أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > المنتديات العامة > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 12-14-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي "الدناكيل" أرض الجمال والعجائب

مستقبل شعب "عفار" في استثمار البوتاس"الدناكيل" أرض الجمال والعجائب



إعداد: محمد هاني عطوي


صحراء الدناكيل الإفريقية واحدة من أكثر بقاع الأرض خطراً وجمالاً، ويصفها البعض بالجمال الرائع . تقع هذه الصحراء بين كل من جيبوتي وإثيوبيا وإريتريا، وتعتبر من أكثر الأماكن حرارة على الأرض وربما أكثر خلواً من الكائنات الحية بكل أنواعها .


تسمى المنطقة أيضاً بمنخفض الدناكيل وتبلغ مساحتها نحو 300 كيلومتر مربع، وهي عبارة عن مستنقع ضخم ينخفض عن سطح البحر نحو 160 متراً، ولا يتكون هذا المستنقع من المياه وإنما من الأحماض، لاسيما الكبريت، إضافة إلى حمم بركانية قديمة وبلورات الأملاح . ويمكننا أن نرى على سطح هذا المستنقع العجيب طبقات ملونة بدرجات جميلة من كل الألوان كاللون الأصفر (الكبريت) والأبيض (الأملاح) والبُني (أكسيد الحديد) . وتعتبر فوهات البراكين الموجودة في المنطقة من أقصر فوهات البراكين في العالم . ويصعب الاقتراب من بعض أجزاء المنطقة من دون استخدام الأقنعة الواقية بسبب الأبخرة السامة الناتجة عن تفاعلات المواد الطبيعية الموجودة تحت سطحها والتي تظهر على هيئة تكوينات طبيعية ذات جمال نادر .

ويشير العلماء إلى أن هذه المنطقة غمرتها مياه البحر الأحمر على مدى التاريخ ثلاث مرات، وذلك على فترات متباعدة زمنياً، ومن المعتقد أن المياه ستغمرها مرة أخرى خلال عدة ملايين من السنين المقبلة لتكون محيطاً كبيراً.

الاستغلال الكبير

في عام 2014 ستشهد منطقة دلول في صحراء الدناكيل عمليات استثمار واستغلال على نطاق واسع لمخزون البوتاس الموجود في أرضها، ولا يدري أحد حتى الآن إن كان هذا الاستثمار المبرمج سيكون فأل خير على شعب عفار الذي يجوب بقوافله هذه المنطقة منذ قرون عدة . وعندما يصل المرء إلى هذه الصحراء يشاهد مد ناظريه قطعاً مركبة من الصخور الملحية واسعة الانتشار تعلوها ألوان معدنية يخيل للمرء أنها توابل إفريقية أو قطع حلوى يعلوها شراب مركزي من ألوان ونكهات مختلفة، إلا أن هذه الألوان ليست في حقيقتها سوى أملاح مركزة خرجت من السخانات الفوارة لتكوّن كل ما لا يخطر ببال المرء من تكوينات جيولوجية تشبه الفطر حيناً وبلورات الكريستال حيناً آخر . والحقيقة أنه يصعب على الشخص المتأمل ألا يندهش ويستسلم لسحر منطقة “دلول” هذه الجزيرة المفعمة بالجمال، حيث تمتزج جميع الظلال والألوان تحت قبة سماء زرقاء . وفي “دلول” تنتشر الأخاديد وتتفجر الينابيع الساخنة وتتبعثر هنا وهناك الصخور بكل أحجامها وأشكالها وألوانها، خاصة الصخور الملحية برواسبها المكدسة التي تشهد على نشاط جيولوجي لبركان في طريقه نحو التفجر عاجلاً أم آجلاً . إنه مكان فريد من نوعه، ساحر وآسر بلا حدود .

بحيرة ملح

هذه الجزيرة البركانية القائمة تقع في قلب بحيرة ملحية، ولدت من التفاعل بين الماء والحرارة والتربة الصاعدة من الطبقات السفلية الملحية . والحرارة في “دلول” شديدة جداً، إلى درجة أن المار من هناك لابد أن يلهث عطشاً، فدلول هي لا شك أسخن منطقة على الأرض .

وتقع صحراء الدناكيل عند ما يسمى “مثلث عفار” حيث ينتهي الصدع الإفريقي الكبير، هناك تتقاطع الصفائح التكتونية العربية والإفريقية والصومالية في هذه المنطقة المنخفضة حيث لا يزيد سمك القشرة الأرضية على بضعة أمتار لا تفتأ الزلازل تتزايد بشكل حاد، الأمر الذي ينتج عنه تمزق كبير في القشرة الأرضية ويؤدي بالتالي إلى خروج أو انبعاث الحمم من الأعماق لملء التشققات الجديدة المتكونة . من هنا ينظر العلماء إلى منطقة الدناكيل على أنها منطقة جيولوجية بالغة الأهمية .


ويشير الجيولوجيون إلى أن المناخين الجاف والساخن يؤديان إلى تبخر كثيف وشديد للتسربات الدائمة لمياه البحر عبر شبكة الشقوق، إضافة إلى وجود ما يسمى غرفة الصهارة “الماجما” الكامنة تحت الطبقة الملحية السميكة . كل ذلك وفر لهذه المنطقة ظروفاً استثنائية لتتشكّل أرض ملحية تغري القاصي والداني باستغلالها قبل فوات الأوان . وعندما تسقط الأمطار بين شهري سبتمبر/ أيلول وديسمبر/ كانون الأول في شمال إثيوبيا، فإنها تعيد البريق والروح للصحراء المغبرة حيث يسير الماء من الجروف المتاخمة للصدع، ولكن ما إن تلامس الغرفة المجانية (غرفة الصهارة) حتى تصل إلى درجة الغليان وتتشبع بكبريتيد الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت والمعادن الأخرى .

وعندما تصعد السواء المائية الحرارية بفضل الضغط وتكون مشبعة بأملاح البوتاس ثم تظهر على السطح في الهواء الطلق، فإنها تتبلور على هيئة أحجار جيرية برتقالية اللون ورقائق كبريتية وطين مشبع بالكبريتات ومحاليل الأملاح، أو تهوي على هيئة شلالات كثيفة وبيضاء من الكلوريد الذائب ثم تتطاير ثانية في الهواءة وقد ارتفعت حرارتها بشكل كبير جداً .

وعندما يزيد المرء تبحره في أرض “دلول” فإنه يكتشف المزيد من عجائبها ويقف أمامها مندهشاً حائراً، لأن دورة المياه الجوفية التي تترك آثارها في السطح بألوان رائعة طبيعية لا تترك مجالاً للمرء إلا أن يقف مذهولاً من روعة المكان، وكأنه لوحة متوهجة بالألوان، وهنا يتساءل الزائر عن تلك الهضاب المنعزلة شديدة الانحدار الهائلة التي كانت تتلألأ بتوهج معدني جراء وجودها في سلسلة من المصاطب الملونة بلون التفاح الأخضر، أين أصبحت بعد أن أسرت الكثيرين بتفاصيلها الجيولوجية الرائعة عام ،2000 خاصة أنها ليست بعيدة عن بركان (إيرتا إل) الذي انحسرت بحيرته السطحية الحممية إلى ثلاثة أرباع المسافة الأصلِة .

خبير البركان الإيطالي داريو تيديسكو أمضى وقتاً طويلاً في دراسة هذا البركان وبراكين أخرى في منخفض الدناكيل من خلال أخذ عينات من السوائل المختلفة التي ترشح منه إلى التربة، بغية إجراء تحليل لنسبة الحموضة فيها ودرجات الحرارة وتركيبها الكيميائي، ومن أجل فهم طبيعة عمل الموقع من الناحية الحرارية وفهم آلية الغرفة المجماتية المليئة بالمواد المنصهرة القابعة تحته .

