أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي أحْيَانا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وإلَيْهِ النَشُور           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي النبات عالم حافل بدلائل القدرة الإلهية

لفت بأسراره اهتمام علماء الهندسة الوراثية
سبحان الله ... النبات عالم حافل بدلائل القدرة الإلهية





بعض صور ودلائل القدرة الإلهية تتجلى في عالم النبات الذي يزخر بالكثير من الآيات والأسرار الناطقة بعظمة الخالق وجلاله، فالنباتات جميعها تتغذى وتنمو في وجود الماء والضوء والكربون والأوكسجين والهيدروجين والنيتروجين والفوسفور والكبريت والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والحديد . . ومع أن الغذاء بهذه المواد والعناصر واحد فإن الأرض ينبت فيها التفاح الحلو والحنظل المر والقطن الناعم والصبار الشائك والقمح والشعير والبرتقال والليمون والنخيل والعنب والتين والزيتون والرمان . . تربة واحدة وعناصر غذائية واحدة وماء واحد وبذور متناهية في الصغر تنبت آلاف الأنواع من النبات والثمار . . وتتعدد الأشكال والألوان والروائح والطعوم تفرض على كل من ينظر إليها ويتدبر أحوالها، ويتعرف عليها؛ أن يردد في اليوم الواحد ألف مرة “سبحان الخالق القادر المبدع في كل مخلوقاته” .

المفكر العلمي الدكتور أحمد فؤاد باشا العميد الأسبق لكلية العلوم، نائب رئيس جامعة القاهرة يصحبنا لنتعرف إلى جوانب من عظمة الخالق ودلائل قدرته في عالم النبات؛ حيث يوضح لنا أولا سنة الله في التلقيح والتزاوج بين الذكورة والأنوثة في الفرائس والنبات، التي لا تختلف عن سنة الحياة في البشر والحيوان والطيور وكل ما خلق الله في عالم الشهادة .

يقول: إذا كانت الحياة في الإنسان تبدأ كجنين صغير تحتضنه الأم، فالحياة في النبات تبدأ هي الأخرى كجنين صغير تحتضنه الحبة أو النواة، وتختزن له من الغذاء ما يكفيه أثناء الإنبات والنمو، وتبقى الأجنة ساكنة هادئة حتى تضمها الأرض وتتهيأ لها الظروف المناسبة من حرارة وماء، فيفلق الحب والنوى وينمو الجنين، وعلينا هنا أن نتدبر قول الحق سبحانه وتعالى: “إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون” .

هنا يوضح لنا الدكتور زغلول النجار أن العلميات المعقدة في فلق الحب والنوى، التي أسهب علماء النبات والهندسة الوراثية في شرحها، لا يقوى عليها أحد من الخلق، ولا يمكن لهذه العملية أن تتم بغير توجيه وهداية ربانية، ولذلك نسب الحق تبارك وتعالى هذه العملية لذاته العلية؛ تشريفا لها وتعظيما لشأنها، لأنه من دون الإرادة والقدرة الإلهية ما كانت هناك إمكانية للحياة على الأرض، فالحمد لله على نعمه المتعددة، ومنها فلق الحب والنوى .

ثلاثة أقسام

وبالعودة إلى الدكتور باشا فإنه يشير إلى جانب آخر من الإبداع الإلهي في خلق النبات وهو التزاوج الذي أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: “سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون” . . وقد كشف العلم الحديث حقيقة الإعجاز العلمي في هذه الآية، حيث تصنف أزهار النباتات على اختلاف أنواعها إلى ثلاثة أقسام:

أزهار مذكرة . . وأزهار مؤنثة، وأزهار خنثى تجمع الناحيتين من عضو التذكير وعضو التأنيث معا . . ومن الأمثلة الموضحة لذلك: النخيل . . فمنه نوع مذكر وآخر مؤنث . . أما نبات الذرة فيحمل في وقت واحد أزهاراً مذكرة وأخرى مؤنثة . . وفي جميع الأحوال لابد أن يتم التلقيح والتزاوج عن طريق اتحاد حبة اللقاح بنواة البيضة ليتم تكوين الحبة أو البذرة، التي تجمع من صفات الأب وصفات الأم، وللتلقيح طرق كثيرة، منها ما يقوم به الإنسان كما في النخيل، ومنها ما تقوم به الحشرات، ومنها ما يقوم به الهواء، ومنها ما يتم بواسطة تيارات الماء .

ويضيف: القرآن الكريم كشف لنا جانبا من التلقيح الهوائي في قول الحق سبحانه وتعالى: “وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين” . . وقد قال علماء النبات: إن الأزهار هوائية التلقيح مهيأة تماما لعملية الإخصاب بواسطة الرياح، حيث يطول الخيط الذي يرفع عضو التذكير لأعلى بطريقة تجعله يتحرك من أي نسمة هواء، فتتساقط منه حبات اللقاح خفيفة ملساء حتى يسهل حملها بالهواء إلى عضو التأنيث في الزهرة المؤنثة المعدة لهذا اللقاح، فإذا ما قام الهواء بدوره وسقطت حبة اللقاح على عضو التأنيث التصقت به وبرزت منه أنبوبة تعرف باسم “أنبوبة اللقاح” التي لا تلبث أن تنمو حتى تصل إلى البويضات وتتم عملية التلقيح .

أشكال وألوان وروائح

تنوع أشكال وألوان ووظائف النبات من أبرز جوانب العظمة والقدرة الإلهية كما يقول الدكتور باشا فلو تأملنا ما يحيط بنا وما نراه هنا وهناك من نباتات متعددة الأشكال والألوان والطعوم والروائح والأغراض التي تستخدم فيها، لرددنا مليون مرة “سبحان الله” خالق الحياة والأحياء المبدع في كل مخلوقاته .

هذا التنوع البديع الذي نشاهده كل يوم نبهتنا إليه الآية القرآنية الكريمة: “وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون” . . فهذه الآية تنبهنا إلى دلائل القدرة الإلهية في عالم النبات الذي يزخر بالكثير من الآيات الناطقة بعظمة الخالق وجلاله، فكل النباتات تتغذى من عناصر واحدة، ومع ذلك تتعدد ألوانها وأشكالها ومذاقها ورائحتها والوظيفة التي تؤديها، فهناك نبات يصلح غذاء للإنسان وآخر لا يصلح إلا للحيوان، وثالث للطيور والحشرات . . وهناك نباتات للزينة والجمال، وهناك عشرات الآلاف من الأشكال والألوان والأحجام . . فمن الذي صنع كل ذلك وأبدع فيه هذا الإبداع؟

آكلة اللحوم

ومن عجائب التنوع في عالم النبات كما يقول الدكتور باشا ذلك النوع الذي يسميه العلماء “النباتات آكلة اللحوم”، وهي تنمو في أرض قليلة المواد العضوية وتستوفي احتياجاتها من هذه المواد عن طريق آليات خاصة تعمل لاصطياد ما يقع على أوراقها من حيوانات صغيرة وحشرات، فتطويها بداخلها مثل طي المصايد للفئران ثم تصب عليها من الأنزيمات ما تعمل على تحليل أجسادها وتحرير ما بداخلها من مواد عضوية يمكن استغلالها، ثم تلفظ هذه المصايد النباتية إلى الخارج بعد ذلك ما تبقى منها . . ويحصي العلماء نحو 500 نوع من هذه النباتات المفترسة في مختلف أنحاء العالم، وأكثر ما يثير العجب من هذه الأنواع تلك النباتات التي تعمل كمصائد للإنسان بسبب غزارة نموها إلى الحد الذي يجعلها تخفي عن الإنسان مدى تفكك التربة التي تتوسطها وتكسوها فتبدو وكأنها بساط أخضر ممهد يغري بالسير عليه . . بينما هي في حقيقة الأمر مقبرة تغوص فيها الأجساد، ومن أمثلة هذا النوع نبات “ابن سينا” الذي يعيش في بعض جزر البحر الأحمر بالمياه المصرية .

ويستدل بعض العلماء من سلوك هذه النباتات الآكلة للحوم على احتمال وجود جهاز عصبي موضوعي يستشعر الحافز لوجود الحشرات أو الحيوانات الدقيقة، ويحرك بعض أعضاء النباتات لاصطيادها والاستفادة مما تحويه من مغذيات . . ويكون النبات في هذه الحالة مثله مثل إنسان مقيد في الأرض، لا يستطيع الحراك، ولكن لديه القدرة على تحريك أحد أعضائه لتحقيق ما يبتغيه من أشياء قريبة المنال . . “فسبحان الله الذي جعل من تنوع المخلوقات دليلا على ألوهيته ووحدانيته، فهوالذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً وأنزل من السماء ماءً فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى” .

أنواع التربة

ولأن كل نبات يحمل خصائص وسمات معينة ويحتاج إلى تربة خاصة تتناسب مع طبيعته، فقد كشف لنا القرآن الكريم هذه الحقيقة في قول الحق سبحانه: “والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون”، فهذه الآية كما يوضح الدكتور الباشا تشير في بعض معانيها إلى اختلاف أنواع التربة، ما يتسبب في اختلاف درجات جودتها، وهو ما يندرج ضمن مباحث علوم التربة الزراعية، وتصنيف الأرض بحسب طبيعتها إلى أراض رملية وأخرى طينية وغيرها صفراء أو قلوية أو مالحة أو سبخة أو صحراوية، والشاهد عليه والكاشف لها ما ينتج فوق سطحها من نبات وأعشاب، وهذا الاختلاف في طبيعة الأرض هو من أهم القواعد التي تراعى عند دراسة الأرض وتحديد قيمتها وتقدير صلاحيتها .

وهكذا تتجلى عظمة الخالق المبدع في خلق النبات وعلينا أن نتأمل النباتات بمختلف أشكالها وألوانها وأحجامها ووظائفها لنردد في كل لحظة “سبحان الله” .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مخالفة الإنسان للعظمة الإلهية عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 10 05-03-2012 06:51 PM
استقبال شعبي حافل لأسرى الدفعة الثانية من صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 0 12-19-2011 01:25 PM
التطعيم يساعد على إكثار النبات وتحسين جودة الثمار عبدالقادر حمود القسم العام 0 12-14-2011 08:33 AM
عجائب النبات والحيوان عبدالقادر حمود القسم العام 2 11-20-2010 01:07 PM
تاريخ حافل بالبطولات نوح ركن وادي الفرات 2 02-12-2009 07:04 PM


الساعة الآن 05:22 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir