أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           

إضافة رد
قديم 08-26-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي فاطمة بنت الخطاب

زوجها أحد العشرة المبشرين بالجنة
نساء خلدهن التاريخ ... فاطمة بنت الخطاب أضاءت الطريق لأخيها عمر

عندما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح به الرسول الكريم فرحا شديدا، فقد استجاب الله عز وجل لدعوة نبيه بأن يعز الإسلام بأحد العمرين: عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب، فقد كان كلا الرجلين عزيزا في قومه مهابا مرهوب الجانب مسموع الكلمة مطاع الأمر.

واقتضت إرادة الله أن يسلم عمر بن الخطاب وأن يُعَز بالإسلام ويعز به الإسلام وأن يكون ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

واقتضت إرادة الله أيضا أن يظل عمرو بن هشام (أبو جهل) على كفره وعناده ومعاداته للإسلام ونبي الإسلام وإيذائه للمسلمين حتى قتل شر قتلة في غزوة بدر الكبرى بأيدي فتيين من فتيان الأنصار فاستراح المسلمون من رأس من كبار رؤوس الكفر.

وبإسلام عمر فرح المسلمون فرحا عظيما واطمأنت نفوسهم واستبشروا خيرا، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا حكيما وقوي البأس وشديد المراس ومرهوب الجانب من قبل أهل مكة، وكان من أشد أهل مكة كراهية للإسلام وقسوة وشدة على المسلمين.

وكانت فرحة المسلمين بإسلام عمر في محلها وكانوا محقين في احتفالهم بعمر وإسلامه، فما أن أسلم بين يدي رسول الله حتى قال: يا رسول الله: ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: بلى.

قال عمر رضي الله عنه: فما مكثنا هنا؟ فلنخرج ولنطف بالبيت ونظهر الإسلام.

فخرج المسلمون في صفين، صف يتقدمه حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وصف يتقدمه عمر بن الخطاب والنبي بين الصفين، فكانوا بالبيت والمشركون ينظرون ذاهلين لهذا التحول فلا يستطيع أحد منهم أن يفعل بالمسلمين ما كان يفعل، وفي طبقات ابن سعد أن مهيب بن سنان قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام ودعي إليه علانية وجلسنا حول البيت حلقا، وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه بنص ما يأتي به.

وذكر ابن سعد أيضا أن عبد الله بن مسعود قال: كان إسلام عمر فتحا وكانت هجرته نصرا، وكانت إمارته رحمة ولقد رأيتنا ما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا. (مؤمنات لهن عند الله شأن، للدكتور محمد بكر إسماعيل، ص 394 395).

يوم لا ينسى

وعندما يذكر إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي بالضرورة ذكر أخته فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها، فقد كانت هي وزوجها سعيد بن زيد وهو ابن عم عمر بن الخطاب وأحد العشرة المبشرين بالجنة سببا في إسلام عمر، وسبحان هادي القلوب ومسبب الأسباب، فقد كانت فاطمة امرأة عاقلة سليمة القلب زكية النفس رقيقة المشاعر سليمة الفطرة، وقد استقبلت الإسلام أحسن استقبال وتفتح له قلبها وعقلها ووجدانها وكانت وزوجها من السابقين للإسلام، وكانا يستقبلان في بيتهما خباب بن الأرت رضي الله عنه فيجلس معهما يقرئهما القرآن الكريم ويشرح لهما أحكامه، وكان ذلك يتم في الخفاء خوفا من إيذاء كفار قريش.

وفي أحد الأيام خرج عمر بن الخطاب من بيته حاملا سيفه وكان قد ضاق صدره بالإسلام وازداد حنقه على المسلمين الذين وإن كانوا قلة قليلة مستضعفة فإنهم يزداد عددهم يوما بعد يوما، ورغم مرور نحو خمس سنوات من دعوة النبي للإسلام وما يلقاه المسلمون من عنت الكفار فإنهم لم تنكسر لهم شوكة ولم تلن لهم عزيمة.

وكان عمر ذاهبا يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم ليقتله ومن معه، فلقيه رجل من بني زهرة هو نعيم بن عبد الله النخام فسأله:

أين تريد يا عمر؟

قال عمر: أريد محمدا هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها فأقتله.

فقال له نعيم: والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر، أترى عبد مناف وبني زهرة تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا؟

قال عمر: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه؟

قال نعيم: أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟

قال عمر: وأي أهل بيتي؟

قال الرجل: ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو وأختك فاطمة بنت الخطاب فقد والله تابعا محمدا على دينه فعليك بهما.

لحظة الحقيقة

ترك عمر الرجل ومضى غاضبا محنقا والشر يملأ جوانحه حتى إذا بلغ بيت أخته طرق الباب بعنف، وكانت فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد ومعهما خباب بن الأرت يتدارسون القرآن فلما فتحت له ارتعب خباب وتوارى منه فدخل عمر وقال لأخته وزوجها: ما هذه الهيمنة التي سمعتها؟

قالا: ما هو إلا حديث تحدثناه بيننا.

قال: والله لقد أخبرت بأنكما اتبعتما محمدا على دينه.

قال سعيد بن زيد: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟

فوثب عليه عمر ووطأه وطأ شديدا، فقامت إليه أخته ودفعته عن زوجها فضربها وشج رأسها فقالا له: نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك، فلما رأى عمر ما صنع بأخته وابن عمه شعر بشيء هو مزيج من الدهشة لاحتمالهما الأذى وشجاعتهما في مواجهة الموقف، والندم لما فعله وألحقه بأهله من الأذى وقال لأخته: اعطني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤونها آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد، وكان عمر كاتبا، أي يجيد القراءة والكتابة، فقالت له فاطمة.

إنا نخشاك عليها، فقال:

لا تخافي وحلف لها بآلهته ليردنها إذا قرأها.

ومن تغير لهجة عمر في الحديث استشعرت فاطمة قدرا من الأمل والاطمئنان. فقالت له:

يا أخي انك نجس على شركك، وإن هذا القرآن لا يمسه إلا الطاهر.

فقام عمر فاغتسل، فأعطته الصحيفة وكان فيها صدر سورة طه فقرأ عمر قول الله عز وجل: “طه. مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى. إِلا تَذْكِرَةً لمَن يَخْشَى. تَنزِيلاً ممنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسمَاوَاتِ الْعُلَى. الرحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. لَهُ مَا فِي السمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثرَى” (طه: 1 6) وما أن قرأ الآيات حتى كانت هذه هي لحظة الحقيقة والنقطة الفاصلة في حياة عمر فقد رق قلبه الغليظ ولانت مشاعره الجافة وقال:

ما أحسن هذا الكلام وأكرمه، دلوني على محمد.

وما أن سمع خباب هذا القول حتى خرج من مكمنه وقال له:

أبشر يا عمر، فوالله إني أرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فإني قد سمعته بالأمس وهو يقول: “اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب” فالله الله يا عمر.

قال عمر: دلني عليه يا خباب حتى آتيه فأسلم.

قال خباب: هو في الدار التي في أهل الصفا يعني دار الأرقم بن أبي الأرقم.

في دار الأرقم

ذهب عمر متقلدا سيفه حتى وصل الدار وطرق الباب والرسول بين أصحابه.

فقام أحد الصحابة ونظر فرأى عمر وعاد إلى النبي مفزوعا وقال: يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب متوشحاً سيفه، فقال حمزة بن عبد المطلب:

ائذن له، فإن كان يريد خيرا بذلناه له، وإن كان يريد شرا قتلناه بسيفه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائذن له.

وعندما دخل عمر ورآه رسول الله أخذ بمجامع ثوبه وحمائل سيفه وقال: “أما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب”.

قال عمر: يا رسول الله، لقد جئتك لأؤمن بالله ورسوله، وبما جاء من عند الله.

فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون وكانت هذه اللحظات انتقالا تاريخيا في حياة عمر بن الخطاب وفي حياة دعوة الإسلام وفي حياة المسلمين، وكان الفضل في ذلك راجعا إلى فاطمة بن الخطاب وزوجها سعيد بن زيد الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقد كانت هي وزوجها سعيد بن زيد من السابقين وكانا معا من الأربعين الذين أسلموا قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، ولم تهاجر هي زوجها إلى الحبشة، في حين هاجر كثير من المسلمين بإذن رسول الله، وعاشا في مكة وأخفيا إسلامهما عن الناس خوفا من بطش أخيها عمر حتى شرح الله صدره للإسلام وأعلن المسلمون إسلامهم. (صحابيات حول الرسول للدكتور عبد الصبور شاهين وإخلاص الرفاعي ج1 ص 115).

وقد روت فاطمة بن الخطاب حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تزال أمتي بخير ما لم يظهر فيهم حب الدنيا، وعلماء فساق، وقراء جهال، وجبابرة فإذا ظهرت خشيت أن يصيبهم الله بعقاب” (رواه أبو نعيم في الكنز ج3 ص 237 وابن حجر في الإصابة ج8 ص 63).

وظلت فاطمة بنت الخطاب تقوم بدورها في خدمة زوجها سعيد بن زيد وابنها منه عبد الرحمن على خير ما تقوم به الزوجة والأم، وكانت وزوجها يبذلان الوقت والجهد في سبيل نشر الإسلام ويكفيهما ثوابا أنهما كانا سببا في إسلام عمر فرضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.
السيد عبدالرؤوف
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-27-2008
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 18
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي

[imgr]http://img519.imageshack.us/img519/838/df960bc9d81wm2.gif[/imgr]
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-28-2008
  #3
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي

الله يعزك اخي الفراتي
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماتت فاطمة ولم تسامح عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 0 01-26-2012 08:36 AM
فاطمة الزهراء عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 11 11-13-2009 03:15 PM
رحيل آخر ملكات ليبيا.. فاطمة السنوسي عبدالقادر حمود القسم العام 1 10-05-2009 12:04 AM
ابنة الحطاب ابو ريهام القسم العام 3 05-07-2009 03:04 PM
فاطمة الزهراء عبدالقادر حمود الانشاد والشعر الاسلامي 2 08-27-2008 06:40 PM


الساعة الآن 03:54 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir