أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور           

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

إضافة رد
قديم 07-21-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الحطب والحطابات

"الحطب" لم يكن ضيفاً عابراً في منازلنا


لمياء سليمان

الثلاثاء 20 تموز 2010

لم يعد منظر القروية التي تحمل "كارة" من النباتات الشوكية على ظهرها منظراً مألوفاً في المدينة، وكذلك منظر "الطوف" المحمل بالأخشاب قادماً من "الحوايج النهرية"، لكنها قبل عدة عقود كانت مشاهد مألوفة بل وجودها ركن أساسي في حياة أهل المدينة لأن الحطب لم يكن ضيفاً عابراً في منازلنا.


للحديث حول هذا الأمر أكثر التقى eSyria بالسيدة "يسرى قدور" التي تحدثت عن مصادر الحطب ومكانته في بيوت أهل "الدير" بالقول: «كان للحطب المستخدم في المنزل حضور كبير في حياتنا فقد كان يرافق أهل البيت طوال النهار وذلك لضرورة استخدامه في أغلبية الأعمال المنزلية من التدفئة إلى إنضاج الخبز وطهو الطعام وصنع القهوة والشاي لذلك فقد كنا نجد– على الأغلب- حجرة خاصة بالحطب في كل منزل، أما عن مصادره فهي كثيرة ولعل المصدر الأساسي له هو "الحوايج النهرية"- الجزر النهرية- ومنها كان يؤتى بخشب "الغرب والطرفاء" وهذا يتم تقسيمه إلى عدة أقسام لكل قسم تسمية خاصة، القسم الأول ويطلق عليه تسمية "زنود" وهو عبارة عن أغصان الأشجار المجردة من الورق ويستخدم لزيادة اشتعال النار، والقسم الثاني "شيلة" وهو مؤلف من أغصان الأشجار مع أوراقها وتستخدم هذه في الطهو وفي إنضاج الخبز، أما القسم الثالث فيتألف من جذوع الشجر فكل جذع يتم تقطيعه وتسمى القطعة منه " قصة" والاستخدام الأساسي "للقصات" يكون في مدافئ الحطب ويستخدم معه أحياناً "قطع صغيرة من الحطب" يسمى "علكة" لإطالة مدة الاشتعال، وهذا الحطب يحضر من "الحوايج" عن طريق الطوافات وله موسم هو فصل الربيع، حيث


السيدة غازية العبد الله
يوضع في أماكن خاصة على الشاطئ يباع فيها، أما في غير الموسم فيباع في "الخانات" وتسمى كل مجموعة من الحطب تحمل على "الطوف" "طوفة" ثم يوضع أمام البيت ويتم الاستعانة برجل مختص بتقطيعه وبالطبع كان يوم تقطيع الحطب أو كما كان يقال "يوم القص" مناسبة مفرحة بالنسبة للأطفال لما فيها من كسر للروتين».

هذا هو المصدر الأول أما الثاني والثالث فقد حدثتنا عنهما السيدة "فرحة جدعان" بالقول: «المصدر الثاني من البادية حيث يتم فيها جمع شجيرات شوكية مثل "الرمث" و"الشيح" و"الخرنوب" بعد جفافها من قبل نساء البدو ويضعنها في ثوب كبير تعقد أطرافه ويحمل على الظهر ويسمى "كارة" وتقوم النسوة بتسويقه من خلال الطرق على الأبواب والبحث عمن يحتاجه أو تكون متفقة سلفاً مع عائلة ما تحتاج إليه.

أما المصدر الثالث فهو الريف ومنه يؤتى "بالقطن" ويسمى "حطب القطن" وتحضره الفلاحات من الريف محملاً على الحيوانات ويباع في حارات "الدير" وغالباً ما تقصد الفلاحات اللواتي يحملنه بيت "الخبازة" في الحي حيث يوجد "خبازة" في كل حارة تقريباً.

ويتم حفظ الحطب غالباً في غرفة خاصة تسمى "غرفة الحطب" وقد تجد من لم يخصص له حجرة فيحفظه تحت الدرج أو "العرزال"


استخدام الحطب في طهي الطعام
بجانب التنور.

ويشترى مع الحطب قطع خشب صغيرة للموقد، وكذلك نشارة خشب من سوق "الخشابة"، وتستخدم للطهو من خلال موقد يسمى "بابور نشارة" توضع عليه طنجرة الطهو، وغالباً لا تستهلك الأسرة كل الحطب الموجود فيتم استهلاكه في العام القادم».

ولشدة الاهتمام بالحطب ومكانته دخل كثيراً في شعر الكبار وأهازيج الصغار ومن ذلك ما ذكرته السيدة "كوثر العويد" بقولها: «كان الأطفال شتاءً حين يريدون السهر في الليل ويكون الطقس بارداً يذهبون إلى بيت أحدهم ويقفون على بابه وينادون صاحبة البيت ويدعون لابنها ويطلبون منها بعض الحطب لإكمال سهرتهم ودفع البرد عنهم ومن تلك الأهازيج:

منو على الدايرة/ فلان على الدايرة

وشعيفته طايرة / يشرب من كوز النبي

صحة وألف عافية/ يم الوليد اعطينا

عود الحطب يرضينا/ وإن كان صاحب بيتك غايب

لا تزعلين علينا/ حلي الكيس واعطينا.

الدايرة: الدائرة الحكومية، شعيفته: مقدمة شعر الرأس.

وفي حال لم تتجاوب صاحبة البيت مع طلبهم المشروع يهجونها أيضاً بالأهازيج الطفولية ويصفونها بالبخل.

وهناك شعر كثير قيل في الحطب والفتيات الواتي يذهبن للاحتطاب ومنه:

شالن حزم الحطب دلن جدايلهن / لولا حجايا الناس لأمر أشيّلهن».

وحول اختفاء غرفة الحطب من المنازل وتعامل النساء مع ذلك التقينا السيدة "غازية العبد الله": «إن الحياة تستمر وتسير نحو الأمام كلنا كسيدات شعرنا بالارتياح لأن اختفاء الحطب ذهب معه تعب لا يمكن وصفه يتعلق بالخبز والتدفئة والطهو، ولكن للأسف كأن ذلك التعب حين ذهب عنا أخذ معه الكثير من معنى الحياة وبهجتها، اختفت غرفة الحطب من المنزل بعد البدء باستخدام الوقود وهذا ينطبق على المدينة ونوعاً ما على الريف الذي يقتصر استخدام الحطب فيه على انضاج الخبز تقريباً».
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موسوعة من الخطب المنبرية في الديار الشامية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 1 04-18-2018 10:32 AM
تحميل كتاب الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء ضياء الروح المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 10-12-2014 07:27 AM
.سوريا توافق على الخطة العربية لإنهاء الأزمة عبدالقادر حمود القسم العام 0 11-03-2011 07:03 AM


الساعة الآن 04:40 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir