أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           زوَّدك الله التقوى، وغفر ذْنبك ويسَّر لك الخير حيث ما كنت           

كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله هذا الركن يختص بعرض كتب سيدي فضيلة الشيخ احمد فتح الله جامي حفظه الله ونفعنا به وبعلومه وبركاته

إضافة رد
قديم 09-24-2008
  #11
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

تنفعل له الأرواح وشخصاً آخر لا تنفعل له الأرواح ، كل هذا له تعلق بالصدق والإخلاص ، فلا تلتفتوا إلى مكانتكم عند الخلق على حساب دينكم ، فمن التفت إلى الخلق على حساب دينه لم يبقَ له مكان في الدين ولا في الإسلام ولا في الرجولة .

{5} علينا أن نتأدب بآداب الشريعة والطريقة ، ونتمسك بتوجيه أسيادنا لأنهم لا يتكلمون عن هوى ، بل يتكلمون بالله ببركة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واللهُ لايحرمهم من هذا ، لأنهم ورّاث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا التزمنا بذلك نبتت فينا الحقيقة ، وعار علينا أن لانتمسك بآداب من سبقنا ، وعار علينا أن نتمسك بالعصبية ، لأنها صفة الجاهلية ، والله تعالى يقول : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ } سورة الحجرات .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ، مع انه صلى الله عليه وسلم من العرب ولسانه عربي ، وكتابه عربي ، فمن فرق فهو منحرف عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وضل الطريق وأضل غيره .

{6} مراقبة الله لعباده قديمةٌ ، والمشاهدة من العبد لربه حادثة ، يمكن أن تتغير ، والاعتماد على القديم أولى من الاعتماد على الحادث قال تعالى : { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } سورة النساء .
تفكروا في هذه الآية ، وأكبر معبود مبغوض عند الله في الأرض هو الهوى ،
ـــــــــــــــــــــــــــ ص ـ33 ـــــــــــــــــــ

قال تعالى :{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هّوّاهُ } سورة الجاثية . /23
ولم يقل ذلك ربنا في حق أية معصية أو مخالفة إلا في اتباع الهوى ، لذا نهانا عن اتباع الهوى فقال : { فَلَا تَتَّبعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا } سورة النساء/135

وهذا أثقل من السموات والأرض على من يفهم . وعار عليكم يا أهل الطريق أن تقولوا ما لاتفعلون ، قولوا وافعلوا ، واعلموا أن الاستقامة فيها مشقة ، ولكن إذا ذقتم حلاوة الإيمان وحلاوة الطاعة فإن هذه الحلاوة تدفع تلك المشقة ، فإذا لم تشعروا بهذه الحلاوة فيكفيكم علمُكم بأن الله يراكم وهو القائل : { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } سورة محمد /35 . ويقول سبحانه : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْراً يَرَه } سورة الزلزلة /7

{7} استشعارك عظمة الله تبارك وتعالى يجعل حجاباً بينك وبين معاصيه ، وترك المعاصي مقدم على فعل الطاعات ، وإذا خرجت من المعاصي عندها تعمل بمقتضى الإيمان ، من استقامة ، وصدق ، وإخلاص ، ووفاء ، وحب للخيرات ، وترك للمألوفات البشرية إلا الضروريات ، وهكذا رجال السلسة رضي الله عنهم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلى بذلك ، والمهم للعبد أن يكون عبداً

ــــــــــــــــــــــــــ ص 34 ـــــــــــــــــــــ

لله ، وتلك العبودية لاتكون إلابالتمسك بالشرع الشريف ظاهراً وباطناً ، فلابد للإنسان أن يترك ما يريد إلى مايريده الشرع الشريف .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-25-2008
  #12
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{8} المؤمنون بالله عزوجل ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، على ثلاثة أصناف :

الصنف الأول : مؤمن ظالم لنفسه ، وهو على قسمين

1ً - عنده استعداد للترقي ، إلا أنه بهذا الاستعداد لايميز بين الحظوظ النفسية والشهوات الدنيوية من حب الشهرة والسمعة وغيرها ، وبين الحظوظ الروحية العلوية ، ومع عدم وجود هذا التمييز لا يسلّم لمن يعرفه ويعلمه من أهل الاختصاص حتى يأخذ بنصحهم ، والدين النصيحة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2ً - عنده استعداد للترقي ، وباستعداده يميز بين الحظوظ النفسية وبين الحظوظ العلوية ، إلا أنه غلّب الحظوظ النفسية ، على الحظوظ الروحية ، حتى طمسها ، ولم تثمر ، فهو يتخبط في الظلمات بعلم لابجهل ، وهذا القسم ظلمه لنفسه أشد من ظلم القسم الأول .
الصنف الثاني : مؤمن موافق للشريعة والدين ، حسناته أكثر من سيئاته . هذا نرجوا الله عزوجل ، أن يعفو عنه بفضله تبارك وتعالى ، وأن لايعامله بعدله ، ومن هذا القسم أكثر عوام المؤمنين .
الصنف الثالث : مؤمن سابق بالخيرات ، وهذا القسم غلبت

ـــــــــــ ص 35 ـــــــــــــــــــــــــــ

علويتهم على حظوظهم جميعها ، الدنيوية والأخروية ، تركوا جميع الحظوظ ، ولم تلعب بهم الدنيا ولا النفس ولا الشهوات ولا المقامات ، ثابتون على الشريعة الظاهرة والباطنة ، مسلكهم وسيرهم وسلوكهم كله شهودي في مقام الإحسان ، محفوظون بحفظ الله عزوجل رضي الله عنهم ، ومع ذلك فهؤلاء في علويتهم لا يُنقصون من حقوقهم البشرية ، يأخذونها بأمر الله عزوجل كما قال تعالى : { ولَاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } . سورة القصص /77

وعلى المؤمن الصادق أن لايجعل نفسه مقياساً لهؤلاء الكرام رضي الله عنهم ، بل عليه أن يدعو الله عزوجل أن يفتح عليه وعلى غيره باب التحقيق حتى يلتحق بهؤلاء الأولياء الكرام رضي الله تعالى عنهم وعنا بجاههم الشريف . فإن قلت : هذه المراتب العالية التي سلكها السابقون بالخيرات صعبة وشاقة ، من يتبعها ؟ قلنا : إن الملامة على من اتبع الهوى ، والسلامة على من اتبع الهدى ، فالهدى بيّنٌ والهوى بَيّنٌ ، وربنا تبارك وتعالى نهانا عن اتباع الهوى ، واتباع من يتبع الهوى ، حتى لايكون الهوى إلهنا . قال تعالى :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}. سورة فاطر /32

ـــــــــــ ص 36 ـــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-26-2008
  #13
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{9} الردة نوعان :

الأولى : ردة عن الدين والعياذ بالله تعالى ، وهذا يُقتل لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) رواه البخاري والترمذي
الثانية : ردة عن الأخلاق الحميدة ، إلى الأخلاق الذميمة ، وهذه الردة تمنع ورود النور على قلب المريد ، وسبب هذه الردة بُعد الإنسان عن ربه عزوجل ، والبعد صفة العبد ، والقرب صفة الرب تبارك وتعالى ، فمن كانت صفته البعد عليه أن يتمسك بأذيال من كان قريباً من الله عزوجل ، ومن أقرب إلى الله من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وطريق التمسك بأذيال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتمسك بأذيال القريبين منه ، ومن أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراثه ؟ ونحن نتوسل إلى الله عزوجل بهم أن يقبلونا معهم .

{ 10 } سيف الشريعة الطاهرة مسلط على عاتق المؤمن ، فإذا لم يتقيد بالأوامر والنواهي الشرعية ، فإن سيف الشريعة يقطع عزته ويسلمه إلى نفسه الأمارة بالسوء والعياذ بالله تعالى ، فيضيع عمره بالمخالفات ، ويكون مثله مثل البهائم التي تأكل وترعى في المرعى ، ثم ترجع إلى المأوى ، وسبب ضياعه عدم صحبته للمرشدين ، وإن كان مصاحباً لهم ، فبسبب عدم التسليم لهم والأخذ بوصاياهم ، فلابد له من الصحبة مع التسليم والأخذ

ـــــــــــــــــــــــ ص 36 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالوصايا ، حتى يخرج من طبيعته البهيمية إلى الطبيعة اللائقة بحياة المؤمن السوي .

{ 11 } من انحرف عن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو محروم من الطريقة مهما ادعى العلم والكشف وما شاكل ذلك ، فالاتباع فرض عين على السالك كما قال سيدي ابن عربي رحمه الله :
لاتقتدوا بالذي زالت شريعته عنه ولو جاء بالأنبا عن الله
لأن هذا خلاف ماأمر الله تعالى به ، قال تعالى : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران:31].

فالحب مقيد بالاتباع ، فمن اتبع حصل على المحبة والرضا .

{ 12 } للوصول إلى الفناء بالله تعالى أربع درجات :
الأولى : التوبة من جميع الذنوب و المعاصي .
الثانية : كثرة الذكر لله عزوجل .

الثالثة : الاتباع في العبادات والعادات لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

الرابعة : ترك ما سوى الله تعالى من القلب .

{ 13 } الله عزوجل أمر الولد بالطاعة والبر لوالديه فقال { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
لأن

ــــــــــــــــــــــــ ص 38 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العقوق قد يقع فيه الولد ، ولكنه تبارك وتعالى لم يأمر الوالدين بمحبة الولد لأنهما مفطوران على محبته . وكذلك المؤمن قد يقع في الخيانة أحياناً ، لذا حذره الله من ذلك فقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } سورة الانفال / 27
وأمره بالعدل لتصور الجور منه فقال : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } سورة الانعام /152
وقال : { اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ } سورة المائدة /8
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-02-2008
  #14
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{14} إذا أردت أن تدخل في مقام الكمّل من الرجال المحفوظين ، فلابد لك من حفظ حدود الشرع ضاهراً وباطناً ، وفي الحديث الشريف : ( احفظ الله يحفظك ) رواه الترمذي

{ 15 } رضا الحق تعالى عن عبده مقيد بالشرع ، فمن أراد أن يعرف رضا ربه عنه فلينظر إلى تمسكه بالشرع ظاهراً وباطناً ، فمن تمسك بالشرع في المكره والمنشط ترقى وانتفع إن شاء الله تعالى ، ورضي الله عنه بموافقته للشرع ، ورضي هو عن مولاه لما أولاه من نعم .

{ 16 } القانون الإلهي في الأرض هو القرآن الكريم فلا يجوز

ـــــــــــــــــــ ص 39 ـــــــــــــــــــــــــــــــ

للمسلم أن يخالف مواد هذا القانون ، كما أن الدول لا تسمح لأي شخص كان أن يخالف مواد قانونها .

{ 17 } العلم نوعان ، كسبي ووهبي ، أما الأول فتحصيله يكون بالاجتهاد والمذاكرة والمثابرة ، والثاني طريقه تقوى الله والعمل الصالح ، وهذا العلم يسمى العلم اللدني قال تعالى : { وَ عَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً } سورة الكهف
وهذا العلم النافع يهبه الله تعالى لمن يشاء من عباده المتقين وإليه أشار الإمام الشافعي رحمه الله بقوله :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لايهدى لعاصي .

{ 18 } أنت مؤمن من حيث الاعتقاد والحمدلله ، ولكن لابد من العمل بمستلزمات الإيمان ، وهذا لايكون إلا إذا طابق القول والفعل ما استقر في القلب من اعتقاد ، وفي الحديث الشريف : ( الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان ) أخرجه ابن ماجه والطبراني
فالمؤمن عليه أن يفعل أفعال المؤمنين ، الذين ذكروا في القرآن الكريم ، لأن الله عزوجل ذكر في القرآن أفعال المخالفين من كفار وسفهاء ومنافقين ، حتى نجتنب أفعالهم وسيرتهم ، هؤلاء خربوا مستقبلهم في الآخرة فلا تكن مثلهم ، كن ممن وافق عمله قوله

ـــــــــــــــــــــــــ ص 40 ــــــــــــــــــــــــــــ

ومعتقده وإلا اقرأ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}. {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} سورة الصف /3


{ 19 } إذا راعيت صلاتك المفروضة مع آدابها وسننها وخشوعها فإن تلك الصلاة تجعلك تترك المخالفات بالكلية ، قال تعالى : { إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} سورة العنكبوت /45
ِ

وهذا وعد قطعي من الله تعالى والله لايخلف الميعاد ، فإذا صليت ولم تنهك صلاتك عن الفحشاء والمنكر فأعد النظر في صلاتك وتمم نقصانها ، وإذا أردت الصلاة هيئ قلبك لمناجاة ربك فإن الصلاة هي معراج السالكين ، وصلّ صلاة مودع .

{ 20 } نظر الرجال إلى النساء ، ونظر النساء إلى الرجال ، يذهب الحياء من الوجه ، ويطفئ نور الإيمان من القلوب وفي الحديث : ( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ) رواه الحاكم
هذا السهم يدخل القلب عن طريق جارحة البصر ، لذلك أمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض البصر فقال : {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } سورة النور /30
وقال : { " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارهنَّ } سورة النور /31

ـــــــــــــــــــ ص 41 ـــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-02-2008 الساعة 02:04 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-04-2008
  #15
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 21 } السير والسلوك ليس بالكلام بل بالقلب ، وعلامته :
1ً ـــــ التمسك بالشرع ظاهراً وباطناً.
2ً ــــ الأخذ من الدنيا بمقدار الحاجة ، لأن التفكر في أفعال الله وصفاته يمنع الأشتغال في الدنيا أكثر من الحاجة قال تعالى : { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنس َنَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } سورة القصص / 77
وترك العمل في الدنيا ليس دليلاً على عدم محبتها ، بل هو مغاير للشرع الشريف ، فيجب العمل فيها بمقدار الحاجة مع عدم تعلق القلب بها إقبالاً وإدباراً .

{ 22 } التوحيد في العبادة معناه : إفراد المعبود بالعبادة ، وإذا ثبت عند المريد التوحيد فإنه لايتعمد فعل المعصية ، وإذا وقع فيها فإنه يتوب ويستغفر ويرجع ويكاد أن يذوب حياءً من الله عزوجل ، فإذا لم يشعر بذلك ولم يكترث بفعل المعصية فعليه أن يقوي إيمانه بكثرة الذكر وتلاوة القرآن الكريم وقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فعل ذلك عظمت خشية الله في قلبه بإذن الله تعالى ، وعندها يستحي من الله إذا وقع في معصية أو غفلة .

{ 23 } النبي صلى الله عليه وسلم له جهتان :
1ً - جهة التقدير ، كما في الحديث الشريف ( كنت أول

ــــــــــــــــــــــــــــ ص 42 ــــــــــــــــــــــــــــــ

الناس في الخلق وآخرهم في البعث ) رواه ابن سعد في الطبقات وهو صحيح
فمن هذه الجهة هو النبي صلى الله عليه وسلم نبي من جنده الأنبياء ، لأنه ما من نبي بعثه الله تعالى إلا وكان يأخذ العهد من قومه أن يتبعوه صلى الله عليه وسلم إذا ظهر .
2ً جهة الوجود ، كان صلى الله عليه وسلم آخرهم في البعث لذلك هو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين لمن مضى ولمن هو موجود في عصره ، ولمن سيأتي ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .
{ 24 } كثير من الناس يتمنون رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم مناماً ، ولاشك أن رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم مناماً من نعم الله على العبد ، ولكن عليه أن لا يغتر ، لأنا ما أمرنا بنص القرآن أن نطلب رؤية رسول الله في المنام ، بل أمرنا باتباعه صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى { فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } سورة ال عمران / 31
فهو أسوتنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)

والأسوة به صلى الله عليه وسلم والاتباع له ، قولاً وفعلاً ، روحاً وقلباً . ومن كان هذا وصفه ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايغيب عنه لحضة واحدة ، وقد يجتمع به صلى الله عليه وسلم يقظة . نسال الله أن ينفعنا بالأولياء الكرام .

ـــــــــــــــــــــ ص 43 ـــــــــــــــــــــــــــــــ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-06-2008
  #16
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 25 } خالق المخلوقات جل جلاله ، رتب صدق محبة العبد لله عزوجل ، ومحبته تبارك وتعالى لذلك العبد ، على اتباع أفضل المخلوقات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال : ‏{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } سورة ال عمران /31
وهذا أمر خارق للعادة ، لذلك ما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حق المعرفة الا الله عزوجل نسأل الله أن يوفقنا لاتباعه صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً ، روحاً وقلباً . آمين .

{ 26 } مقام الخوف من الله عزوجل ، يقابله مقام الرجاء من الله عزوجل ، وهذا لعامة المؤمنين ، فأنهم يعبدون الله إما خوفاً من ناره وإما رجاءً في جنته ، أما مقام الخواص ، فإنهم يعبدون الله عزوجل من مقام المحبة ، لكونه إلهاً يستحق العبادة وهذا المقام أعلى المقامات وأشرف الدرجات ، وهذه هي العبودية والفارق كبير بين من يعبد الله من مقام الخوف والرجاء ، وبين من يعبده من مقام المحبة . وعلى كل حال يجب أن يعتدل خوف المؤمن ورجاؤه ، أما من كان مستغرقاً في المعاصي فمقام الخوف أنفع له ، ومقام الخوف على قسمين :
القسم الأول : خوف من العقوبة .
القسم الثاني : خوف من عظمته تبارك وتعالى . ومن خاف من الله عزوجل تعظيماً لمقامه ، كان أفضل من الذي خافه من

ــــــــــــــــــــــــ ص 44 ـــــــــــــــــــــــــــ

عقوبته .
ومن أراد أن ينتقل من مقام خوف العقوبة إلى مقام الخوف من عظمته فعليه بكثرة الذكر لله عزوجل ، وقراءة القرآن بتدبر ، والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد أن ينتقل إلى مقام الخوف من العظمة ، ويداوم على كثرة الذكر مع الحضور التام ، عندها ينتقل إلى مقام المحبة بإذن الله عزوجل . نسأل الله أن يلحقنا بأسيادنا الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم .

{ 27 } أيها المؤمن صفتك العظيمة ــــــ الإيمان ـــــــ تــــــــأبى ألا تُقبلَ على خطاب ربك عندما يقول : { يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا }
فالامتثالَ الامنثال َ ، واستيقظ من رقدة الغفلة ، ودعِ الشح والحرص على جمع حطام الدنيا ، فالرزق مقسوم ، ودائرة الحلال تكفينا ، والخروج منها من سوء الأدب فاستحِ من الله حق الحياء ، حتى تنال مقام المتقين الذين وعدهم الله الجنة حيث يقول تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } سورة الدخان /51

{ 28 } لا تضع الشئ في غير ما خلق له ، لأنه يكون ظلماً ، فإذا أمرتْ نَفسُك أي جارحة من جوارحك بارتكاب مخالفة شرعية ، فلا تستجب لها ، واستحِ من الله عزوجل ، لأن الله عزوجل أمرك قبل أن تأمرك نفسك ، فأمر الله مقدم على أمر النفس ،

ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 45 ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأمر الله إن استجبت له سعدت وحييت حياة لا شقاوة معها ، وأما أمر النفس إن استجبت له شقيت شقاوة لا سعادة معها إلا إذا تبت إلى الله توبة صادقة .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008
  #17
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 29 } ذهب أهل الحق والعرفان من القوم إلى أن الأرواح مختلفة بحسب جوهرها ، وقسموها إلى قسمين :
القسم الأول : أرواح علوية نورانية ، لها شعور بعالم الأرواح تستفيد بالفيض من عالم الأرواح أموراً عجيبة ، وهذه الأرواح الفاضلة انواع :
1ً - أعلى هذه الأرواح وأقدسها أرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعلى رأس هذه الأرواح ، روح سيد الكائنات عليه الصلاة والسلام ، وإن الله عزوجل لما أراد أن يجعلهم قدوة للخلق جمع في نفوسهم جميع أنواع الفضائل ونفى ضدها عنهم . نسأل الله أن ينفعنا بهم .
2ً - من الأرواح الفاضلة النورانية أرواح الأولياء رضي الله عنهم ، ولما كانت هذه الأرواح تابعة لأرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، متشبهة بها صدرت عن أرواحهم آثار عجيبة ، نفعنا الله بهم .
3ً- من الأرواح الفاضلة ، ارواح اصحاب الفراسة ، وهي تستدل بالأحوال الظاهرة على الأمور الباطنة ، وهو استدلال

ــــــــــــــــــــــــص 46 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيح قال تعالى : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} سورة الحجر /75

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) رواه الطبراني والترمذي

القسم الثاني : أرواح كثيفة كدرة ، مشغوفة بالجسمانية ، لاحظّ لها من عالم الأرواح والعياذ بالله قال تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ } سورة آل عمران / 13
أي إن ما حل بهم من الدمار والعذاب ، لآيات ودلالات وعلامات للمعتبرين المتأملين بعين البصر والبصيرة

{ 30 } أولياء الله عزوجل لا يلتفتون إلى المعاريض ، خوفاً من الكذب ، لأن قوة إيمانهم تدفعهم إلى عدم الالتفات لذلك ، مع أن المعاريض تكون أحياناً مباحة للحديث الشريف : ( إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ) رواه البخاري في الادب المفرد
أما ضعف الإيمان وقلته فلا تمنع العبد من الكذب ، نرجو الله عزوجل أن ينمي الإيمان في قلوبنا .

{ 31 } العبد إذا خالف أمراً من أوامر الله عزوجل ، وأصر عليه والعياذ بالله ، فإنه ينقص إيمانه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) رواه البخاري
أي إيماناً كاملاً ، فلنقص الإيمان يقع في

ـــــــــــــــــ ص 47 ـــــــــــــــــــــــــــ
المعاصي ، فلابد من الاستغفار بعد المعصية ، ولابد من كثرة الذكر لأنه بالذكر يتجدد الإيمان ويقوى .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-09-2008
  #18
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 32 } قبل قيامك بأي عمل يجب عليك أن تصحح نيتك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ) رواه الشيخان
فإذا صححت نيتك وكانت خالصة لوجه الله عزوجل ، فإن الوسوسة التي تأتي أثناء القيام بالعمل لا تضر ، لأن الله تبارك وتعالى أكرمَ الأكرمين ، هو الذي وفقك لتصحيح النية ، والشيطان يريد أن يحبط عملك بالوسوسة ، فيشوش عليك عملك ، فلا تلتفت لوسوسته فإنه أضعف من أن يحول بينك وبين قبول عملك عند الله عزوجل .
{ 33 } الأحكام الشرعية لاتثبت بالرؤيا ، بل بالكتاب والسنة ، والأمور كلها متعلقة بالقضاء والقدر ، فإذا جاء الإذن الخاص لعشرين رجلاً فرضاً فإني لا أمنع من ذلك خوفاً من الله تعالى ، وخوفاً من رسوله صلى الله عليه وسلم أن أخالفه ، والإذن الخاص له جهات ثلاث :
الأولى : جهة اجتهادية .
الثانية : جهة استخارية ، والشيخ في هاتين الجهتين له الخيار في العطاء والمنع ، لأن الاستخارة ليست بملزمة والاجتهاد من باب أولى .

ــــــــــــــــــــــــــ ص 48 ـــــــــــــــــــــــــ

الثالثة : جهة قطعية ليس فيها حظ من الاجتهاد ، وهذا يأتي صراحة وليس عن طريق الرؤيا ولا الإشارة .
وإذا خالف المأذون ـــــ من أي جهة كان إذنُه ـــــ شيخ الطريقة وآداب أسيادنا رضي الله عنهم ووجه الناس إلى نفسه والعياذ بالله تعالى ، فإن الشيخ يسحب منه الإذن ، وإلا فهو خـــائن بتوجيه المؤمنين إلى من لا يعتد بقوله وفعله في الإسلام وآداب الطريقة . لأن الإذن ما أعطي إلا على الاستقامة ، والاستقامة الشرعية شرط للمأذون وشرط للشيخ فإذا انحرف المأذون عن الاستقامة فما هي فائدة الإذن ؟ وإذا الشيخ لم يسحب منه الإذن فهو كذلك منحرف عن الاستقامة ولذا قال ربنا عزوجل في كتابه العظيم : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ } سورة الانعام / 153
هذا خطاب يشمل الشيخ والمأذون على حد سواء ، ورضا الله تعالى متعلق بالاستقامة . هذا أمر عام مرتبط بآداب الطريق المأخوذة من الأقطاب رضي الله عنهم .
{ 34 } بنور النبوة تُغيَّرُ الطبيعة البشرية ، وهذا النور لا يكون إلا بالاتباع والتسليم ، ونور النبوة باق إلى قيام الساعة بوراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن سرى إليه ذلك الخيط النوراني وقواه بالاتباع وجاءته هزات من أعدائه ــــــ وأعداؤه : نفس وشيطان ودنيا

ــــــــــــــــــــــــــ ص 49 ــــــــــــــــــــــــــــــ

وخلق ... ـــــــ وقلبه لا يطلب الا الله فإن تلك الهزات لاتنزله ولا تسقطه ما لم يسقط من عناية الله عزوجل ، بل يصبر على البلاء والمصائب حتى يلقى مولاه لقوله تعالى : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )(99) الحجر
لأن القلب الرباني والروح الرباني لا يطلبان إلا الوطن الأصلي .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-09-2008
  #19
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 35 } الأخذ بالشريعة ضمان لحسن الخاتمة إن شاء الله تعالى ، لأنها الوحي السماوي التي بُلغت على لسان سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ، فليس هناك أفضل منها للتقرب إلى الله عزوجل ولاتباع مبلّغ الشريعة صلى الله عليه وسلم ، فالمريد الصادق ابن وقته وهو يستغل وقته لتغيير طبيعته البشرية حتى يكون ضاهره بشراً وباطنه ملكاً ، وهذا لا يكون إلا إذا عمل بمقتضى الإيمان .

{ 36 } اعلم أن اسم الواحدية يدل على أنه محيط بكل شئ ، واسم الأحدية يدل على أن كل شئ حي يشير إلى كل اسم له تعلق بالكون ، فالتجلي بالواحدية يحيط بكل شئ ، والتجلي بالأحدية بإراءة كل شئ لكل الأسماء .
والحاصل : كما أن الحياة برهان الأحدية ، فالموت دليل السرمدية والبقاء ، ففي كل شئ له شاهدان على أنه واجب وواحد ، وفي كل حي له آيتان على أنه أحد صمد. فالأحدية
ـــــــــــــــــــــ ص 50 ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تعلقها بالموجودات ، والواحدية تعلقها بالذات ، وكل ذي روح حي له تعلق بالصمدية .
{ 37 } بلاء المسلمين من أربع جهات :
1ً ـــــ تركهم للشريعة المحمدية ظاهراً وباطناً إلا من رحم ربي .
2ً ــــــ ابتلاؤهم بما ابتلى به بنو اسرائيل من تبرج النساء والعياذ بالله .
3ً ــــــ بعض أهل الإيمان اتخذوا الكافرين أولياء .
4ً ــــــ تركهم الاستشارة الإسلامية ، مع أنها أمرٌ مهمٌ ، أُمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم . بهذه الأمور تفكك المسلمون ، مع أن الله عزوجل أمرهم بالاجتماع والتعاون على البر والتقوى فقال : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة المائدة /2
خذوا بوصية الله عزوجل ، والأخذ بهذه الوصية إنما هو عمل بمقتضيات الإيمان ، فلابد من التعاون والتناصح ، وهذا لايكون إلا بالشفقة والرحمة والأخلاق الحميدة ، التعاون لايكون بالجفوة والأخلاق الذميمة ، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
{ 38 } الإكثار من كلمة التوحيد تغير الإنسان وتجعله ذهباً صرفاً ، ولكن لابد من كثرة الذكر مع الحضور التام ، وليس هناك شئ أفضل من الذكر بعد الصلاة ولو وُجِدَ لُقلتُه لكم ،
ــــــــــــــــــ ص 51 ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبالذكر يترقى الإنسان ويخفف طبيعته البشرية ، ومعرفة الله تعالى لاتكون إلا بتخفيف الطبيعة البشرية ، فإذا حصلت المعرفة والمعية مع الله تعالى فإن الطبيعة البشرية لاتطلب إلا بمقدار الحاجة .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 10-09-2008 الساعة 02:24 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008
  #20
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,180
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 39 } لو عرف الناس حقيقة الذكر وقيمته ، ماتركوه ليلاً ولا نهاراً ، ويكون مثلهم مثل الجائع الذي إذا لم يجد شيئاً أكل الحشيش ليسد جوعه .
والذكر يوقف صاحبه على الحقائق التالية :
1ً ــــ بكثرة الذكر يقف على حقيقة النفس الأمارة بالسوء ، وعلى خبثها ومكرها ، عند ذلك يخالفها ويعاديها .
2ً ــــ بكثرة الذكر يقف على حقيقة الشيطان ووسوسته فيخالفه ويعاديه .
3ً ــــ بكثرة الذكر يتهيأ القلب لتلقي الأنوار ، وعندها ينفسخ وينشرح ولا يرضى إلا بخالقه .
4ً ــــ بكثرة الذكر تتصل الروح بخالقها ، وتشتاق إلى موطنها الأصلي . وهذه هي السعادة الأبدية .
{ 40 } حضور مجالس الذكر في طريقتنا له ثلاث فوائد :
أولاً : الضعيف يقوى .
ثانياً : القوي يرقى .
ثالثاً : من كانت عنده شكوك وإشكالات ، فإنها تزول بحضور تلك المجالس ، فلا يجوز ترك هذه المجالس بدون عذر ، ولو كان

ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 52 ــــــــــــــــــــــــــــ

قوياً في سلوكه ، وحضور الضعيف من باب أولى ، وصاحب الإشكالات من باب أولى وأولى ، أنها مجالس يباهي الله بها الملائكة الكرام .
{ 41 } عليك بقراءة القرآن الكريم وقراءة التفاسير ، واعمل بما فهمت ، فإذا عملت بما علمت وتركت المعاصي علمت علماً لدنياً بإذن الله عزوجل ، وهذ العلم وهب ، وإن لم توهب ذلك ، فيكفيك سلامتك على دينك وإيمانك بتركك المعاصي .
{ 42 } حافظوا على تلاوة القرآن الكريم في كل يوم ، وعار على من كان في الطريق الشاذلي أن لا يقرأ في كل يوم جزءاً ، لأنه لايوجد أفضل من القرآن الكريم بعد الصلاة المفروضة ، وفهم معاني القرآن روح لإيمان العبد ، علينا أن نقوي الإيمان بتلاوة القرآن الكريم وفهم معانيه ، وإذا قوي الإيمان ببركة القرآن ، عندها يسهل علينا ، نتخلق بأخلاق رسول الله :extra58: ونرمي الأخلاق الذميمة ، نسأل الله أن يوفقنا لذلك .
{ 43 } أولو الألباب هم أهل الذكر والفكر ، ويسألون الله تعالى أن يميتهم مع الأبرار والأبرار فوق أولي الألباب ، وهم يسألون الله أن يدخلهم الجنة بغير حساب ، وحسنات الأبرار سيئات المقربين ، أما المقربون نسأل الله أن ينفعنا بهم ، هؤلاء ليس لهم دنيا يطلبونها ، ولا آخرة يفرحون بها ، هم بالله ولله ، مقصدهم

ــــــــــــــــــــ ص 53 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأعلى العبودية ، بدون التفات إلى مقامات .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 06-11-2013 01:41 PM
المنازل البهية في الوصايا الشاذلية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 2 09-05-2012 07:15 AM
من الوصايا الموجهة للنساء عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-02-2011 01:55 PM
الدرر في احصار المغازي والسير ل يوسف بن عبد البر النمري أشعري مالكي المكتبة الاسلامية 0 05-05-2010 10:48 PM
جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية عبدالقادر حمود المكتبة الاسلامية 17 01-27-2010 10:27 PM


الساعة الآن 01:49 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir