أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           

إضافة رد
قديم 08-07-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم

كتبة الوحي.. وثق به الرسول وأسند إليه حلقات العلم
«الأرقم» أول دار للدعوة في الإسلام





الأحد 7 رمضان 1432

عمرو أبو الفضل

كان الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم من الأولين السابقين إلى الإسلام، فقد كان إسلامه قديماً، وهو الذي استخفى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في داره والمسلمون معه، فكانت داره أول دار للدعوة إلى الإسلام.

ويقول الدكتور محمد متولي منصور - الأستاذ بجامعة الأزهر - هو عبد مناف بن أسد بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم وكنيته أبو عبدالله، وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وقيل بل عاشر من أسلم بمكة، وكان - رضي الله عنه - في السادسة عشرة من عمره يوم أسلم.

وذكرت كتب التراجم أن إسلامه كان على يد أبي بكر الصديق، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: خرج أبو بكر يريد رسول الله، وكان له صديقاً في الجاهلية، فلقيه فقال: يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها، فقال رسول الله: إني رسول الله أدعوك إلى الله عز وجل فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه أسلم أبو بكر فانطلق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بين الأخشبين أحد أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكر ومضى أبو بكر وراح لعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص فأسلموا، ثم جاء الغد عثمان بن مظعون وأبا عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن أبي الأرقم فأسلموا - رضي الله عنهم.




مركز الدعوة
عندما بدأ الرسول - صلى الله عليه وسلم - نشر الإسلام اختار الدار التي يمتلكها الأرقم على جبل الصفا لقربها من الكعبة لتكون مركزاً للدعوة ويجتمع فيها بالمسلمين سراً ليعلمهم القرآن الكريم وشرائع الإسلام خوفاً من بطش الكفار بالعصبة القليلة المؤمنة من الرجال الذين أسلموا بالخفاء، إذ كانت بعيدة عن أعين المشركين وتفكيرهم، وهي بمعزل عن المتربصين بالمسلمين في مكة، وبقى الرسول - صلى الله عليه وسلم - مدة ثلاث سنوات يدعو الناس إلى الإسلام بشكل سري في دار الأرقم، وحين ازداد اضطهاد المشركين للنبي - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه، أخذوا يختفون فيها ويقيمون صلاتهم ومحادثاتهم السرية، ويتعلمون القرآن ويتلقون عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كل جديد من الوحي ويتدارسه معهم ويأمرهم باستظهاره وفهمه، وفى هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين حتى بلغوا أربعين فردا، فخرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله.

ذكر المؤرخون أن من أهم أسباب اختيار الرسول - صلى الله عليه وسلم - لدار الأرقم مقرا له - عليه الصلاة والسلام - أنه كان من الذين يعرفون الكتابة والقراءة، واتخذه الرسول - صلى الله عليه وسلم - كاتباً حتى يتيسر له - عليه الصلاة والسلام - كتابة ما ينزل عليه فور نزوله ولا سيما أثناء وجوده في دار الأرقم.

كما أن الوثائق والصحف التي كتب عليها سور من القرآن الكريم وكانت متداولة بين القلة المسلمة في مكة كتبت في داره.

وكان الأرقم مصدر ثقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولذا أسند إليه مهمة القيام على حلقات العلم والتثقيف والذكر وقراءة القرآن الكريم التي كانت تدار في داره لسبقه في الإسلام وعدم انقطاعه عن مجلس الرسول - عليه الصلاة والسلام - وإتقانه التلاوة والعلم بملابسات الأحوال التي نزلت النصوص فيها، والفهم بمعاني القرآن وألفاظه والمعرفة بمفاهيم الإسلام وشرائعه. وبعد انتشار الإسلام سميت دار الأرقم “دار الإسلام” لأن النواة الأولى التي تشكل منها الدين الحنيف كانت في هذا البيت المبارك الذي أوقفه الأرقم، غير أن أحفاده بعد ذلك باعوه لأبي جعفر المنصور.

واشتهر الأرقم - رضي الله عنه - بالحكمة والعقل والورع، وقال عنه البخاري: “له صحبة”، وذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.

عدله وورعه

ظهر عدله وورعه في الكثير من المواقف ويروى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استشهده على واقعة شق القمر المروية، فيما أخرجه الحافظ أبو نعيم عن ابن عباس في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) “القمر، 1”، قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم الوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، والعاص بن وائل، والعاص بن هشام، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى، وزمعة بن الأسود، والنضر بن الحارث، ونظراؤهم كثير، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن كنت صادقاً، فشق لنا القمر فرقتين نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: “إن فعلت هل تؤمنون؟”، قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر، فسأل الله عز وجل أن يعطيه ما سألوا، فأمسى القمر وقد سلب نصفاً على أبي قبيس ونصفاً على قعيقعان، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي: “يا أبا سلمة بن عبد الأسد والأرقم بن الأرقم اشهدا”.

وخرج مهاجراً إلى المدينة فآخى الرسول - عليه الصلاة والسلام - بينه وبين زيد بن سهل - رضي الله عنهما - وشهد بدراً وأحداً والخندق والغزوات كلها، ولم يتخلف عن الجهاد، وأعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - داراً بالمدينة في بني زريق، واستعمله على الصدقة.

ويروى أنه ذات يوم أراد زيارة بيت المقدس، فتجهز وذهب إلى النبي الكريم يودعه، فقال له النبي: “ما يخرجك يا أبا عبدالله، أحاجة أم تجارة؟”، فقال له الأرقم: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول:

“صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام”، فجلس الأرقم، وعاد إلى داره مطيعاً للنبي ومنفذاً لأوامره.

وصية

بقي الأرقم - رحمه الله - على عهده وجهاده في سبيل الله لا يبخل بماله ولا نفسه، ولما استشعر قرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان، أوصى بأن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ومات سنة 55هـ، وكان سعد غائباً عن المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله لرجل غائب؟ ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص، وتبعه بنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد، وصلى عليه.


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 08-07-2011 الساعة 08:09 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الصحابي الجليل ضرار بن الأزور رضي الله عنه عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 05-24-2012 11:39 PM
الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 08-06-2011 05:05 PM
الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-10-2010 12:35 AM
الصحابى الجليل زيد بن ثابت رضى الله نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 5 02-20-2009 01:11 AM
الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم القرشي نوح السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 10-10-2008 01:09 PM


الساعة الآن 03:30 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir