أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 03-19-2011
  #1
حجة الإسلام
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 0
حجة الإسلام is on a distinguished road
افتراضي معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 2)

معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 2)
قبل الخوض في المرحلة الثانية من حياة الحلاج علينا أن نكمل ما أنهينا به الفصل السابق وهو أن الحلاج في آخر حياته تجاوز مرتبة العالم الموحد "شهيد الحق" إلى مرتبة الأتقياء الصالحين "الولاية الحقة" حيث أصبح يرى بعين التفريد وأضحى من السابقين المقربين المفردين المستهلكون بالحق عن شخوصهم وذاتهم التي بين جوانبهم فلم يبقى عندهم مشهود إلا الله ...
وقيل أنه لما تفجرت مشاعر حب الولية لله في خلجات قلبه صرخ "أنا الحق " ؟؟ !!! ...
قال غوث الأولياء " عبد القادر الجيلاني " قدس سره : ( قالها وهو غائب العقل سكران ) ، أو كما قال رضي الله عنه ...
ويقول الحلاج في الصحو : ( يا إله الآلهة، ويا رب الأرباب... رد إلي نفسي لئلا يفتتن بي عبادك ) ...
وهو إشارة إلى غيابه عن نفسه ذهولاً بالحق ...
فعين بلوغ المحبة هي : ( محق ما في القلوب من سوى المحبوب) ...
لأنهم استهلكوا بالله ذاكرين مفردين ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( سبق المفردون " قالوا : وما المفردون ؟ يا رسول الله ! قال " الذاكرون الله كثيرا ، والذاكرات " ) رواه مسلم في "صحيحة" ...
يقول الله تعالى : : ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) [الأحزاب : 35] ...
و المغفرة من الله لهم بأن غطاهم بأنوار الحال ، وسترهم عن الأوحال ( كل يحول بين المؤمن وربه بأمر الله من العوالق النفسية و الأمراض القلبية ) ...
بسم الله الرحمن الرحيم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال : 24] ...
كما في الأثر القدسي : ( أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري ) ، ورد في "سر الأسرار" للغوث الجيلاني { ص : 54 } ...
وأجرهم هو دوام حضوره معهم ومجالستهم ...
كما ورد في الأثر القدسي : ( أنا جليس من ذكرني ) ، رواه البيهقي في "شعب الإيمان" ، وقال : صحيح ، بشرط الشيخان لما ورد في "الصحيحين" : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ) ...
يقول الله تعالى : ( وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ۞ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً ) [الكهف : 3] ...
ماكثين فيه ، أي بدوام حضورهم مع الله وهي جنة الصالحين في الدارين لقوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [الرحمن : 46] ، أي جنة الدنيا والآخرة ...
يقول أبو الفرج أبن الجوزي رحمه الله ، في "التذكرة" : ( من أحبشيئا، أكثر ذكره ، و من أجلّأمرا، أعظم قدره ، و لا حبيب أحب من الله إلى أهل ولايته ، و لا جليل أجل من الله عندأهل معرفته، فاذكروا الله ذكر المحبين، و أجلّوه إجلال العارفين ) ....
يقول الإمام "علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه : ( أفضل العبادة ، إدمان التفكر في فضل الله ، و في قدره ) ...
يقول الله تعالى : ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [آل عمران : 191] ...
يقول الغوث الصمداني وريث سلطان العارفين البسطامي " أبو حسن الخرقاني" قدس الله سره بعد أن اجتباه الله من أوحال التوحيد "حشو التوحيد" إلى أنوار النفريد "محض التوحيد" : ( اليوم لي أربعون سنة ، و الله ينظر إلى قلبي ، لا يرى فيه غيره ، ما بقي في لغير الله شيء [ التجرد عن الأغيار "الأوحال"] ، و لا في صدري لغيره قرار [ الغياب عن ذاته التي بين جنبيه ] ) ورد في " الحدائق الوردية " للخاني { ص : 336} ...
وعندما أدرك سلطان العارفين هذا المقام من القرب صرخ لحظة التحقيق عندما ارتقا إلى وحدة الشهود في مقام الإحسان ذاهلاً عن نفسه بعد أن تفجرت به مشاعر العشق و الهيام بالله المحبوب ، قائلاً " سبحاني" ...
فسمع صراخه ذويه وجيرانه فنقلوا ذلك لتاج العارفين "أبو القاسم الجنيد" قدس سره ، فقال لهم : ( دعوه ، فأبو يزيد يشفع له حاله ، الرجل استهلك فنطق بما هلك به ، لذهوله بالحق عن رؤية إياه ، فلم يشهد بالحق إلا الحق ) ، ورد في " الحدائق الوردية " للخاني { ص : 195} ...
ويقول الغوث المميز "أبو المغيث الحلاج" قدس سره في التوحيد : (هو تمييز الحدث [الخلق] عن القدم [الخالق] ، ثم الإعراض عن الحدث و الإقبال على القدم ، وهذا حشو التوحيد [ أي النفي " لا إله " والإثبات " إلا الله " ] ، وأما محضه [ وحدة الشهود "التفريد" ] ، فالفناء بالقدم عن الحدث ، وأما حقيقة التوحيد [ وحدة الوجود "عين الوحدة" ] فليس لأحد إليها سبيل إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، ورد في "أخبار الحلاج" للساعي { ص :89 } ...
ويقول الإمام الرباني الوارث "أبو يزيد البسطامي" : ( المعرفة معرفتان : معرفة الحقيقة ومعرفة الحق ، فأما معرفة الحق فقد عرفها المؤمنون بنور الإيمان و الإيقان ، و أما معرفة الحقيقة فلا سبيل لها ، قال تعالى ( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) [طه : 110] ) ، ورد في " الحدائق الوردية " للخاني { ص : 324} ...
يقول صلى الله عليه وسلم : (سبق المفردون ، قالوا : يا رسول الله وما المفردون ؟ قال : ( المستهترون في ذكر الله . يضع الذكر عنهم أثقالهم ، فيأتون يوم القيامة خفافا ) ، رواه الترمذي في "سننه" ، و البيهقي في "شعب الإيمان" ، رواه السيوطي في "الجامع الصغير" ، وقال : صحيح ...
وفي رواية ابن القيسراني في "ذخيرة الحفاظ" قوله : ( الذين يهترون بذكر الله ، يضع الذكر عنهم ......... ) رواه أحمد في "مسنده" ، وقال : إسناده صحيح حتى لفظ ( يهترون بذكر الله ) ، والهيثمي في "مجمع لزوائد" ، وقال : رجاله رجال الصحيح وزاد بلفظ ( عز وجل) ، ورواه الذهبي في "ميزان الاعتدال"...
يروى أن أحد العارفين قال أمام جمع أخوته بالله : "إني لا أخاف الله" ، فاستنكر عليه القوم ما قال ، وشكوه شيخه فأغاظ هذا النقل الشيخ فقال ، أتوني به ، فلما حضر قال له أحقاً ما سمعت ...
قال نعم فقال فكيف تجرأت ، فقال : يا شيخي كيف أخاف من رب منعم ودود رءوف رحيم ، لكني أخاف من معصية نفسي له ، ثم تلا قول الله تعالى : ( قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الأنعام : 15] صدق الله العظيم ...
إذا فالبيان يطرد الشيطان ...
والحلاج لم يتثنى له أن يدلي بالبيان ...
محنة دعوة الحلاج :
ففي ذلك الوقت أيام الخليفة العباسي "المتعمد" حدث تغير بالدعوة الصوفية الإصلاحية من المجاهرة إلى السر ؟!! ...
بسبب معاداة مداهني السلطة و أعوانها للحركة الصوفية التي كانت تهدد مصالحهم الدنيوية ...
وكان ذلك في نفس العام الذي جاء به الحلاج إلى بغداد ، حيث سجن في ذلك الوقت أئمة التصوف عدا الجنيد ومنهم النوري و الجريري و الخلدي ...الخ ...
وتم الإفراج عنهم من قبل قاضي القضاة في ذلك الوقت "إسماعيل بن إسحاق "رحمه الله ، بعد أن تبين له براءتهم من تهمة الزندقة ، وأنهم أتقى الخلق في زمانهم ...
ولكن عندما صمت الصوفية تكلم الحلاج ؟!!! ، ونشأ الخلاف بينه وبين الإمام الجنيد حول المجاهرة بدعوة الإصلاح السلوكي ، إضافة للخلاف المذهبي في معرضاته مع الحلاج الفقيه المتشدد ، فقد كان مذهب الجنيد الفقهي هو المذهب الشافعي وكان الحلاج حنبلياً ...
شكا كبار التجار والمداهنين من رجالات الدين وأصحاب السلطة تطاول الحلاج عليهم في مجالس وعظة ، وشدته بالحق ، واتهامهم بالنفاق والإفساد في الأرض والفجور والإسراف ...
هنا استدعى الجنيد الحلاج ، وأمره : ( بالسكون و المراعاة ) ...
و أسر الجنيد لأحد مريديه بعد أن غادره الحلاج ، قائلاً : ( لا حول و لا قوة إلا بالله ، إني أرى أسياف الحلاج تقطر دماً ، وأعادها ثلاثاً ) ...
وبالفعل صدق حدث الجنيد ، فقد قام القاضي "محمد بن داود" ، باعتقاله بتهمة الزندقة ، على أنه كان ينادي بالحلولبة , والمزجية "الاتحاد" ...
لكن الحلاج أنكر هذه التهمة قائلاً : ( ظهري حِمي، ودمي حرام ، وما يحل لكم أن تتأولوا علي ، واعتقادي الإسلام ، ومذهبي السنة ولي فيها كتب موجودة ، فالله الله في دمى ) ...
وطلب من القاضي أن يحضر مخطوطات له دونها أحد مريديه ، تبرأه من تهمة الزندقة ، فرفض القاضي "محمد بن داود" ، الذي كان محرض من قبل أركان السلطة والدين المداهنين في ذلك الوقت ...
إلا أن الله قيض للحلاج ، القاضي "ابن السريج الشافعي" الذي أيد أن يعطى الحلاج فرصة للدفاع عن نفسه وكان هذا القاضي يعارض أن يقتص من الزنديق لعدم وجود نص شرعي بذلك ، ما لم يعلن زندقته ويفسد في الأرض ...
وتبين أن الحلاج كان ضد العقائد الحلولية و المزجية التي نسبت إليه في ذلك الوقت ، فقد قال في الحلولية : ( إِنَّ مَعْرِفَةَ اللهِ هي تَوْحِيدُهُ، وتَوْحِيدُهُ تَميُّزُهُ عَنْ خَلْقِهِ، وكُلُّ مَا تَصَوَّرَ في الأَوْهَامِ فَهْوَ [يعني الله] بِخِلاَفِهِ ، كَيْفَ يَحُلُّ بِهَ، مَا مِنْهُ بَدَأ ؟! ) ، ورد في "أخبار الحلاج" للساعي {ص :47} ...
كما قال في العقيدة المزجية : ( مَنْ ظنَّ أَنَّ الإلوهية تَمْتَزِجُ بالبَشَريَّةِ، فقَدْ كَفَر ) ورد في "أخبار الحلاج" للساعي { ص : 31} ...
وقد كان هذا القاضي الشافعي من أعوان الجنيد الذين انضموا للواء الحلاج بعد وفاة الجنيد ...
وكان اللقاء الأخير بين الجنيد و الحلاج حيث قال له : ( لقد أحدثت بالإسلام ثغرة ، لن يسدها إلا رأسك ) ، وكان ما أشار له الجنيد الحكيم الإلهي رضي الله عنه
ثم قال له : ( أي خشبة أفسدت ) ...
وكان الجنيد يقصد خشبة النفاق عند أركان السلطة الدينية و القضائية و السياسية التي أجمعت على القصاص من الحلاج لأن فساد المنافق فجوره ...
يقول تعالى في المنافقين : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) [المنافقون : 4] ...
نهاية الفصل الثاني من الجزء الأول ...




__________________
لا نريد صوفية تشطح * ولا سلفية تنطح * بل وسطية "تنصح وتصلح وتصفح"



لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبلى بأربع : شماتة الأعداء ، وملامة الأصدقاء ، وطعن الجهال ، وحسد العلماء ، فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به




** اللهم أنت مقصودي ... ورضــاك مـطلـــوبـي **




حجة الإسلام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 3 ) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 04-04-2011 01:15 AM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 1) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 03-28-2011 05:58 PM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 2 / ف 2) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 03-27-2011 08:02 AM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 3) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 2 03-21-2011 07:26 PM
معضلة الحلاج بين الواقع و التلفيق ( ج 1 / ف 1) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 03-18-2011 01:36 AM


الساعة الآن 05:17 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir