أيام الحسوم تؤذي الطوال فقط
تبدأ في الحادي عشر من آذار أيام الحسوم المذكورة في تقاويم بلاد الشام وهي ثمانية أيام, وقد تباينت الأقوال في سبب تسميتها, ولكن الغالب ما يوحي إليه معنى اللفظ
وهو البت والحسم, فهذه الأيام حاسمة بين الشتاء والربيع, وهناك أقوال أيام قاسية متتابعة, ويؤكد هؤلاء أن أيام الحسوم هي المذكورة في القرآن الكريم في سورة الحاقة ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً ) والمقصود العذاب الذي نزل بقوم عاد بسبب كفرهم وتكذيب الرسل.
وفي أصل اللغة العربية الحسوم التتابع, فإذا تتابع الشيء ولم ينقطع أوله عن آخره قيل له الحسوم, وقال الزجاج: الذي توجبه اللغة في معنى قوله حسوماً: أي تحسمهم حسوماً تفنيهم وتذهبهم.
وقال النضر بن شميل: حسمتهم قطعتهم وأهلكتهم.
وقال الفراء: الحسوم الاتباع
وقيل الحسم : الاستئصال ويقال للسيف :حسام لأنه يحسم العدو عما يريده من بلوغ عداوته, والمعنى: أنها حسمتهم: أي قطعتهم وأذهبتهم.
وغالب القول أن الحسوم بمعنى الآتباع أو التتابع والدؤوب بمعنى أنها متتابعة عليهم دائبة لمدة سبع ليال وثمانية أيام
وذكر الزحيلي في التفسير المنير : حسوما متتابعات أو من الحسم وهو القطع والاستئصال, وأورد قول المحلي إن الأيام الحسوم المذكورة كانت في عجز الشتاء وهي أيام العجوز, وكان أولها في ذلك الوقت من صبح الأربعاء لثمان بقين من شوال.
ورأى العرب في الجاهلية أن أيام الحسوم أيام نحس وكانوا يتشاءمون منها, فلم يكن يحدث فيها زواج ولا كي, ولم يكن الرجل يأتي زوجته لأنه يعتقد إن صار حمل في هذه الأيام فسيكون الجنين مشوهاً , وان الأشجار التي تزرع بتلك الفترة لا تثمر.
ودخل التشاؤم من هذه الأيام في الأمثال الشعبية فقالوا ( ما حلال بيدوم إلا بعد الحسوم) و( إذا نويت بالحسوم نعمتك مابدوم, و( استنى حتى يجي عمك نيسان وصلي ع النبي العدنان).
ولقد أطلق على برد الحسوم ( برد الطويلين) أي أن الإنسان طويل القامة يتعرض لبرد هذه الأيام أكثر من قصير القامة.
ولكل يوم من أيام الحسوم عند العرب اسم معين.
الأول الصر: شدة البرد.
الثاني الصنبر: وهو الذي يترك الأشياء كالصنبرة ما غلظ وخثر.
الثالث الوبر: ويقال وبر آثار الأشياء محاها وأخفاها.
الرابع الآمر: يأمر الناس بالحذر منه.
الخامس المؤتمر: وهو يأتمر بأذى الناس ويرى لهم الشر ببردة.
السادس المعلل: لأنه يعلل الناس ( يعدهم ) بتخفيف البرد.
السابع مطفئ الجمر : وهو أشدها, وشدة ريحه الباردة تطفئ الجمر