أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > المكتبة الاسلامية

المكتبة الاسلامية كل ما يختص بكتب التراث الإسلامي الصوفي أو روابط لمواقع المكتبات ذات العلاقة على الشبكة العالمية...

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2012
  #51
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) إذا خرجنا لسفر أو لنزهة أو غير ذلك ونزلنا في فلاة من الأرض أن نصلي فيها ولو ركعتين، فإن حضر وقت فريضة أذنا لها وأقمنا وصليناها جماعة، فإن لم يتيسر صليناها فرادى: فردا، فردا. وذهب بعضهم إلى أن صلاة الفرد في الفلاة أفضل من صلاة الجماعة في البلد.

قلت: ولعل ما ورد في ذلك إنما هو تشجيع وتقوية عزم لمن لم يجد أحدا يساعده على الجماعة مع ضعف عزمه فما قوى داعيته إلى الصلاة في البرية إلا وعد الشارع له بتضعيف الأجر، ولولا ذلك ما وجد عنده داعية كلية إلى الصلاة في البرية أبدا لعدم من يراعيه هناك من الخلق ومن شأن الشارع أن يسوق الناس إلى عبادة ربهم بأمور شتى كل بما يناسب حاله، وإلا فصلاة الجماعة لا تعادلها صلاته وحده أبدا من حيث الجماعة وإن فضلها صلاته وحده فإنما هو لما وجد فيها من الإخلاص مثلا دون صلاة الجماعة، وعلى ذلك جمهور العلماء رضي الله عنهم، فافهم. والله تعالى أعلم.

- روى مالك ومسلم واللفظ له مرفوعا: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله)

وفي رواية لأبي داود مرفوعا: (من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة).

وبوب عليه ابن خزيمة في صحيحه باب فضل الصلاة العشاء والفجر في جماعة، وبيان أن صلاة الفجر في جماعة أفضل من صلاة العشاء في جماعة، وأن فضلها يعني الفجر في جماعة ضعف فضل العشاء في جماعة.

وروى الشيخان مرفوعا:(أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا).

وفي رواية لمسلم مرفوعا: (ولو علم أحدهم أنه يجد عظما ثمينا لشهدها) يعني صلاة العشاء.

وروى البزار والطبراني وابن خزيمة في صحيحه عن ابن عمر قال: كنا إذا افتقدنا الرجل في صلاة الفجر والعشاء أسأنا فيه الظن

وروى الطبراني مرفوعا: (من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن)

وروى الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوما الصبح ثم قال أشاهد فلان أشاهد فلان ).

وفيه أن هاتين الصلاتين يعني الصبح والعشاء أثقل الصلوات على المنافقين.

وروى ابن ماجه مرفوعا:(من غدا إلى صلاة الصبح غدا براية الإيمان، ومن غدا إلى السوق غدا براية الشيطان)

وروى مالك أن عمر بن الخطاب قال لرجل بات يصلي فغلبته عيناه على الصبح: لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة. والله تعالى أعلم.." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2012
  #52
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نهتم بصلاة الجماعة في العشاء والصبح أكثر من الاهتمام بها في غيرهما لتأكيد الشارع علينا في ذلك لا لعلة أخرى، ولولا علم الشارع صلى الله عليه وسلم منا التهاون في حضور الجماعة في هاتين الصلاتين ما أكد علينا في حضورهما، فإن تأكيد السيد على العبد إنما يكون إذا علم في العبد التهاون بخدمته، وإلا كان السيد أمره بذلك من غير تأكيد ولا بيان ثواب، وهذا العهد يخل به كثير من الناس ولا سيما الصنايعي في أيام الصيف، فإن التعب ينحل عليه آخر النهار فلا يخلص منه إلى طلوع الشمس، وهذا وإن لم يكن عذرا شرعيا ففيه رائحة العذر لأمر الشارع له بالأكل من عمل يده بخلاف من لا حرفة له، فإنه لا عذر له في تخلفه عن هاتين الصلاتين، فاعلم أن من أكل من عمل يده وتعاطى الأعمال الشاقة في تحصيل لقمته وأدى الفرائض في جماعة فهو من الكاملين في مقام الإيمان. والله تعالى أعلم.

وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إياكم أيها الفقراء والفقهاء الذين يأكلون من الأوقاف ولا يعملون حرفة أن تبادروا إلى الإنكار على من رأيتموه طائفا ببضاعة على رأسه وقت صلاة الجماعة أو الجمعة أو جالسا في حانوته يبيع فربما يكون له عذر شرعي، بل ابحثوا عن أمره وتعرفوا حاله ثم أنكروا عليه بطريقه الشرعي اهـ.

وسمع أخي أفضل الدين رحمه الله شخصا يقول: لولا الضعف لحضرت صلاة الجماعة في العشاء والصبح، فقال لا ينبغي لك يا أخي أن تتعلل بالضعف إلا إن كنت بحيث لو وعدت على حضور الجماعة بألف دينار، لا تقدر على الحضور بحيلة من الحيل فإن قدرت على الحضور لأجل ألف دينار ولم تحضر لصلاة الجماعة فعندك نفاق ينص الشارع اهـ. والله تعالى أعلم.

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا).

قلت: هذا الحديث يشتمل على معنيين أن يكون المراد ترك النوافل في البيت أصلا فتصير كالقبور: أي لا صلاة فيها، وأن يكون المراد به النهي عن جعل قبر الإنسان في بيته إذا مات لذهاب الاعتناء بالقبر إذا كان في البيت لكثرة مشاهدته له ليلا ونهارا. والله تعالى أعلم.

وفي رواية لمسلم وابن خزيمة في صحيحه وغيرهما مرفوعا:(إذا قضى أحدكم الصلاة بمسجد فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله تعالى جاعل من صلاته في بيته خيرا).

وروى الإمام أحمد وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحهما مرفوعا: (لأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة).

وروى ابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:(صلاة الرجل في بيته نور فنوروا بيوتكم

وروى النسائي وابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:(صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة).

وروى البيهقي بإسناد جيد إن شاء الله تعالى مرفوعا: (فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع).

وروى ابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:(أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم . والله تعالى أعلم." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2012
  #53
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على صلاة النوافل في البيت إلا بحق كصلاة العيد والكسوف مما شرعت فيه الجماعة وما أمر الله تعالى بفعل الفرائض في المسجد إلا لإظهار شعائر الدين، فلو أنه لم يشرع فعلها في المسجد لم يقم للدين شعائر، وأيضا فلولا مشروعية الجماعة في الفرائض لربما كسل بعض الناس عن فعلها ولو في البيت،وما كل أحد يراقب نظرة الحق إليه، ومن هنا قالوا حبل العبادة طويل لكون غالب المحجوبين يراعي المخلوقين فإذا لم يرى أحد، منهم ينظر إليه فربما يتساهل في تلك العبادة فيتركها، بخلافه إذا حضر موضع الجماعة، ورأى الناس يصلون فإنه يزداد نشاطا إلى فعل تلك العبادة.
وقد قال لي شخص مرة: لولا أن معي وظيفة الإمامة في المسجد ما وجدت قط عندي داعية على مواظبة صلاة الجماعة، فهذا من حكمة فعل الفرائض في المساجد والنوافل في البيوت. والله تعالى أعلم.

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا:(لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة).

زاد في رواية للبخاري: (والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما لم يقم من مصلاه أو يحدث). وفي رواية لمالك: (حتى ينصرف أو يحدث)

قيل لأبي هريرة وما ”يحدث” قال: يفسو أو يضرط.

وروى أبو داود مرفوعا: (صلاة في أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين).والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2012
  #54
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) إذا علمنا حفظ جوارحنا الظاهرة والباطنة من خطور المعاصي على قلوبنا أن نمكث بعد الفريضة ننتظر الصلاة التي بعدها ولا نخرج من المسجد حتى نصلي الصلاة الأخرى، فإن لم نعلم من أنفسنا القدرة على الحفظ مما ذكرناه فمن الأدب أن نصلي الفريضة ونخرج على الفور، ذلك أن الجالس في المسجد جالس بين يدي الله عز وجل، إما كشفا ويقينا كالكمل من العارفين، وإما ظنا وإيمانا ككل المؤمنين، كالأعمى يعرف أن زيدا جليسه بكلامه معه ولا يراه، فما جاء عن الشارع في فضل انتظار الصلاة بعد الصلاة في المسجد هو في حق من كان محفوظا من المخاطر الرديئة لا سيما من كان في الحرم الملكي أو المدني كما تقدم في هذه العهود، فإن من لا يحفظ خواطره ولا جوارحه من سوء الأدب مع الملوك فالأولى له البعد عن حضرتهم الخاصة، فاعلم ذلك ولا تغبط من رأيته ينتظر الصلاة بعد الصلاة إلا إن رأيته محفوظا مما ذكرناه على ذلك الذي قررناه ينزل قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} وفي حديث: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل).

فإن هذه الآية محكمة عند بعضهم في حق الأكابر، ويدل على ذلك حكايات القوم في مؤاخذتهم بالخواطر بل قدمنا عن سيدي محمد الشويمي صاحب سيدي مدين أنه كان لا يمكن أحدا من الجلوس بين يدي سيدي مدين إلا أن حفظ خواطره، وخطر مرة في قلب شخص الزنا فقام وضربه بالعصا ضربا مبرحا، فإذا كان هذا أدبا مع مخلوق فالله تعالى أولى بالأدب على الدوام. والله تعالى أعلم.

- روى الترمذي وقال حديث حسن مرفوعا: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة، تامة، تامة.

وفي رواية للطبراني:(انقلب بأجر حجة وعمرة).

وروى الطبراني مرفوعا ورواته ثقات:(من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنت الصلاة يعني ترتفع الشمس كرمح كان بمنزلة حجة وعمرة متقبلتين).
قال ابن عمر:وكان رسول الله إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يمكنه الصلاة

وفي رواية للطبراني مرفوعا: (من صلى الصبح في جماعة ثم يثبت حتى يسبح الله سبحة الضحى كان له كأجر حاج ومعتمر تاما له حجه وعمرته

قلت ولا يستبعد مؤمن حصول الأجر العظيم على العمل اليسير، فإن مقادير الثواب لا تدرك بالقياس، فللحق أن يجعل الثواب الجزيل على العمل القليل والله سبحانه أعلم.

وفي رواية للإمام أحمد وأبي داود وأبي يعلي مرفوعا: (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرا غفرت خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر
وفي راوية لأبي يعلى (وجبت له الجنة)

وفي رواية لابن أبي الدنيا مرفوعا: (من صلى الفجر ثم ذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس لم يمس جلده النار أبدا).

وفي رواية للبيهقي زيادة قوله: (ثم صلى ركعتين أو أربع ركعات بعد طلوع الشمس) والباقي بلفظه.

وفي رواية لأبي يعلي والطبراني مرفوعا: (من صلى الفجر أو قال الغداة فقعد في مقعده فلم يلغ بشيء من أمور الدنيا ويذكر الله تعالى حتى يصلي الضحى أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له

وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والطبراني عن جابر بن سمرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر جلس في مجلسه حتى تطلع الشمس حسا

وفي رواية للطبراني كان رسول الله إذا صلى الصبح جلس يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس. والله سبحانه وتعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2012
  #55
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على جلوسنا في مصلانا للذكر بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس وترتفع ونصلي ركعتين أو أربعا، وعلى جلوسنا بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.

ويلحق بالجلوس للذكر الجلوس لخير من علم شرعي أو إرشاد أو صلح بين الناس ونحو ذلك كما كان عليه فقهاء التابعين، فكان عطاء ومجاهد يقولان: المراد بذكر الله علم الحلال والحرام.

وقال مشايخ الصوفية: المراد بذكر الله تعالى أن يذكره بأسمائه الحسنى، وقد تبعهم على ذلك جمهور أهل الطريق الذين أدركناهم كسيدي علي المرصفي والشيخ تاج الدين الذاكر وغيرهما. فكان سيدي علي المرصفي يجلس بعد صلاة العصر يرشد الناس في أمورهم بقراءة كتب القوم كرسالة القشيري وعوارف المعارف ونحوهما من مؤلفاته، وكان سيدي الشيخ تاج الدين يجلس بعد صلاة العصر في قراءة البخاري وتفسير ما أشكل من ألفاظه إلى الغروب، وكان سيدي محمد الشناوي يجلس بعد العصر يذكر الله تعالى إلى الغروب وكذلك كان يذكر بعد الصبح بلا إله إلا الله حتى تطلع الشمس، فإن كان مسافرا ذَكَر ذِكْر المجلس هو وأصحابه وهو راكب حمارته رحمه الله، وكان سيدي محمد بن عنان يشتغل بالأوراد سرا من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس وينام بعد صلاة الوتر ثم يقوم يتهجد ويصلي الصبح، فلا يزال في قراءة حزب سيدي أحمد الزاهد حتى تطلع الشمس، ثم يشتغل بأوراد أخر إلى ضحوة النهار، وكان لا يلتفت لأحد كلمه في هذين الوقتين لإقباله على الله تعالى رضي الله عنه، وكان الشيخ نور الدين على الشوني يصلي العصر ثم يشتغل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغروب ويجلس كذلك بعد الصبح ثم يختم مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمجلس ذكر.
فلكل شيخ حال بحسب ما أقامه الله فيه وبعضهم أقامه الله في المراقبة في هذين الوقتين من غير لفظ بذكر ولا بغيره، والسر في اشتغال العبد بالله في هذين الوقتين كون ذلك عقب تجلي الحق تعالى، وغالب الناس يقنع بما وقع له من مدد تجلي الثلث الأخير من الليل، وتجلي جمع القلوب على الحق تعالى في صلاة العصر مأخوذ من الضم كعصر الثوب من الماء فإذا فارق أهل الله تعالى ذلك التجلي حصل لهم زيادة شوق إلى الله تعالى حين أرخى بينه وبينهم الحجب بعد فراغ التجلي كما كان الأمر قبل التجلي فلما كان من الناس من ينسى الله تعالى بعد التجلي غار أهل الله تعالى من غفلة الناس عن ربهم فلذلك خص القوم تبعا للشارع هذين الوقتين بمجالس الذكر والخير، لكون ذلك يذكر الناس بالله تعالى.

وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: يفرق الله تعالى الأرزاق المحسوسة التي هي قوت الأجسام بعد طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس كرمح، ويفرق الأرزاق المعنوية التي هي قوت الأرواح من بعد صلاة العصر إلى الغروب. وسمعته أيضا يقول: إنما أمر الله تعالى نبيه بالصبر مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي تقوية لقلوبهم وتنشيطا لهم، إذا رأوه صلى الله عليه وسلم جالسا معهم ليحوزوا فضيلة هذين الوقتين العظيمين. فهذا ما حضرني الآن من سر تخصيص هذين الوقتين بذكر الله تعالى. {والله عليم حكيم}.

- روى الترمذي واللفظ له وقال حسن صحيح مرفوعا:(من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه ذلك في حرز من كل من مكروه وحرس من الشيطان ولم يتبع بذنب يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى)

وزاد في النسائي بيده الخير وزاد في رواية أخرى وكان به بكل واحدة عتق رقبة وزاد في رواية أخرى: ومن قالها حين ينصرف من صلاة العصر أعطى مثل ذلك في ليلته.

وروى أبو داود والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث بن مسلم التميمي: (إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك حرزا من النار، وإن صليت المغرب فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك حرزا من النار)

وروى النسائي والترمذي وقال حديث حسن مرفوعا: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على أثر المغرب بعث الله له ملائكة مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح وكتب الله له بها عشر موجبات ومحي عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقاب مؤمنات).

وروى أبو يعلي والطبراني مرفوعا:(من قرأ كل صلاة مكتوبة عشر مرات: قل هو الله أحد دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين).
وروى ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن وذكر فيه أن من قالها بعد الصبح فمثل ذلك.

وروى ابن السني في كتابه مرفوعا:(من قال بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد الظهر ثلاث مرات، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، كفرت عنه ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر)

وروى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقبيصة رضي الله عنه: (إذا صليت الصبح فقل ثلاثا: سبحان الله العظيم وبحمده تعافى من العمى والجذام والفالج). والله سبحانه وتعالى أعلم." اه
ـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012
  #56
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على الأذكار الواردة بعد صلاة الصبح والعصر والمغرب ونقدمها في التلاوة على الأذكار التي لم ترد إذا جمعنا بينها وبين ما ورد في السنة من الأدعية والاستغفار ونحوهما أدبا مع الشارع صلى الله عليه وسلم، وقد جمع الإمام النووي في كتابه الأذكار جميع ما وجد في كتب الحديث فراجعه، وكذلك سيدي الشيخ أحمد الزاهد رحمه الله تعالى جمع في حزبه الأذكار الواردة في عمل اليوم والليلة وهو أمثل ما رأيته من الأحزاب، فمن واظب عليه حصل له خير الدنيا والآخرة، ولولا أن سيدنا ومولانا أبا العباس الخضر أمرني بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذكار الواردة في الصبح، ثم أذكر الله تعالى مجلسا ما قدمت شيئا على حزب سيدي أحمد الزاهد الذي يقرأ بعد الصبح في جامعه وفي جامع الغمري بمصر لجمعه الأذكار الواردة وغيرها مما وضعه السلف الصالح رضي الله عنهم، فعليك يا أخي بقراءته كل يوم، وما رأيت أكثر مواظبة على قراءته كل يوم من سيدي محمد بن عنان والشيخ يوسف الحريثي رحمهما الله كانا لا يتركا سفرا ولا حضرا، وإنما قدمت امتثال الخضر عليه السلام على غيره من الأذكار لأني تحت أمره كالمريد مع الشيخ، فإن المريد ربما ذكر الله بالأذكار الفاضلة، فدخلها الدخيل فصارت مفضولة، فلذلك امتثلت أمره، وقلت لولا أنه رأى لي الخير في ذلك ما أمرني به فاعلم ذلك، والله يتولى هداك.

- روى الإمام أحمد واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما مرفوعا: (من أم قوما، فإن أتم فله التمام ولهم التمام، وإن لم يتم فلهم التمام وعليه الإثم).

وفي رواية للطبراني مرفوعا: (من أم قوما فليتق الله وليعلم أنه ضامن مسؤول لما ضمن، فإن أحسن كان له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا وما كان من نقص فهو عليه).

قلت: والفرق بين الصلاة التامة والكاملة أن التامة هي ما جمعت الشروط والأركان من غير أن ينقص منها شيء والكاملة ما زادت على ذلك بالحضور وبالخشوع ونحو ذلك من الأعمال القلبية، وقوله في الحديث فليتق الله تعالى معناه أنه ليس له أن يؤم من هو أعلى منه درجة، كأن يكون مرتكبا صغيرة أو مكروها أو خلاف الأولى، ومن يصلي وراءه خال عن ارتكاب ذلك. والله أعلم.

وروى الإمام أحمد والترمذي وقال حديث حسن مرفوعا: (ثلاثة على كثبان المسك أراه قال: يوم القيامة، فذكر منهم: ورجل أم قوما وهم به راضون).
وفي رواية للطبراني مرفوعا: (ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر، ولا ينالهم الحساب، وهم على كثيب من المسك حتى يفرغ من حساب الخلائق: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله تعالى، ورجل أم قوما وهو به راضون). الحديث. والله سبحانه وتعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012
  #57
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نؤم بالناس حيث طلبوا منا ذلك واجتمعت فينا الشروط، ولا نقول نحن ما لنا عادة بالإمامة كما يقع فيه الجافي الطبع من الفقهاء والفقراء.

ومثل الإمامة أيضا الخطبة فنخطب ولا نمتنع إلا لعذر شرعي، لأن الله تعالى أوجب علينا إقامة شعائر الدين، فينبغي للفقيه أن يحفظ له خطبة جامعة للأركان والشرائط والآداب والوعظ الحسن، لتكون معه يخطب بها إذا احتيج إليه، كأن غاب الإمام أو الخطيب، أو بادر بعض الناس وحلف بالطلاق لا يخطب لنا اليوم إلا فلان كما يقع ذلك كثيرا في بلاد الريف وغيرها.
واعلم أنه ليس مما ذكرناه من امتنع عن الإمامة لشهود ضعفه عن تحمل سهو المأمومين ونقص صلاتهم، فإن هذا إنما ترك فعل ذلك احتياطا لنفسه لا حياء طبيعيا. وقد رأيت الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله يصلي الظهر فأحرم خلفه رجل فلما سلم قال لا تعد تصلي خلفي أبدا، فإني عاجز عن تحمل نقص صلاتي فكيف أقدر على تحمل نقص صلاة غيري، فقال له الرجل إنما قصدت حصول فضل الجماعة لكم، فقال الشيخ عدم تحمل نقص صلاتك أرجح عندي من حصول فضل جماعتك. اهـ. ولكل مقام رجال. {والله غفور رحيم}.

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا)

وفي رواية لمسلم: (لو يعلمون ما في الصف الأول لكانت قرعة).

وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم مرفوعا: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها

وروى ابن ماجه وغيره مرفوعا عن العرباض بن سارية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا وللثاني مرتين وقد تقدم الحديث آنفا. ولفظ ابن حبان كان يصلي على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة. وفي رواية للنسائي وابن حبان كان كان يصلي على الصف الأول مرتين. والله سبحانه وتعالى أعلم." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012
  #58
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني



"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم)
إذا صفت سرائرنا من جميع ما يسخط الله عز وجل بحيث لم يبق في سرائرنا وظواهرنا إلا ما يرضي ربنا أن نواظب على الصلاة في الصف الأول عملا بقوله صلى الله عليه وسلم:(ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى). أي العقل: ولا يكون العبد عاقلا إلا إذا كان بهذا الوصف الذي ذكرناه، فإن من كان في ظاهره أو باطنه صفة يكرهها الله فليس بعاقل كامل، ولا يتقدم للصف الأول بين يدي الله في المواكب الإلهية إلا الأنبياء والملائكة ومن كان على أخلاقهم، وأما من تخلف عن أخلاقهم فيقف في أخريات الناس خيرا له، فينبغي للإمام أن يأمر كل من عمل بعلمه بالتقدم كلما صلوا خلفه حتى يكون ذلك من عاداتهم في الوقوف، ويأمر بالتخلف إلى وراء كل من رآه لا يعمل بعلمه، ويعامل المصلين بما يظهروه من الصفات الحسنة أو السيئة، فليس تأخيره لبعض الناس سوء ظن به إنما هو بحسب ما أظهر الناس من الأعمال الناقصة، ثم إن العمل بهذا العهد يعسر جدا على من يصلي خلفه المجادلون بغير علم، فإن كل واحد يقول أنا أفضل من فلان الذي قدم علي في الصف الأول أو الثاني مثلا، وربما سهل العمل به في المساجد التي يحضرها العوام أو يكون أهلها مضبوطين، كزوايا المشايخ التي فقراؤها تحت طاعة إمامهم.

ويؤيد ما ذكرناه من شروط التقدم للصف الأول ما رواه ابن ماجه والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم، وقال صحيح على شرطهما مرفوعا عن العرباض بن سارية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للصف المتقدم ثلاثا، وللثاني مرتين، وللثالث مرة. أي لأن كثرة الاستغفار للشخص قد تكون لكثرة ذنوبه، وقد تكون لرفعة مقامه، فأحد الاحتمالين يشهد لما قلناه.

وأما حديث: خير صفوف الرجال أولها . فالمراد بالرجال الكمل من الأولياء الذين هم كما وصفنا في أول العهد، فإن طهر الله تعالى يا أخي باطنك وظاهرك فبادر للصف الأول، وإلا فالزم الأدب: وسيأتي في عهود المنهيات أن مما يشهد لنا في تأخير من يحب الدنيا إلى الصف الثاني وما بعده، قوله صلى الله عليه وسلم في حديث للترمذي مرفوعا: (الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، يجمعها من لا عقل له).

فنفى كمال العقل عن كل من يجمع منها شيئا زائدا على غدائه وعشائه في يومه وليلته، وما سلم من هذا الأمر إلا قليل من الناس، ويؤيده أيضا قول الإمام الشافعي رضي الله عنه: لو أوصى رجل بشيء لأعقل الناس صرف ذلك إلى زهاد في الدنيا. وإيضاح ما أشار إليه الحديث من نفي كمال العقل عمن يجمع الدنيا إلا لله لا من يجمعها حين يجمعها وفي بلده من هو مستحق لإنفاقها عليه من مديون ومحبوس وجيعان ونحو ذلك، فإن كانت نيته بالجمع خيرا فهذا منه، فينبغي تقديمه عند كل عاقل اكتسابا للأجر ونحو ذلك، فإن كانت نيته بالجمع خيرا فهذا منه، فينبغي تقديمه عند كل عاقل اكتسابا للأجر، وغير ذلك من أمسك عن الإنفاق ورجح الحرص والشح عليه فهو ناقص العقل، وما قررناه من تأخير مرتكب المعاصي وجامع الدنيا عن الصف الأول هو ما عليه طائفة الصوفية وجمهور العلماء، لا على الأمر بتقديم الوقوف في الصف الأول على غيره مطلقا كما هو مقرر في كتب الفقهاء، فاعلم ذلك والله يتولى هداك.

- روى الإمام أحمد والطبراني وإسناد أحمد لا بأس به مرفوعا: (سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الخذف). يعني أولاد الضأن الصغار.

وروى الإمام أحمد بإسناد جيد مرفوعا: (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول).

وروى ابن خزيمة في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي ناحية الصف ويسوي بين صدور القوم ومناكبهم ويقول: (لا تختلفوا فتختلف قلوبكم).

وفي رواية الشيخين: فإن تسوية الصف من تمام الصلاة . وفي رواية للبخاري: من إقامة الصلاة يعني التي أمرنا الله بها في قوله: {أقيموا الصلاة}.

وروى النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما مرفوعا:(رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها وحاذوا بين الأعناق، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الخذف). والخذف: هو ما يكون بين الاثنين من الاتساع عند عدم التراص.

وروى الطبراني مرفوعا: (استووا تستو قلوبكم، وتماسوا ترحموا). ومعنى تماسوا: ازدحموا في الصلاة قاله شريح، وقال غيره تماسوا تواصلوا.

وروى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما مرفوعا:(ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله).

وروى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما مرفوعا:(إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف).

وروى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما مرفوعا: (إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف).

وروى مسلم عن البراء بن عازب قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه بقبل علينا بوجهه الحديث. والله سبحانه وتعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012
  #59
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نسوي صفوفنا ونتراص فيها ونقدم الوقوف في ميامنها على غيره من الوسط أو المياسر، وفي ذلك أسرار لا تذكر إلا مشافهة.

وينبغي أن لا يكون بين أحد من أهل الصف وبين من هو في صفه شحناء ولا حسد ولا غل ولا مكر ولا خديعة ليوافق الباطن صورة الظاهر، فإن اختلاف القلوب أشد من اختلاف الجوارح، ولذلك منع الإمام مالك رضي الله عنه صحة اقتداء مصلي الظهر مثلا بمن يصلي العصر، وذلك لأن الجوارح تبع للقلب، فكأنما مكان المشاحن خال عن أحد يقف فيه لشرود قلب المشاحن عن جاره فليتأمل. ومن الأسرار الظاهرة في ذلك، أن الله تعالى أمرنا بإقامة الدين ولا يقوم إلا إذا كنا على قلب رجل واحد، وفي القرآن العظيم: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}. يعني قوتكم.

ومن الأسرار أيضا أن الشيطان لا يدخل بين الصفوف ويوسوس لأصحابه إلا إذا رأى بينها خللا، فمتى قرب من الصف احترق من أنفاسهم كما في حديث (يد الله مع الجماعة ). أي تأييده. وهذا الأمر لا يكاد يسلم منه أحد من المحبين للدنيا ومناصبها ووظائفها، فإن كل من سعى على وظيفة شخص صار عدوا له وإن لم يسع في الماضي ربما كان ناويا على السعي في المستقبل إذا رأى حاكما يجيبه إلى ذلك فتحس القلوب بذلك، فيكون عدوا مستورا في الظاهر دون الباطن، فلا ينبغي لأحد من هؤلاء أن يقف في صف من بينه وبينه عداوة ليطابق باطنه ظاهره، ويخرج عن صفة النفاق المشار إليها بقوله تعالى: {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى }. اللهم إلا أن يقف بعد التوبة ناويا التقرب إليه تمييلا لخاطره، و والله لو كان أئمة الدين على قلب رجل واحد ما دخل في الشريعة نقص قط ولا أطاق مخالفتهم أحد من الولاة، وكان كل من خالفهم هلك بسرعة، ولكنهم اختلفوا { ليقضي الله أمرا كان مفعولا}.

وأما غير أئمة الدين ممن يحب الدنيا فقد كفى الله الظلمة شرهم لأنهم لا يزالون يستمطرون منهم الرزق، فإن أعطوهم شيئا من سحت الدنيا خرس لسانهم وذهب سمعهم وبصرهم، وصاروا خرسا صما عميا، فوجودهم كالعدم وإن لم يعطوهم فهم يوافقونهم في أغراضهم ضرورة تمييلا لخاطرهم ليعطوهم كما أعطوا غيرهم، ويصيروا كذلك خرسا صما عميا، فهذا هو الباب الذي دخل منه النقص في الدين، ولو كان العلماء كلهم زاهدين ما دخل في الدين نقص، فجاهد يا أخي نفسك على يد شيخ ليخرجك من رعونات النفوس حتى لا يبقى في نفسك شهوة ولا حرص على شيء من الدنيا، وأمر أصحابك بالمجاهدة على يد شيخ كذلك ثم تراصوا في الصف بعد ذلك، وإن لم يتيسر ذلك فقفوا في الصف واستغفروا الله من كل ذنب يعلمه الله. {والله غفور رحيم}.

- روى الطبراني مرفوعا: (من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي أحدا أضعف الله له أجر الصف الأول ).

قلت وروى الإمام سعيد رحمه الله تعالى أن الإمام عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يضرب بالدرة من رأى عليه رائحة كريهة ويؤخره إلى أخريات الصفوف. والله سبحانه وتعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012
  #60
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني



" - (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم)
إذا رأينا الصف الأول مثلا قد ازدحم الناس فيه وما بقي يحتمل دخول أحد فيه أن لا نزاحم أحدا فيه لندخل، وإن كنا فيه ورأينا في خروجنا منه تنفيسا لأهله من الزحمة خرجنا إلى الصف الثاني مثلا اللهم إلا أن يكون في الصف الأول أحد يتأذى الناس برائحته فلنا مزاحمته حتى يخرج، وكذلك الصف الثاني والثالث حتى يكون ذلك الشخص في آخر صف. قلت لكن لا يسلم من حظ نفسه في مثل ذلك إلا العلماء العاملون لكونهم لا يحتقرون أحدا من المسلمين إلا بطريق شرعي. والله سبحانه وتعالى أعلم.

- روى ابن ماجه وغيره، عن ابن عمر قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم، إن ميسرة المسجد قد تعطلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمر ميسرة المسجد كتب الله له كفلين من الأجر).

وفي رواية للطبراني مرفوعا: (من عمر جانب المسجد الأيسر لقلة أهله فله أجران). والله سبحانه وتعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأنوار القدسية في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 177 02-27-2019 11:56 AM
الانوار القدسية ودلائل النور-وصية سيدي الشيخ أحمد الجامي قدس سره محب الاحباب الآذكار والآدعية 7 09-23-2016 08:19 PM
القصيدة المحمدية صوت عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 0 12-14-2010 02:39 PM
لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية هيثم السليمان المكتبة الاسلامية 3 02-06-2010 02:13 PM
الشمائل المحمدية علاء الدين المواضيع الاسلامية 3 10-09-2009 06:14 PM


الساعة الآن 09:37 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir