حوت يونس تحول إلى محراب للعبادة والذكر
قصص الحيوان في القرآن.. طاف به البحار كلها
حوت يونس تحول إلى محراب للعبادة والذكر
أحمد شعبان
الحوت من الحيوانات البحرية الضخمة وهو من الثدييات ذات الدم الحار التي تتنفس الهواء من الرئة وتلد صغارها حية وترضعها لبناً أبيض يشبه لبن البقرة. وورد ذكر الحوت في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع.
ويقول الدكتور خالد أبو جندية أستاذ علم اللغويات بجامعة الأزهر: “ورد ذكر حيوان الحوت في سورة الكهف، في قوله تعالى: “فلما بلغ مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سرباً” الآية 61. وفي هذه الآية يخبر الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام شدة رغبته في الخير وطلب العلم فقال نبي الله موسى لفتاه وخادمه الذي يلازمه في سفره وهو يوشع بن نون سأظل مسافراً وأتحمل المشقة حتى أصل إلى مجمع البحرين وهو المكان الذي أوحى الله عز وجل لنبيه موسى بأنه سيجد فيه عبداً من عباد الله العالمين وعنده من العلم ما ليس عند موسى عليه السلام. وكان معهما حوت يتزودان ويأكلان منه وقد وعده الله أنه متى فقد الحوت وجد العبد الصالح الخضر الذي يقصده موسى فاتخذ الحوت سبيله وطريقه إلى البحر سرباً، ولما جاوز موسى وفتاه مجمع البحرين قال موسى لفتاه آتنا غداءنا فقال له فتاه ألم تعلم حين آوينا إلى الصخرة انصرف وقفز الحوت في البحر فرجعا يقصان أثرهما الذي نسيا فيه الحوت فلما وصلا إليه وجدا الخضر عليه السلام”.
أهل نينوى
أضاف أبو جندية: “كما ورد ذكر الحوت في سورة الصافات قال تعالى: “وإن يونس لمن المرسلين. إذ أبق إلى الفلك المشحون. فساهم فكان من المدحضين. فالتقمه الحوت وهو مليم. فلولا أنه كان من المسبحين. للبث في بطنه إلى يوم يبعثون” الآيات 139 – 144 . وقوله تعالى في سورة القلم: “فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم” الآية 48. حينما بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل نينوى من أرض الموصل، دعاهم إلى الله عز وجل فكذبوه وتمردوا في كفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك عليه من أمرهم، خرج وتركهم ووعدهم بحلول العذاب فلما رحل وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم وتضرعوا إلى الله فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب”.
القُرعة
فلما ذهب يونس عليه السلام مغاضباً بسبب قومه ركب سفينة في البحر، فلجت بهم واضطربت وثقلت بما فيها وكادوا يغرقون. فتشاوروا واتفقوا على أن يقترعوا فيما بينهم على أن يلقوا بعض الركاب وأصابت القرعة يونس عليه السلام فلم يسمحوا له فأعادوها ثانية فوقعت عليه أيضاً، فشمر ليخلع ثيابه ويلقي بنفسه فأبوا عليه ذلك. ثم أعادوا القرعة مرة ثالثة فوقعت عليه أيضاً، لأنه إذا أراد الله أمراً هيأ له الأسباب، ولما وقعت عليه القرعة ألقى بنفسه في البحر، وبعث الله عز وجل حوتاً عظيماً من البحر فالتقمه، وأمره الله تعالى ألا يأكل لحمه ولا يهشم عظمه، فأخذه فطاف به البحار كلها، وسمع يونس تسبيح الحيتان للرحمن، وسمع تسبيح الحصى لفالق الحب والنوى، وظل يونس في بطن الحوت يسبح ربه ويعبده، ولولا كثرة تسبيحه وتحميده وعبادته لربه سابقاً لكان بطن الحوت مقبرة، لكن الله نجاه بسبب عبادته له بأن قذفه الحوت من بطنه بالعراء وهو مذموم.
وورد ذكر الحوت في السنة النبوية الشريفة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سئل عن البحر قال: “هو الطهور ماؤه الحل ميتته” وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحلت لنا ميتتان ودمّان فأما الميتتان فالحوت والجراد وفي رواية أخرى: السمك والجراد” وأما الدمّان فالكبد والطحال. وقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في رواية جابر حينما أخبرته جماعة من الصحابة عن أكلهم حوتاً قذفه البحر يدعى العنبر، أنه قال: “هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا منه؟ قال جابر: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله”.
ومن بديع خلق الله في الحيتان أنها ذات أجسام مغزلية ولها زعانف تشبه زعانف الأسماك وزعنفة ذنب الحوت أفقية الوضع بالنسبة إلى الجسم ولها زعنفة ظهرية وزعانف صدرية وظيفتها توجيه الحركة وحفظ توازن الجسم، ورأس الحوت من أكبر أعضاء الجسم حيث يبلغ في بعض الأنواع ثلث حجم الجسم ويتصل بالجسم عن طريق عنق قصير من سبع فقرات قصيرة ومتضاغطة في بعضها البعض، والأنف في الحيتان أعلى الرأس وتستخدم كعضو للتنفس وليس للشم وقطر فتحة الأنف ضيق جداً. والحيتان لا تترك المياه للحمل أو الولادة كما تفعل الحيوانات الثديية الأخرى التي تعيش في الماء.
حوت العنبر
تنقسم الحيتان إلى نوعين أحدهما يتميز بأسنانه الحادة التي يستخدمها في افتراس الحيوانات البحرية الكبيرة، وتنتشر هذه الأنواع من الحيتان في كل المحيطات ومنها جميع أنواع الدولفينات وحوت العنبر الذي يبلغ طول السن فيه حوالي 20 سم وهو من الحيتان القوية الشرسة ويستخرج منه العنبر الذي يستخدم في صناعة عطر العنبر والحوت القاتل. أما النوع الآخر فقد استبدلت أسنانه بصفين من الصفائح القرنية والتي تسمى بعظام الحوت ويتواجد في بحار أميركا الجنوبية ويطلق عليه حيتان البالين، ويصل طول البعض منها إلى ما يقرب من 30 متراً ومتوسط وزنه 130 طناً مثل الحوت الأزرق.
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
08-17-2010
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
