أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعملت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت           

إضافة رد
قديم 05-10-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي العارف بالله الشيخ أرسلان الدمشقي 541 هـ

العارف بالله الشيخ
أرسلان الدمشقي
الباحثة نبيلة القوصي

يا من علا، فرأى ما في الغيوب، وما
تحت الثرى، وظلام الليل منسدل
أنت الغيــاث لمن ضاقت مذاهبـــــه
أنت الدليل، لمن حارت به الحيــل
إنـــــا قصدناك، والآمــــال واثقــــــــــــة
والكـــــل يدعوك، ملهـــوف ومبتهل
فإن عفوت، فذو فضـــــــل وذو كـرم
وإن سطوت، فأنت الحاكم العــدل
للشيخ أرسلان/ رحمه الله
إن من مفاخر مدينة دمشق القديمة، زيارة قبور الصالحين والعظماء، طلباً للاتعاظ والتذكير، والمحاولة في تتبع مآثرهم الجليلة، لا للوقوف على أطلالهم والتغني بها فقط، إنما لنعمل بعد أن علمنا كيف نوقظ هممنا الخابية، ونزيح سِترة الحجُب المتراكمة، من غفلات وهفوات عابرة، فمن منا لا يعاني من قسوة إيمانية أخذت بالزحف إلى قلوبنا، لتسلمنا إلى الحجج الواهية في عملية التسويف الواهنة ومحاولاتنا في تلمس سير السلف الصالح، يسهم في رفع الهمم، والرقي بالقيم الأخلاقية الإسلامية، والتي بدأت تختفي ليظهر مكانها نزعات فردية أنانية مادية، بأشكال مختلفة.
ففي منطقة حي باب توما / الباب الشرقي، يسكن مقام شيخ جليل يُعرف بالشيخ أرسلان رحمه الله، وبجانبه مدفون شيخه أبا عامر المؤدب، وخادم الشيخ أرسلان أبو المجد. رحمهم الله.


لقد سمعنا باسم الشيخ أرسلان نعم، سمعناه من "التراث الشامي"، يتغنون به قائلين: "شيخ رسلان يا شيخ رسلان يا حامي البر والشام".
وهل رأيتم أين مقامه؟ وهل عرفتم من هو هذا الشيخ؟ وما سبب تسميته بالوارث المحمدي؟....
تقول المصادر: إن منطقة الباب الشرقي وكانت عبارة عن امتداد لغوطة دمشق المشهورة بخضرتها الجميلة، ويمر خلالها نهر، سمي باسمه فيما بعد..
وقبل ستين أو سبعين سنة كانت هذه المنطقة بغوطتها تحتضن هذا، البطل الذي سطر اسمه في التاريخ باسم"الوارث المحمدي"، والآن نشاهد هذا المقام الجليل يقع عند نقطة تفرع شارعين، يجعل المقام في مفردة مفادها، من صاحب هذا المقام الجميل؟
ألا تجدون قليل الجواب لسبب تسميته: "يا حام البر والشام"؟!!؟.
مقامه خارج سور دمشق القديم، هذا يدلنا للوظيفة السامية التي كان يشغلها، والمسؤولية العظيمة التي يحملها، جزاه الله خيراً.
قبل أن نعيش مع شخصية الشيخ أرسلان، لا بد من لمحة عامة عن تلك الفترة التي عاشها الشيخ أرسلان.
عاش الشيخ أرسلان خلال فترة النصف الثاني للقرن الخامس هجري، والنصف الأول من القرن السادس هجري. كانت البلاد تعاني من حالة اضطراب سياسي وفتن ومعارك، وتنافس بين الأمراء. مما جعل بلاد الشام مجزأة تلك الفترة، انقضى القرن الخامس والمعارك سجال بينهم وبين الفرنج الصليبيين، جاء القرن السادس الهجري بحالٍ أسوأ، اضطراب داخلي وخارجي.
أثناء ذلك ظهرت دولة عماد الدين زنكي صاحب الموصل بحلب، والذي تسلم بعد مقتله ابنه نور الدين زنكي، الذي عمل جاهداً ليوحد المدن ويجعل الأمن والاستقرار نِعم البلاد داخلياً، ولكن ما زال التهديد الصليبي على الحدود.
والشيخ أرسلان كان من جنود قلعة جعبر في عهد "عماد الدين" وفي العشرينات من عمره جعله "نور الدين" من أجناد "دمشق"، ولكثرة الاضطرابات والمشاكل السياسية، كانت اهتمام "نور الدين" بترميم السور القديم والأبواب، لحماية دمشق من العدد وبناء رباط بمنارة للمراقبة.


كانت دمشق في تلك الفترة من الزمن، تعيش في ظلال حكم قاس شديد حتى توغل على الصلبيين فيها أيام المعلى بن حيدرة أمير الفاطميين، ومن بعده انتشر فيه الظلم ولحق الوباء بدمشق، وجلا عنها جزء كبير من أهلها، حتى أن المدينة خلت من قاطنيها، كما خلت الغوطة من الفلاحين، وارتفعت الأسعار...
في هذه الظروف بالذات واتباعاً لما جاء في القرآن {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} أخذ الشيخ أرسلان يدعو إلى دين الحق وإلى أعلاء كلمة الله، سيراً على هدي معلمه ومؤدبه أبي عمر المؤدب.
·ولادة الشيخ ونشأته: 461هـ - 541هـ.
تقول المصادر أن الشيخ اسمه: أرسلان بن يعقوب بن عبد الله بن عبد الرحمن الجعبري، الدمشقي التركماني الشافعي قيل ينتهي نسبه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري.
نسبة لقلعة جعبر التي ولد فيها، ولا يُعرف شيء عن تاريخ ولادته بالضبط، سوى أنه عاصر الإمام عبد القادر الجيلاني، وأنه عاش نيفاً وثمانين عاماً، ولقب بالدمشقي بعد أن انتقل إليها.
وكلمة أرسلان تركية الأصل معناها "الأسد" وقد شاعت في تلك الفترة هذه التسمية لدخول الأتراك مسرح الحياة العامة في القرن الثالث الهجري.
أما قلعة جعبر فهي تقع على شاطئ الفرات بجوار قلعة نجم، فقد كانت من ثغور المسلمين الداخلية بينهم وبين الروم، وقلعة جعبر على الفرات بين الرقة وبالس.
عندما انتقل الشيخ إلى دمشق هرباً من الاضطرابات والمعارك المستمرة في تلك المنطقة، انتقل الشيخ أرسلان إلى مسجد صغير داخل باب توما اسمه "درب الحجر"، وبدأ بتلقي المعرفة والعلم على يد شيخه أبا عامر المؤدب، وكان للشيخ أرسلان دار صغيرة ودكان لنشر الخشب بجانب المسجد، وحفر بئراً صغيراً، كان أهل تلك البئر يشربون منه للبركة.
وأجمع المؤرخين أن الشيخ "أرسلان" كان يقيم بداره في ظاهر باب توما، وقريباً من دكانه بنشر الخشب، ويقسم أجرته ثلاث: ثلث لنفقته وثلث يتصدق بها وثلث لكسوته ومصالحه، وقيل: كان يدفع الأجرة لشيخه وشيخه يطعمه، فتارة يجوع وتارة يشبع.
أما ساعات العبادة كان يقضيها في المسجد المعروف الآن بمقامه.


وقيل: أن للمسجد بابان على أحدهما سقاية وعلى الآخر قناة، لا يعرف الباني لهما، الشيخ أرسلان يجلس بالجانب الشرقي منه للعبادة والنوم والتدريس، والشيخ أبا البيان (محمد بن محفوظ القرشي الذي كان يُعرف بابن الحوراني) أسس رباط مماثل للذي بناه الشيخ أرسلان وكان يقيم على الجهة الغربية، وعُرف رباطه باسم: الرباط البياني. وقد توفي بعد الشيخ أرسلان بعشر سنوات.
وإذا تساءلنا عن سر اختياره لهذه المنطقة، وقد عرفنا أنه ممن اُختير أيضاً للدفاع عن دمشق، ذكرت بعض المصادر أنه اختار ذلك المكان ليقيم ثغراً أو "رباطاً" في مكان الخيمة التي نصبها "خالد بن الوليد" خارج السور أيام الفتح العربي.
واستمر على نهج الصحابة الكرام في الجمع بين الحراسة العسكرية والأذكار النبوية والدعاء، والتعليم والتدريس. "الوارث المحمدي".
أما ما معنى كلمة "الرباط": منزل للصوفية، يشبه مخافر الحدود التي يقيم فيها الجند المرابطون الذين يرصدون العدو.


·مؤلفاته:
علمنا أن الشيخ أرسلان كان أمياً وبدأ برحلة العلم على يد معلمه الشيخ أبا عامر المؤدب، ولم يكتفي بالعلم والحراسة والتعليم، قام بالتأليف أيضاً شأنه شأن العارف بالله أحمد حارون رحمه الله وكان ظريفاً خاشعاً وشاعراً من فحول الشعراء في عصره وورعاً.
فقد ترك رسالة في "التوحيد" قام بشرحها عدة علماء:
1- الشيخ عبد الغني النابلسي واسمها: "خمرة الحان ورنة الألحان"
2- الشيخ أبي زكريا الأنصاري واسمها: "فتح الرحمن بشرح رسالة الولي أرسلان"
وهناك شروح عدة لعلماء معاصرين، والرسالة محفوظة في المكتبة الظاهرية.
ويشكك المؤرخون بأن للشيخ أرسلان مؤلفات أخرى، ولكن قد ذهبت مع طوفان النهر "الداعياني" الذي يمر من مدرسته ومقامه أو بسبب المعارك والفتن أو بإغفال مقصود من حساده. والله أعلم.
يهمنا هذه الهمة الفذة التي تمتع بها سلفنا الصالح، والتي لن نحصل على وميض منها إلا بالعودة إلى التمسك بهدي النبوة الشريفة، والمواظبة ثم المواظبة للتخلق بأخلاق سيد الخلق والذي مدحه ربه "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ". صلى الله عليه وسلم.


ولقد ذكر الشيخ العالم علاء الدين علي بن صدقي: "إنه لبس الخرقة الأرسلانية التي تعود بلباسه لها لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه" وتعني: قطعة من ثياب الشيخ يقدمها لتلميذه خلفاً له.
·وفاته:
انتقل الشيخ أرسلان إلى الرفيق الأعلى في عام 541هـ، وذلك خلافاً لما ورد في بعض التواريخ، من أنه توفي سنة 699هـ، وأنه أسهم في الحروب ضد التتر.
وهذا يدل على سمعه الشيخ أرسلان البطولية الشجاعة والقوية بذكر الله عز وجل، مما أسهم في ربط اسمه مع حروب التتر.
رحم الله الشيخ "أرسلان"، ورحم الله السلف الصالح، الذين جعلوا القرآن الكريم والسنة الشريفة نبراساً قوياً لحياتهم.
وفي الختام فلتقرأ هذه الأبيات التي امتدح فيها الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله، "الشيخ أرسلان" في مقدمة شرحه للرسالة "التوحيد".
عن أرسلان جاء الحقائـــــق
حيث اهتدى رسالة للخلائق
وسقانا بكأسه منه صـــرفاً
فسكرنا بسائغ الشــرب رائــق
كل حرف منها يشير لمعنى
سائق نحو ذروة المجـد شائــق
كلمــات قد ازدهرت بمعان
كل من رامها لقطــــع العلائـــق

وختم شرح الرسالة بقوله:
زدت نوراً يا أرســــــــــلان
وعليــــــــــــــك الله منـان
صلة التوحيد فيك زهت
ومـن التحقيق تيجـــــان
يا أبا العرفان أنـــــت متى
كـــم بدالي منك غرقان
غشوم يــــــوم الوغى بطـل
كـــــامل ما فيــه نقصان
بين أهل الله ذو شــــرف
وعلــــــى الخيرات معوان

·من أقواله وشذراته:
- إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو شكراً لقدرتك عليه.
- الكريم من احتمل الأذى، فلم يشكُ عند البلوى.
- أحسن المكارم عفو المقتدر، وجود المفتقر.
- مكارم الأخلاق: العفو عند القدرة، والتواضع في الذلة، والعطاء تعبر منة.
- لو احتجبت عني طرفة عين، لتقطّعتُ من ألم البيّن.
- قلب العارف لوح منقوشً بأسرار الموجودات، فهو يدركُ حقائقَ تلك السطور، ولا تتحرك ذرّةٌ حتى يعلّمه الله.
- كلما اجتنبت هواك قوي إيمانك، وكلما اجتنبت ذاتك قوي توحيدك.
- العلم طريق العمل، والعمل طريق العلم، والعلم طريق المعرفة، والمعرفة طريق الكشف والكشف طريق الفناء.
- أول المقامات الصبرُ على مراده، وأوسطها الرّضى بمراده، وآخرها أن تكون بمراده.
"الفاتحة الشريفة إلى أرواحهم الطاهرة"
·المراجع والمصادر:
سير الإعلام / للدهبي 20/379
الوافي بالوفيات / الصفدي 8/224
الشيخ أرسلان الدمشقي 461 - 541
عرض وتحقيق / عزة حصرية.






http://www.naseemalsham.com/ar/Pages...sm&pg_id=33033
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 05-10-2012 الساعة 02:15 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-12-2012
  #2
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: العارف بالله الشيخ أرسلان الدمشقي 541 هـ

جزاك الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 05-23-2012
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: العارف بالله الشيخ أرسلان الدمشقي 541 هـ

وجزاكم كل خير وبارك بكم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-22-2012
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: العارف بالله الشيخ أرسلان الدمشقي 541 هـ


مقام "الشيخ رسلان".. من قبة "خالد" إلى "مزار البستان"
مسجد "خالد بن الوليد" اختفى وعاد بعد ألف عام

عزة آقبيق - عمر المالكي
الخميس 22 تشرين الثاني 2012

لم يكن مكان القبة (الخيمة) التي نصبها الصحابي الجليل "خالد بن الوليد" عند حصاره لدمشق؛ ليترك مكاناً اعتيادياً بعد فتحها، فلقد حازت هذه البقعة على مكانة خاصة عند جنوده وعند أبناء دمشق فيما بعد على حد سواء، وعندما دفن العارف بالله "ارسلان الدمشقي" بالقرب من هذا المسجد أصبح المكان يعرف ضريح "الشيخ ارسلان" واختفى اسم مسجد "خالد بن الوليد".


تحولات كبيرة طرأت على هذا المكان، فقد ذكرت السيدة "ناديا الغزي" شهادة عن الخادمة الأناضولية "زاهدة" التي جاءت دمشق كخادمة أوائل القرن العشرين حيث تذكر أن مقام الشيخ "ارسلان" كان يتوسط بستاناً فسيحاً، وهنا قالت: حين قدمت من الأناضول إلى القسطنطينية بيعاً، ثم إلى دمشق كان ذلك في الربع الأول من القرن العشرين، وكنا نسمع كثيراً عن متنزه يتوسطه مقام يدعى "مقام الشيخ رسلان" كما يطلق عليه أهل دمشق، ولقد وددت بيني وبين نفسي زيارة هذا المتنزه وذاك المقام برفقة السيدة الشابة التي تعاملني كأخت وليس كخادمة والتي كانت تؤمن بالكرامات والأولياء، فتجرأت ذات مرة وسألتها عن هذا المكان الذي يذهب إليه أهل الشام، وعن الشيخ رسلان فأجابتني: أما "الشيخ رسلان" يا "زاهدة" فهو الشيخ "أرسلان بن يعقوب بن عبد الرحمن الجبري"، في بداياته كان يعمل نشاراً للخشب لكنه كان يتصدق بثلثي أجره، ولقد كان شيخاً زاهداً صالحاً، وولادته كانت بدمشق، وتوفي عام 696 هـ أي 1300 ميلادية. وقد بني جامع "الشيخ أرسلان" في العهد الأتابكي سنة 550 هـ (أي أن جامع كان موجودا قبل ولادة الشيخ ارسلان)، والشيخ كان يقيم في ذاك البستان خارج السور.

عجبت، وتساءلت: «ألف سنة مضت ومازال اسم الشيخ أرسلان يتردد بين ألسنة العامة؟».

فأجابت:«أنت لن تفهمي قط معنى أن الشيخ ألف رسالة في التوحيد، وتوجد نسخة منه في المكتبة الظاهرية بدمشق، وإني سأزور مقامه الكريم ولسوف أصطحبك معي.

ذهبنا في العربة الحنطور المغلقة السوداء التي تجرها الخيول لا البغال، والتي كانت ملكاً لأسرة السيدة وزوجها، واخترقنا المدينة بمحاذاة نهر بردى حتى وصلنا إلى السور الضخم الذي يعلن قدم وعراقة الشام، وبعد أن اخترقنا السور وتجاوزنا- باب توما- بدأت الجنان تظهر رائعة، مزهوة، مخضرة فالورد في كل مكان، وكادت مياه النهر تلامس سطح الأرض، تتغلغل فيها رشاقة سواقي تذهب هنا وهناك، بمائها الصافي وبألوان حصاها الغريبة، وكان

الصورة الفضائية للمقام والمقبرة المحيطة به




الناس منتشرين في متنزه الشيخ رسلان، وفي المنتصف شاهدنا قبة خضراء تجلل جامعاً صغيراً مربعاً وفي داخله كان قبر الشيخ أرسلان، وأمام النوافذ القليلة المحددة بمربعات ثخينة تجمع النساء والرجال والأطفال طالبين الرجاء من الله لتحقيق آمالهم.

مضت "خمسون عاماً" على هذه الحادثة، حيث ماتت السيدة ومات السيد قبلها.. وذات يوم ضاقت بي الدنيا فقررت أن أزور مقام الشيخ أرسلان.

القبة مازالت خضراء كما هي، لكن البستان كان قد زُرع قبوراً تحيط بمقام الشيخ الجليل تبركاً، فسألت: هل هي قبور أحفاد الشيخ فقالوا بل هي قبور من تبركوا بالدفن قرب هذا المقام».

ضريح "الشيخ ارسلان" بجوار مسجد الصحابي "خالد بن الوليد"، ورغم أن آثار المسجد اختفت إلى أنه في النصف الثاني من القرن العشرين أعيد بناء المسجد من جديد بعد أن دفن أحد الأولياء إلى جانب ضريح "الشيخ ارسلان" وهو العارف بالله "أحمد الحارون".

مدونة وطن "eSyria" عادت لتبحث عن قصة هذا المكان من خلال رسالة الباحث التاريخي "محمد علي مادون" التي ألفها بعنوان "مسجد مضيّع" فقرأنا: «لقد أقام خالد بن الوليد رضي الله عنه خيمته عند باب توما، والباب الشرقي وذلك يوم حصاره لدمشق، ولقد ابتعد بتلك القبة "الخيمة" –التي غنمها من اليمن وكانت من جلود حمراء- عن سور دمشق مسافة ليست بكبيرة. ولقد تأملت طويلاً فلم أجد مكان تلك القبة فأعملت جهدي معتمداً على ما ورد من أن مكانها كان يبتعد عن سور المدينة مدى السهام حوالي /150/مترا، وأن هذا السور الموجود اليوم ليس السور القديم بل هو توسعه له، وأن وجود مسجد الشيخ رسلان في هذا المكان يدعو إلى التساؤل والتفاؤل، وبعد البحث والاستقصاء لمدة تعدت /15/ عاماً نقل لي أحد أصدقاء مشاهدته لنقوش في المقبرة وبعد التأكد من صديقي الدكتور الباحث "قتيبة الشهابي" الذي أمدني ببعض الصور تم التأكد من مكان المسجد الذي أقيم زمن سيدنا "خالد
المكان الذي نصب فيه الصحابي خالد بن الوليد بن الوليد"





مكان تلك القبة».

كما أورد "عزة حصرية" في كتابه "إمام السالكين وشيخ المجاهدين الشيخ أرسلان الدمشقي" عن تاريخ هذا المسجد الذي اتخذه "الشيخ ارسلان" كمكان للمرابطة والعبادة بالقول: «مسجد خالد بن الوليد والشيخ أرسلان يقع في أقصى الجانب الشرقي من مدينة دمشق تتكلم الضخور وتتحدث الحجارة والأتربة عن بطولات سيف الله "خالد بن الوليد" لما أقام خيمته عند النهر المجدول بقرب من "الصفوانية" وهو الذي يسمى الآن نهر الداعياني».

وتابع "حصرية" القول: «ثم خرج الشيخ أرسلان إلى ظاهر باب توما إلى مسجد خالد بن الوليد الذي لم يبق من آثاره غير بابه والمحراب، وهذا المسجد أقيم على مكان خيمة خالد بن الوليد –رضي الله عنه- ولم يزل يتعبد فيه ويعظ ويرشد ويناضل ويكافح إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى».

وأضاف: «وفي عام 1962 بادر عدد من أبناء دمشق وتدارسوا الأمر مع وزارة الأوقاف –أمر وصية العارف بالله الشيخ "أحمد الحارون" المتضمنة دفنه في الضريح الأرسلاني- وانتهى البحث إلى استصدار قرار وزاري بإنشاء لجنة تقوم ببناء وتوسيع مسجد الشيخ أرسلان، فأنجرت تغطية "نهر الداعياني" كخطوة لبناء المسجد الجديد، ثم تحقيق إعادة بناء مسجد خالد بن الوليد الذي لم يبق منه إلا أرضه وبابه» .

اليوم نجد أن مسجد "خالد بن الوليد" يعرف بإسم "مسجد الشيخ أرسلان" وهو عباره عن مسجد حديث بنى في الستينات، مكون من ثلاثة طوابق وبجانبه ضريح "الشيخ أرسلان"، والشيخ "محمد صالح فرفور"، والعارف بالله "أحمد الحارون"، وبينهما تقع قبب أثرية تحتوي مكتبة تضم بعض المراجع الهامة، وإلى جنوب المسجدين والأضرحة والمكتبة توجد مقبرة كبيرة تعرف "بمقبرة الشيخ أرسلان".

يقول الشيخ "محمد عدنان المجد" إمام مسجد "الشيخ رسلان" والقائم المسؤول على القبب الأثرية والأضرحة الموجودة في لقاء مع مدونة وطن بتاريخ 12/11/2012: «يأتي لزيارة ضريح "الشيخ أرسلان" وضريح العارف بالله "أحمد الحارون" كل يوم عشرات
الشيخ "محمد عدنان المجد"






الزائرين من دمشق وخارجها، كما يجري اليوم إعاده إعمار مكان القبة الصحابي خالد بن الوليد، وتم تحديد المكان تماماً وهي تقع على بوابة المقبرة بعيدة عن ضريخ الشيخ ارسلان مسافة لا تتعدى /7/ أمتار».
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 11-22-2012 الساعة 05:13 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
متع ناظريك برؤية سيدي العارف بالله الشيخ محمد رجو حفظه الله عبدالقادر حمود نفثات المحبين في حب وارث سيد المرسلين 9 04-02-2014 01:38 AM
العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي ت 1119هـ عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 3 04-02-2014 01:37 AM
سيدي العارف بالله الشيخ محمد رجو حفظه الله وامدنا من اسراره عبدالقادر حمود نفثات المحبين في حب وارث سيد المرسلين 5 01-30-2013 08:26 AM
العارف بالله الشيخ محمد النبهان في عام الجفاف والمجاعة عام 1958م عبدالقادر حمود المواضيع الاسلامية 2 05-03-2012 06:49 PM
القطب العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الجناني الادريسي زاهر عطايا السعدي السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 01-09-2010 09:04 PM


الساعة الآن 02:25 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir