أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم اغفر لي ، وارحمني ،واهدني ، واجبرني، وعافني،وارزقني ، وارفعني           
العودة   منتديات البوحسن > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

إضافة رد
قديم 03-23-2011
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي المثنوي العربي النوري - نقطة من نور معرفة الله


المثنوي العربي النوري - ص: 419
الرسالة الثانية عشرة
الرسالة القيمة
نُقْطَةٌ
من نور عرفة الله جل جلاله 1
_____________________
1 طبعت هذه الرسالة باللغة التركية لأول مرة بمطبعة "اوقاف" باستانبول سنة 1337هـ (1918م) على ابواب ثلاثة ولم يدرج الاستاذ المؤلف هنا الاّ الباب الاول منها فترجمناه كاملاً.



المثنوي العربي النوري - ص: 420
ايضاح اذا ما دخلتُ بستاناً فلا اجني الا الأجود من الثمرات، حتى اذا ما تعبت في قطفها أجد المتعة واللذة. ولو وقع نظري على الفاسدة منها، أصرفه عنها، آخذاً بالقاعدة: "خذ ما صفا دع ما كدر"... هكذا أنا، فارجو أن يكون قرائي ايضاً مثلي.
يقال: ان كلامك لايُفهم بوضوح.
- نعم ! ماحيلتي.. هكذا ترد السانحات الى القلب.. فبينما اجدني كأنني اتكلم فوق منارة عالية، اذا بي - في احيان أخرى - أنادي من قعر بئر عميق.
فيا قارئي العزيز! ارجو ان تلاحظ في هذه الرسالة:
ان المتكلم: هو قلبي العاجز.
أما المخاطب: فهو نفسي العاصية.
بينما المستمع: هو ذلك الانسان الذي يتحرى الحقيقة.
وسنشير في هذه الرسالة الى ما نقصده بالذات - وهو التوحيد - في اربعة براهين عظيمة من بين براهينه التي لا تحصر...
سعيد النورسي
آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى والبعث بعد الموت حق، اشهد ان لا اله الاّ الله واشهد ان محمداً رسول الله.


المثنوي العربي النوري - ص: 421
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه اجمعين .
ان مقصودنا ومطلوبنا هو:
(الله لا الهَ الاّ هو الحي القيوم) (البقرة: 255) فمن بين براهينه التي لاتعد نورد هنا اربعة منها:
البرهان الاول: هو محمد صلى الله عليه وسلم. (وقد بسطنا هذا البرهان في رسالة "شعاعات") 1.
البرهان الثاني: هذا الكون وهذا الانسان الاكبر، ذلك الكتاب الكبير المنظور.
البرهان الثالث: هو القرآن الكريم.. ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه وهو الكلام المقدس.
البرهان الرابع: الوجدان الحي، أو الفطرة الشاعرة، الذي يمثل البرزخ ونقطة اتصال عالمي الغيب والشهادة. فالفطرة الشاعرة او الوجدان نافذة الى العقل ينشر منها شعاع التوحيد.البرهان الاول: وهو حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم
تلك المجهزة بالرسالة والاسلام، فمن حيث الرسالة تتضمن شهادة أعظم اجماع واوسع تواتر لجميع الانبياء عليهم السلام. ومن حيث الاسلام تحمل روح الاديان السماوية كلها وتصديقها المستند الى الوحي.
فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يبين للبشرية جمعاء وجود الله ووحدانيته في جميع اقواله الصادقة المصدّقة بمعجزاته الباهرة، وبشهادة الانبياء عليهم السلام وتصديق الاديان

_____________________
1 شعاعات من معرفة النبى صلى الله عليه وسلم رسالة صغيرة من مؤلفات سعيد القديم.



المثنوي العربي النوري - ص: 422
كلها. فهو صلى الله عليه وسلم يظهر ذلك النور باسم المصطفين الاخيار من البشرية الذين اتحدوا في هذه الدعوة.
تُرى هل يمكن ان يتسلل الباطل الى مثل هذه الحقيقة الباهرة التي تنال هذا القدر من التصديق، وتبصرها العيون النافذة في الحقائق، فتراها واضحة جلية خالصة لا شائبة فيها؟.. كلا.. ثم كلا.البرهان الثاني: وهو كتاب الكون
نعم ! ان حروف هذا الكتاب ونقاطه فرداً فرداً او مجموعة، يتلو كلٌ بلسانه الخاص:
(وان من شئ الاّ يسبّح بحمده) (الاسراء: 44). ويبين وجود الخالق العظيم ووحدانيته.. فكل ذرة في الكون تشهد شهادة صادقة على وجوب وجود الخالق الحكيم جل جلاله. فبينما تراها تتردّد بين امكانات واحتمالات غير متناهية، في صفاتها وذاتها وأحوالها ووجودها، اذا بها تنتعش وتسلك طريقاً معيناً، وتتصف بصفة معينة، وتتكيف بحالة منتظمة، وتسير وفق قانون مسدّد، وتتوجه الى قصد معين.. فتنتج حِكماً ومصالح تبهر الالباب.. فتزيد سطوع الايمان بالله في اللطيفة الربانية الممثلة لنموذج عوالم الغيب في الانسان. أفلا تنادي الذرة بلسانها الخاص وتصرّح بقصد صانعها الجليل، وبحكمته البالغة؟. فكل ذرة من الذرات كما انها تدل على الخالق الحكيم، بوجودها المنفرد، وبصفاتها الخاصة، وبكيفياتها المعينة، فان هذه الدلالة تتزايد، باعتبار كون الذرة جزءاً من مركبات متداخلة متصاعدة، ومن حيث الامكانات والاحتمالات التي تسلكها، اذ لها في كل مركب مقام، وفي كل مقام نسبة معينة وارتباط معين، وفي كل نسبة لها وظيفة خاصة، وفي كل موقع تحافظ على التوازن العام، وفي كل وظيفة تثمر مصالح شتى وحكماً عديدة. في كل مرتبة اذاً تتلو الذرة بلسانها الخاص دلائل وجوب وجود صانعها الجليل وتظهر قصد خالقها الحكيم، وكأنها ترتل الآيات الكريمة الدالة على الوحدانية. مثلها في هذا كمثل الجندي الذي له وظيفة معينة وارتباط خاص مع كلٍ من فصيله وفرقته والجيش كله.. ألا تكون اذاً البراهين الدالة على الله سبحانه وتعالى أكثر بكثير من عدد ذرات


المثنوي العربي النوري - ص: 423
الكون، فما يقال من أن: "الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق" انما هي حقيقة صادقة لا مبالغة فيها قط، بل قد تكون قاصرة. سؤال: لماذا لايرى الجميع بعقولهم الخالق العظيم ؟
الجواب: لكمال ظهوره جل وعلا، ولعدم الضد.
تأمل سطور الكائنات فانها من الملأ الاعلى اليك رسائل
فهذا الكتاب الكوني العظيم يتجلى فيه النظام بوضوح تام بحيث يُظهر النّظام كالشمس في رابعة النهار، فتظهر معجزة القدرة في كل كلمة أو حرف فيه. فتأليف هذا الكتاب البديع فيه من الاعجاز الباهر بحيث لو فرضنا - فرضاً محالاً - ان كل سبب من الاسباب الطبيعية فاعلاً مختاراً، لسجدت تلك الاسباب جميعاً - بكمال العجز - أمام ذلك الاعجاز، قائلة: سبحانك... لاقدرة لنا... انك انت العزيز الحكيم. اذ انك ترى أن في هذا الكتاب من النظم الدقيق المتشابك المتساند بحيث يلزم لايجاد نقطة في مكانها الصحيح قدرة مطلقة تستطيع ايجاد الكون كله، وذلك لأن كل حرف من حروفه - ولاسيما ما كان ذا حياة - له وجه ناظر الى كل جملة من جمل الكتاب، وله عين شاخصة اليها، بل ان كل كلمة فيه لها ارتباط وثيق مع كلمات الكتاب كلها.. فالذي خلق عين البعوضة اذاً هو خالق الشمس ايضاً، والذي نظّم معدة البرغوث هو الذي ينظم المنظومة الشمسية. فان شئت راجع كتاب "السانحات" لترى حقيقة الآية الكريمة:
(ما خلقكم ولا بعثكم اِلاّ كنفسٍ واحدة) (لقمان: 28). ولتشهد كيف يقطر شهدُ الشهادة الصادقة من لسان معجزة القدرة، النحل، الذي يمثل كلمة صغيرة من هذا الكتاب. او ان شئت فتأمل في نقطة من هذا الكتاب، في حيوان مجهري لا يُرى بالعين المجردة، لتشهد كيف انه يمثل نموذجاً مصغراً للكائنات. فالذي كتبه على هذه الصورة المعجزة كتب الكائنات. فلو امعنت النظر فيه لرأيته يضم من المكائن الدقيقة والاجهزة البديعة ما يثبت لك يقيناً انه لا يمكن ان يفوّض أمره الى الاسباب الجامدة البسيطة الطبيعية التى لا تميز بين الامكانات. الاّ اذا توهمت ان في كل ذرة شعورالحكماء وحكمة الاطباء ودهاء الساسة والحكام، وانها تتحاور فيما بينها دون وساطة !!. وما هذا الاّ


المثنوي العربي النوري - ص: 424
خرافة يخجل منها الخرافيون. فلا يمكن ان تكون تلك الماكنة الحية الصغيرة اذاً الاّ معجزة قدرة إلهية. ألا ترى ان العقول تنبهر امامها؟ فهي اذاً ليست من صنع الاسباب الطبيعية، بل من ابداع من يقدر على ايجاد الكائنات كلها وينظم شؤونها، اذ هو محال ان يجتمع اس اساس تلك الأسباب المادية وهو: القوة الجاذبة والقوة الدافعة معاً في جزء لايتجزأ للقيام بتلك الصنعة الحكيمة.
نعم ! ان ما يظنونه اساساً لكل شئ من جذب ودفع وحركة وقوة وامثالها، انما هو ناموس الهي يمثل قوانين عادات الله، واسم لها. فهذه القوانين مقبولة بشرط الاّ تنتقل من كونها قاعدة الى طبيعة فاعلة، ومن شئٍ ذهني الى حقيقة خارجية، ومن امرٍ اعتباري الى حقيقة مشهودة، ومن آلة قياس الى مؤثر حقيقي.سؤال: مع ان هذه الشهادة قاطعة، فكيف اذاً يعتقد البعض بأزلية المادة، وتشكّل الانواع من حركات الذرات (اي بالمصادفة) وامثالها من الامور ؟
الجواب: لمجرد اقناع النفس بشئ آخر (غير الايمان بالله)، ولأنهم لايدركون فساد الفكرة بالنظر السطحي التقليدي، ينشأ لديهم هذا الاحتمال. ولكن اذا قصد الانسان وتوجّه بالذات الى اقناع نفسه، فلابد انه سيقف على محالية الفكرة وبُعدها عن المنطق والعقل. ولو اعتقد بها فلا يعتقد الاّ بسبب التغافل عن الخالق سبحانه. فما اعجب الضلال !... ان من يضيق عقله عن ازلية الله سبحانه وايجاده الاشياء كلها - وهي صفة لازمة ضرورية للذات الجليلة - كيف يعطي تلك الازلية والايجاد الى ذرات غير متناهية والى اشياء عاجزة ؟!. فلقد اشتهرت حادثة: انه بينما كان الناس يراقيون هلال العيد، ولم يره احد، اذا بشيخ هرم يحلف انه قد رأى الهلال، ثم تبين ان مارآه لم يكن هلالاً بل شعرة بيضاء مقوسة قد تدلت من حاجبه! فاين تلك الشعرة من الهلال ؟ واين حركات الذرات من تشكيل الانواع؟.
ان الانسان لكونه مكرّماً فطرةً يبحث عن الحق دوماً، واثناء بحثه يعثر على الباطل احياناً فيخفيه في صدره ويحفظه. وقد يقع الضلالُ - بلا اختيار منه - على رأسه اثناء تنقيبه عن الحقيقة، فيظنه حقاً، فيلبسه كالقلنسوة على رأسه.!!


المثنوي العربي النوري - ص: 425
سؤال: ما هذه "الطبيعة" و"القوانين" و "القوى" التي يسلّون بها انفسهم؟
الجواب: ان الطبيعة هي شريعة إلهية كبرى أوقعت نظاماً دقيقاً بين افعال وعناصر واعضاء جسد الخليقة المسمى بعالم الشهادة. هذه الشريعة الفطرية هي التي تسمى بـ"سنة الله" و "الطبيعة" وهي محصلة وخلاصة مجموع القوانين الاعتبارية الجارية في الكون.
أما ما يسمونه بـ "القوى" فكل منها هو حكمٌ من احكام هذه الشريعة.
و"القوانين" كل منها عبارة عن مسألة من مسائلها.
ولكن لاستمرار احكام هذه الشريعة واطراد مسائلها توهّم الخيال فجسّمها في "الطبيعة" واعتبرها موجوداً خارجياً مؤثراً وحقيقة واقعية فاعلة، بينما هي امر اعتباري ذهني. فترى النفوس التي ترى الخيال حقيقة والامر الاعتباري الذهني امراً خارجياً ألبست هذه الطبيعة طور المؤثر الحقيقي. والحال لا يقنع القلبُ بأي مبرر، ولا يعجب الفكر بأي مسوغ، بل لاتأنس الحقيقة: بكون هذه الطبيعة الجاهلة مصدراً للاشياء. فما ساقهم الى هذه الفكرة غير المعقولة الاّ توهمهم انكار الخالق الجليل، وذلك لعجزهم عن ادراك آثار قدرته المعجزة المحيرة للعقول.
فالطبيعة مطبعة مثالية وليست طابعة، نقش لانقاشة، قابلة للانفعال لا فاعلة، مسطر لا مصدر، نظام لا نظّام، قانون لا قدرة، شريعة ارادية لا حقيقة خارجية.
فلو قدم شخص في ريعان الشباب الى هذا العالم البديع مباشرة، ودخل قصراً فخماً مزيناً بأروع الآثار وافترض لنفسه ان ليس هناك من أحد خارج البناء قد قام بتشييده وتزيينه، وبدأ يتحرى السبب الفاعل في ارجاء القصر، ووقع بصره على كتاب جامع لأنظمة القصر وخارطته، فانه يتصور - من جهله - ان هذا الكتاب هو الفاعل، لما ينعكس في شعوره من البحث عن علّة حقيقية، فيضطر الى هذه العلة بسبب افتراضه الموهوم مقدماً!. وهكذا البعض يسلّي نفسه بالطبيعة بسبب تغافله عن الخالق الجليل، فيضطر الى خداع نفسه بنفسه ويتيه في مثل هذه الامور الخارجة عن منطق العقل.


المثنوي العربي النوري - ص: 426
والشريعة الالهية اثنتان:
احداهما: الشريعة الآتية من صفة الكلام التي تنظم افعال العباد الاختيارية.
والثانية: الشريعة الآتية من صفة الارادة التي تسمى بالاوامر التكوينية والشريعة الفطرية وهي محصلة قوانين عادات الله الجارية في الكون.
فكما ان الشريعة الاولى عبارة عن قوانين معقولة، فان الشريعة الثانية ايضاً عبارة عن مجموع القوانين الاعتبارية، والتي تسمى - خطأ - بالطبيعة فهذه القوانين لاتملك التأثير الحقيقي ولا الايجاد، اللذين هما من خواص القدرة الالهية.
ولقد شرحنا - أثناء بياننا التوحيد - ان كل شئ مرتبط بالاشياء جميعاً، فلا شئ يحدث من دون الاشياء جميعاً. فالذي يخلق شيئاً قد خلق جميع الاشياء، لذا فليس الخالق لشئ الاّ الواحد الأحد الصمد. بينما الاسباب الطبيعية التي يسوقها أهل الضلالة هي متعددة، فضلا عن انها جاهلة لا يعرف بعضها بعضاً. علاوة على انها عمياء، وليس بين يديها الاّ المصادفة العمياء.. فـ
(قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) (الانعام: 91)
الخلاصة: ان الاعجاز الباهر الظاهر في النظام والتناسق والاطراد المشاهد في كتاب الكون الكبير - وهو برهاننا الثاني على التوحيد - يظهر بوضوح تام كالشمس الساطعة ان الكون وما فيه ليس الاّ آثار قدرة مطلقة وعلم لا يتناهى وارادة ازلية.
| سؤال: بم يثبت النظام والانتظام والتناسق ؟.
الجواب: ان العلوم الكونية التي توصل اليها الانسان، هي كالحواس لنوع الانسان وكالجواسيس تكشف له عن مجاهيل لا يصلها بنفسه. فبالاستقراء التام يمكنه ان يتوصل الى كشف ذلك النظام بتلك الحواس والجواسيس. فكل نوع من انواع الكائنات قد خصّ بعلم أو في طريقه الى ذلك، لذا يُظهر كلُ علمٍ ما في نوعه من انتظام ونظام بكلية قواعده، لأن كل علم في الحقيقة عبارة عن دساتير وقواعد كلية. وكلية القواعد تدل على حسن النظام؛ اذ ما لا نظام له لا تجري فيه الكلية. فالانسان مع انه قد لا يحيط بنفسه بالنظام كلّه الا انه يدركه بجواسيس العلوم، فيرى أن الانسان الاكبر - وهو العالم - منظمٌ كالانسان الأصغر سواءً بسواء. فما من شئ الاّ ومبني على اسس حكيمة، فلا عبث، ولا شئ سدىً.


المثنوي العربي النوري - ص: 427
فبرهاننا هذا ليس قاصراً -كما ترى - على اركان الكائنات واعضائها، بل يشمل الخلايا وجميع الكائنات الحية، بل يشمل الذرات جميعاً،فكلها لسان ذاكر يلهج بالتوحيد، والجميع يذكرون معاً: "لا اله الاّ الله" .البرهان الثالث: هو القرآن الحكيم:
اذا ما الصقت أذنك الى صدر هذا البرهان الناطق ستسمع حتماً انه يردد: "لا اله الاّ هو". فبرهاننا هذا يمثل شجرة عظيمة متشعبة الاغصان والفروع، تتدلى منها ثمرات الحق والحقيقة من كل جانب بغزارة ووفرة وحيوية، بحيث لا تدع لأحد أن يداخله ريب من أن بذرتها الاصيلة - وهي التوحيد - قوية، حقة، حية؛ اذ لايخفى ان البذرة الفاسدة لا تؤتي شجرتها الثمار الغضة كل حين.
أما غصن هذه الشجرة الوارفة الممتد الى عالم الشهادة. فهو يحمل اثمار الاحكام الصائبة الحقة، مثلما أن الغصن العظيم الممتد الى عالم الغيب غني بالثمرات اليانعة الحقة للتوحيد والايمان بالغيب.
فاذا ما شوهد هذا البرهان العظيم من جميع جوانبه لعُلم يقيناً ان الذي يعلنه واثق كل الثقة، من نتيجته - وهي التوحيد - ومطمئن اطمئناناً لا يشوبه تردد قط، اذ يبني جميع الامور على هذه النتيجة الرصينة، بل يجعلها حجر الزاوية لكل شئ في الوجود.. فمثل هذا الاساس الراسخ لا يمكن ان يكون تكلفاً وتصنعاً البتة، بل يجعل الاعجاز الباهر على هذا البرهان مستغنياً عن تصديق الآخرين له، فانباؤه كلها صدق، ثابتة وحق وحقيقة بنفسها.
نعم! ان الجهات الست لهذا البرهان المنير شفافة رائقة، فعليه الاعجاز الظاهر، وتحته: المنطق والدليل، وفي يمينه: استنطاق العقل، وفي يساره: استشهاد الوجدان، أمامه وهدفه: الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، نقطة استناده: الوحي المحض.. أفيجرأ وهمٌ ان يقتحم هذا الحصن الحصين ؟
وهناك اصول اربعة للعروج الى عرش الكمالات وهو "معرفة الله" جلّ جلاله:


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-23-2011
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: المثنوي العربي النوري - نقطة من نور معرفة الله

المثنوي العربي النوري - ص: 428
اولها: منهج الصوفية، المؤسس على تزكية النفس والسلوك الاشراقي.
ثانيها: منهج علماء الكلام المبني على "الحدوث والامكان" في اثبات واجب الوجود.
ومع ان هذين الأصلين قد تشعبا من القرآن الكريم، ألاّ أن البشر قد افرغهما في صور شتى، لذا اصبحا منهجين طويلين، وذوي مشاكل فلم يبقيا مصانين من الاوهام والشكوك.
ثالثها: مسلك الفلاسفة المشوب بالشكوك والشبهات والاوهام.
رابعها واولاها: طريق القرآن الكريم الذي يعلنه ببلاغته المعجزة، وبجزالته الساطعة، فلا يوازيه طريق في الاستقامة والشمول، فهو اقصر طريق الى الله، واقربه الى الله، واشمله لبني الانسان.
ولبلوغ عرش هذا الاصل هناك اربع وسائل: الالهام، التعليم، التزكية، التدبر.
هذا وان للقرآن الكريم في معرفة الله سبحانه، واثبات وحدانيته طريقين:
الاول: دليل العناية والغاية.
ان جميع الآيات الكريمة التي تعدّ منافع الاشياء، وتذكر حِكَمها، هي نسّاجة لهذا الدليل، ومظاهر لتجلي هذا البرهان.
وزبدة هذا الدليل هي: اتقان الصنع في النظام الاكمل في الكائنات، وما فيها من رعاية المصالح والحكم، اذ النظام المندمج في الكائنات، وما فيه من رعاية المصالح والحكم، يدل على قصد الخالق الحكيم وحكمته المعجزة، وينفي نفياً قاطعاً وهم المصادفة والاتفاق الاعمى. لأن الاتقان لا يكون دون اختيار. فكل علم من العلوم الكونية شاهد صدق على النظام، ويشير الى المصالح والثمرات المتدلية كالعناقيد في اغصان الموجودات، ويلوح في الوقت نفسه الى الحكم والفوائد المستترة في ثنايا انقلاب الاحوال وتغيّر الاطوار.
فان شئت فانظر الى علم الحيوان والنبات. فقد ثبت فيهما ان الانواع التي يزيد عددها على مئتي الف نوع، كل له اصل معين، وجدّ اكبر - مثلما الانسان له اصل


المثنوي العربي النوري - ص: 429
وهو آدم عليه السلام - وكل فرد من هذه الانواع الوفيرة كأنه ماكنة بديعة عجيبة تبهر الافهام. فلا يمكن ان تكون القوانين الموهومة الاعتبارية والاسباب الطبيعية العمياء الجاهلة، موجدة لهذه السلاسل العجيبة من الافراد والانواع. اي ان كل فرد، وكل نوع، يعلن بذاته أنه صادر مباشرةً من يد القدرة الالهية الحكيمة.
ويذكّرنا القرآن الكريم بهذا الدليل، في قوله تعالى:
(فارجع البصر هل ترى من فطور) (الملك: 3) بل يبينه على افضل واكمل وجه، اذ كما أنه يأمرنا بالتفكر في المخلوقات فانه يقرّر في الاذهان هذا الدليل - دليل العناية - بتعداده الفوائد والنعم، ومن بعد ذلك الاحالة الى العقل في خواتيم الآيات وفواصلها. فينبه العقل ويحرك الوجدان في امثال هذه الآيات:
(.. أو لا يعلمون) (.. أفلا تتذكرون) (.. فاعتبروا..) .
الدليل القرآني الثاني: هو دليل الاختراع. وخلاصته:
ان الله تعالى اعطى لكل فرد، ولكل نوع، وجوداً خاصاً، هو منشأ آثاره المخصوصة، ومنبع كمالاته اللائقة، اذ لانوع يتسلسل من الازل. لأنه من الممكنات ولبطلان التسلسل. وان الحقائق لا تنقلب بل ثابتة، والانواع المتوسطة لا تدوم سلاسلها، أما تحول الاصناف فهو غير انقلاب الحقائق، اذ ما يسمّونه من تغير صور المادة ما هو الاّ حادث، لأن حدوث بعضها مشهود، وبعضها الآخر يثبت بالضرورة العقلية. فالقوى والصور من حيث انها عرضية لاتشكل التباين الجوهري الموجود في الانواع. فلا يكون العرض جوهراً. ففصائل الانواع اذاً وميزات عموم الاعراض وخواصها قد ابدع واخترع من العدم البحت، اما التناسل في السلسلة فهو من الشرائط الاعتبارية الاعتيادية. فيا عجباً كيف تستوعب اذهان الضلالة أزلية المادة - وهي تنافي الازلية قطعاً - بينما تعجز تلك الاذهان عن ادراك ازلية الخالق الجليل التي هي من ألزم صفاته الضرورية؟
ثم كيف وجدت الذرات المتناهية في الصغر قوةً وثباتاً بحيث تقاوم اوامر القدرة الالهية، وتبقى ازلية، بينما الكون بعظمته منقاد الى تلك الاوامر انقياد طاعة وخضوع؟ وكيف يسند الابداع والايجاد - وهما من خواص القدرة الالهية - الى أعجز شئ وأهونه وهو الاسباب؟.


المثنوي العربي النوري - ص: 430
فالقرآن الكريم يرسخ هذا الدليل في آياته التي تبحث عن الخلق والايجاد، ويقرر: ان لا مؤثر الاّ الله وحده. فالاسباب لا تأثير لها تأثيراً حقيقيا، وانما هي ستائر امام عزة القدرة وعظمتها، لئلا يرى العقل مباشرة يد القدرة بالامور الخسيسة بنظره الظاهر، اذ ان لكل شئ جهتين:
احداهما: جهة الملك: وهي كالوجه الملون المطلي للمرآة، ترده الاضداد، وتصبح حقيرة، عظيمة، قبيحة، شريرة.. الخ. فالاسباب في هذا الوجه موجودة لأجل اظهار العظمة والعزة.
والجهة الثانية: جهة الملكوت: وهي كالوجه الشفاف للمرآة. هذه الجهة جميلة في كل شئ، اذ لا تأثير للاسباب فيها، فالوحدانية تقتضي هذا. وحيث ان كلاً من الحياة والروح والنور والوجود قد خرج من يد القدرة الالهية دون وساطة فالوجهان شفافان جميلان، اي: جميل ملكاً وملكوتاً.البرهان الرابع: هو وجدان الانسان المسمى بالفطرة الشاعرة.
اولاها: ان الفطرة لا تكذب، ففي البذرة ميلان للنمو، اذا قال: سأنبت، سأثمر، فهو صادق. وفي البيضة ميلان للحياة، اذا قال: سأكون فرخاً، فيكون باذن الله، وهو صادق. واذا قال ميلان التجمد في غَرفة من ماء: سأحتل مكاناً أوسع، فلا يستطيع الحديد - رغم صلابته - ان يكذّبه، بل صدقُ قوله يفتت الحديد. فهذه الميول انما هي تجليات الاوامر التكوينية الصادرة من الارادة الالهية.
النكتة الثانية: لا تقتصر حواس الانسان الظاهرة والباطنة على الحواس الخمسة المعروفة؛ حاسة السمع والذوق والبصر.. الخ، وانما له نوافذ كثيرة مطلة الى عالم الغيب، فله حواس كثيرة غير معلومة. فحاسة السَوق وحاسة الشوق لديه حواس لا تكذب ولا تزل.
النكتة الثالثة: لا يمكن ان يكون شئ موهوم مبدءاً لحقيقة خارجية. فنقطة الاستناد والاستمداد حقيقتان ضروريتان مغروزتان في الفطرة والوجدان، حيث أن الانسان مكرم وهو صفوة المخلوقات، فلولاهما لتردى الانسان الى اسفل سافلين، بينما الحكمة والنظام والكمال في الكائنات يردّ هذا الاحتمال.


المثنوي العربي النوري - ص: 431
النكتة الرابعة: ان الوجدان لا ينسى الخالق مهما عطّل العقلُ نفسه وأهمل عمله، بل حتى لو أنكر نفسه فالوجدان يبصر الخالق ويراه، ويتأمل فيه ويتوجه اليه. والحدس - الذي هو سرعة انتقال في الفهم - يحرّكه دائما. وكذا الالهام - الذي هو الحدس المضاعف - ينوّره دوماً. والعشق الالهي يسوقه ويدفعه دوماً الى معرفة الله تعالى، ذلك العشق المنبعث من تضاعف الشوق المتولد من تضاعف الرغبة الناشئة من تضاعف الميلان المغروز في الفطرة. فالانجذاب والجذبة المغروز في الفطرة ليس الاّ من جاذب حقيقي.
وبعد ما تبين لك هذه النكات، أمعن في الوجدان لترى كيف انه برهان مودع في نفس كل انسان يثبت التوحيد، ولتشاهد ايضاً ان قلب الانسان مثلما ينشر الحياة الى ارجاء الجسد فالعقدة الحياتية فيه وهي معرفة الله تنشر الحياة الى آمال الانسان وميوله المتشعبة في مواهبه واستعداداته غير المحدودة، كل بما يلائمه، فتقطر فيها اللذة والنشوة وتزيدها قيمة واهمية، بل تبسطها وتصقلها.. فهذه هي نقطة الاستمداد.
والمعرفة الالهية نفسها هي نقطة استناد للانسان امام تقلبات الحياة ودوّاماتها وامام تزاحم المصائب والنكبات وتواليها عليه، اذ الانسان ان لم يعتقد بالخالق الحكيم الذي كل امره نظام وحكمة، واسند الامور والحوادث الى المصادفات العمياء، وركن الى ما يملكه من قوة هزيلة لا تقاوم شيئاً من المصائب، فانه سينهار حتماً من فزعه وخوفه من هول ما يحيط به من بلايا، وسيشعر بحالات اليمة تذكّره بعذاب جهنم. وهذا ما لايتفق وكمال روح الانسان المكرم، اذ يستلزم سقوطه الى هاوية الذل والمهانة، مما ينافي النظام المتقن القائم في الكون كله، اي ان هاتين النقطتين: نقطة الاستمداد والاستناد ضروريتان لروح الانسان. فالخالق الكريم ينشر نور معرفته ويبثها في وجدان كل انسان من هاتين النافذتين - نقطة الاستمداد ونقطة الاستناد - فمهما اطبق العقل جفنه ومهما اغمض عينه.. فعيون الوجدان مفتحة دائماً.
وهكذا فشهادة هذه البراهين الاربعة العظيمة القاطعة تدلنا على: ان الخالق الجليل كما انه واجب الوجود، ازلي، واحد، أحد، فرد، صمد، عليم، قدير، مريد، سميع، بصير، متكلم، حي، قيوم، فهو متصف كذلك بجميع الاوصاف الجلالية والجمالية، لأن ما في المخلوقات من فيض الكمال انما هو مقتبس من ظل تجلي كمال


المثنوي العربي النوري - ص: 432
خالقه الجليل، فبالضرورة يوجد في الخالق سبحانه من الحسن والجمال والكمال ما هو أعلى بدرجات غير متناهية وبمراتب مطلقة من عموم ما في الكائنات من الحسن والكمال والجمال. ثم ان الخالق سبحانه منزّه عن كل النقائص، لأن النقائص انما تنشأ عن افتقار استعداد ماهيات الماديات وقابلياتها، وهو سبحانه وتعالى منزّه عن الماديات مقدس متعال عن لوازم واوصاف نشأت عن امكان ماهيات الكائنات.
(ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) (الشورى: 11)
فسبحان من اختفى لشدة ظهوره.
سبحان من استتر لعدم ضده.
سبحان من احتجب بالاسباب لعزته.سؤال: ما ترى في "وحدة الوجود"؟
الجواب: انه استغراق في التوحيد، وتوحيد ذوقي لا ينحصر في نظر العقل والفكر؛ اذ ان شدة الإستغراق في التوحيد - بعد توحيد الربوبيةوتوحيد الألوهية - يُفضي الى وحدة القدرة، اي: لا مؤثرفي الكون الاّ الله. ثم يؤدي هذا الى وحدة الادارة، وهذا يسوق الى "وحدة الشهود" ثم الى "وحدة الوجود". ومن بعدها رؤية وجود واحد ثم الى رؤية موجود واحد... فشطحات علماء الصوفية التي هي من قبيل المتشابهات لا تقام دليلاً على هذا المذهب. فالذي لم تتخلص روحهُ من تأثير الاسباب ولم تتجرد من دائرتها اذا ما تكلم عن وحدة الوجود يتجاوز حدّه. والذين يتكلمون به انما حصروا نظرهم في "واجب الوجود" حصراً بحيث تجرّدوا عن الممكنات فاصبحوا لا يرون الاّ وجوداً واحداً بل موجوداً واحداً.. نعم، ان رؤية النتيجة ضمن الدليل، أي رؤية الصانع الجليل ضمن موجودات العالم شئ ذوقي ولا يمكن بلوغها الاّ باستغراق ذوقي. فادراك حقيقة جريان التجليات الألهية في جداول الاكوان، وسريان الفيوضات الألهية في ملكوتية الاشياء، ورؤية تجلي الاسماء والصفات في مرايا الموجودات.. اقول: ان ادراك هذه الحقائق أمرٌ ذوقي. الاّ ان أصحاب مذهب وحدة الوجود لضيق الالفاظ عبّروا عن هذه الحقيقة بالألوهية


المثنوي العربي النوري - ص: 433
السارية والحياة السارية في الموجودات، وحينما حصر أهل الفكر والعقل هذه الحقائق الذوقية في مقاييس فكرية وعقلية جعلوها مصدر كثير من الأوهام والافكار الباطلة.
ثم ان ما لدى الفلاسفة الماديين ومن وهنت عقيدتهم من المفكرين من مذهب "وحدة الوجود" وما لدى الأولياء منه بوناً شاسعاً وفروقاً كثيرة بل انهما متضادان ونقيضان. فهناك خمسة فروق بينهما:
الفرق الاول: ان علماء الصوفية قد حصروا نظرهم في "واجب الوجود" واستغرقوا في التأمل فيه بكل قواهم حتى أنكروا وجود الكائنات ولم يعودوا يرون في الوجود الاّ هو. اما الآخرون (الفلاسفة الماديون وضعفاء الايمان) فقد صرفوا كل تفكيرهم ونظرهم في المادة حتى ابتعدوا عن أدراك الألوهية بل أوْلَوا المادة أهمية عظيمة حتى جعلتهم لا يرون من الوجود الاّ المادة بل تمادوا في الضلالة بحيث مزجوا الالوهية في المادة بل استغنوا عنها لشدة حصرهم النظر في الكائنات.
الفرق الثاني: ان ما لدى الصوفية من وحدة الوجود تتضمن وحدة الشهود في حين مالدى الآخرين يتضمن وحدة الموجود.
الفرق الثالث: ان مسلك الاولياء مسلك ذوقي بينما مسلك الآخرين مسلك عقلي.
الفرق الرابع: يحصر الأولياء نظرهم في الحق تعالى ثم ينظرون نظراً تبعياً ثانوياً الى المخلوقات بينما الآخرون يحصرون نظرهم أولاً وبالذات في المخلوقات.
الفرق الخامس: ان الاولياء عبّاد الله ومحبوه بينما الفلاسفة يعبدون أنفسهم وهواهم، فاين الثرى من الثريا.. واين الضياء الساطع من الظلمة الدامسة.
تنوير:
لو افترض - مثلاً - ان الكرة الأرضية قد تشكلت من قطع زجاجية صغيرة جداً ومختلفة الالوان، فلا شك ان كل قطعة ستستفيض من نور الشمس حسب تركيبها وجرمها ولونها وشكلها.
فهذا الفيض الخيالي ليس الشمس بذاتها ولا ضياؤها بعينه.


المثنوي العربي النوري - ص: 434
فلو نطقت ألوان الازهار الزاهية المتجددة والتي هي تجليات ضياء الشمس وانعكاسات ألوانه السبعة، لقال كل لون منها:
ان الشمس مثلي. او ان الشمس تخصّني انا.
آن خيالاتى كه دام اولياست عكس مهروبان بستان خداست 1
ولكن مشرب أهل وحدة الشهود هو: الصحو والتمييز والانتباه، بينما مشرب اهل وحدة الوجود هو: الفناء والسكر. والمشرب الصافي هو مشرب الصحو والتمييز.
(تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذاته فانكم لن تقدروا) 2
حقيقة المرء ليس المرء يدركُهــــَا فكيف كيفيـة الجبــار ذي القدم
هو الذي ابدع الاشياءَ وأنشأها فكيف يُدركهُ مستحدثُ النَّسَمِ 3
***
هذا ولم يدرج هنا القسم الثاني - الذي يخص بقاء الروح - من رسالة "نقطة" حيث أوفته حق الايفاء الكلمة التاسعة والعشرون والكلمة العاشرة "الحشر". فنحيل القارى الكريم اليهما. اما القسم الثالث الذي هو عبارة عن اربعة عشر درساً فقد نشر مستقلاً تحت عنوان "المدخل الى النور".
سعيد النورسي
____________________
1 اى: "ان الخيالات التي هي شِباكُ الاولياء انما هي مرآة عاكسة تعكس الوجوه النيرة في حديقة الله" والبيت لجلال الدين الرومي في مثنويه ج1 / 3 .
2 حديث حسن : اخرجه الطبراني في الاوسط 6456 واللالكائي في السنة 1 / 119 /1-2 والبيهقي في الشعب 1 / 75 ( الاحاديث الصحيحة 1788 وله شواهد اخرى حسنة). وانظر المجمع 1 / 81 وحلية الاولياء 6 / 66 - 67 وصحيح الجامع الصغير 2972و 2973
3 ينسب الى الامام علي كرّم الله وجهه - ديوان الامام علي ص 185 - بيروت.
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-26-2011
  #3
فراج يعقوب
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,269
معدل تقييم المستوى: 16
فراج يعقوب is on a distinguished road
افتراضي رد: المثنوي العربي النوري - نقطة من نور معرفة الله

أمدك الله بمدد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
__________________
اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكوثر صلاة لاتعد ولاتكيف ولاتحصر ننال بها الرضوان الأكبر وجواره يوم المحشر وعلى آله وسلم
فراج يعقوب غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-27-2011
  #4
عمر
محب جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 18
معدل تقييم المستوى: 0
عمر is on a distinguished road
افتراضي رد: المثنوي العربي النوري - نقطة من نور معرفة الله

جزاكم الله خيرا"كثيرا"
عمر غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2011
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: المثنوي العربي النوري - نقطة من نور معرفة الله

اللهم امين


حياكم الله وبياكم
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011
  #6
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
افتراضي رد: المثنوي العربي النوري - نقطة من نور معرفة الله

بارك الله بكم و جزيتم خيرا
__________________
ابو خالد الحسيني
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2011
  #7
حمامة المدينة
مشرفة القسم العام وقسم التراث والتاريخ
 الصورة الرمزية حمامة المدينة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 645
معدل تقييم المستوى: 15
حمامة المدينة will become famous soon enough
افتراضي رد: المثنوي العربي النوري - نقطة من نور معرفة الله

__________________
حمامة المدينة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 04-21-2011
  #8
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: المثنوي العربي النوري - نقطة من نور معرفة الله

وبكم حياكم الله وبياكم
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المثنوي العربي النوري - شُعْلَةٌ عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 03-23-2011 08:21 PM
المثنوي العربي النوري - ذرة عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 1 03-23-2011 08:04 PM
المثنوي العربي النوري - زهرة عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 3 03-23-2011 08:01 PM
المثنوي العربي النوري - حبة عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 3 03-23-2011 07:55 PM
المثنوي العربي النوري - لمعات عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 2 03-23-2011 07:27 PM


الساعة الآن 10:38 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir