أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           
العودة   منتديات البوحسن > الصوتيات والكتب > منتدى القصص والروايات

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-2010
  #1
محمّد راشد
رحمه الله
 الصورة الرمزية محمّد راشد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 404
معدل تقييم المستوى: 16
محمّد راشد is on a distinguished road
افتراضي ليــــــــــــــــــــالي تركستان_ملخص رواية

هذا ملخص نقله أحدهم جزاه الله خيرا لفصول رواية "ليـــــــــالي تركستان" للكاتب الاسلامي الكبير نجيب كيلاني



استدعى القائد الصيني أمير قومول المسكين ، وقال له :

- أيها الأمير . . (( لقد عزمت على مصاهرتك أنت بالذات . . ))

شحب وجه الأمير ، وارتعشت أنامله ، وقال بصوت واهن :

- " أنت تعلم أيها القائد أن هذا مستحيل "

قهقه القائد في سخرية :

- " أنا لا أعرف المستحيل أيها الأمير "

- " هذا أمر الله . . "

- " لا دخل للآله في شؤون القلوب . . لقد أحببتها . . "

- " لقد درج الفاتحون على احترام عقيدة أهل البلاد المفتوحة . . "

- " هذه خرافات لا أومن بها "

- " هذا أبشع من الموت أيها القائد "

اكفهر وجه القائد وصرخ :

- " الأمر يخص الأميرة . . . اذهب وأخبرها . . وأمامك بضع ساعات للتصرف . . "

وخرج الأمير التركستاني ، لا يكاد يعي شيئاً مما حوله ، إنها مهانة لا مهانة بعدها ، وبدا القصر لعينيه مقيتاً يوحي بالضيق والعذاب ، كيف يقابل زوجته وأولاده ، لم تعد للحياة قيمة ، أيفر إلى الجبال يقتات الأعشاب ، ويؤانس الوحوش ، حتى لا يرى المأساة بعينيه ؟

ودخل الأمير قصره . . . السيوف الأثرية تتدلى في عناء ، والبنادق الفارعة فوق الجدران كجثث الشياه المتعفنة ، وتاريخ أجداده نائم في أحضان الصفحات المتراصة التي غلفها الغبار . ..

تلفت الأمير الحائر حواليه ، شعر أن الجو حواليه خانق ، يكاد يزهق أنفاسه ، كان يعبث بالفرش إلى جواره في عصبية بالغة :

- " أتوافقين ؟ "

- " الموت ولا هذا ! "

- " لماذا ؟ "

- " أمر الله فوق أمر الصينيين ! "

وقف ، ثم احتضن الأميرة الصغيرة ، عيونها الجميلة توحي بالحيرة القاتلة ، وجهها النضر كالوردة ينطق بالرعب ، ثم شهقت باكية :

- " لا أتصور يا أبي . . . لا أتصور أن تساق فتاة هكذا . . . السير إلى ساحة الإعدام أسهل بكثير . . "

جفف الأمير أهداب ابنته ، وربّت على شعرها الناعم الأشقر ، ثم لامس خذيها الورديتين في حنان ، ثم وقف ودق الأرض بقدمه صارخاً :

- " لن يكون . . . "



* * * *

سرت الأنباء في المدينة مسرى النار في الهشيم ، وتخطّت حواجز القصر المنيف ، وتهامست بها النسوة في المنازل ، وتلقتها الرجال في قلق وغيظ بالغين .. . . .

وعندما قرأ القائد الصيني رسالة الأمير التركستاني . . كورها في يده ، ثم رمى بها ، وبصق عليها .. . ثم اتجه صوبي قائلاً :

- " قل لأميرك : إنه يعبث كما يعبث الصبية . . هذه قوانين (صن يان صن ) أبو الصين الأعظم . . ولن تستطيع قوّة في الأرض أن تبطل قوانينه "

وأٌخذ مولاي الأمير في نفس الليلة إلى السجن . . ليلتها بكت المدينة كما بكت بالأمس على شهداء المعركة ، وليلتها أدرك الناس أن الغزو الصيني يحمل في طياته خطراً آخر غير خطر غزو الأرض . .



* * * *

صورة الأمير السجين تملأ خيالي ، من الصعب أن تتصور الأعزة الكبار يرسفون في الأغلال ، ويساقون كما يساق العبيد ، يا إلهي ، إنه مشهد لا يمكن أن ينسى مدى الحياة ، ومع ذلك فقد كان الأمير يمضي بين الزبانية الصينيين مرفوع الرأس ، يشمخ بأنفه في كبرياء ، كان في صمته ثورة ، وفي استسلامه عاصفة ، وفي نظراته الشاردة نداء دمويٌّ رهيب .



* * * *

قال لي ( خوجة نياز حاجي ) زعيم بلدنا الهمام :

- يا مصطفى . . اذهب إلى أميرك في السجن . . وقل له : يجب أن يبحث عن مخرج

ضحك الأمير ، وشد عوده الفارع ، وتطلع إلى الآفاق بعيني صقر جريح ، وهتف والحنق يأخذ بتلابيبه :

- " لست أملك مفاتيح السجن " !

- " للسجن جدران يا مولاي "

ضحك الأمير في عصبية :

- " وكيف أحطمها وحدي ؟ "

- " يقول لك ( خوجة نياز ) . . إن لم تكن تملك المفاتيح التي تفتح بها السجن ، ولا السواعد التي تهدمه . . فإن لك عقلاً يستطيع أن يحملك على جناحيه إلى الخارج . . "



* * * *

" هناك على التلال يعيش فئة من الرعاة الأبطال ، لم يستطع العدوان أن يقهرهم ، ولم يتزوج نساءهم ، بالقوة . . هؤلاء يشربون ألبان الماعز ، ويغزلون الصوف ، ويعبدون الله الواحد الأحد ، لا يخافون أحداً إلاّ الله . . . . أتدري ؟ هؤلاء هم الملوك غير متوجين . . . ما أشد حنيني إليهم يا مصطفى . . . "



* * * * *

- " أيها الأمير . . . أيها السادة . . . يجب أن نوافق القائد الصيني على فكرته "

هاج الحاضرون ، وماجوا ، وبدا عليهم الاشمئزاز والمعارضة الشديدة ، غير أن الأمير ابتسم وقال في هدوء :

- " وأنا أوافق خوجة نياز . . . وسيكون العرس في قصري ، وسيتزوج القائد الصيني ابنتي الغالية . . . سوف نفدي بذلك شعب قومول ، وننجيه من مذبحة لا تبقي ولا تذر . . . "

وصرخ أحد العلماء قائلاً :

- " الله . . . "

ورد الأمير :

- " الله معنا . . ولن يخذلنا . . "

وعاد العالم يقول :

- " وكيف يكون معنا ونحن ندوس شريعته ؟ . . "

وسادت همهمات وغمغمات ، وأخذ الجالسون يتناقشون بصوت خفيض ، وينكبّون على الأمير ، ثم يذهبون إلى خوجة نياز ، ولا تكاد ترى إلاّ شفاههم تتحرك ، وأيديهم تشير ، وعيونهم تتأرجح في حيرة وحذر .



* * * * * *

- " لن أتزوجه يا أبي . . . كيف أطيعك وأعصي الله . . الله أعز مني ومنك . . "

- " والله يريد ذلك يا ابنتي "

- " لا يريد الله إلاّ الخير "

- " لعل فيما ارتأيناه الخير كل الخير "

وقالت الأميرة وهي تنتحب :

- " الآن أبرأ منك . . . من الملك . . فدعني أرحل . . "

ربّت على شعرها الذهبي وقال :

- " كيف ترحلين وسط الذئاب ؟ "



* * * * * * *

وجاء موكب القائد الصيني ، تصحبه الموسيقى العسكرية ، واللاعبون بالنار ، وبعض الرقصات الشعبية الصينية . وفقراء قومول يبتعدون ويبتعدون عن قلب المدينة . . . يسجدون لله تحت الأشجار خفية ، أو يرتلون الأدعيات على شواطئ الغدران . . !

وشرب القائد الصيني نخب الصداقة العريقة بين الشعب الصيني والشعب التركستاني ، وظل يشرب حتى كاد أن يترنح ثملاً . .



* * * * * * *

تململ خوجة نياز ، واحتقن وجه أحد العلماء ، وأصيب أحد الرجال بالصرع فحملناه خارجا ، وسمعنا صوتاً في جنبات القصر يدوّي " الله أكبر . . الله أكبر . . " قالها أربع مرات ، وفي وقت قصير لمعت السيوف وانطلقت البنادق القديمة ، واندلعت المعركة التي أشعلها رجال الجبل الذين أخذوا يتوافدون من كل ناحية ، ومن الدور الأعلى ، ومن باطن الأرض ، ومن فوق أسوار القصر .

التعديل الأخير تم بواسطة محمّد راشد ; 01-12-2010 الساعة 08:57 PM
محمّد راشد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-26-2010
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي






زدنا جزاك الله خير
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-27-2010
  #3
محمّد راشد
رحمه الله
 الصورة الرمزية محمّد راشد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 404
معدل تقييم المستوى: 16
محمّد راشد is on a distinguished road
افتراضي

مرحبا بمروركم سيدي الفاضل
محمّد راشد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المولد الشريف النبوي ( تحديد اليوم رواية ودراية ) أبو يوسف المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 11 09-16-2023 08:55 PM
الصحابي عبد الله بن رواحة أحد النقباء الذين حملوا الإسلام إلى المدينة عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 08-16-2011 02:39 AM
عبدالله بن رواحة أبوانس السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 3 12-05-2008 09:11 AM


الساعة الآن 05:43 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir