أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-25-2011
  #1
حجة الإسلام
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 0
حجة الإسلام is on a distinguished road
افتراضي معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 1)


معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 1)
دراسة تحليلية لمعضلة الحلاج :
كان الفرق بين شخصية الحلاج و البسطامي ، رغم توافقهم في فناء المحبة ...
أن البسطامي كان على قدم الصديق الأكبر رضي الله عنه و أرضاه ، حيث غلب على مسلكه وقلبه الرحمة والتماس الأعذار للناس و السلطة ، وكان له سلطة واسعة على العلماء والأولياء في زمنه ...
فلم يتجرأ عليه أحد ؟ !!! ...
بينما كان الحلاج على قدم الفاروق الأكبر رضي الله عنه لا يخشى بالحق لومة لائم ...
فرغم أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أمر أن تكون الهجرة إلى يثرب سراً ، وكان القدوة في ذلك ، إلا أن عمر الفاروق رضي الله عنه ، و الذي ينطبق عليه القول من خاف الله خوف الله منه كل شيء ، كان له شأن آخر ...
عن عبد الله بن العباس قال : قال لي علي بن أبي طالب :( ما علمت أن أحدا من المهاجرين هاجر إلا مختفيا إلا عمر بن الخطاب فإنه لما همبالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده أسهما واختصر عنزته ومضى قبل الكعبةوالملأ من قريش بفنائها فطاف بالبيت سبعا متمكنا ثم أتى المقام فصلى متمكنا ثم وقفعلى الحلق واحدة واحدة وقال لهم : { شاهت الوجوه ، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس ، منأراد أن تثكله أمه ، ويوتم ولده ، ويرمل زوجته ، فليلقني وراء هذا الوادي ) ، رواها ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" { ج44/ ص: 51-52} ، وابنُ الأثير في "أُسد الغابة" { ج 4 / ص : 144- 145} ...
قال علي كرم الله وجهه : ( فماتبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه (...
وقد كان للحلاج هيبة حتى في قلوب أهل السلطة و العلم ، فها هو يصرخ ذات يوم في عالم بغداد علي ابن عيسى : ( قف حيث انتهيت ولا تزد عليه شيئاً و تأدب ، وإلا قلبت عليك الأرض ) ، فما كان من ابن عيسى إلا أن تهيب مناظرته واستعفى منه ؟ !! ...
وكان له بالحق موقف حتى مع شيخه "الجنيد" ، حين وقف الجنيد على المنبر يخطب في الناس ، إذا به ينتفض قائلا : ( يا أبا القاسم ، إن الله لا يرضى عن العالم بالعلم حتى يجده في العلم ، فإن كنت في العلم فألزم مكانك وإلا فانزل ، فما كان من الجنيد سوى أن نزل من على المنبر ولم يتكلم على الناس شهرا ) ؟ !! ...

مما تقدم في الجزء الأول نجد أن الحلاج كان رجل دعوة مصلح متوقد الذكاء قوي الشخصية ، وله شعبية عند العامة أكثر منه عند الخاصة سواء في الدين أو السلطة ...
وما يؤكد ذلك أن سيرته الشعبية تعتبر جيده إذا ما قورنت بسيرته التاريخية ...
وكان محباً لآل البيت ، ومن المطالبين بعودة جادة الحكم في الدولة الإسلامية للعباسيين ؟!!! ...
عن زيد بن حبان رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا . بماء يدعى خما . بين مكة والمدينة . فحمد الله وأثنى عليه . ووعظ وذكر . ثم قال : ( أما بعد . ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب . وأنا تارك فيكمثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله . واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه . ثم قال "وأهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي " . فقال له حصين : ومن أهل بيته ؟ يا زيد ! أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته . ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال : وهم ؟ قال :هم آلعلي ، وآلعقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس . قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . وزاد في حديث جرير " كتاب الله فيه الهدى والنور . من استمسك به ، وأخذ به ، كان على الهدى . ومن أخطأه ، ضل ) ، رواه مسلم في "صحيحة" ...

فقد أصبح حكم العباسيين شكلياً منذ عهد الخليفة "المتوكل" ، حيث أصبحت الغلبة للعسكر الترك ؟!! ...
( منذ عهد المتوكل العباسي ( 232 - 247 هـ‍ ، 847 – 861 م ) غلبت سيطرة العسكر الأتراكوقادتهم على أزمة الأمور في الدولة، واستأثروا بالعطاءات والاقطاعات، واستبدوا بسلطان الخلافة، حتى صاروا يولون ويعزلون الخلفاء كما يريدون، بل ويسجنون ويسمّون ويقتلون من لا يحقق مطامحهم ومطامعهم من الخلفاء.
ولقد حاول بعض الخلفاء أن يستردوا لمنصب الخلافة سلطانه، وأن يستندوا في معارضة القادة الأتراك إلى تأييد شعبي بمهادنة العلويين الثوار وإقامة قدر من العدل والإنصاف بين الرعية.. حاول ذلك الخليفة المنتصر بالله ( 247 - 248 هـ 861 – 862 م ) ، والمهتدي بالله ( 255 -256ه‍ 869 -870 م) ولكن الأتراك تخلصوا منهما بالسم والعزل والقتل ) ...
المصدر :موسوعة الحضارة العربية الإسلامية / الجزء الثاني ...
-----------------------------------------------
وشاع الظلم ، خصوصاً مع العبيد وصغار الكسبة ...
فقد وقف الحلاج ضد مظاهر الفساد و الترف ووقف مع المظلوم ضد الظالم ، كما حدث عند تأييده لثور المحرومين أو الزنج ...
حيث أيد من مطالبهم العدالة و الإنصاف بالمعاملة وأن يعود الحكم بشكل حقيقي لبني عباس آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وهو ذات الموقف وذات المبادئ عندما وقف إلى جانب الحنابلة ...
الأمر الذي جعله حجر عثرة أمام أعوان السلطة في ذلك الوقت ، فلفقوا له التهم حتى ينالوا منه بشكل شرعي ، ضمن سلطة القضاء ، لأنهم وجدوا في اغتياله إعلاء لشأنه و إشعالاً لثورات جديدة ...
لذلك نسبوا له الشعوذة و السحر والزندقة بعد موته ...
وكتاب "الطواسين" هم من أظهره بعد وفاته ، علماً أنه لم يكن له أي ذكر قبل أن يقام عليه الحد ؟ !!! ...
وهو ما يعني أنه إما حرف به ، أو تم تلفيقه بالكلية على أنه من كتابات الحلاج ؟ !!! ...
وأكبر دليل على ذلك أنه لم يحاكموه على ما في "الطواسين " ، وسبب نشرهم له رغم احتوائه على الطلاسم لتوثيق الحكم أنه عادل دون أثر رجعي شعبي ...
كما أن القشيري لم يذكره في "طبقات الصوفية" لسببين :
الأول : أن القشيري كان معاصر للخلافة العباسية "ولد 375 هـ توفي 465 هـ " الذين يعتبرون الحلاج من أعداء الدين و الخلافة لأنهم كانوا مغبونين بالحاشية الفاسدة من الأتراك وشيعة فارس ...
ثانياً : إن الحلاج كان يعتبر منشق عن الطائفة الصوفية متفرداً بمنهجه في البداية ثم منتسب إلى الطائفة الحنبلية ، التي توافقت أهدافها مع أهدافه في الإصلاح و التغيير ، وإعادة أمة الإسلام إلى جادة الصواب ...
فهل كان الحلاج من أولياء الله المتقين ؟ !!! ...
فقد قام عالم باحث سلفي متخصص في القضايا الصوفية ، بإرشادي إلى قول ورد في "سير أعلام النبلاء { ج 14/ ص : 328 } قيل له فيه أي للحلاج وهو في سجنه : ( كنت تدعي النبوة صرت تدعي الربوبيةفقال الحلاج : لاولكن هذا عين الجمع عندناهل الكاتبإلا الله وأنا فاليد فيه آلة!) ...
وهو يقصد : لا ولكن هذا عين الجمع عندنا ، هل الكاتب إلا الله ، أما أنا و اليد فآلة يحركها الله وحده ...
فكلمة إلا تفيد الاستثناء التفريدي لله ...
كأن تقول لا إله إلا الله
لقوله تعالى : ( وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) [البقرة : 163] ...
كذلك هو المتفرد في التأويل التام لكتابه ...
لقوله تعالى : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) [آل عمران : 7] ...
فكلمة إلا في الآية استثنت وفردت التأويل لمجمل خفايا ومكنونات القرآن لله وحدة ومنعت الواو العاطفة من مشاركة الراسخون بالعلم بهذا الغور التأويلي العميق إلا ما شاء الله لهم لطهارتهم بنوره سبحانه ...
لقوله تعالى : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ۞ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ۞ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ۞ تنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) [الواقعة :77-80] ...
المس أي كأن تغترف غرفة ماء من بحر محيط من علم الله في كتابة ويكون هذا البيان بتنزيل من الله (َ تنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) ...
لأن علم الله في كتابه لا يحاط لقوله تعالى : ( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) [الكهف : 109] فلا أحد يحيط بعلم الله سبحانه ...
وفي ذات الوقت فإن الله يأمرنا بتدبر كتابه لقوله تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) [محمد : 24] ...
ومفاتيح مقاصد الكتاب طهارة المؤمن العالم من الذنوب و الآثام بنور التقوى و الإيمان ...
وهذا السياق اللفظي يعني أن الحلاج كان ملماً بقواعد اللغة العربية رغم أنه فارسي ...
ولكن موضوعنا الآن كلمة "عين الجمع عندنا" ؟؟ !!! ...
أولاً العين هنا من المعاينة يقول صلى الله عليه وسلم : ( ليس الخبر كالمعاينة ) ، رواه أحمد في "مسنده" ، باسناد صحيح بشروط الشيخين ، ورواه الزركشي في "الآلئ المنثورة" ، باسناد صحيح ، و الهيثمي في "مجمع الزوائد" وقال رجاله رجال الصحيح ، و الزرقاني في "مختصر المقاصد" ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" ...
يقول الله تعالى : ( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) [الإنسان : 6] ...
قال الله يشرب بها لا منها ؟!! ... فهي عين القلب أو عين بصيرة المؤمن ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله ، ثم قرأ : " إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ " [الحجر : 75] ) ، رواه الترمذي في "سننه" ، و الهيثمي في "مجمع الزوائد" دون الآية باسناد حسن ، و السيوطي في "الآلئ المصنوعة" ، وقال : حسن صحيح ، وقال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" : هو الصواب ...
وعين الشيء ، تأتي أيضاً بمعنى قمة الشيء أو غايته أو نهايته كأن تقول "عين الصواب" أي الصواب بذاته ....
يقول الله تعالى : ( َعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) [البقرة : 31] ...
فكلمة كلها في الآية عندما تكون من الله تعني كلها أي علوم الدنيا والآخرة فكلمة أسماء تخص كل من تتسم أو تتصف وتتميز به الأشياء المادية و المدلولات المعنوية ...
بمعنى أدق أن الله أشهد النبي آدم أبو الأنبياء و البشرية صلى الله عليه وسلم كل أسراره بالكون ؟؟؟ !! ...
لكن هذه الحقائق أضحت كامنة في قلوبنا لا يطلعنا الله عليها إلا بقدر ، وفق صدقنا و صدق إيماننا وتقوانا وجهادنا لأنفسنا لنستقيم على ما يرضي الله تعالى ...
يقول الإمام علي كرم الله وجهه : ( أتحسب أنك جرم صغير وبك طوي العالم الأكبر ) ...
يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) [العنكبوت : 69] ...
وكما في الآية لكن الله مع المحسنين أي ملازم لهم بالمعية بالعناية و الرعاية ؟؟؟ !!! ...
وهو أفضل الإيمان أي إيمان الإحسان ...
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت ) ، رواه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ، وقال : حسن ...
ويصدق هذا الحديث قوله تعالى للنبي موسى وهارون صلوات الله وسلامه عليهم : ( قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) [طه : 46] ...
فالعلم هو "الشهود بنور الحق" وعكسه العمى عن الحق لأن الجهل عكسه المعرفة لقوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم : ( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) [الرعد : 19] ...
فالحلاج حظي بعين الجمع وهي الولاية بأن اجتمعت أعماله وأقواله بموافقة الله ...
لقول العارف بالله "سهل بن عبد الله التستري" طيب الله ثراه في الولي : ( هو من توالت أفعاله بالموافقة ) أي التوفيق و الموافقة الإلهية...
بمعنى أدق أصبح همه وهواه موافق لمشيئة الله وهو حال المتقين ...
لقوله تعالى : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ۞ لُهم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ [الزمر : 34] صدق الله العظيم ...
وهو ما يبين معنى قول الفاروق رضوان الله عليه : ( إن لله رجل إذا أرادوا أراد ) ...
ومما تقدم نجد أن الحلاج كان من أهل التفريد " وحدة الشهود" ...
ومن أقوله الدالة على ذلك : ( ما رأيت شيء إلا ورأيت الله فيه ) ، هو دليل على هذه المرتبة الإيمانية العظيمة ...
عن أحمد بن عبد الله قال : سمعت الحلاج وقد سئل عن التوحيد فقال : ( هو تمييز الحدث [الخلق] عن القدم [الخالق] ، ثم الإعراض عن الحدث و الإقبال على القدم ، وهذا حشو التوحيد [ أي النفي " لا إله " والإثبات " إلا الله " ] ، وأما محضه [ وحدة الشهود "التفريد" ] ، فالفناء بالقدم عن الحدث ، وأما حقيقة التوحيد [ وحدة الوجود "عين الوحدة" ] فليس لأحد إليها سبيل إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، ورد في "أخبار الحلاج" للساعي { ص :89 } ...
قال أحمد أبي الفتح بن عاصم البيضاوي : سمعت الحلاج يملي على بعض تلاميذه :
( إن الله تبارك وتعالى وله الحمد ، ذات واحد قائم بنفسه ، منفرد من غيره بقدمه ، متوحد عمن سواه بربوبيته ، لا بمازجه شيء ، ولا يخالطه غيره ، ولا يحويه مكان ، ولا يدركه زمان ، ولا تقدّره فكرة ، ولا تصوّرهُ خطْرة ، ولا تدركهُ نظره ، ولاتعتريه فتره ) ورد في "أخبار الحلاج" للساعي { ص : 72 } ...
وهو مقام الأولياء المتقين الذين تجاوزوا الإيقان وهو كما أخبرنا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم هو الإيمان كله ؟؟ !!! ...
وهو مدخل مقام الإحسان : ( أن تعبد الله كأنك تراه ) أي ما رأيت شيء إلا ورأيت الله فيه ...
وقال الواسطي قلت لابن سريج : ما تقول في الحلاج ؟ قال : ( أما أنا فأراه حافظاً للقرآن عالماً به ، ماهر في الفقه ، عالماً بالحديث والأخبار والسنن ، صائماً الدهر ، قائماً الليل ، يعظ ويبكي ويتكلم بكلام لا أفهمه ، فلا أحكم بكفره ) ، أورده ابن خلكان في "وفيات الأعيان" { ج1/ص : 185 } ، والدميري في "حياة الحيوان" { ج1/ ص : 311 } ...
ومشكلة الحلاج أنه كان متأرجح بين مقام العارف بالله الموحد ومقام الولي الصالح المفرد ولم يثبت على حال غلبه أي كان حيننا من القادة وحينناً أخر كان من السادة ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( العلماء قادة ، و المتقين سادة ، ومجالستهم زيادة ) ، رواه السيوطي في "الجامع الصغير" ، والعجلوني في "كشف الخفاء" ، وقال : رجاله ثقات ...
ويقول الإمام علي ذو السبطين كرم الله وجهه : ( المتقين السادة ، و الفقهاء قادة ، و النظر إليهم في مجالسهم خيرعبادة ، وعالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد و زيادة ) ...
وهذا سر معاناته ، إضافة ليأسه من إمكانية إصلاحه للمجتمع الإسلامي و السلطوي ، وتخلي مرشديه عنه لجراءته بالحق ، ومخالفته لهم في بعض الأمور ...
يقول الصحابي الجليل "عبادة بن الصامت " رضي الله عنه : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم ، أو : نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم)رواه البخاري في "صحيحة" ...
وهو ما ولد عنده الرغبة بالموت ؟ !!! ...
ويروي أحمد بن القاسم الزاهد : سمعت الحلاج في سوق بغداد يح : ( يا أهل الإسلام أغيثوني ، فليس يتركني ونفسي فآنس بها ، وليس يأخذني من نفسي فأستريح ، وهذا دلال لا أطيقه ) ، ورد في "الكشكول" { ص : 96 } لبهاء الدين العاملي ، و في " القول السديد" { ص : 35 } لابن النعمان الجميلي ...
وقال أيضاً وأعني الحلاج : (أيهــــا الـنـاس ، اعلموا أن الله قد أباح لكم دمى فاقتلوني ، اقتلوني تؤجروا وأسترح ، اقتلوني تكتبوا عند الله مجاهدين وأكتب أنا شهيد)[ أي أحقق الشهادة التامة بعد "المشاهدة المعنوية" باليقين ] ) ، ورد في "هتك الأستار" { ص : 15} لعبد الغني النابلسي ، وفي "الأسفار الأربعة" { ص : 25 } للشيرازي ...
أُقْتُلُوني يا ثقاتـــي إنّ في قتـْلي حياتــــي
نهاية الفصل الأول من الجزء الثاني ...



__________________
لا نريد صوفية تشطح * ولا سلفية تنطح * بل وسطية "تنصح وتصلح وتصفح"



لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبلى بأربع : شماتة الأعداء ، وملامة الأصدقاء ، وطعن الجهال ، وحسد العلماء ، فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به




** اللهم أنت مقصودي ... ورضــاك مـطلـــوبـي **




حجة الإسلام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2011
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 1)

احسن الله إليكم
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 3 ) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 04-04-2011 01:15 AM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 2) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-27-2011 08:02 AM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 3) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 03-21-2011 07:26 PM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 2) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-19-2011 04:04 PM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 1) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 03-18-2011 01:36 AM


الساعة الآن 10:22 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir