أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي الشاعر بهاء الدين زهير

بهاء الدين زهير
581ـ656هـ / 1185 ـ 1258 م

اسمه :


هو أبو الفضل زهير بن محمد بن علي الهلبي , المعروف ببهاء الدين.
ينتهي بنسبه إلى المهلب بن أبي صفرة .
ولد بمكة أو بوادي نخلة , وهو بالقرب من مكة , في الخامس من ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة , ولما شبَّ توجه إلى مصر واتصل بالسلطان الملك الصالح, نجم الدين أبي الفتح أيوب ابن الم الكامل , ثم توجه في خدمته إلي البلاد الشرقية وأقام بها إلى أن ملك الملك الصالح مدينة دمشق , فانتقل شاعرنا إليها وأقام يخدم الملك ويمدحه.
ولما خرجت دمشق عن الملك الصالح وخانه عسكره , وهو على نابلس , وتفرق عنه , وقبض عليه ابن عمه الملك ناصر , صاحب الكرك , واعتقله بقلعة الكرك , أبى البهاء زهير أن يتصل بحدمة أحد بعد الملك الصالح , ولم يزل بعيدًا عن بلاط الملك الجديد حتى خرج الملك الصالح من معتقله وملك الديار المصرية فقدم إليها البهاء معه , وكانت له منزلة رفيعة عنده , ووساطة فعَّالة , على أنه لم يكن يتوسط إلا بالخير, وقد نفع خلقاً كثيرًا , على قول ابن خلكان, بحسن وساطته.
ولما مات الملك الصالح انقطع في داره بمصر إلى أن حدث مرض عظيم لم يصفه ابن خلكان في ترجمته للبهاء ولعله الطاعون أو الهواء الأصفر, وإنما قال لم يسلم منه أحد, وأصيب البهاء به , ثم توفي قبيل المغرب يوم الأحد في الرابع من ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة ,ودفن في الغد , بعد صلاة الظهر, بالقرافة الصغرى في تربة بالقرب من الإمام الشافعي في جهتها القبلية.


صفاته :


كان البهاء, كما وصفه ابن حلكان : من فضلاء عصره , وكان موصوفاً بدماثة الأخلاق وكرم النفس ولطف العشرة , ويظهر من شعره أن كان متلافاً, فهوعلى تقدمه عند صاحب مصر وعلى ما كان يناله من صلات كان أحياناً يمنى بالإفلاس لشدة كرمه فيقول :



وصاحب أصبح لي لائماً = لما رأى حالة إفلاسي
قلت له إني امرؤ لم أزل = أفني على الأكياسي أكياسي

ويقول ابن خلكان : إنه اجتمع به القاهرة فرآه فوق ما سمع عنه من مكارم الأخلاق وكثرةالرياضة ودماثة السجايا .


شعره :


وللبهاء زهير ديوان شعر أكثره في الغزل وأقله في المدح والرثاء والهجاء والوصف , وشعره رقيق لطيف , وعاطفته قوية.
وأكثرأوزانه خفيف , فيكاد لا يسمع بيت من أبياته إلا عرف أنه له لخفته وسهولته, حتى أن أكثر شعره يوشك أن يكون نثراً مقفى :


أيها الزائرون أهلاً وسهلاً ومرحبا = راح يدعونا التصابي فسمعنا وأطعنا

ويستخدم أحياناً الأمثال السائرة بين الناس : (( فهم يقولون للحيطان آذان )).
ويكرر ألفاظه السهلة وقليلاً ماترى له ألفاظاً غربية , وقد يكرر المعاني ولكن ألفاظه تختلف فيما كرره منها .
وفي بعض شعره شيء من الحوار التمثيلي مثل قوله :


قال : ماترجع عني؟ قلت :لا ! = قال : ما تطلب مني؟ قلت : شيئاً

قال : خذها ! قلت : خذها = أنت , واشربها هنيئاً


غزله :


كان غزل البهاء عاطفياً , وربما ضؤلت عاطفته حينما يتعمد الصناعة والبديع , ويستخدم من أنواع البديع الجناس , والتورية , والتهكم , خصوصاً الاكتفاء , وائتلاف الألفاظ مع المعاني في رقتها وقوتها , وفي شعره ترجيع جميل يرد النغم على النغم , وهو ممّا يزيد الشعر موسقى لذيذة مثل قوله :



ويرقوني الغصن الرطيب = وكيف بالغصن الرطيب



وإن قلتم أهوى الرباب وزينبا = صدقتم , سلوا عني الرباب وزينبا

ومن غزلياته المملوءة بالعاطفة والرقة قصيدته التي مطلعها :


غيري على السلوان قادر = وسواي في العشاق غادر

وهي قصيدة سائرة على الأفواه عزاها بعضهم إلى ابن الفارض وأثبتوها في ديوانه , ولكنها مثبتة أيضاً في ديوان البهاء ومعين زمن إنشاده إيّاها بقلعة القاهرة يوم الخميس الخامس خلون من محرم عام 641هـ ( 1243م) وهي بشعر البهاء وأسلوبه أشبه منها بشعر ان الفارض وأسلوبه .
ومن غزلياته المشهورة المقطوعة :



تعيش أنت و تبقى = أنا الذي مت حقا
حاشاك يا نور عيني = تلقى الذي أنا ألقى
ولم أجد بين موتي = و بين هجرك فرقا

وكان كغيره من بعض شعراء عصره يجعل نفسه عبداً لحبيبه :


سيدي قلبي عندك = سيدي أوحشت عبدك
أو يقبل الأرض بين يديه :


يقبل الأرض وينهي إلى = مالكه شدة أشواقه
بيد أن في شعره ما يدلنا على أنه كان متقلباً في حبه , فهو إذا ذكر اليوم سليمى يذكر غداً زينب :


أذكر اليوم سليمى = وغداً أذكر زينب

مدحه :


يحذو البهاء في مدحه حذوالسلف , ويستغني بمعانيهم عن إجهاد النفس للإتيان بمعنى مبتكر, وهذا شأنه في كل الفنون الشعرية التي عالجها, غير أنه كان يحسن المعنى المطروق الذي يأخذه ويبرزه بصورة جديدة, وألفاظ رقيقة , لا تعقيد فيها ولا إغراب.
وهو في مدحه يغالي في صفات ممدوحه , كما كان يفعل بعض المداحين في عصره , ولا غرو فإن الممدوحين من ملوك وأمراء وغيرهم كان يلذ لهم أن يغالي مادحوهم في مدحهم , فيبذلون لهم العطايا.



رثاؤه :


كان رثاء البهاء قوي العاطفة تظهرفيه لوعته على المرثي . وأرق مراثيه مرثيته التي قالها في ابنه فإن ما فيها من توجع وتفجع ولهفة يذكرنا برثاء ابن الرومي لولده الأوسط , ومن قوله فيها :



فيا من غاب عني وهو روحي = وكيف أطيق عن روحي انفكاكا
تموت ولا أموت عليك حزناً = وحق هواك خنتك في هواكا
أرى الباكين فيك معي كثيرًا = وليس كمن بكى من قد تباكى



هجاؤه :


ليس للبهاء شعر كثير في الهجاء وإنما له بعض مقاطع فيها أناساً كان يستثقل ظلهم , ومن ألطف شعره الهجائي هجاؤه لفرس يظهر أنه كان يستقبح ركوبها , ومما قاله فيها :


وفرس على المساوي = كلّها محتويه
مستقبح ركوبها = مثل ركوب المعصيه


وصفه :


وصف البهاء الخمرة ومجالسها وعتقها , ولألأتها في الكأس , ووصف الساقية والنديم بما وصفهما به الشعراء القدامى :


خذ فارغاً وهاته ملأنا = من قهوة قد عتقت أزمانا
وكان شغوفاً بالطبيعة فوصف البساتين والرياض والأشجار والأثمار والخضرة والندى وغيرها , وعنده الطل في الأغصان كالعقود في ترائب الحسان .



هذا هو شعر البهاء زهير وهو كما قلنا من الشعر الخفيف الأوزان , الرقيق اللطيف الواقع في القلوب والآذان , السهل الألفاظ سهولة لانرى مثلها إلا عند أبي العتاهية , جعلت ابت خلكان ينعته بالسهل الممتنع , وهو , والحق يقال السهل الذي يمتنع على كثير من الشعراء....



منقول بتصرف

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 08-28-2017 الساعة 10:00 PM
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كعب بن زهير أسلم عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-04-2011 05:11 AM
قصيدة لــ : بهاء الدين الجيوشي .... أشعري مالكي الانشاد والشعر الاسلامي 4 11-25-2010 03:52 PM
بهاء الدين مهدي الرواس الرفاعي عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 6 03-17-2010 01:18 AM
زهير الصديق نوح القسم العام 3 10-07-2009 01:51 PM
زهير بن أبي سُلمى ساره ركن التاريخ 2 05-14-2009 01:08 PM


الساعة الآن 01:32 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir