أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-18-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي العلامة عبد الله بن صديق الغماري

النظر الدقيق

في اختصار وترتيب ترجمة
الشيخ الحافظ العلامة


سيدي عبد الله بن الصديق

(1328-1413هـ/1910-1993م)

إعداد: الدكتور رشيد كهوس
المغرب الأقصى






الحمد لله الذي رفع درجات العلماء، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد القائل: (العلماء ورثة الأنبياء)، وعلى آله الأطهار الشرفاء، وعلى صحابته الكرام الأصفياء، وعلى من اتبع هداهم واقتفى أثرهم إلى يوم الجزاء.

أما بعد:

فإن العلماء هم حماة الشريعة وحملتها، والقائمون بأمرها، والذابون عن حصونها، والداعون ليل نهار إليها؛ فهم الآخذون بيد الناس إلى طريق الرشاد، والمنتشلون لهم من مستنقعات الجهل، والمبينون لأسرار الدين، ومقاصد الشرع... لا يخلوا بهم زمان ولا مكان، وكلما قبض أحدهم خلفه آخر..
ومن هؤلاء الجبال الشوامخ، والدرر اللوامع، الشيخ الحافظ العلامة والمحدث الفهامة، والفقيه المدقق سيدي عبد الله بن سيدي محمد بن الصديق الغماري عليه من الله الرضوان؛ الذي تخرج على يديه جم غفير من أهل العلم في المشرق الإسلامي وغربه، وما زالت تآليفه الفريدة وثماره اليانعة تطل بأنوارها على صفحات التاريخ.

إنه منارة من منارات ريحانة طنجة -الملقبة بمدينة أهل الحديث- الذي بذل الغالي والنفيس في خدمة الحديث النبوي خصوصا والشريعة الإسلامية الغراء عموماً.

ولله در القائل:
سقى الله أجداثا أجنَّت معاشرًا = لهم أبحر من كل علم زواخر
وفي هذا المقام ألخص من الكتاب النفيس الموسوم بـ ( صديقيون ريحانة طنجة سيدي محمد بن الصديق وأنجاله الأشقاء الخمسة الغماريون السادة: أحمد، عبد الله، محمد الزمزمي، عبد الحي، عبد العزيز رحمهم الله تعالى ) : من تأليف الشيخ المختار محمد التمسماني، قدم له: الشيخ العلامة: عبد الله التليدي، الناشران: مركز التراث المغاربي بالدار البيضاء، ودار ابن حزم ببيروت، ط1/1428هـ-2008م، في 288 صفحة.

ألخص من الكتاب المذكور: ترجمة الشيخ الحافظ العلامة عبد الله بن الصديق الغماري رحمه الله؛ لنعيش لحظات ممتعة مع هذه المعلمة الفريدة، والجوهرة النفيسة التي يرصع بها تاج هذه الأمة المسلمة.


أولاً- الشيخ الحافظ وسط جامعة القرويين بفاس:


ولج الفتى الفاضل رحمه الله جامعة القرويين عام 1925م، وقضى فيها ثلاث سنوات في التحصيل المتواصل المجدّ على كبار شيوخها أمثال الأئمة:

-المحقق الفاضل صاحب الهمة العالية والصلاح والعلم الشيخ محمد بن الحاج (ت1944م).

- القاضي العالم والمحقق المشارك والمفتي البارع الشيخ العباس بن أبي بكر بناني (1883-1972م).

- وشيخ الجماعة ورئيس المجلس العلمي فيلسوف الفقهاء، العلامة المحقق أحمد بن الجيلالي الأمغاري (ت1935م).

- وشيخ الجماعة القاضي ورئيس المجلس العلمي الشيخ المحقق مولاي عبد الله الفضيلي (1874-1943م).

- وشيخ الجماعة القاضي الشيخ عبد الرحمن القرشي (1885-1939م).

- والعلامة المشارك الشيخ المحقق الحسين العراقي الكربلائي (ت1934م).

- والعلامة المشارك المتخصص في علم الفرائض الشيخ محمد أبو الشتاء الصنهاجي (ت1945م).

- والعلامة الفاضل المفت المدقق الشيخ أحمد بن الطيب القادري.

- والعلامة الورع الشيخ محمد الرضى السناني (ت1965م).

- والعلامة المحدث المؤرخ الإمام محمد بن جعفر الكتاني (1857-1927م).

على هؤلاء الجهابذة وغيرهم حضر وتتلمذ، وفي حلقاتهم ومجالسهم درس علوم التفسير والحديث والفقه والنحو والصرف والبلاغة والنطق والمقولات.. فأجازوه وقد أعجبوا به..



ثانياً- الشيخ الحافظ بعد رجوعه إلى طنجة:


وبعد قفول الفتى العالم من عاصمة العلم فاس إلى طنجة بذل قصارى جهده، وأخلى طوقه للبحث والتنقيب، والمراجعة، والتدقيق وسبر أغوار تلك العلوم التي كان –قبل التحاقه بالقرويين قد نَحَّبَ على حفظ متونها كأجرومية ابن أجروم الصنهاجي، وألفية ابن مالك الأندلسي في النحو والصرف ومختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر العسقلاني، والجوهر المكنون للأخضري، وجمع الجوامع للإمام السيوطي، والأربعين النووية، بالإضافة إلى مورد الظمآن، ومقامات الحريري..

هكذا غاص الشيخ الحافظ بقوة في دخائل تلك العلوم، وتوغل مفككاً لألغازها، مستخرجا دفائنها، مبيّناَ لغوامضها، متذوّقاً طعومها؛ فنبعت فيه ملكة الفهم والإدراك، وملكة التدبر والتبصر، ورزق النظر الثاقب، وحضور الدليل، وطول النفس..

وواظب الفتى العالم على حضور دروس والده الإمام في رسالة ابن أبي زيد القيرواني، وصحيح الإمام البخاري وغيرهما، وفي نفسه تطلع وتلهف وتشوق إلى الأزهر بعد أن منعه والده العلامة من الذهاب لما رأى من حرصه الشديد وقال له قولته المشهورة:"أحب أن تذهب إلى الأزهر عالماً يحتاج إليك علماء مصر..".



ثالثاً- التحاق الفتى العالم بجامعة الأزهر:


وفي عام 1349هـ/1930م تحققت أمنية الفتى العالم.. ورحل إلى مصر، وانتظم هو وشقيقه الفتى سيدي محمد الزمزمي إلى الأزهر.. وفي رحاب هذه الجامعة تلقى دروس كبار شيوخها وأئمتها.. منهم:

- الإمام العلامة والمحدث الفهامة والفقيه البارع الشيخ المشارك أحمد بن الصديق (1320-1380هـ/1901-1960م).

- مفتي الديار المصرية وشيخ علمائها العلامة محمد بخيت المطيعي (1845-1935م).

- العلامة المحقق أول من اختير عضوا في هيئة كبار العلماء، وكيل الأزهر، مدرس الفه والأصول والمنطق والفلك الشيخ محمد حسنين مخلوف (1860-1936م).

- مسنِد الديار المصرية العالم المحقق في علوم الآلة والفقه الشيخ أحمد رافع الطهطاوي (1858-1936م).

- العلامة والفقيه البحاثة محمد إمام المنصوري وقد أعجب به كثيرا الفتى العالم.

- العلامة الخطيب الفقيه البارع زبدة علماء الأزهر الشافعي محمد إمام السقا (1866-1935).

- العلامة متقن الفقه الشافعي الشيخ عبد المجيد الشرقاوي.

وغيرهم كالشيخ محمد عزت، ومحمد السمالوطي، وحامد جاد، وعبد القادر الونتاني..

ولم تمض غير سنتين من القراءة في الأزهر حتى بذَّ أقرانه، وبان شأوه عليهم، وذاع سيطه، فأوعز إليه في أن يتقدم لامتحان شهادة العالمية الخاصة بالغرباء. وكان الاختبار فيه يتضمن اثنتي عشرة مادة علمية هي: النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والأصول والتوحيد والفقه والتفسير والحديث والمصطلح.. فاجتازه بتفوق وعمره في بادئة الثلاثة والعشرين.

وشرع في التدريس، فكان أول عالم بالأزهر درَّس (شرح المكودي) على ألفية ابن مالك، كما درس (الجوهر المكنون) في البلاغة، و(السلم) في المنطق بشرح البناني، و(سلم الوصول إلى علم الأصول) لابن أبي الحاجب، وتفسير النسفي والبيضاوي، و(الإحكام في أصول الأحكام) للآمدي، و(الخبيص) على تهذيب السعد في المنطق، و(جمع الجوامع) بالرواق العباسي بين العشاءين وختمه في أربع سنوات.. بالإضافة إلى تدريسه علوم الحديث والفقه.

وانتظم من حلوه طلبة من كل أرجاء المعمورة عرب وعجم: أندونيسيا، والهند، وتركيا، ويوغوسلافيا، ورومانيا، وألبانيا، والشام، والحجاز، واليمن، والحبشة، والصومال، والسودان، وشمال إفريقيا وغيرها..

وفي سنة 1942م تقدم لنيل شهادة العالمية بعد عقبات اقتحمها وخاض غمار الامتحان فكان من الفائزين الستة من مجموع 282 مرشحاً.

يقول الشيخ الحافظ .. وصادف أنني كنت في زيارة الشيخ شلتوت في بيته ومعه جماعة من العلماء لأنه كان وكيلاً لكلية الشريعة.. ودخل أحد الزائرين فهنأني، فقال له الشيخ شلتوت: علام تهنئه؟ فقال: لأنه نال الشهادة العالمية الأزهرية واسمه في جريدة "الأهرام".. فقال له الشيخ شلتوت: نحن نهنئ الشهادة الأزهرية بأخذ الشيخ عبد الله لها الذي جاء من بلاده عالماً!).



رابعاً- الفتى العالم يناقش فحول العلماء:


لقد أبهر الفتى العالم أقرانه، وانبرى لكبار العلماء في مسائل فقهية معقدة استعصت على كبار شيوخ العلم، وها هو الفتى العالم يناقش الشيخ شلتوت في مسألة التداوي بالقرآن التي اعتبرها الشيخ شلتوت ضرب من الدجل، ويرد عليه الفتى العالم في كتابه الموسوم ب:"كمال الإيمان في التداوي بالقرآن"فسكت الجميع لما رأى من أدلة شرعية قدمها في الكتاب المذكور خفيت على كبار أهل العلم.

وانبرى له مرة أخرى لما وجه الشيخ شلتوت رحمه الله وجهه شطر شبهة توحيد الأديان، ونشر مقاله على صفحات جريدة "صوت أمريكا" وقال بأن الإيمان المنجي يوم القيامة هو الإيمان بالله واليوم الآخر، وأن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس بواجب، وزعم أن اليهود والنصارى ناجون يوم القيامة لأنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر كالمسلمين!! فتصدى له الشيخ العالم ودحض تلك الدعوى بالأدلة الشرعية وألف في ذلك جزءًا أسماه ب:"التحقيق الباهر في معنى الإيمان بالله واليوم الآخر"، وبين البراهين اللوامع، وعجز الشيخ شلتوت عن الرد وأطبق.

وإذا برسالة الزيات يتصدرها مقال الشيخ شلتوت يؤيد اعتقاد القاديانية بأن سيدنا عيسى عليه السلام قد قضى عليه الموت ورفع من هذه الدنيا وما كان من الراجعين!! وتصدى لها الشيخ الحافظ كذلك كما تصدى للشبه السابقة وألف في ذلك كتابا سماه ب:"عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام"، وقصد بين الشيخ شلتوت وقدمه إليه.. فتكسرت قواريره، وانقطع، ولم يعقب!

هذه المعركة العلمية الفريدة التي خاض غمارها مع الشيخ شلتوت أبدت لمن ألقى إليها السمع، أو قرأ تفاصيلها على صفحات المجلات والكتب، شخصية علمية متميزة بين حملة علم وأصحاب أقلام.. شخصية تخاطب العقل فتقنعه، وتُطَمْئِن النفس والقلب وقد نزعت منها ظلال الريب ومخاتلة الشبهات.. شخصية تفرق بوضوح بين الصواب والخطأ بين الوهم واليقين وقد اتخذت الحق عاصما لها من التردي والارتكاس في زهو "المشيخة"، أو في هوى التبجُّح بالغلبة وإن على أنقاض الباطل!. شخصية ذات مَصدق، تُسدد الأدلة تلو الأدلة لبيان صولة هذا الحق مهما تطاولت على نوره أكواد الظلمات!. شخصية تبين كيفية التعامل مع النصوص الشرعية، وكيفية الاستمداد منها والاستضاءة بنورها بالفهم العميق، والنظر الثقيب، والرأي الحصيف.

وكما تصدى الشيخ الحافظ العالم للشيخ شلتوت تصدى كذلك للمفكر الإسلامي وداعية التجديد الديني والإصلاح الاجتماعي الدكتور محمد البهي (1905-1983م) الذي زعم أن دليل إرسال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجن دليل ظني لا يقوم على اليقين! ! فرد عليه الشيخ الحافظ العالم في جزء سماه:"قرة العين بأدلة إرسال النبي إلى الثقلين"؛ بين فيه قطعية بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الجن بالقرآن والسنة المتواترة وإجماع الأمة، وكشف سر هذه الدعوى التي تمهد لدعوى تبشيرية استشراقية أخرى وهي أنه صلى الله عليه وسلم أرسل إلى العرب خاصة لأنه إذا انتفى القطع بعموم رسالته إلى الثقلين وجب التمسك بالمتيقَّن المقطوع به وهو رسالته إلى قومه دون غيرهم.. ! ! فدحض الدعوى ونقض الشبهة.

كما ناقش الشيخ الحافظ الجليل العلامة الشيخ البحاثة المؤرخ المحقق محمد أبو زهرة رحمه الله (1898-1974م)، وألف في ذلك كتابا سماه:"الرؤيا في الكتاب والسنة"، وناقش الشيخ الحافظ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله في معارك في "التوسل" وقراءة القرآن على الميت وفي مواضيع حديثية متنوعة. وكتب في ذلك كتبا منها:"إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي" و"القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع".

كما قامت بينه وبين شقيقه العلامة الفاضل محمد الزمزمي رحمه الله مساجلات ومناقشات علمية ضافية في قضايا مختلفة..

هكذا كان الشيخ الحافظ العلامة راسخ القدم في عدة علوم، ومنقطع النظير، جمع فيه ما تفرق في غيره، هو: حافظ، أصولي، نحوي، فقيه، مفسر، منطقي، بليغ.. مشارك ضليع، بحاثة محقق، ناقد بصير.. أو ما يحق له أن يقول عن نفسه:
جمعت علوماً عدة وفوائدًا = أتيتُ بها من فيض باري الخلائق
وأرجو بها تجديد دين محمد = فحقق رجائي يا إلهي ووفـــقِ

لقد صنف، وعلق، وحقق، وخرَّج، وراسل، وحاضر، ودرس، وأفتى..



خامساً- غزارة التأليف:


ألف الشيخ الحافظ العلامة كتباً قيمة (حملها من موقعي الله ومحمد*) في غاية التحرير، وقد جاوزت الثمانين مؤلفاً بين كتاب وجزء ورسالة , وهي أصناف فنونها كأزهار الحديقة تختلف أشكالاً وألواناً وعبيرًا.. أغلبها ردود.. من سايرها تراءى له الشيخ الحافظ العلامة رجلاً قلمه بالمرصاد لكل فكر مهوس شتيت يريد المساس بثوابت إسلامية.. قلمه يُخرس كل مدع يجبخ بما يمليه عليه هواه في نزق ومغالطة.. ومن هذه المؤلفات الكثير النافعة نذكر:

-فضائل القرآن.

-تفسير القرآن الكريم (لم يتم ) .

-الرد المحكم المتين على القول المبين.

-إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بسيد الأنبياء.

-سمير الصالحين.

-خواطر دينية.

-مصباح الزجاجة في صلاة الحاجة.

-نهاية الآمال في شرح وتصحيح حديث عرض الأعمال.

-الحجج البينات في إثبات الكرامات.

-واضح البرهان على تحريم الخمر في القرآن.

-دلالة القرآن المبين على أن النبي أفضل العالمين.

-إعلام النبيل بجواز التقبيل.

-توضيح البيان لوصول ثواب القرآن.

-الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين.

-الفتح المبين بشرح الكنز الثمين.

-الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام.

-الإحسان في تعقب الإتقان في علوم القرآن.

-التوقي والاستنزاه عن خطأ البناني في معنى الإله.

-المهدي المنتظر.

-إعلام النبيه بسب براءة إبراهيم من أبيه.

-الصبح السافر في تحرير صلاة المسافر.

-الرأي القويم في وجوب إتمام المسافر خلف المقيم.

-إتقان الصنعة في بيان معنى البدعة.

-رفع الشك والارتياب عن تحريم نساء أهل الكتاب.

-ذوق الحلاوة بامتناع نسخ التلاوة.

-أجوبة هامة في الطب.

-الفتاوى.

-توجيه العناية بتعريف الحديث رواية ودراية.

-كيف تكون محدّثاً.

-بدع التفاسير.

-حسن التفهم والدرك لمسألة الترك.

-السيف البتار لمن سب النبي المختار.

-جواهر البيان في تناسب سور القرآن.



ومن تعليقاته تحقيقاته التي فاقت العشرين نذكر:

-تعليق على "المقاصد الحسنة" للسخاوي.

-تعليق على "الحبائك في أخبار الملائك" للسيوطي.

-تعليق على كتاب "الإرشاد" لابن عساكر في الفقه المالكي.

-تعليق على شرح الأمير على مختصر خليل.

-تعليق على رسالة ابن الصلاح في وصل البلاغات الأربعة.

-تعليق على مساند أبي بكر وعمر وعثمان للسيوطي.

-تعليق على "تنبيه الفكر في الجهر بالذكر" للسيوطي.

-تعليق على "بادية السول في تفضيل الرسول" للعز بن عبد السلام.

-"أسباب الخلاص في الأوهام الواقعة في تحقيق كلمة الإخلاص"

-تحقيق الجزء السابع من "التمهيد" لابن عبد البر.

ومن تخريجاته:

-"الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج".

-تخريج أحاديث اللمع في أصول الفقه.

فكتبه جمة الفوائد، غزيرة المادة، تستوعب أصول الفنون التشريعية وفروعها بمهارة وعناية وذكاء.
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-18-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: العلامة عبد الله بن صديق الغماري

سادساً- ابتلاء العلماء العاملين:


إن الابتلاء سنة من سنن الله في الدعوات، فكما يبتلى الأنبياء والرسل يبتلى كذلك من سار على منهاجهم المستقيم، واقتفى أثرهم، وتمسك بسنتهم.
فلم يسلم الشيخ الحافظ العلامة والمحدث البحاثة عبد الله بن الصديق من جور الرئيس جمال عبد الناصر، فهو كذلك ممن اكتوى بنار بلائه "الأحمر" الذي صبه على خيرة العلماء العاملين زبدة هذه الأمة أمثال الشهيد الإمام سيد قطب والشيخ عبد القادر عودة رحمهم الله، علماء كانوا يسعون إلى تطبيق أحكام الله وعدله في الأرض! نعم قضى الشيخ الحافظ العلامة في الزنزانة 11 سنة حُسوماً من 15 دجنبر 1959 إلى 26 دجنبر 1969! وكان على وشك الإعدام لولا أن تداركه لطف الله! وهذا البلاء تابعه حتى في مدينة طنجة فاعتقل هو وشقيقه الشيخ العلامة سيدي عبد العزيز في سجن مالباطا لأنهما اجتهدا فصاما على الشرق! عجبا، فالبلاء مُدرِكه شرَّق أو غرَّب! وصدق مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..فما يزال البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) من حديث رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم والترمذي والنسائي وابن ماجه.

سابعاً- نشاطه الخارجي:


كتب الشيخ الحافظ العلامة في مجلة "الإسلام" بمنهجية متميزة جال فيها مع الحديث النبوي رواية ودراية، ومع فقه السنة من خلال الفتاوى في قضايا تحتك بالناس، ومشاكلهم، واهتماماتهم الدينية. وكانت له على صفحاتها ردود ومناقشات علمية مثيرة حتى عرف بمحدث المجلة!
وكانت له أيضاً إسهامات في المجلات الآتية: "الإرشاد"، و"هدي الإسلام"، و"الرابطة الإسلامية"، و"الشرق العربي"، و"الوسيلة"، و"المسلم"، و"نور الإسلام" التي تصدرها مشيخة الأزهر برئاسة العلامة الشيخ محمد الخضر التونسي.
هذا إضافة إلى صلاته الوثيقة ونشاطاته المكثفة مع العديد من الجمعيات التي كان يحاضر ويشارك في ندواتها وملتقياتها العلمية:
-جماعة الإخوان المسلمين، وكانت بينه وبين مرشدها الشهيد الإمام حسن البنا ووالده الشيخ أحمد عبد الرحمن صادقة متينة.
-جماعة أنصار السلف الصالح (تقلد رئاستها).
-جماعة أنصار الحج (عمل وكيلا لها).
-جمعية العشيرة المحمدية (كان عضوا بارزا فيها).
-جمعية الهداية الإسلامية.
-جمعية نشر الفضائل والآداب الإسلامية
-جماعة الرابطة الإسلامية.
-جماعة النساء المسلمات.
-جمعية زينب الغزالي النسوية.

ثامناً- مكانته العلمية:


أضف إلى ذلك أنه نال احترام وثناء وتقدير كبار العلماء أمثال شيخ الأزهر العلامة محمود شلتوت والشيخ علامة الديار المصرية ومفتيها الأكبر محمد بخيت، والقاضي الشيخ العباس بناني من كبار علماء القرويين، والعلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ محمود شويل إمام المسجد النبوي بالمدينة المنورة...
لكنه رحمه الله ما اغتر قط بهذه المكانة العلمية السامقة، وذلك الثناء والتقدير، وما كان من عشاق الشهرة، ولا من خطاب السيادة والمشيخة، ولا من اللاصقين بالكراسي والمناصب.. هو كريم الشيم، نبيل، سمح، شريف الطبع، نقي السريرة، خافض الجناح.. فيه أخلاق الفتوة الصوفية، يحمد الله على السراء، ويصبر على الضراء.. فيه ورع حتى في علمه.. فيه إخلاص وصدق وحياء.. إنه –بحق- أبو تراب: وصف يطلقه عليه في محبة وإكبار شقيقه الشيخ العلامة سيدي عبد الحي.. لذا اجتمعت عليه القلوب، وصفت له، فأُوتي محابَّها وجلالها حتى أصبح لكل عين حبيبا!
وجال الشيخ الحافظ العلامة رحمه الله بلاد الله شرقا وغربا.. حج عدة مرات، أولها وهو صبي يحبو، فحُج به.. وزار دول الخليج العربي، والأردن، والسودان، وبلدان الغرب الإسلامي.. وذهب إلى أوروبا، وسافر مرتين إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أقام فترة في بيت الملاكم الشهير على كلاي بشيكاغو.

تاسعاً- وحان وقت الرحيل:


عاد الشيخ الحافظ الجليل إلى وطنه إلى طنجة المحروسة في 10 يناير 1971 بعد غياب دام 40 سنة، وكان يوماً مشهوداً.
وبدأ مرحلة جديدة من حياته بين قومه.. فذاق الحلو والمر، واليسر والعسر.. وصنف، ودرس، وخطب.. فأثار حركة علمية مباركة لم يسبق لها مثيل..
واعترته علة، فتبلغت به، فثقل..
وفي يوم 12 فبراير 1993م أفضى إلى ربه.. فودعه آلاف المواطنين في جنازة رهيبة تأخذ بالأفئدة، وصلِ عليه ظهرا بالمسجد الأعظم، ودفن بالزاوية الصديقية بجوار والديه.. تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه وبوأه فسيح جنانه.. آمين.

عاشراً- مسك الختام:


خلاصة المرام في هذا المقام: فهذه لمحات سريعة، وزورة خاطفة ونثارات عن حياة الشيخ العلامة والمحدث الفهامة والفقيه البحاثة الحافظ أبي الفضل سيدي عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري.. الذي وهب كل حياته لخدمة العلم وطلابه، وللقيام لله بالقسط، فقد كان رحمه الله بالحق ظاهر ولا يخاف في الله لومة لائم.
لمحات لم تف بحق شخصية هذا الإمام العلامة الذي شيد المباني بالحجج البينات والأدلة الراجحة.. وقر العيون بجواهر البيان.. وأوضح البيان بنفحات مسكية عنبرية ربانية أزالت اللبس والغبش، وبينت حقائق الأمور، ودفعت الجهل والشك والارتياب...
حقاً كانت هذه المعلمة كنزا ثمينا بين قومه وهم عنه غافلون! وحق لنا أن نفخر به:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم = إذا جمعتنا يا جرير المجاميع

هكذا وقد فقدنا كثيرًا كثيرًا من العلوم النافعة والفوائد الجمة التي ذهبت بذهاب أهلها ورزئينا بغياب جمهرة من علمائنا الجلة رحمهم الله تعالى وأمطر عليه شآبيب الرحمة والرضوان.
وقد عشنا لحظات مع علم من أعلام هذه الأمة ودعامة من دعامتها المتينة، وبذكر الصالحين تتنزل الحرمات.
ختم الله لنا بالسعادة التي ختم بها لأوليائه وأصفيائه ومحبيه وجمعنا الله بهم على حوض الحبيب المصطفى والنبي المجتبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومتعنا جميعا بالنظر إلى وجه الله تعالى الكريم في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم وتفضل وتكرم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا إلى يوم الدين.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-18-2009
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: العلامة عبد الله بن صديق الغماري

سيرة عطرة

الى روح سيد المرسلين واولياء الله الصالحين والى روحه الفاتحة


:extra147:
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-19-2009
  #4
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: العلامة عبد الله بن صديق الغماري

هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وفاة العلامة الشيخ أحمد بن عبد الله الدُّوغـــان الخالدي الأحسائي الأشعري الشافعي admin المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 1 10-20-2013 03:31 PM
خطاب استقالة العلامة عبد الله بن بيه من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 09-15-2013 06:10 PM
بيان هام من أسرة العلامة الشهيد البوطي رحمه الله فراج يعقوب المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 6 04-10-2013 06:16 PM
فضيلة العلامة الشيخ شكري اللحفي حفظه الله عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 3 03-17-2013 05:04 PM
صديق محمود المنشاوي -يوسف علاء الدين الصوتيات والمرئيات 0 09-02-2008 02:17 AM


الساعة الآن 10:07 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir