسانية، لأنَّ الأنشودة رسالة، ينبغي أن تحمل في طياتها معاني إرشادية، وهذا يتطلب المزيد من الجهد المؤسس على الإخلاص، مع التزام المنشدين بالقيم الدينية والأخلاق الفاضلة والسمت التربوي.

د. أنس محمد قصار

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 08-13-2011 الساعة 03:11 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل نحن جادّون فى مواجهة الفكر التكفيرى؟ عبدالقادر حمود مقالات مختارة 3 06-11-2013 12:46 PM
الإنشاد والسماع في المسجد عبدالقادر حمود الرد على شبهات المخالفين 2 04-02-2012 08:26 PM
نتيجة الفكر في الجهر بالذكر عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 0 10-23-2010 11:46 AM
موسوعة الإنشاد الشاملة _ تفضلوا بالزيارة Hazem الصوتيات والمرئيات 6 11-01-2009 02:01 AM
نزهة الفكر في أدلّة الذّكر هيثم السليمان المواضيع الاسلامية 10 03-13-2009 01:00 AM


الساعة الآن 10:01 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir