أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ،والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-2015
  #1
عبد القادر الأسود
عضو شرف
 الصورة الرمزية عبد القادر الأسود
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 216
معدل تقييم المستوى: 15
عبد القادر الأسود is on a distinguished road
افتراضي فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 29

ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
(29)
قولُهُ ـ تباركت أسماؤه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} نداء جديد منه سبحانه لعباده المؤمنين يُأمُرُهم فيه بأن يتَّقُوا غَضَبَهُ وعذابَهُ، وقدْ تَقدََّمَ غيرَ مَرَّةٍ تَعريفُ التَقْوَى مُفَصَّلاً. وبالمُوجَز فإنَّ مَعنى التقوى تَجَنُّبُ كُلِّ ما لا يَرْضَى سُبْحانَهُ، مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، والقيامُ بِكُلِّ ما أَمَرَ بِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ على قَدرِ الاسْتطِاعَةِ. فَمَنِ اتَّقاهُ جَعَلَ لَهُ مَوْلاهُ مِنْ كلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَمِنْ كلِّ ضِيقٍِ مَخْرَجاً، وَجَعَلَ لَهُ نُوراً وَهُدًى وبصيرةً يَفْرِق بِها بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَيُميِّزُ بينَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ، قالَ مُزْرَدُ بْنُ ضِرارٍ:
بادَرَ الأفقَ أن يغيبَ فلمَّا ................... أظلم الليلُ لم يَجِدْ فُرْقانا
وقال آخر:
ما لك مِنْ طولِ الأَسى فُرْقانُ ................ بعد قَطينٍ رحلوا وبانُوا
وقال آخر:
وكيف أُرَجِّي الخلدَ والموتُ طالبي ....... وما ليَ من كأسِ المنية فرقانُ
ويجوزُ أَنْ يَكونَ الفُرْقانُ هُنا نَصْراً يُفرِّقُ بَيْنَ المُحِقِّ والمُبْطِلِ؛ يعِزُّ المؤمنين ويُذِلُّ الكافرين، وهو تأويلٌ يواكبُ السِياقَ هُنا لأنَّ السُورَةَ إنَّما نزلت في معركة بدرٍ التي فَصَلَ اللهُ فيها بين الحقِّ والباطلِ فأعَزَّ المؤمنين وأَذَلَّ الكافرين وق سماها الحق ـ تبارك وتعالى في هذه السورةِ بِ {يوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} الآية: 41. وقيل: يجعل لكم مخرجاً مِنَ الشُبُهاتِ، أوْ نجاةً ممَّا تحْذرونَ في الدارين مِنْ مكروهاتٍ، أوْ ظُهوراً يُشْهِرُ أَمْرَكُم ويَنشُرُ صِيتَكم، وهو مِنْ قولهم: فُرقانُ الصُبْحِ، أَيْ نُورُهُ. وقيل:الفُرْقانُ هو النورُ الذي يُلقيهِ اللهُ في قلوبِ المُتَّقينَ المتوجّهين إلى ربِّ العالمين وهو نُورُ الوارداتِ الإلهيَّة، التي تَرِدُ على القُلوبِ مِنْ حَضْرَةِ علاّمِ الغُيوبِ، وهيَ ثَلاثةُ أَقْسامٍ:
ـ واردُ الانْتِباهِ مِنَ الغَفْلَةِ إلى اليَقَظَةِ، ومنَ الكَسَلِ والبَطالَةِ إلى النَشاطِ والنُهُوضِ إلى الطاعَةِ، فيَتْرُكُ غفلَتَهُ وهَواهُ، ويَنْهَضُ إلى طاعَةِ سيِّدهِ ومَوْلاه.
ـ وواردُ الإقبالِ على اللهِ: وهو نورٌ يًفْرُقُ بِهِ بَينَ الوُقوفِ مَعَ ظُلْمَةِ الحِجابِ عن ربِّ الأربابِ ومسبِّبِ الأسبابِ، وبينَ السيرِ إلى شُهودِ الأَحبابِ.
ـ ووارِدُ الوِصالِ: وهو نُورٌ يَفْرُقُ بِهِ بينَ ظُلْمةِ الأَكْوانِ، ونُورِ شُهودِ الديّانِ، أو بَينَ ظُلْمَةِ سَحابِ الأثَرِ وشُهودِ شمسِ العِرْفانِ. وكلُّ ذلك تحْتَمِلُهُ تَأْويلُ هذِهِ المُفْرَدَةُ البَليغَةُ العظيمة.
قولُه: {وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} يَعِدُ اللهُ تعالى عِبادَهُ المؤمنين إضافة لما تقدّم من الفرقان، بأنْ يكفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ، أي يَسْتُرها فلا يَفْضَحُها فالتكفيرُ المبالغةُ في الكَفْرِ، وهو السَترُ والإخفاء والتغطيةُ وقد بينا ذلك غيرَ مرةٍ أيضاً في مواضع كثيرةٍ، مما سبقَ تفسيره من كتاب الله ـ جلَّ وعَلا، وَيغْفِرُ لهم ذُنُوبَهُمْ، وغفرُ الشيءِ إصلاحُ أَمْرِهِ بما يَنْبَغي.
قولُه: {وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وَاللهُ عَظِيمُ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ، جَزِيلُ الثَّوَابِ، يُثيبُ عَلَى القَلِيلِ الكثيرَ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ الكَثِيرِ. ففضلُهُ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ. وفيهِ تَنْبيهٌ على أَنَّ ما وَعَدَهُ لهم عَلى التَقوَى تَفَضُّلٌ مِنْهُ وإحْسانٌ، لا أَنَّ تَقْواهُم أَوْجَبَتْ ذلك عَلَيْهَ، فالسَيِّدُ إذا ما وَعَدَ عبدَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ شيئاً في مُقابِلِ عَمَلٍ أَمَرَهُ بِهِ مما هُوَ واجِبٌ عَلَيْهِ لا محيدَ لَهُ عَنْهُ، فهُوَ تفضُّلٌ منه عليه وامْتِنانٌ.
__________________
أنا روحٌ تضمّ الكونَ حبّاً
وتُطلقه فيزدهر الوجودُ
عبد القادر الأسود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 16 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-27-2015 09:27 AM
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 15 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-26-2015 08:54 PM
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 14 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-26-2015 10:08 AM
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 13 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-25-2015 10:20 AM
فيض العليم ... سورة الأنفال، الآية: 12 عبد القادر الأسود المواضيع الاسلامية 0 01-23-2015 09:31 PM


الساعة الآن 12:34 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir