إنصافاً لأبطال الاستقلال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

صحيفة الفرات
عثمان الخلف
الثلاثاء 17-4-2007
أنصفنا رجالات الثقافة في دير الزور قليلاً فأقمنا لأحدهم تمثالاً وهو للفراتي إلا أن الساحة خالية بالمرة لعمالقة كتبوا الاستقلال بدمائهم ، لم نؤرخ لهم بالزخم نفسه الذي أبرز رجالات عظام آخرين كالأطرش وصالح العلي والخراط ، كان آخرون شركاء لهم في صناعة الاستقلال الوطني ، كم نحفظ في ،ذاكرة البطولة لرمضان شلاش ..

كم نحفظ لحمود الحمادي .. لمشرف الدندل ، للجراح وغيرهم الكثير الكثير ممن بذلوا حياتهم ذوداً عن الأوطان ، نسمع عن رأس حمود الحمادي في المتحف الفرنسي ،نسمع عن نضالات رمضان الشلاش المتنقلة في أرجاء الوطن ، نسمع عن ثورة مشرف الدندل والجراح ، نسمع عن ثورات نستحضرها تاريخاً يزول مع زوال الذكرى ..نحتاج التأمل قليلاً لندرك أن معاني البطولة تصاغ أيضاً في احترام الأمم لقادتها ، لرجالاتها الذين ضحوا في سبيل صون حريتها واستقلالها ،ولعل إقامة نصب لهؤلاء الكبار قليل في حقهم إن لم يكن وفاء لهم فعلى الأقل حفظاً لمعاني الفداء والتي ما أحوجنا لها اليوم ونحن نواجه أعتى هجمة للمستعمر الحديث القديم فإن نرَ أبطال الاستقلال لدينا في صروح تحفظ ذاكرتنا من ضياعات تحرف بوصلة الإباء والتضحية عن مرابعنا ، فهي إذاً ديمومة المعنى المستقاة من شخوص المادة رمزاً لتذكرنا وما أحوجنا أن نتذكر : إننا لم نكن صفراً على الشمال بل كنا برجالاتنا هؤلاء رقماً صعباً في معركة الاستقلال ، قد تكون بعض المواجهات مع الغازي آنذاك عشائرية بحتة وما الضّير في ذلك فقاموس المقاومة والرفض يتسع ليكتمل المشهد رويداً رويداً فعلاً مقاوماً يتحرك بمنهجية عمل يستجمع الدماء التي تنشد الحرية وهذا ما كان وماسيكون .. كي يلتمسها أطفالنا وشبابنا ونساؤنا وكلنا نحتاج ذاكرة المادة في نصب لأبطال الاستقلال يستوقد ذاكرتنا كي لا ننسى ، نحتاج ذلك على الأقل !‏