سيدي محي الدين بن العربي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمه ونسبه : أبو بكر ، محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله ، الحاتمي ، الطائي ، المرسي ، الأندلسي .
المشهور بمحيي الدين بن العربي .
واصطلح أهل المشرق على ذكره بابن عربي ، بغير ألف ولام ، فرقا بينه وبين القاضي أبي بكر بن العربي .
ويصل نسب ابن العربي إلى عبد الله بن حاتم الطائي ؛ أخي الصحابي عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه .
مولده ونشأته :
ولد ابن العربي في شهر رمضان من سنة 560 هجرية ، في مدينة مرسية في شرق الأندلس .
نشأ ابن العربي في سعة من العيش ، فقد كان أبوه علي بن محمد من خواص السلطان بإشبيلية .
وكان منذ نشأته محبا لأهل العلم ، والصالحين من عباد الله .
رحلاتــه :
قام ابن العربي برحلات كثيرة داخل الأندلس وخارجها .
كانت أول رحلة قام بها إلى المغرب من الأندلس عام 590 هجرية حتى وصل تونس .
ثم عاد إلى الأندلس عام 595 هجرية .
ثم رحل ثانية إلى المغرب في نفس السنة .
ثم عاد إلى الأندلس عام 598 هجرية .
وخرج من الأندلس في نفس السـنة في رحلته الثالثة إلى مراكش ، ومنها إلى تونس ، ومنها رحـل قاصـدا أداء فريضة الحج مارا بالإسكندرية والقاهرة ، فوصل مكة عام 598 هجرية ، ولم يعد بعدها إلى الأندلس . وفي مكة بدأ بتدوين كتابه الفتوحات المكية الذي استغرق تدوينه سبعة وثلاثين عامًا .
ثم دخل ابن العربي دمشق في سنة 629 هجرية ، وأقام بها إلى آخر حياته .
شــيوخه :
أخذ ابن العربي عن عـدد كبير من علماء عصره ، ذكرهم في كتابه الفتوحات المكـية ، وذكر عـددا منهم في إجازته للملك المظفر .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في لسان الميزان :
(وقد كتـب بخطه في إجازتـه للملك المظفر غـازي بن العادل : أنه قرأ القرآن بالسـبع على أبي بكر محـمد ابن خلف بن صاف اللخمي ، وأخذ عنه الكفاية لمحمد بن شريح ، وحدثه به عن شريح بن محمد عن أبيــه ، وقرأ أيضا على عبـد الرحمن بن غالب الشراط القرطبي ، وسـمع على عبـد الله التـاذفي قاضي فاس التبصرة في القراءات لمكي ، وحدثــه به عن أبي بحر بن العاص ، وســمع التيسـير على أبي بكر بن أبي جمرة عن أبيــه عن المؤلف .وأنه سـمع على محمد بن سـعيد زرقون ، وعبـد الحق بن عبد الرحمن الإشـبيلي ، وأنه سـمع أيضا على ابن الحرستاني ، ويونس بن يحيى الهاشـمي ، ونصر بن أبي الفتوح ، وجمع كثير ، وأنه أجاز له السلفي ، وابن عساكر ، وابن الجوزي . )
تلامذتـه :
أخذ عن ابن العربي :
1 ـ محمد بن إسحاق بن محمد ، القونوي الرومي ، صدر الدين ، المتوفى سنة 673 هجرية ، وهو ربيب ابن العربي .
2 ـ عمر بن علي ، المعروف بابن الفارض ، المتوفى سنة 632 هجرية .
3 ـ عبد الله بدر الحبشي ، عتيق أبي الغنائم بن أبي الفتوح الحراني ، وهو خادم ابن العربي وتوفي في حياته .
4 ـ إسماعيل بن سودكين النوري ، المتوفى سنة 646 هجرية .
مصنفاتـه :
إن مؤلفات ابن العربي كثيرة ، وقد فهرسها ابن العربي نفسه قبل موته بست سنوات ، وقد قام بجمعـها عثمان يحيى في مجلدين كبيرين باللغة الفرنسية ، صدرا عن المعهد الفرنسي بدمشق سـنة 1964م ، وفهرسـها كوركيس عواد في مجلة مجمع اللغـة العربيـة 30/51 و268 و395 ، وقال عواد في مجلة مجمع اللغة العربيـة 30/60 : وكان قد ذكر لنا بعض المحبين لنا أنه قد ضبط لنا ــ أي : من مصنفات ابن العربي ــ نحو أربعـة آلاف مصنف ، ولعـل في هذا الرقم مبالغة ، فقد جاء في نفح الطيب 2/177 بأن صاحب الترجمة قد أجـاز الملك المعظم أن يروي عنه مصنـفاته ، ومن جملتها كذا وكذا .. حتى عـدّ نيّفا وأربع مئة مصنف انتهى .
ومن مصنفاته المطبوعة :
ـ الفتوحات المكية ؛ عشر مجلدات .
ـ محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار ؛ في الأدب ؛ مجلدان .
ـ مفاتيح الغيب .
ـ التعريفات .
ـ عنقاء مغرب .
ـ إنشاء الدوائر .
ـ روح القدس في محاسبة النفس .
ـ فتح الذخائر والأغلاق شرح ترجمان الأشواق .
ـ التدبيرات الإلهية في المملكة الإنسانية .
ـ مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم .
ـ التجليات .
ـ ديوان شعر .
ـ فصوص الحكم ؛ وينفي بعض المحققين نسبته لابن العربي كما سيأتي .
وفــاته :
توفي ابن العربي في دمشق ؛ ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شـهر ربيع الآخر ؛ سـنة 638هجرية ، ودفن بسفح قاسيون ، وقبره مشهور ، رحمه الله تعالى .
حال ابن العربي وتحقيق المقال فيه :
اختلف الناس في ابن العربي اختلافا شـديدا ، وذهبوا فيه مذاهب متباينة ، وذلك بسـبب ما جاء في بعض كتبـه ـ وخاصـة كتاب فصوص الحكم ـ من كلام كثـير ظاهره القول بالحلول أو الاتحاد .
فذهب قوم إلى الطعن فيه ووصمه بالكفر والزندقة .
وذهب آخرون إلى اعتقاد ولايته وعلو مقـامه ، وذهب هؤلاء في الكلام الوارد في كتبـه مذهب التأويل .
قال السيوطي رحمه الله تعالى : وذلك لأن الصوفية تواضعوا على ألفاظ اصطلحوا عليها وأرادوا بها معـان غير المعاني المتعـارفة منها ، فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتعـارفة بين أهل العلم الظاهر كفر ، نص على ذلك الغزالي في بعض كتـبه ، وقال : إنه شـبيه بالمتشـابه من القرآن والسنة ، من حمله على ظاهره كفر ، ).
وذهب قوم آخرون إلى التوقف في شأن ابن العربي ، وإمام هذه الطائفة الإمام النووي رحمه الله تعالى ، فإنه استفتي فيه فكتب : ( تلك أمـة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ) .
وتبعه على ذلك كثيرون سـالكين سـبيل السـلامة .
هذا ؛ وقد كادت كلمات المترجمين لابن العربي ـ سواء من يحسن الظن ومن لا يحسن الظن به ـ تجمع على وصفه بشدة الذكاء وسعة العلم وتمكنه في المعرفة .
قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسـلام : ولابن عربي توسـع في الكلام ، وذكاء ، وقوة حافـظة ، وتواليف جمة في العرفان ، ولولا شطحات في كلامه وشعره لكان كلمة إجماع ، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته فنرجو له الخير.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 05-05-2011 الساعة 11:43 AM
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
02-24-2009
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري