أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-14-2010
  #1
ابو معاويه
الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 181
معدل تقييم المستوى: 16
ابو معاويه is on a distinguished road
افتراضي عمرو بن العاص . . داهية العرب

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد


وينكر الفم طعم الماء من سقم


لقد أرسل الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق ظاهرا جليا ومن الغريب أن يتأخر إسلام عمرو بن العاص مع ما كان عليه من فطنة ورجاحة عقل، فقد قال عنه الذهبي في “سير أعلام النبلاء”: “داهية قريش ورجل العالم، ومن يضرب به المثل في الفطنة، والدهاء، والحزم”، وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم “عمرو بن العاص من صالحي قريش”، وقال عنه أيضا “أسلم الناس وآمن عمرو”، وقال عنه إبراهيم النخعي: “عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء لعمرو على أبي بكر وعمر لدهائه في ذات السلاسل، هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشي وكنيته أبو عبدالله” .


قال عنه قبيصة بن جابر: “صحبت عمرو بن العاص، فما رأيت رجلا أبين أو أنصع رأيا، ولا أكرم جليسا منه، ولا أشبه سريرة بعلانية منه”، وقال الجمجي: “كان عمر بن الخطاب إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه، قال: سبحان الله . إن خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد” وروى موسى بن علي، عن أبيه أنه سمع عمرا يقول: “لا أمل ثوبي ما وسعني، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي، ولا أمل دابتي ما حملتني، إن الملال من سيئ الأخلاق” .


إسلام عمرو


وعن إسلامه يروى ابن اسحاق أن عمرو بن العاص قال: لما انصرفنا من الخندق، جمعت رجالا من قريش، فقلت: والله إن أمر محمد يعلو علوا منكرا، والله ما يقوم له شيء، وقد رأيت رأيا، قالوا: وما هو؟ قلت: أن نلحق بالنجاشي على حاميتنا، فإن ظفر قومنا، فنحن من قد عرفوا، نرجع إليهم، وإن يظهر محمد، فنكون تحت يدي النجاشي أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد . قالوا: أصبت . قلت: فابتاعوا له هدايا، وكان من أعجب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم، فجمعنا له أدما كثيرا، وقدمنا عليه، فوافقنا عنده عمرو بن أمية الضمري، قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في أمر جعفر وأصحابه، فلما رأيته، قلت: لعلي أقتله .


وأدخلت الهدايا، فقال: مرحبا وأهلا بصديقي، وعجب بالهدية .


فقلت: أيها الملك! إني رأيت رسول محمد عندك، وهو رجل قد وترنا، وقتل أشرافنا، فأعطنيه أضرب عنقه، فغضب، وضرب أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض دخلت فيها، وقلت: لو ظننت أنك تكره هذا لم أسألكه .


فقال: سألتني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الذي يأتي موسى الأكبر تقتله؟ فقلت: وإن ذاك لكذلك؟ قال: نعم .


فقال: والله إني لك ناصح فاتبعه، فوالله ليظهرن كما ظهر موسى وجنوده .


قلت: أيها الملك، فبايعني أنت له على الإسلام، فقال: نعم .


فبسط يده، فبايعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، وخرجت على أصحابي وقد حال رأي، فقالوا: ما وراءك؟ فقلت: خير، فلما أمسيت، جلست على راحلتي، وانطلقت، وتركتهم، فوالله إني لأهوى إذ لقيت خالد بن الوليد، فقلت: إلى أين يا أبا سليمان؟ قال: أذهب والله أسلم، إنه والله قد استقام الميسم ظهر الحق إن الرجل لنبي ما أشك فيه، فقلت: وأنا والله .


فقدمنا المدينة، فقلت: يا رسول الله، أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولم أذكر ما تأخر فقال لي: “يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله” .


ذات السلاسل


حمل عمرو بن العاص اللواء في غزوة “ذات السلاسل”، وسميت بذلك الاسم لأن المسلمين نزلوا على ماء لجذام، يقال له: السلسل . وعن هذه الغزوة قال ابن سعد: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من قضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف المدينة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص وعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ومعهم ثلاثون فرساً وأمره بأن يستعين بمن مربه من بلى وعذرة وبلقين فسار الليل وكمن النهار . فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعا كثيرا . فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين وعقد له لواء وبعث معه خيار المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر وأمر بأن يلحق بعمرو وأن يكونا جميعا ولا يختلفا فلحق بعمرو فأراد أبو عبيدة أن يؤم الناس فقال عمرو: إنما قدمت على مددا وأنا الأمير فأطاع له بذلك أبو عبيدة فكان عمرو: يصلى بالناس وسار حتى وطئ بلاد بلى وسار إلى أقصى بلادهم وبلاد عذرة وبلقين ولقى في آخر ذلك جمعا فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد وتفرقوا .


ويروي عمرو بن العاص موقفاً حدث له كما في “السيرة النبوية” لابن كثير قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، قال: فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟” قال: فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما” فضحك نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا .


فتح مصر


وبعد وفاة الرسول ولاه عمر بن الخطاب فلسطين وما والاها، ولما استقام له الأمر كتب إليه أن يسير إلى مصر فسار إليها حاملا لواء الجيش وذلك في السنة الثامنة عشرة من الهجرة وكان قوام الجيش أربعة آلاف مقاتل، وأمام شدة المقاومة طلب عمرو المدد من أمير المؤمنين فأرسل إليه أربعة آلاف من الجند فصار قوام الجيش ثمانية آلاف مقاتل وحاصر الجيش حصن بابليون بعدما تحصن فيه الرومان لمدة سبعة أشهر حتى منّ الله عليه بفتحه بعد حصار ومعاناة . وبعدها اتجه عمرو إلى الإسكندرية فوجد مقاومة من حاميتها فامتد حصارها إلى أربعة أشهر حتى فتحها .


ويذكر أن عمرو تحدث مع زعماء النصارى وكبار أساقفتهم فقال: إن الله بعث محمدا بالحق وأمره به، وإنه -عليه الصلاة والسلام- قد أدّى رسالته، ومضى بعد أن تركنا على الواضِحَة، وكان مما أمرنا به الإعذار إلى الناس، فنحن ندعوكم إلى الإسلام، فمن أجابنا فهو مِنّا له مالنا وعليه ما علينا، ومن لم يُجِبنا الى الإسلام عرضنا عليه الجزْية وبذلنا له الحماية والمنعة، ولقد أخبرنا نبينا أن مصر ستفتح علينا، وأوصانا بأهلها خيرا فقال: ستُفْتَح عليكم بعدي مصر، فاسْتَوصوا بِقِبْطها خيرا، فإن لهم ذِمّة ورَحِما فإن أجبتمونا إلى ما ندعوكم إليه كانت لكم ذِمّة إلى ذِمّة . ولما أنهى عمرو كلامه صاح بعض الأساقفة والرهبان قائلا: إن الرّحِم التي أوصاكم بها نبيكم لهي قرابة بعيدة لا يصل مثلها إلا الأنبياء .


وبعد حياة حافلة بالكفاح والجهاد ينزل بعمرو بن العاص الموت فقال له ابنه عبد الله: يا أبَتِ إنك كنت تقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه؟ فصفْ لنا الموت وعقلك معك فقال: يا بُنيّ الموتُ أجل من أن يوصف، ولكنّي سأصف لك منه شيئاً، أجدني كأنّ على عنقي جبل رَضْوَى -جبل في المدينة على سبع مراحل- وأجدني كأنّ في جوفي شوك السلاّء، وأجدني كأنّ نَفَسي يخرج من ثقب إبرةٍ .


ثم رفع بصره إلى السماء مناجياً ربه قائلا: اللهم لا بريء فأعْتذِر، ولا عزيز فأنْتَصر، وإلا تُدْركني رحمتك أكن من الهالكين وظل في ضراعاته حتى صعدت إلى الله روحه وكانت آخر كلماته: لا إله إلا الله، ودفن بمصر فرضي الله عنه .
__________________
ابو معاويه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصحابي الجليل حاطب بن عمرو من أوائل المهاجرين إلى الحبشة عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 12-09-2011 08:43 AM
عمرو بن بحر الجاحظ عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 08-23-2011 03:19 AM
عمرو بن العاص لقبّه عمر بن الخطاب بأرطبون العرب عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 07-15-2011 02:33 AM
القعقاع بن عمرو التميمي نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 08-23-2010 05:56 PM
الخنساء بنت عمرو أم الشهداء ساره السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 3 03-20-2009 01:09 AM


الساعة الآن 05:09 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir