بسم الله الرحمن الرحيم
سورة البلد هي بحق سورة كرم فيها الله جل جلاله نبيه صلى الله عليه وسلم.فقال في اولها : "لا أقسم بهذا البلد ، وانت حل بهذا البلد" 1.2 من سورة البلد.
البلد مكة ، والمخاطب سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم،فاجتمع خير خلق الله جل جلاله ، بأعظم بقعة على وجه الأرض مكةـ، فلكرم الله جل جلاله جعل البيت و النبوة في زمان مكاني أبدي مستمر ، لا تنقطع الأنوار منه هبوطا و صعودا،وانتشارا بالافاق، فالوجهة القبلة ،والمراد من التعبد الله ،والقائد المعلم الوالد المعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جعل البيت مثابة للناس و أمنا فيه مقام أبراهيم ومن دخله كان آمنا مطمئنا يبعث من رقدت فيه عظامه آمنا يوم القيامة. والجسد النبوي الطاهر في الروضة الشريفة، في حياة برزخية مستمرة، يرد السلام على من سلم عليه صلى الله عليه وسلم،تعرض عليه أعمالنا كل يوم أثنين و خميس، فأن وجدخيرا حمد الله و اثنى عليه ، وان وجد غير ذلك استغفر لنا الله.
يعرفنا بأسماءنا و أسماء أمهاتنا و آبائنا و يثبثناعنده.
"ووالد وماولد"اشارة منه الى سيدنا المبجل أبراهيم عليه والسلام و سيدنا أسماعيل و ذريتهما التي كانت سببا في الدعوة الحنيفية السمحة.
الوالد في القرآن يدل لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد ، الى النسب الممتد المتسلسل بالفيض و المدد من النبوة الى خلفائهم و خصوصا سيدنا مجحمد صلى الله عليه وسلم.
فيضه النوراني الذي يشمل الكون ، به خلقه و مخلوقاته ،فكلها تسبح الله و تبتهل الى الله ، مع الذاكر الذي لا ينقطع ذكره في البرزخ مولانا رسول الله صلنى الله عليه وسلم.فهو الذاكر لله في سائر احواله فحياته خير لنا بالحكمة و الدعوة و موته صلى الله عليه وسلم خير لنا كما جاء في الحديث.
المدد الذي بثه في خلفائه الخاصة من اهل الله الأولياء الحنفاء .
وماولد اشارة في القرآن الى عظم قدر آل بيتنا محمد صلى الله عليه وسلم ، و الى محمودية النسب الروحي المفيض على سائر الأمة بفضل الله.
فذرية الذكر و الولاية و النسب الألهي "الربيون" باق الى ان ياذن الله ببزوغ شمس الأمام المهدي عليه السلام مؤذنا ببزوغ فجر الخلافة الثانية الموعودة.
و نزول عيسى عليه السلام و بروز ايام الملاحم الألهية " وعدا علينا انا كنا فاعلين".
ثم تاتي حقيقة التعب و النكد و الشقاء و الكدح الملازمة للوجود الأنساني " لقد خلقنا الأنسان في كبد".
انت في كبد مادمت لا تعرف الله و رسله ،لاتعرف معناك مادمت غارقا في تكبرك الفرعوني الأناني تنكر الله و شريعته.
ما زلت تفجر أمامك ناسيا قيامتك يو م موتك. يوم يكشف الغطاء فبصرك يومئذ حديد.
انسيت انني لاعطيتك ادوات الأقتفاء و الأجتباء و الأقتداء و الفهم عني ،من سمع و بصر و فؤاد ، وشفاه و لسان ،ثم أرسلت لك الرسل ليبينوا لك طريق الخير و الشر.
ثم ماذا كان منك ؟يامن رفعت نسبك الفرعوني و نسيت نسبي ،؟
الأعراض و الكبر و التجبر .
و الأنكى من ذلك الغفلة .
لكنك رغم ذلك ما أخذت السبيل .؟
جاء في الحديث عن البيهقي و الدارقطني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الا يارب نفس طاعمة كاسية في الدنيا ،جائعة عارية يوم القيامة،الا يارب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة كاسية يوم قيامة،الا يارب مكرم ذي نفسه و هو لها مهين،الايارب مهين ذي نفسه و هو لها مكرم ،الا و ان عمل الجنة حزن بكبوة،الا و ان عمل النار سهل بربوة.
الا يارب متخوض فيما افاء الله على رسوله ، وليس له في الآخرة من خلاق.".رواه أبو نعيم كذلك في دلائل النبوة.
الحديث خير دليل على ما اردنا الأشارة اليه.
فلم يستطع الأنسان ان يقتحم اليه المفاوز و العقبات ليصل الى ربه.
و أفاض الله علينا من كرمه و ادركنا بلطفه فقال هاكنم التجارة الرابحة تعال اعلمكم في مقام التعليم كيف تقطعون العقبة :فكوا رقبة الخلق من الغفلة ذكروهم بي.أذكركم في مجلس خير من مجالسكم. 2.اطعموا خلقي أفتح عليكم بعلمي و رحمتي و أشملكم بعنايتي. 3.ثم اذكروني مع من يذكروني ،بالكينونة وع الصالحين.



أذكركم يوم القيامة و اجمعكم على منابر من نور.
و اصبروا و تواصوا على هذه الأعمال حتى تفاحوا و تنجوا من الخسر" ان الأنسان لفي خسر الا الذين ىمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصو بالصبر".
آمين و بالله التوفيق