ويقول الباحث تيديسكو إن القوافل التي توالت على استغلال بحيرات الملح عبر الأزمات الماضية، لم تكن تمتلك شيئاً سوى هذه الحرفة، بل إن النقد الوحيد الذي تعاملت به طوال القرون الماضية هو الملح بامتياز . وتعتبر قبائل التيجرين التي تعيش في منطقة (ميكيليه) من القبائل المتمرسة في تكسير القشرة السطحية الملحية وتفتيتها باستخدام فؤوس بسيطة للغاية، بل إن بعض القطع الملحية كان يصل سمكها إلى 40 سم وتحتاج إلى قطع خشبية (أعمدة) لتحريكها من أماكنها .


واليوم جاء الدور على قبائل عفار التي تولت هذه المسؤولية النبيلة كما يصفها البعض، لأن الملح هو العنصر الوحيد في الأرض الجرداء الذي يكسبون منه رزقهم ولقمة عيشهم . هؤلاء الرجال الذين يقتلعون أطناناً من الملح ويعملون عليها تقطيعاً وتشذيباً تحت شمس حارقة وأرض ملتهبة تتهددهم السيارات الكبيرة والطرق المعبدة، لأن هذه التقنيات التي كانت بعيدة عن حياتهم البسيطة البدائية ربما تضع حداً لدورة طويلة عمرها آلاف السنين، فعملية استغلال أرض “دلول” الملحية ستبدأ على مستوى عالٍ عام ،2014 حيث ستشرع الشركات الكبرى العاملة في قطاع المناجم (أستراليا وكندا وجنوب إفريقيا والصين) في تهيئة الطرق وإقامة البنى التحتية المتطورة التي تربط صحراء الدناكيل بجيبوتي، بهدف استخراج البوتاس بكميات كبيرة من مخزون الصخور الناتجة عن تبخر مياه البحر، خاصة أن نسبة تركيز الملح في اللتر الواحد تصل إلى 340 غراماً أي ما يزيد يزيد بعشرة أضعاف على تركيز الملح في البحر الأحمر .

يذكر أن هذه المنطقة افتتحت في القرن العشرين على أيدي الإيطاليين تحت نظام موسوليني ثم استولى عليها الأمريكيون ثم انتقلت عام 1967 خوفاً من مخاطر الفيضانات، إضافة إلى التوترات السياسية، لكن التقدم التكنولوجي والمخزون المنجمي الهائل الذي يقدر اليوم ب 180 مليون طن من البوتاس والأطماع المفرطة للصناعات الغذائية للدول الناشئة التي تستخدم هذا العنصر المعدني لإنتاج المزيد من الأسمدة، كل ذلك يجعل من “دلول” في أرض عفار منطقة تستقطب نحوها العيون والأطماع، فهل ستتمكن “دلول” بمياهها الجوفية الساخنة التي تكون على السطح لوحات جمالية بديعة من مقاومة عمليات الضخ المستمرة للمياه الملحية من أجل تحويلها إلى مسطحات من البوتاس؟ البعض يقول إن عملية تطوير البلاد تسير على قدم وساق، وإن مستقبل عفار مرتبط بالبوتاس، وإن الشعب الذي ارتبط عيشه باستخراج الملح وحمله على ظهور الجمال والحمير سيتوقف عند هذا الحد، فلربما تحوّلت صحراء عفار يوماً إلى منطقة لناطحات السحاب بفضل البوتاس.
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	19-2.jpg‏
المشاهدات:	338
الحجـــم:	27.6 كيلوبايت
الرقم:	2697   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	19-3.jpg‏
المشاهدات:	350
الحجـــم:	25.0 كيلوبايت
الرقم:	2698   اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	19.jpg‏
المشاهدات:	358
الحجـــم:	37.3 كيلوبايت
الرقم:	2699  
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 01-09-2012 الساعة 07:58 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-14-2011
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: "الدناكيل" أرض الجمال والعجائب

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: "الدناكيل" أرض الجمال والعجائب

واياكم اخي الفاضل اشرقت الصفحة بمروركم المبارك
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
إعلامي "الجزيرة" أحمد منصور اساء للشعب السوري في برنامجه "شاهد على العصر" نوح القسم العام 2 05-14-2011 08:59 AM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM
"الجلاء"... بلدةٌ ارتبط اسمها بالنصر عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 0 11-09-2010 02:34 AM
جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 04-20-2010 11:38 AM


الساعة الآن 01:22 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir