أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-23-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الملاحق - ملحق اميرداغ الاول


كليات رسائل النور
7
الملاحق
في فقه دعوة النور
جـ - ملحق أميرداغ
تأليف
بديع الزمان سعيد النّورسي
ترجمة
إحسان قاسم الصالحي

الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 229
التقرير الذي رفعه خبراء آنقرة بالاجماع
لقد فُتحت وقرئت من قبلنا محتويات خمسة صناديق مملوءة بالكتب. وحيث ان من صلاحيتنا تدقيق كل ما في الصناديق، فقد وجدناه الآتي:
كتب مطبوعة مؤلفة من قبل سعيد النورسى، واجزاء غير مطبوعة من رسائل النور، ومكاتيب علمية و دينية لبعض من طلابه، متعلقة به، ومكاتيب اخرى اعتيادية جرت بين الطلاب انفسهم او بينهم وبين سعيد النورسي مع مجموعة من الكليشات.
ولأجل بيان ماهية هذه كلها لا بد من تقسيمها الى قسمين:
1- الرسائل التي كتبت لتفسير آية كريمة او إيضاح حديث شريف، وهي تشكل تسعين بالمئة من المحتويات. هذه الرسائل وضحت فيها العقائد التي تخص الدين والايمان بالله والرسول والقرآن والآخرة، فوضحت بجلاء مع ايراد الامثلة ونظرات علمية دقيقة مقرونة بنصائح اخلاقية موجهة الى الشيوخ والشباب مع ادراج حوادث ذات عبرة جرت في الحياة مع ذكر امور نافعة للأهلين ومفيدة لأرباب العمل. والمؤلف في هذه الرسائل كلها لم يغادر الاخلاص ولم يفارق التجرد والعلم ولم يخالف قطعاً اسس الدين. ومن الواضح البيّن ان هذه الرسائل لا تحتوي على ما يخلّ بنظام البلاد ولا تستغل الدين بتشكيل الجمعيات.
أما الرسائل الاعتيادية التي جرت بين الطلاب وبين سعيد النورسي فهى ايضاً من هذا القبيل:
1- يقول سعيد النورسي بأن ما ناله من شهرة او ذيوع صيت يوم كان في استانبول ما هو الاّ نوم عميق وكابوس مؤقت وغفلة عابرة. وانه قد تدخل بعقله في السياسة لدى مكوثه في استانبول لسنتين. يصور هذا الامر بموت الدنيا، ويميّز - بهذه المناسبة - بين شخصيتين له: سعيد القديم وسعيد الجديد. وهما شخصيتان متباينتان. ويذكر ان التنزّل الى امور السياسة خطأ.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 230
2-في قسم المناجاة لأهم كتب سعيد النورسي وهو"الحجة البالغة" ورد ما يأتي:
ان هذه الدنيا فانية وان اعظم دعوى فيها هي الفوز بالعالم الباقي، فان لم تكن عقيدة المرء صحيحة يخسر الدعوى. نعم ان الدعوى الحقة هي هذه. ومن الضياع والعبث الاهتمام بما هو خارج هذه الدعوى. فالذى ينشغل بالامور السياسية يتخلف عن الايفاء بوظائف مهمة، ويفقد سلامة قلبه من جراء تلهفه للصراعات السياسية.
3- وذكر في اللمعة السادسة والعشرين: ان مهمته الحقيقية في هذه الدنيا الهرمة هي نشر الاسرار القرآنية ويقول: انني مرتبط بهذه البلاد من حيث الحمية الاسلامية. وإلاّ فلا دار لي ولا اولاد لي.
4- وذكر في اللمعة الحادية والعشرين، الدستور الاول من بين النصائح التي قدّمها لإخوانه:
ابتغاء رضوان الله في عملكم، فلا تُطلب فيه منافع مادية. ويقول ايضاً: اننى لست صوفياً ومسلكنا ليس طريقة صوفية وان حب الجاه وجلب الانظار الى النفس مرض روحي، ويُطلق عليه الشرك الخفي، ويقول: لو كان مسلكنا مشيخة لكان المقام واحداً، والمرشحون كثيرون.
ان مسلكنا: الاخوة، فلا يكون الأخ لأخيه في مرتبة الاب ولا يتقلد صفة المرشد.
***

[محاورة مع نفسي]
أحيل هذه المحاورة مع نفسي الى رأيكم لاسماعها المسؤولين في آنقرة بعد اجراء التصحيحات اللازمة فيها.
اذا كان الحاكم والمدعي واحداً، فإلى من تُرفع الشكوى؟ لقد حرتُ طويلاً في هذه المشكلة..


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 231
أجل ان حالتي اليوم، وأنا طليق مراقب أشد عليّ بكثير من الايام التي كنت مسجوناً فيها، وان يوماً واحداً من هذه الحياة يضايقني اكثر من شهر كامل في سجني المنفرد ذاك. لقد مُنعت من كل شئ رغم ضعفي وتقدمي في السن وفي هذا الشتاء القارس. فلا اقابل غير صبي وشخص مريض. على انني منذ عشرين سنة اعاني مأساة حبس منفرد.
ان تزييدهم المضايقات والمراقبة عليّ وعزلي عن الناس اكثر من هذا الحد سيمس غيرة الله سبحانه وتعالى وتكون العاقبة وخيمة..
انني اقول: ان اهم وظيفة لهذه الحكومة - بمسؤولي الأمن ومأموري العدل فيها - والتي تعاملني معاملة وجدانية انسانية هي حمايتي حماية تامة. لأن الحكومة وثلاث محاكم عدلية برأت ساحتنا وافرجت عنا بعد اجراء تدقيقات دامت طوال تسعة اشهر على ما كتبتُه خلال عشرين سنة من مؤلفات ومكاتيب. ولكن المنظمة السرية التي تعمل بخفاء في خدمة الاجنبي ألقت في روع قسم من الموظفين الشبهات - بجعلها الحبة قبة - طمعاً في افساد براءتنا. و غايتهم في ذلك هي ان ينفد صبري فأقول: كفى كفى!! على ان سبب غضبهم عليّ في الوقت الحاضر هو سكوتي، وعدم تدخلي بامور الدنيا. وكأنهم يريدون ان اتدخل حتى تتحقق لهم بغيتهم.
ابيّن لكم بعض مكايدهم التي يستعملونها في بث الشكوك والشبهات في قلوب قسم من الموظفين الحكوميين اذ يقولون: ان لسعيد نفوذاً في الاوساط العامة، وان مؤلفاته كثيرة ولها تأثير بالغ في الناس، فمن يتقرب منه يصادقه، لذا يلزم كسر هذا النفوذ بتجريده من كل شئ واهانته وعدم الاهتمام به وتجنيب الناس منه واخافة محبيه. وهكذا اصبحت الحكومة في حيرة من امرها فتشدد عليّ الخناق وتضاعف المضايقات. وانا اقول:
ايها الاخوة المحبين لهذه الامة والبلاد!
اجل، ان هناك نفوذ اً وتأثيراً كما يقوله المنافقون، ولكن ليس لي، وانما لرسائل النور. فرسائل النور لا تنطفئ وكلما تعرض لها شئ قويت! ولم تستعمل الاّ لصالح


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 232
الامة والبلاد ولا يمكن غير ذلك. ان قيام محكمتين عدليتين طوال عشر سنوات بتدقيقات ما كتبتُه خلال عشرين سنة تدقيقاً شديداً لم يسفر عن حجة حقيقية لإدانتنا.. وهذه حجة لا تجُرح وشاهد صدق لدعوانا.
نعم، ان المؤلفات ذات تأثير بالغ، ولكن لمصحلة الامة والبلاد. وذلك بارشادها الى الايمان التحقيقي لمئة الف من الناس من دون ان تمسّ احداً بسوء. فتأثيرها اذاً هو في العمل لسعادتهم الدنيوية وحياتهم الابدية.
ان مئات المساجين المحكومين في سجن "دنزلي" - بعضهم عوقبوا بعقوبات شديدة - قد اصبحوا متدينين ذوي اخلاق فاضلة بعد قراءتهم رسالة "الثمرة" وحدها، حتى الذين قتلوا ثلاثة اشخاص تحاشوا عن قتل بقة الفراش بعد قراءتهم لتلك الرسالة. مما دفع هذا الوضع مدير السجن على الإقرار بان السجن اصبح في حكم مدرسة تربوية.. كل هذا حجة قوية لا تجرح لصدق مدعانا.
نعم، ان تجريدي من جميع حقوقي الانسانية بعد هذا كله انما هو ظلم مضاعف وعذاب مضاعف وغدر وخيانة لهذه الامة في الوقت نفسه.ذلك لأن الدليل القاطع على ان هذه الامة المتدينة - التي لم يجد احد اي ضرر مني رغم بقائي ما يقرب من اربعين سنة بين ظهرانيهم - بحاجة الى قوة معنوية وتسل عظيم، هو: ان الامة لا تلتفت الى الدعايات المغرضة المشاعة ضدي، فتتوجه في كل مكان الى رسائل النور وتشتاق اليها.. بل اعترف انهم يبدون من التوقير والاحترام لي يفوق ما استحقه بمئة ضعف، فأنا لست أهلاً له.
لقد سمعت ان المسؤولين عهدوا الى حكومة هذه المنطقة أمر اعاشتي الدنيوية، وانني اذ اشكر هؤلاء اعلن لهم:
ان حريتي في اداء واجبي هي اهم من كل شئ. فهي اول ركن من دستور حياتي. وان سلب حريتي بحبائل الاوهام الكاذبة وتقييدها بقيود الاستبداد والطغيان يجعلني املّ الحياة مللاً شديداً حتى افضّل القبر على هذه الحالة فضلاً عن السجن والحبس. الاّ ان الذي يشد أزري ويدفعنى الى التحمل والصبر هو الثواب الذي يجزل بحسب المشقة في سبيل خدمة الايمان. ان على هؤلاء الذين لا يريدون


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 233
ظلمي ان يردّوا عليّ حريتي ولا يمسوها بسوء. انني اتمكن ان اعيش من دون طعام ولكني لا يمكن ان اعيش من دون حرية.
نعم ان الذي عاش على مبلغ لم يزد على مائتي ليرة تركية طوال تسع عشرة سنة مع الأخذ بمنتهى الاقتصاد والقيام برياضة روحية شديدة حفاظاً على حريته وعزته العلمية من دون ان يعرض نفسه الى ذل الصدقة والمسألة والتوسل بالزكاة والمرتبات والهدايا.. لا ريب انه اليوم احوج ما يكون الى الحرية ضمن العدالة منه الى الإعاشة..
إن ما يعوض عن عشرة من الناس يحال بيني وبينهم، أن هناك عشرات الالوف بل مئات الالوف من المسلمين يعكفون على دراسة رسائل النور دون ان يكترثوا بالموانع والعراقيل اياً كانت. ان كل نسخة من الوف نسخ رسائل النور التي انتشرت في أرجاء البلاد وفي العالم الاسلامي، تقوم مقامي في الكلام والبيان، بل افضل مني لما فيها من حقائق رصينة وفوائد جمة. فبسكوتي لن تسكت تلك الرسائل ولن تسكتها اية قوة..
***

محاورة مع وزير العدل والحكام الذين لهم علاقة برسائل النور
ايها السادة!
لِمَ تنشغلون بنا وبرسائل النور دون داع او سبب. اني ابلّغكم قطعاً بالآتى:
انني ورسائل النور لا نبارزكم بل حتى لا نفكر فيكم. بل نعدّ ذلك خارج وظيفتنا، لأن رسائل النور وطلابها الحقيقيين يؤدون خدمة جليلة للجيل المقبل الذي سيأتى بعد خمسين سنة ويسعون لإنقاذهم من ورطة جسيمة، ويجدّون في انقاذ هذه البلاد والامة من خطر عظيم، فمن ينشغل بنا الآن سيكون رميماً في القبر في ذلك الوقت. بل لو افترض ان عملنا - الذي هو لتحقيق السعادة والسلامة - مبارزة معكم فلا ينبغي أن يمسّ الذين سيكونون تراباً في القبر.
ان اظهار اعضاء الاتحاد والترقي شيئاً من عدم المبالاة في الحياة الاجتماعية وفي الدين وفى السجايا القومية ادّى الى ظهور الاوضاع الحالية بعد ثلاثين سنة تقريباً من


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 234
حيث الدين والاخلاق والعفة والشرف. فالاوضاع الحاضرة ستنعكس على الجيل الآتي لهذه الامة - البطلة المتدينة الغيورة على شرفها - بعد خمسين سنة. ولا يخفى عليكم ما ستؤول اليه السجايا الدينية والاخلاقية الاجتماعية.
سيلطخ قسم من الجيل الآتى ذلك الماضى المجيد لهذه الامة المضحية منذ الف سنة، بلطخات رهيبة قد تقضي عليه بعد خمسين سنة.
لذا فان انقاذ قسم من هذا الجيل من ذلك التردي المريع بتزويده بالحقائق التي تحتويها رسائل النور تعد افضل خدمة لهذه الأمة ولهذا الوطن. فنحن لا نخاطب انسان هذا الزمان بل نفكر بانسان ذلك الزمان.
نعم ايها السادة! على الرغم من ان رسائل النور لا تسدد نظرها الاّ الى الآخرة ولا تهدف غيرها وليست لها غاية سوى رضا الله وحده وانقاذ الايمان، ومسعى طلابها ليس الاّ انقاذ انفسهم ومواطنيهم من الاعدام الابدي والسجن الانفرادي الابدي، فانها في الوقت نفسه تقدم خدمة جليلة ايضاً تعود فائدتها للدنيا وانقاذ هذه الامة والبلاد من براثن الفوضى و انقاذ ضعفاء الجيل المقبل من مخالب الضلالة المطلقة، لان المسلم لا يشبه غيره، فالذى يحل ربقته من الدين ليس امامه الاّ الضلالة المطلقة فيصبح فوضوياً ارهابياً، ولا يمكن دفعه الى الولاء بالادارة والنظام.
نعم في الوقت الذي نجد خمسين بالمائة ممن تربوا بالتربية القديمة لا يكترثون بالاعراف الشعبية والاسلامية، فانه بعد خمسين سنة يسوق تسعون بالمئة منهم هذا الوطن والامة - بنفوسهم الامارة بالسوء - الى فوضى ضاربة أطنابها. فلا شك ان التفكر في هذا البلاء العظيم ومحاولة التحري عن اسباب لدفعه، هو الذي دفعني قبل عشرين سنة الى ترك السياسة كلياً وعدم الانشغال مع اناسي هذا الزمان، مثلما دفع رسائل النور وطلابها الى قطع علاقتهم مع صراعات هذا الزمان. فلا مبارزة معهم ولا إنشغال بهم.
ومادامت هذه هي الحقيقة، فان الواجب الاول لجهاز العدالة ليس اتهامي واتهام طلاب النور، بل القيام بحماية رسائل النور وطلابها، لكونهم يحافظون على اعظم حق من حقوق الامة والبلاد، فان الاعداء الحقيقيين لهذه الامة والبلاد يهاجمون


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 235
رسائل النور ويدفعون اجهزة العدالة - بعد خداعها - لارتكاب افظع المظالم وابشع الجنايات.
سأعرض انموذجين صغيرين جداً:
الاول: رسالة لرفيقي في السجن تتضمن الاستفسار عن الاحوال، وبرفقتها عشرة بنكنوت ثمن رسالة عربية لي لتعطى الى من دفع مصاريف الطبع في "اسبارطة". ضايقتني الدوائر العدلية والحكومة من جراء هذه الرسالة، واجرت تحرياً في مسكن من اصبح وسيلة للطبع. اقول: ان جعل هذه الرسالة التي لا اهمية لها - حتى بقدر جناح بعوضة - والمراسلة التي لم تتم الاّ في غضون ستة أشهر... كأنها مسألة عظيمة لا تليق بلا شك بكرامة العدلية وشرفها.
الانموذج الثاني: ان ترويع الناس من شخصي الضيف، الضعيف، الغريب، الشيخ، الذي برّأته المحاكم، بل حتى ترويع من يعينه في اموره الشخصية باطلاق دعايات مغرضة، بصورة رسمية، ومن ثم اقحامي في وضع مؤلم، لا يليق بالغيرة القومية لحكومة هذه الولاية.
نعم ان اطلاق الدعايات المغرضة والقاء الرعب في قلوب الناس، وجعل ضرر موهوم لا يساوي شيئاً كأنه ضرر جسيم، والاستفسار الدائم: مع من يلتقي؟. من يأتيه؟... وامثالها... لاشك ان حكمة الحكومة وحاكميتها لا ينبغي أن تتنازلا الى هذه الحالة العجيبة... وعلى كل حال هناك مواد كثيرة تورث الحيرة لدى المطلعين عليها، كهذين الانموذجين.
ايها السادة!
ان دفع الضلالة والفساد سهل ويسير ان كانت آتية من الجهل، بينما إزالتها عسير جداً ان كانت آتية من العلم.
ففي هذا الزمان تأتي الضلالة من العلم، لذا لا يمكن ازالتها وإنقاذ من تردّى فيها من الجيل المقبل الاّ بان يكون لديهم مؤلفاً كاملاً كرسائل النور. والدليل على أن رسائل النور لها هذه القيمة هو:
انه لم يعارض رسائل النور - منذ عشرين سنة - احد من معارضي الاشداء الكثيرين ولا أحد من الفلاسفة المتعنتين ولم يستطيعوا - ولا يستطيعون -


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 236
جرحها... وكذا عدم عثور ثلاث دوائر عدلية والخبراء في مركز الحكومة على مادة تديننا بعد التحري في مئة كتاب طوال تسعة أشهر... وكذا ايراثها القناعة التامة لألوف المدققين من طلابها.
نعم ان عدم عثور محكمتين ومركز الحكومة وضباط امن لبضع ولايات ومحكمة دنيزلي على اية مادة توجب العقاب وتلحق الضرر بالامة والوطن في جميع الرسائل الخاصة والعامة منذ عشر سنوات. يثبت ان لرسائل النور حقوقاً عظيمة وكلية شاملة في هذا الوطن..
وحيث ان واجب دوائر العدل هو الحفاظ على الحقوق ومنع المتعدين من التجاوز، فان اهمال هذه الحقوق المهمة ومصادرة الرسائل كأنها اوراق اعتيادية، والاجحاف بحق الامة والمحتاجين الى انقاذ الايمان، مع وجوب الاخذ بنظر الاعتبار حق شخص اعتيادي باهتمام... ورغم ثبوت خدمة رسائل النور لسعادة مئة الف من الناس طوال عشرين سنة.. فاننا نذكركم ان هذا عمل لا ينسجم مع ماهية العدلية وحقيقة العدالة باي شكل من الاشكال.
اننا نخشى ان يكون التعرض لرسائل النور وعدم التعرض لمؤلفات كثيرة لزنادقة كالدكتور "دوزي"، وسيلة لنزول الغضب الالهي.
نسأل الله ان يرزقكم الانصاف والرحمة ويلهمنا الصبر والتحمل. آمين.
سعيد النورسي
في الحبس الانفرادي
بصورة غير رسمية
***


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 237
[وشاورهم في الأمر]
باسمه سبحانه
اتباعاً للأمر الالهي
(وشاورهم في الأمر) (آل عمران: 159) اجد نفسي بحاجة الى التشاور مع اخوتي.
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
انني الآن امام امر واقع، حيث امرت السلطات بتخصيص مبلغ قدره اثنان ونصف (بنكنوت) لمعيشتي اليومية، علاوة على منزل مؤثث حسبما اريده، علماً ان دستور حياتي الذي نفّذته طوال ما يقرب من ستين سنة يقتضي رفض هذا. فما قبلت مرتّباً الاّ لمدة سنتين تقريباً عندما كنت عضواً في "دار الحكمة الاسلامية" وهذا ايضاً صرفته لطبع كتبي وتوزيعها مجاناً على الناس، فرددت بضاعتهم اليهم.
ولكن لو قبلت الآن ذلك المبلغ مضطراً فسوف اقبله لئلا يصيبكم ورسائل النور الضرر وبشرط ان اعيده في المستقبل الى الناس. ولا اصرف منه الاّ القليل الذي تستوجبه الضرورة القاطعة.
وقد طرق سمعي انني اذا رفضت الامر، فسوف يستاء اذن اولئك الذين يسعون لصالحنا ولاسيما لاعاشتى. بينما المعارضون يقولون: ان معيشة هذا الشخص اذن ترد من مكان آخر. فما اجهلهم ببركة الاقتصاد العظيمة! انهم لم يشاهدوا ان رغيفاً بخمسة قروش يكفيني ليومين.
ولكن اذا ما قبلت بالأمر فستستاء سبعون سنة من العمر، فضلاً عن استياء الامام علي رضي الله عنه الذي أخبر عن علماء السوء في زماننا هذا الذين يجترحون السيئات ويتلوثون بالبدع اشباعاً للرغبات وطمعاً للمرتبات.
وهناك جهة اخرى وهي ان الاخلاص الحقيقي الصافي الذي تتمتع به رسائل النور سيتهمني بعدم الاخلاص. ولاجل هذا فانا في حيرة من هذا الامر.
وقد سمعت ايضاً انني لو رفضت الامر فسيزيدون مضايقاتهم عليّ، وربما يعرقلون نشر الرسائل واطلاق حريتها كلياً، بل علمت ان مضايقاتهم عليّ انما هي لحملي على قبول الاعاشة.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 238
فما دام الامر هكذا وأن "الضرورات تبيح المحظورات" فنسأله سبحانه وتعالى الاّ يصيبنا الضرر اذا ما صار الامر في حد الضرورة.
ومع هذا رفضت الامر، فأحيل الموضوع الى مشاورتكم.
اخوتي الاعزاء!
لا تقلقوا عليّ لأنى اشاهد في كل امر عسير اثر الرحمة الالهية ولمعة عنايته تعالى. فلا تتضايقوا فان سعيكم وهمتكم ومعاونتكم لي تزيل كل ضيق وتنشر السرور والانشراح دوماً.
***

[اننا تحت العناية الربانية]
اخوتي!
لا تقلقوا ابداً، فقد اقتنعت قناعة تامة بأننا تحت العناية الالهية، ونستخدم بارادة غيبية خارجة عن اختيارنا واقتدارنا، وفي عمل جليل في منتهى الاهمية، فنحن كثيراً ما ننال سر الآية الكريمة
(وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) (البقرة: 216) نعم ان في عملنا تعباً قليلاً الاّ ان الثواب جزيل.
***

[اقضوا ما انتم قاضون]
عندما كنت اصحح الثمار الفرودسية واليوسفية للابطال الميامين، جلبت انتباهي تلك الرسالة "الثمرة" حيث بدت لي اهميتها. فصرخت:
"لو تضاعفت متاعب السجن كلها مئة ضعف فقد ادّت هذه الرسالة اضعافها من الوظائف، اذ تستقرئ نفسها فى شتى الاوساط العامة، وتسوق الى الإيمان حتى المتعنتين.


الملاحق - ملحق أميرداغ/1، ص: 239
ايها الشقاة! يا من تضيّقون عليّ الخناق! اعملوا ما شئتم واقضوا ما انتم قاضون، فلا اهمية لعملكم، كل المصائب التي تنزل بنا هينة تافهة، بل انها عناية إلهية محضة ورحمتها بعينها".
قلت هذا ووجدت السلوان الكامل.
سلامنا الى جميع طلاب النور، داعين لهم بالسلامة.
سعيد النورسي
***

[اننا نقيم سداً قرآنياً]
.....
الشكر لله شكراً لا منتهى له، فقد احسن اليّ حالة روحية بحيث اضحّي بالوف من كرامتي وشرفي في سبيل راحة الضعفاء ودفعاً للبلاء النازل بهم.
فقررت ان اتحمل جميع اهاناتهم وحقاراتهم وكل ما تنطوي عليه صدورهم من نيات فاسدة. واني مستعد لتلقي كل ذلك في سبيل استتباب الأمن والنظام في ربوع البلاد، ولا سيما لراحة الاطفال الابرياء والشيوخ الموقرين والمرضى الضعفاء والفقراء، وسعادتهم الدنيوية والاخروية...
اننا نسعى بما اوتينا من قوة لإقامة سد قرآنى شبيه بسد ذي القرنين امام الفوضى والارهاب، فالذين يتعرضون لنا انما يهيؤن الاوساط ويمهّدون السبيل للفوضى والشيوعية.
نعم! لو كنت على دأبي السابق في ان أردّ كل اهانة وتحقير حفاظاً على عزة العلم.. ولو لم تكن وظيفتي الحقيقية منحصرة في امور الآخرة وحدها وموجهة لانقاذ المسلمين من الاعدام الأبدي للموت.. ولو كان سعيي هو لاجل الحصول على حطام الدنيا واللهاث وراء شؤون السياسة السلبية، كما هو الشغل الشاغل للمعترضين عليّ..لكان هؤلاء المنافقون الذين يعملون في سبيل الفوضوية والارهاب


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ربيع الاول نوح الصوتيات والمرئيات 2 01-17-2012 07:45 AM
الملاحق - ملحق امير داغ الثاني عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 9 03-23-2011 06:12 PM
الملاحق - ملحق قسطموني عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 14 03-23-2011 05:34 PM
الملاحق - ملحق بارلا عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 8 03-23-2011 05:10 PM
من أسماء القرآن«عربي مبين» صفة لكتاب الله وحجة للحق نزل بلسان العرب ليتحدى فصاحتهم عبدالقادر حمود المواضيع الاسلامية 0 12-17-2010 09:55 AM


الساعة الآن 06:56 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir