إن ذكرتني ذكرتك.. وإن نسيتني تركتك..
ان ذكرتني ذكرتك.. وإن نسيتني تركتك..
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله) فقال الأعرابي: بنفسه؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (بنفسه) فضحك الأعرابي وقال: اللهم لك الحمد فقال النبي صلوات الله عليه وسلامه: (لِمَ الابتسام يا أعرابي؟) فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى، وإذا حاسب سامح.. قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: (فَقِه الأعرابي) سبحان من جاد على عبيده بالعفو والسماح، مع تقصيرهم وبعدهم وغفلتهم.. سبحان من تكرم على خلقه بجوده، وهو الغني عنهم وعن عبادتهم.. ليت شعري، ما أهون الدنيا وألامها بجانب ساعة تكون له وحده.. جاء أنه عند معصية آدم عليه السلام في الجنة ناداه الله سبحانه: (يا آدم، لا تجزع من قولي لك (أخرج منها) فلكَ خلقتُها، ولكن انزل إلى الأرض، وذلّ نفسك من أجلي، وانكسِر في حبي.. حتى إذا زاد شوقك إليّ وإليها، تعال لأدخلك إليها مرة أخرى) وقال الله سبحانه لآدم عليه السلام: (يا آدم كنتَ تتمنى أن أعصمك؟) قال آدم : نعم فقال : (يا آدم إذا عصمتك وعصمتُ بنيك فعلى من أجود برحمتي؟!! وعلى من أتفضل بكرمي؟!! وإلى من أتودد؟!! ولمن أغفر؟!! يا آدم ذنبٌ تذلّ به إلينا، أحبّ إلينا من طاعةٍ ترائي بها علينا.. يا آدم أنين المذنبين أحبّ إلينا من تسبيح المرائين) توبوا إلى الله، واعلموا أنّ الدنيا دار رحيل، والآخرة دار محلّ.. فيومٌ يذهب من دنياك هو يوم يقرّبك لآخرتك.. فماذا أعددت لها أيها العبد المسكين؟!! ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ولكن بعد ماذا؟ بعد أن انتهى عملك، وانقطع أملك، فماذا ينفع الندم؟!! اجعل لك ساعة لمولاك، فبها تناجيه، وتقبل عليه، وتتذلل بين يديه، وتعرض عليه حالك، فعساه ينظر إليك فيرحمك، فتسعد أيها الإنسان سعادة لا شقاء بعدها.. ورد في خطبة للحسن البصري رضي الله عنه أنه قال: (يا ابن آدم.. طأ الأرض بقدمك, فإنها عن قليل قبرك, واعلم أنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك.. رحم الله رجلاً نظر فتفكّر, وتفكّر فاعتبر, وأبصر فصبر.. فقد أبصر أقوامٌ ولم يصبروا, فذهب الجزع بقلوبهم, ولم يدركوا ما طلبوا, ولم يرجعوا إلى ما فارقوا) فلا تغفل عن ذلك اليوم، وأعدّ له العدّة، واصدق في طلب الله، تكن مشهوداً في الملأ الأعلى، وتذوّق شراب الوجود معه، وارتشف من صبوات المحبة، واجعل نفسك في المقرّبين.. ما أجمل أن تجلس مجلساً يحبه مولاك ويرضاه، ولا أجمل من مجلس تعود فيه لسيدك تسأله العفو والغفران، وإنك لن تقول له: مولاي، إلاّ وقبل أن تكملها يقول لك: لبيك عبدي.. أوحى الله سبحانه إلى داود عليه السلام: (إنك إن ذكرتني ذكرتك، وإن نسيتني تركتك.. واحذر أن أجدك على حال لا أنظر إليك فيه). سبحانك إلهي تريدنا لك، وتدعونا لمجالستك ومؤانستك، ونحن نفرّ عنك ونغفل.. لا إله إلا أنت.
بواسطة المقدس لذات الله
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
04-28-2011
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
