نابلس تاريخ بين جبلين
نابلس - “الخليج”:
تحظى مدينة نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية باهتمام جميع الباحثين والمؤرخين الأجانب والعرب، الذين كتبوا مؤلفات عديدة عن تاريخها وحضارتها، وأشهر علمائها ودورها على مدار الحقب الزمنية، مما جعلها محط اهتمام السياسيين والقوى السياسية بسبب قيمتها التاريخية والاستراتيجية .
يقول الدكتور سعيد البيشاوي، المحاضر بكلية العلوم التربوية برام الله والمختص بالتاريخ الإسلامي والعربي: تمتاز نابلس بأنها شيدت في موقع متوسط بالنسبة لمدن فلسطين، فضلاً عن كونها تعتبر العاصمة الطبيعية للإقليم الجبلي، وكان لموقعها المتوسط أهمية كبرى في شهرتها فقد كانت محط رجال القوافل القادمة من الشرق والذاهبة إلى البحر في الغرب أو القادمة من الجنوب إلى الشمال، وكانت هذه القوافل مضطرة للمرور بنابلس لأنها تشغل الممر الضيق الذي يصل الغور بالبحر في تلك النواحي .
وينقل البيشاوي عن الرحالة المقدسي البشاري قوله عن نابلس إنها “كثيرة الزيتون ويسمونها دمشق الصغرى وهي في واد قد ضغطها جبلان” . أما القزويني فيروي عنها “مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها” .
ويشير عبد الله كلبونة، مدير آثار محافظة نابلس، إلى أن المدينة عرفت في تاريخها بثلاثة أسماء يعبر كل منها عن مرحلة تاريخية، كانت نابلس قد عاشتها وخبرتها ثم عبرتها وتخطتها الواحدة بعد الأخرى إلى مرحلة لاحقة، وكان أول هذه الأسماء “شكيم” وهذه التسمية أطلقها الكنعانيون، أما التسمية الثانية فهي “نيابلوس” وأطلقها الرومان (أي المدينة الجديدة) التي حرفت فيما بعد إلى لفظة نابلس الحالية بعد أن قام العرب المسلمون بفتحها .
والزائر لمدينة نابلس هذه الأيام يشعر وكأن التاريخ لايزال حاضراً فيها، مهما علت البنايات في قمم وسفوح جبالها وضواحيها، فبلدتها القديمة لا تزال تحافظ على هويتها التاريخية والتراثية والحضارية، كما تغلب على مساجدها المآذن العالية التي تصدح دوماً بالترتيلات الدينية والأذان .
ووفقاً لوثائق بلدية نابلس فإن المدينة تحتوي على 2850 بناءً تاريخياً من منازل وقصور عائلية، و18 معلماً إسلامياً و17 سبيلاً، ويعود تاريخ إنشاء العديد من الأماكن التاريخية المهمة إلى العهد الإسلامي وبالأخص العثماني، كما تحتضن المدينة عشرات المواقع التي تعود للعهدين الكنعاني والروماني .
حظيت نابلس بلقب مدينة “جبل النار” بسبب دورها في مقارعة الغزاة والمحتلين على مدار الاحتلالات المختلفة، التي كان آخرها خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر/ أيلول عام ،2000 حيث تعرضت لاجتياح “إسرائيلي” واسع أوقع أكثر من مئة شهيد في أسبوع واحد، وجرى تدمير أجزاء واسعة من بلدتها القديمة، كما تعرضت لحصار خانق بدءاً من العام 2000 واستمر لعدة سنوات إلى جانب إحاطتها بعشرات الحواجز العسكرية الثابتة والطيارة .
يبلغ عدد سكان محافظة نابلس 350 ألف نسمة بينهم 150 ألف نسمة يقطنون في المدينة، وتقع في ضواحيها ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين وهي مخيمات بلاطة وعسكر والعين، إضافة إلى 59 تجمعاً قروياً .
تشتهر المدينة بالكثير من المنتجات الزراعية والصناعية وأهمها: الصابون النابلسي الذي ذاع صيته عالمياً، والحلويات النابلسية حيث دخلت نابلس موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر (صدر) كنافة في 18 يوليو/ تموز ،2009 كما تشتهر بمنتجات أخرى أبرزها الطحينة والحلاوة والقزحة .
وتفخر نابلس بأنها خرّجت عدداً من أهم الأدباء والشعراء في فلسطين، أبرزهم الشاعر إبراهيم طوقان وشقيقته الشاعرة فدوى طوقان، ومن أعظم أدبائها في القرن العشرين عادل زعيتر وقدري طوقان ومحمد عزة دروزة وثريا ملحس وأكرم زعيتر، كما تحتضن أكبر جامعات الضفة الغربية وهي جامعة النجاح الوطنية .
وتعكف بلدية نابلس برئاسة المهندس عدلي على تنفيذ خطة لترميم البلدة القديمة وإعادة تأهيل معالمها التاريخية .
http://www.alkhaleej.ae/portal/f0a02...225732cc5.aspx
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
11-07-2011
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
