ليعرف ولدك شيئاً عن العشرة المبشّرين بالجنة
أ .د . عيادة بن أيوب الكبيسي


لا يخفى على المطلع على السنن والآثار، أن الذين بشرهم نبينا صلى الله عليه وسلم بالجنة، وذكرهم بأسمائهم كثيرون، كما لا يخفى أن من بشرهم بالجنة أيضاً بما وفقهم الله إليه من بعض أعمال البر والصلاح جم غفير، من نحو: “من فعل كذا فله الجنة”، كقوله صلى الله عليه وسلم: “من كان آخر كلامه في الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة”، جعلنا الله تعالى منهم بفضله وكرمه، غير أن للعشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عنهم مزية، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم في حديث واحد وفي مجلس واحد، ولم يذكر معهم غيرهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أبوبكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبوعبيدة بن الجراح في الجنة” (أخرجه الترمذي في المناقب، وأبوداود في السنة، وأحمد وغيرهم) واسم أبي بكر: عبدالله، واسم أبي عبيدة: عامر .

وقد كنت نظمت هولاء العشرة رضي الله عنهم بأرجوزة سهلة لأولادي يوم كانوا صغاراً ليحفظوا أسماءهم، ويتعرفوا إليهم، وقد فعلوا ذلك والحمد لله، والآن وقد أصبح أولادي كباراً ولهم أولاد حفظهم الله جميعاً، فأحببت أن أنشرها بين صغارنا الأعزاء من أحفادنا وأولاد إخواننا المسلمين، رجاء أن تغرس في نفوسهم محبة أولئك الأبرار المباركين، فيتشوقوا إلى دراسة سيرهم، والتعرف إلى أخبارهم . ويوفقوا لسلوك منهجهم واقتفاء آثارهم، ولا ننسى أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المرء مع من أحب”، فقلت وبالله تعالى السداد والتوفيق:

يا سائلي عن عشرة مبشره

بشرهم نبينا بالمغفره

في جنة الخلد جميعاً أكرموا

وهذه أسماؤهم فلتعلموا

أولهم سيدنا الصديق

من بعده أميرنا الفاروق

بعدهما عثمان ذو النورين

كذا علي والد السبطين

سعد سعيد طلحة الزبير

عبدالرحمن عامر لا غير

فكلهم قد بشروا بالجنة

يا فوزهم في نيل تلك المنة

ألحقنا الله بهم بفضله

وعمنا بجوده ونيله

ثم صلاة الله دوماً أبدا

على النبي الهاشمي أحمدا

مع السلام الزاكي والتحية

والآل والأصحاب بالكلية

وكل من أحبهم واتبعا

ما طلعت شمس ونجم لمعا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



* أستاذ التفسير وعلوم القرآن

في كلية الشريعة - جامعة الشارقة