![افتراضي](http://www.albwhsn.net/vb/images/icons/icon1.gif)
من مجاهدات الصوفية
من حكايات المجاهدات والرياضات
![](http://www.islamic-sufism.com/pictures/1273847511s8.png)
روي عن الشيوخ السادات من المجاهدات الشديدات العديدات والحكايات الشهيرات التي حكاها العلماء والثقات ورويت بالأسانيد الصحيحات في كثير من المصنفات ما يخرج عن الحصر ، نذكر منه قطرة من بحر .
تلك هي صورة من صور مجاهدات الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره ورياضاته في الطريق إلى الله تعالى .
حكي عن الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره في مناقبه أنه قال :
مكثت خمساً وعشرين سنة متجرداً سائحاً في بوادي العراق وخرائبه .
وأربعين سنة أصلي الصبح بوضوء العشاء .
وخمس عشر سنة أصلي العشاء ثم أستفتح القرآن وأنا واقف على رجل واحدة ويدي في وتد مضروب في حائط خوف النوم حتى انتهي إلى آخر القرآن عند السحر .
وكنت أمكث من الثلاثة أيام إلى الأربعين يوماً ولا أجد ما أقتات به .
وكان النوم يأتيني في صورة فأصيح عليه فيذهب .
وتأتيني الدنيا وزخارفها وشهواتها في صور حسان وقباح فأصيح عليها فتفر هاربة .
وأقمت في البرج المسمى الآن ببرج العجمي إحدى عشرة سنة وبطول إقامتي فيه سمي برج العجمي .
وكنت عاهدت الله سبحانه فيه أن لا آكل حتى ألقم ، ولا أشرب حتى أسقى .
فبقيت فيه أربعين يوماً لا آكل شيئاً ، فبعد الأربعين ، جاء رجل ومعه خبز وطعام ، فوضعه بين يدي ومضى وتركني ، فكادت نفسي تقع على الطعام من شدة الجوع ، فقلت : والله لا حلت عما عاهدت ربي تبارك وتعالى .
فسمعت صارخاً من باطني ينادي : الجوع ، فلم ارتع له .
فاجتازني الشيخ أبو سعيد فسمع الصارخ فدخل علي وقال : ما هذا يا عبد القادر ؟
قلت : قلق النفس ، وأما الروح فساكنة إلى مولاها عز وجل .
قال : تعال إلي .
ومضى وتركني على حالي ، فقلت في نفسي : ما أخرج من هذا إلا بأمر .
فجاءني أبو العباس الخضر عليه السلام وقال : قم وانطلق إلى أبي سعيد .
فجئته وإذا هو واقف على باب داره ينتظرني وقال لي : يا عبد القادر ألم يكفك قولي لك تعال إلي حتى أمرك الخضر بما أمرتك به ؟
ثم أدخلني داره ، فوجدت طعاماً مهيئاً ، فجلس يلقمني حتى شبعت ، ثم ألبسني الخرقة بيده ، ولازمت الاشتغال عليه .
وكنت قبل ذلك في سياحاتي ، فأتاني شخص ما رأيته قبل .
فقال لي : هل لك في الصحبة ؟
قلت : نعم .
قال : بشرط ألا تخالفني .
قلت : نعم .
قال : اجلس هنا حتى آتيك .
وغاب عني سنة ، ثم عاد الي وأنا في مكاني ، فجلس عندي ساعة ، ثم قام وقال : لا تبرح من مكانك حتى أعود إليك .
وغاب عني سنة أخرى ، ثم جاء وأنا في مكاني ، فجلس عندي ساعة ثم قام وقال : لا تبرح من مكانك حتى أعود إليك .
فغاب عني سنة أخرى ، ثم عاد ومعه خبز ولبن ، فقال لي : أنا الخضر ، وقد أمرت أن آكل معك فأكلنا ، ثم قال : قم فادخل بغداد ، فدخلنا جميعاً .
فقيل للشيخ : من أين كنت تقتات في تلك السنين الثلاث ؟
قال : من المنبوذات .
المصدر: الشيخ عبد الله اليافعي – نشر المحاسن الغالية – ص 278
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات